08-25-2011
|
#11
|
الأُمورُ وأُنْجِزَ المَوعودُ
قُضِيَ الأُمورُ وأُنْجِزَ المَوعودُ
واللهُ ربّي ماجدٌ محمودُ
ولهُ الفواضلُ والنوافلُ والعلا
ولَهُ أثيثُ الخَيرِ والمَعْدُودُ
ولقد بلتْ إرمٌ وعادٌ كيدهُ
ولقد بلتهُ بعدَ ذاكَ ثمودُ
خَلُّوا ثِيابَهُمُ على عَوْراتِهِمْ
فهُمُ بأفنِيَة ِ البُيُوتِ هُمُودُ
ولقد سئمتُ منَ الحياة ِ وطولِها
وسؤالِ هذا الناسِ كيفَ لبيدُ
وغَنيتُ سَبتاً قبلَ مُجرَى داحسٍ
لوْ كانَ للنَّفسِ اللَّجوجِ خُلُودُ
وشهدتُ أنجية َ الأفاقة ِ عالياً
كعبي، وأردافُ الملوكِ شهودُ
وأبُوكِ بسرٌ لا يفندُ عمرهُ
وإلى بِلى ً ما يُرْجَعَنَّ جَديدُ
غَلَبَ العَزاءَ وكُنتُ غيرَ مُغَلَّبٍ
دَهْرٌ طَويلٌ دائِمٌ مَمدُودُ
يومٌ إذا يأتي عليَّ وليلة ٌ
وكِلاهُما بَعْدَ المَضاء يَعُودُ
وأراهُ يأتي مثْلَ يَوْمِ لَقِيتُهُ
لم ينصرمُ وضعفتُ وهوَ شديدُ
وحَمَيتُ قَوْمي إذْ دَعَتني عامِرٌ
وتقدمتْ يومَ الغبيطِ وفودُ
وتَداكأتْ أركانُ كلِّ قَبيلَة ٍ
وفَوارِسُ الملكِ الهُمامِ تَذودُ
أكرَمتُ عِرْضي أن يُنالَ بنَجْوَة ٍ
إنَّ البريء منَ الهناتِ سعيدُ
ما إنْ أهابُ إذا السُّرادِقُ غَمَّهُ
قرعُ القسيُّ وأرعشَ الرّعديدُ
|
|
|
08-25-2011
|
#12
|
ما إنْ تعرّي المنونُ منْ أحدِ
ما إنْ تعرّي المنونُ منْ أحدِ
لا والدٍ مشفقٍ ولا ولدِ
أخشَى على أربدَ الحتوفَ وَلا
أرْهَبُ نوءَ السِّماكِ والأسدِ
فَجَّعَني الرَّعدُ والصَّواعِقُ بالـ
فارِسِ يومَ الكريهة ِ النّجدِ
الحاربِ الجابر الحريبَ إذا
جاء نكيباً وإنْ يعدْ يعدِ
يَعْفُو عَلى الجَهْدِ والسّؤالِ كما
أُنزلَ صوبُ الربيعِ ذي الرّصدِ
لمْ يبلغِ العينَ كلَّ نهمتِها
لَيلَة َ تُمسي الجِيادُ كالقِدَدِ
كُلُّ بَني حُرَّة ٍ مَصِيرُهُمُ
قُلٌّ وإنْ أكثَرْتَ مِنَ العَدَدِ
إنْ يغبطُوا يهبطُوا وإنْ أمرُوا
يَوْماً يَصِيرُوا للهُلْكِ والنَّكَدِ
يا عَينُ هّلاَّ بَكَيْتِ أرْبَدَ إذْ
قمْنا وقامَ الخصومُ في كبدِ
وعَينِ هَلاَّ بَكَيْتِ أرْبَدَ إذْ
ألوتْ رياحُ الشّتاء بالعضدِ
فأصبحتْ لاقحاً مصرمة ً
حينَ تَقَضَّتْ غَوابِرُ المُدَدِ
إنْ يَشْغَبُوا لا يُبَالِ شَغْبَهُمُ
أوْ يَقْصِدوا في الحُكومِ يَقْتَصِدِ
حُلْوٌ كَريمٌ وَفي حَلاوَتِهِ
مُرٌّ لَطيفُ الأحْشاءِ والكَبِدِ
الباعِثُ النَّوْحَ في مآتِمِهِ
مِثْلَ الظِّبَاء الأبْكارِ بالجَرَدِ
|
|
|
08-25-2011
|
#13
|
لنْ تفنيَا خيراتِ أرْ
لنْ تفنيَا خيراتِ أرْ
بدَ فابكِيَا حتّى يعودَا
قُولا هُوَ البَطَلُ المُحَا
مي حِينَ يُكْسَوْنَ الحَديدَا
وَيَصُدُّ عَنَّا الظّالِميـ
ـنَ إذا لَقِينَا القَوْمَ صِيدَا
فاعتاقهُ ريْبُ البريّـ
ـة ِ إذْ رَأى أنْ لا خُلُودَا
فَثَوَى ولَم يُوجَعْ ، ولَمْ
يُوصَبْ ، وكانَ هُوَ الفَقِيدا
|
|
|
08-25-2011
|
#14
|


راحَ القطينُ بهَجْرٍ بَعدَما ابتَكَرُوا
راحَ القطينُ بهَجْرٍ بَعدَما ابتَكَرُوا
فَما تُواصِلُهُ سلمَى ومَا تذَرُ
مَنْأى الفَرُورِ فَما يأتي المُريدَ ومَا
يَسلُو الصدودَ إذا ما كانَ يقتدرُ
كأنَّ أظْعانَهُمْ في الصُّبْحِ غادِيَة ً
طَلحُ السَّلائلِ وَسطَ الرَّوْضِ أوْ عُشَرُ
أو باردُ الصَّيفِ مسجورٌ، مزارعُهُ
سُودُ الذوائِبِ مما متعتْ هَجرُ
جَعلٌ قصارٌ وعيدانٌ ينوءُ بِهِ
منَ الكوافِرِ مكمومٌ ومهتصرُ
يَشربَنَ رفْهاً عِراكاً غيرَ صادِرَة ٍ
فكُلُّها كارِعٌ في الماء مُغْتَمِرُ
بينَ الصفَّا وخليجِ العَينِ ساكنة ٌ
غُلْبٌ سواجدُ لم يدخُلْ بها الحَصَرُ
وَفي الحُدوجِ عَرُوبٌ غَيرُ فاحِشَة ٍ
رَيّا الرَّوادِفِ يَعشَى دُونَها البَصَرُ
كأنَّ فاها إذا ما الليلُ ألْبَسهَا
سَيابَة ٌ ما بِها عَيْبٌ ولا أثَرُ
قالتْ غداة َ انتَجَيْنا عندَ جارَتها:
أنتَ الذي كنتَ، لوْلا الشّيبُ وَالكِبرُ
فقلت: ليسَ بَياضُ الرَّأسِ من كِبرٍ
لوْ تَعلمينَ، وعندَ العالِمِ الخَبرُ
لوْ كانَ غيري، سليمى ، اليومَ غيرهُ
وقعُ الحوادِثِ، إلى الصارمُ الذَّكرُ
ما يمنعُ الليلُ مِنّي ما هَممْتُ بِهِ
وَلا أحارُ إذا ما اعتادَني السَّفَرُ
إنَي أُقاسي خُطوباً ما يَقُومُ لَهَا
إلاَّ الكِرامُ على أمْثالِها الصُّبُرُ
مِن فَقدِ مولى ً تَصُورُ الحيَّ جَفنَتُهُ
أوْ رُزْء مالٍ، ورُزْءُ المالِ يُجْتَبَرُ
والنِّيبُ، إنْ تَعْرُ مِنّي رمَّة ً خَلَقاً
بَعْدَ المَمَاتِ، فإنّي كنت أثَّئِرُ
وَلا أضِنُّ بمَعروفِ السَّنَامِ إذا
كانَ القُتارُ كَما يُستروَحُ القُطُرُ
ولا أقولُ إذا ما أزْمَة ٌ أزَمَتْ
يا وَيْحَ نفسيَ ممّا أحدَثَ القدَرُ
وَلا أضِلُّ بأصْحابٍ هَدَيْتُهُمُ
إذا المُعَبَّدُ في الظّلْماء يَنتَشِرُ
وأُرْبِحُ التَّجْرَ إن عَزَّتْ فِضالُهُمُ
حتى يعودَ، سليمى ، حولهُ نفرُ
غَرْبُ المَصَبَّة ِ مَحْمُودٌ مَصَارِعُهُ
لاهي النهارِ لسيرِ الليلِ محتقرُ
يروي قوامحَ قبلَ الليلِ صادقة ً
أشبَاهَ جِنٍّ عَلَيها الرَّيْطُ والأُزُرُ
إنْ يُتْلِفوا يُخلِفوا في كلِّ مَنْقَصًة ٍ
ما أتلفوا، لابتغاء الحمدِ، أوْ عَقَرُوا
نُعطي حُقوقاً على الأحسابِ ضامِنة ً
حَتّى يُنَوِّرَ في قُرْيانِهِ الزَّهَرُ
وأقطَعُ الخَرْقَ قد بادَتْ مَعَالِمُهُ
فمَا يُحسُّ بهِ عينٌ ولا أثَرُ
بِجَسْرَة ٍ تَنْجُلُ الظُّرَّانَ ناجِيَة َ
إذا توقَّدَ في الدَّيمومة ِ الظُّرَرُ
كأنّهَا بَعْدَما أفْنَيْتُ جُبْلتها
خَنْساءُ مَسْبُوعَة ٌ قَد فاتَها بَقَرُ
تَنْجُو نَجَاءَ ظَلِيمِ الجَوِّ أفْزَعَهُ
ريحُ الشَّمَالِ وشَفّانٌ لها دِرَرُ
باتَت إلى دَفِّ أرْطاة ٍ تحفِّرهُ
في نَفْسها من حَبيبٍ فاقِدٍ ذكرُ
إذا اطمَأنَّتْ قليلاً بَعدَما حَفَرَتْ
لا تطمئنُّ إلى أرطاتِها الحفَرُ
تبني بيوتاً على قَفْرٍ يهدِّمُها
جَعْدُ الثّرَى مُصْعَبٌ في دَفّه زَوَرُ
لَيْلَتَها كُلَّها حتى إذا حَسَرَتْ
عَنها النّجومُ، وكادَ الصُّبحُ يَنسَفِرُ
غَدَتْ على عَجَلٍ، والنّفسُ خائفَة ٌ
وآيَة ٌ مِنْ غُدُوٍّ الخائِفِ البُكَرُ
لاقَتْ أخَا قَنَصٍ يَسْعَى بأكْلُبِهِ
شَئْنَ البَنانِ لدَيْهِ أكلُبٌ جُسُرُ
وَلَّتْ فَأدْرَكَها أُولَى سَوَابِقِها
فأقْبَلَتْ ما بِها رَوْعٌ وَلا بَهَرُ
فقاتَلَتْ في ظِلالِ الرَّوْعِ واعتكَرَتْ
إنَّ المُحاميَ بَعدَ الرَّوْعِ يَعْتَكِرُ
|
|
|
08-25-2011
|
#15
|
وَلمْ تَحْمَ عَبدُ اللّهِ، لا درَّ دَرُّها،
وَلمْ تَحْمَ عَبدُ اللّهِ، لا درَّ دَرُّها،
على خيرِ قَتْلاها، ولم تَحْمَ جَعفرُ
ولمْ تَحْمَ أولادُ الضِّبابِ كأنَّمَا
تُساقُ بِهِمْ وَسْطَ الصَّريمَة ِ أَبكُرُ
وَدَوْكُمْ غَضَا الوادي فلم تَكُ دِمنة ٌ
وَلا ترة ٌ يسعَى بها المتذكِّرُ
أجِدَّكُمُ لمْ تَمْنَعُوا الدَّهرَ تَلْعَة ً
كما منعتْ عرضَ الحجازِ مبشّرُ
لَوَشْكانَ ماأعطَيتني القَوْمَ عَنْوَة ً
هيَ السُّنَّة ُ الشَّنْعاءُ والطّعْنُ يَظْأرُ
لشتانَ حربٌ أوْ تبوءُوا بخزية ٍ
وَقد يَقبَلُ الضَّيمَ الذَّليلُ المُسَيَّرُ
|
|
|
08-25-2011
|
#16
|
يا بشرُ بشرَ بني إيادٍ أيّكُمْ
يا بشرُ بشرَ بني إيادٍ أيّكُمْ
أدّى أريكة َ يومَ هضبِ الأجشرِ
يَتَرادَفُ الولدانُ فَوْقَ فَقَارِها
بِنِهَا الرّدافِ إلى أسنة ِ محضرِ
جاءَتْ على قتبٍ وعدلِ مزادَة ٍ
وأَرَحْتُمُوها مِنْ علاجِ الأيْصَرِ
|
|
|
08-25-2011
|
#17
|


مَنْ كانَ مِنّي جاهلاً أوْ مغمّراً
مَنْ كانَ مِنّي جاهلاً أوْ مغمّراً
فَما كانَ بدعاً منْ بلائيَ عامرُ
ألِفْتُكَ حتّى أخْمَرَ القوْمُ ظِنَّة ً
عليَّ بنُو أُمِّ البنينَ الأكابِرُ
ودافعتُ عنكَ الصّيدَ مِن آلِ دارمٍ
ومِنهُمْ قَبيلٌ في السُّرادِقِ فاخِرُ
فقيمٌ وعبدُ اللهِ في عزِّ نهشلٍ
بِثَيْتَلَ، كُلٌّ حاضِرٌ مُتَناصِرُ
فذدتُ معدّأً والعبادَ وطيئاً
وكَلباً كَمَا ذِيدَ الخِماسُ البَوَاكِرُ
على حينَ مَنْ تَلْبَثْ عَلَيهِ ذَنُوبُهُ
يجدْ فقدَها، وفي الذنابِ تداثرُ
وسُقْتُ رَبِيعاً بالفنَاءِ كأنّهُ
قريعُ هجانٍ يبتغي منْ يخاطرُ
فأفحمتهُ حتّى استكانَ كأنّهُ
قريحُ سلالٍ يكتفُ المشيَ فاترُ
ويومَ ظعنتمْ فاصْمعدّتْ وفودكُمْ
بأجمادِ فاثورٍ كريمٌ مصابرُ
ويَوْمَ مَنَعْتُ الحَيَّ أنْ يَتَفَرَّقُوا
ينجرانَ، فقري ذلك اليومَ فاقِرُ
ويوماً بصحراءِ الغبيطِ وشاهِدي الـ
ـمُلُوكُ وأرْدافُ المُلوكِ العَراعِرُ
وفي كلِّ يومٍ ذي حفاظٍ بلوتَني
فقمتُ مقاماً لم تقمهُ العَواوِرُ
ليَ النصرُ منهمْ والولاءُ عليكمُ
وما كنتُ فَقْعاً أنْبَتَتْهُ القَرَاقِرُ
وأنتَ فَقيرٌ لمْ تُبَدَّلْ خَلِيفَة ً
سِوايَ، وَلمْ يَلْحَقْ بَنُوكَ الأصاغرُ
فقلتُ ازدجرْ أحناءَ طيرِكَ واعلمنْ
بأنّكَ إنْ قَدَّمْتَ رِجْلَكَ عاثِرُ
وإنَّ هوانَ الجَارِ للجَارِ مُؤلِمٌ
وفاقرة ٌ تأوي إليْها الفواقِرُ
فأصْبَحْتَ أنَّى تأتِها تَبْتَئِسْ بِها
كلا مرْكبيْها تحتَ رِجليك شاجرُ
فإنْ تَتَقَدَّمْ تَغْشَ منها مُقَدَّماً
عظيماً وإنْ أخرتَ فالكفلِ فاجِرُ
وما يكُ منْ شيءٍ فقدْ رُعتَ روعة ً
أبا مالِكٍ تَبيَضُّ مِنها الغَدائِرُ
فلوْ كانَ مولايَ أمرأً ذا حفيظة ٍ
إذاً زفَّ راعي البهمِ والبهمُ نافِرُ
فَلا تبغيني إنْ أخذتَ وسيقة ً
منَ الأرْضِ إلاَّ حيثُ تُبغى الجعافرُ
أُولئِكَ أدْنَى لي وَلاءً ونَصْرُهُمْ
قَريبٌ، إذا ما صَدَّ عَنّي المَعَاشِرُ
متى تَعْدُ أفْراسي وَرَاءَ وَسِيقَتي
يَصِرْ مَعْقِلَ الحَقِّ الذي هوَ صَائِرُ
فجمَّعتُها بعدَ الشتاتِ فأصبحتْ
لدَى ابنِ أسيدٍ مؤنقاتٌ خناجرُ
|
|
|
| | | | | | |