![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. } |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]()
الفصل الخامس
____ عادت يُمنى إلى الواقع , حين جلست بجانبها الفتاة نفسها ( لمياء ) . لتضع الشوكولاتة بحجرها , وتلتفت إليها . لمياء / انتي وش مجلسك هنا من زمان أدور عليك . يُمنى / ليش تبين مني شيء ؟ لمياء بإحراج / لا يعني بس كنت ابى أجلس معك , لو ما عندك مانع . ابتسمت لها يُمنى / خذي راحتك . نظرت إليها بصمت لعدة ثوانِ , قبل أن تمد يدها وتبعد الخصلة عن وجه يُمنى . استغربت يُمنى وارتبكت . ابتسمت لمياء / كذا أحلى , لا تخبينها لأنها ميزتك يا يُمنى . يُمنى / بس من دخلت المدرسة والكل يطالع فيني ويهمس , هالشيء مضايقني . لمياء / يعني بيسكتون لو غطيتيها ؟ ما عليك خذي راحتك وخلي اللي يتكلم يتكلم . أومأت يُمنى بصمت . لتتحدث لمياء مرة أخرى , وتسأل / من إيش هالندبة ؟ يُمنى بابتسامة مقتضبة / ضروري أجاوب ؟ استغربت لمياء / لا عادي , براحتك . أسندت يُمنى ظهرها على الحائط , وتكتفت بصمت. انتهى اليوم الدراسي أخيرا . بالرغم من خلوه من الحصص الدراسية إلا القليل فقط , إلا أنها كانت متعبة بشدة . ربما لأنها لم تحضر أي حصة منذ 10 سنوات . كانت منهكة القوى حين نزلت إلى الأسفل . وجلست على أحد المقاعد الخارجية , تنتظر قدوم حسناء . تحاول تجاهل الفتيات من حولها , وتجاهل تلك النظرات . رفعت رأسها حين وقفت أمامها احداهن , كانت بشرى / انتظري شوي بجيب عبايتي وأجيك . حدقت إليها يُمنى باستغراب وهي , ماذا تقصد بشرى ؟ ارتدت عباءتها ووقفت تنتظر بشرى حتى أتت إليها / بشرى شالسالفة بتروحين معي ؟ بشرى / انتي بتروحين معي , مساعد اتفق مع حسناء , هو بيرجعك كل يوم . تنهدت يُمنى بضيق , وهي تركب بجانب مساعد . الذي حياها وبارك لها للمرة المليون . قبل أن تعيد هي مقعدها إلى الخلف قليلا وتريح ظهرها / شكلك تعبتي ؟ كيف كان أول يوم دراسة ؟ يُمنى / عادي .. حسيت نفسي بوسط بزران والله , كل ما شفت المعلمات حسيت بالإنتماء هههههههههه . بشرى / عادي يمكن لأنه أول يوم , بتتعودين مع الأيام . يُمنى / أتعود على إيش يا شيخة ؟ كل ما مشيت قدام أحد طالع فيني وهمس بشيء , يا عشان حجمي لأني صايرة قد البقرة , أو عشان هالندبة اللي خلتني نجمة ساطعة ملفتة للانتباه يا حليلي . تضايق مساعد من أجلها , وهو يعلم كم تتحسس من موضوع الندبة , مع ذلك ترفض إجراء أي تجميل . أكملت يُمنى بعد صمت قصير / ماحد قرب مني غير بنت وحدة من ثالث , وإيش اللي يخليهم يقربون مني أصلا ؟ واضح من الحين بكون وحيدة لين أتخرج . بشرى / خليك إيجابية يُمنى إيش هالكلام ؟ لو مانتي قادرة تنسجمين مع البزران على قولك بعرفك على المعلمات الصغيرات اللي توهم متعينين ولا تفكرين تكونين وحيدة . التفتت إليها تصطنع الغضب / إيش قصدك ؟ قصدك إني كبرت وفاتني القطار واللي قدي الحين معلمات مو طالبات في المتوسط صح ؟ نظرت إليها بشرى بدهشة , قبل أن تضربها على رأسها بخفة / إيوا هذا قصدي . نظرت إليها يُمنى بحنق وعادت تريح ظهرها مرة أخرى . حتى أغمضت عيناها وغفت دون أن تشعر . انتبه إليها مساعد , وزاد برودة التكييف . حتى توقفت السيارة , وانتبهت هي . اعتدلت بجلستها لتسأل باستغراب / ليش وقفت هنا ؟ مساعد / حاب أغديكم اليوم على حسابي , بمناسبة رجوعك لمقاعد الدراسة . نظرت إليه بصمت , قبل أن تقول بضيق وهدوء / مساعد اسمعني , كفاية قاطع مشوار ساعتين للمدرسة , وكفاية بعد إنه بشرى نقلت عشاني , يعني كل يوم بتتعبون ساعتين جية وساعتين روحة وكلها بسببي , ليش تكلف على نفسك وتجيبني هنا ؟ مساعد / وش فيها إذا جبتك هنا ؟ ولا قطعت مشوار ساعتين عشان أوصلك البيت ؟ صرخت على حين غرة / موعاجبني هالشيء , موعااجبني إنكم قاعدين تتعبون عشاني وتراعون خاطري لهالدرجة يا مساعد , خلاص إلى هنا وكفاية . ظل مساعد ينظر إليها بذهول وغير تصديق , بشرى فعلت المثل , قبل أن تقول / مسرع يا يُمنى بان عليك تأثير حسناء . التفتت إليها بقوة , وعيناها محمرتان من الغضب / هذا ما هو تأثير يُمنى , بس أنا وأخيرا حسيت على نفسي وبديت أستحي على وجهي , وأبيكم توقفون هالشفقة . أنهت عبارتها وصدرها يعلو ويهبط من الانفعال . ابتسم مساعد من الدهشة / شفقة ؟ يعني بعينك كل شيء صار حتى الآن وكل شيء قدمناه كان بداعي الشفقة ؟ يُمنى / إيه , لو ما صار معي كل اللي صار , وما واجهتني هالظروف كنتوا بتسوون كل اللي سويتوه إلى الآن ؟ ردت بشرى / طبعا يا يُمنى ليش لا ؟ يُمنى بغيظ / طيب خلاص مثل ما قلت إلى هنا وكفاية , مساعد لا عاد تجي عشان ترجعني البيت , يا تجيني حسناء أو أشوف لي سواق , أما إنك تجي بس عشان توصلني أنا ما أبي هالشيء لو سمحت , وانتي بعد يا بشرى يا ترجعين لمدرستك أو تمسكين سواق وما تتعبين مساعد . عمّ الهدوء بداخل السيارة . قبل أن يطفيء مساعد المحرك بصمت ويخرج . وتتبعه بشرى . دون أن يتفوه أي منهما بحرف واحد . أجفلت يُمنى مما فعلاه , وازدردت ريقها بخوف . هل غضبا ؟ هل كانت قاسية ؟ ____________ مرّ الأسبوع بطيئا على الجميع .. مع عودة الروتين الممل بالنسبة للطالبات . خاصة يُمنى التي لم تتمكن من التأقلم إطلاقا . ولا الإنسجام مع طالبات الصف . بالرغم من أنهن بدأن بالإنسجام معها . فهي حقا , كبيرة جدا لتتأقلم مع فتيات بعمرهن . لمياء الوحيدة التي استطاعت أن تتقرب منها شيئا فشيئا ودون أن تشعر . ذلك الأسبوع كان الأثقل على قلب عايض أيضا . أصبح موضوع الزواج الذي يريد أن يجبره والده عليه يشغله على الدوام . وصار يحاول الإبتعاد عن والده حتى لا يفتح الموضوع مرة أخرى . حالة نوف النفسية زادت سوءا , وهي عاجزة عن التحرك بحرية . أحضر عمر إلى المنزل عاملة , تساعدها وتساعد والدتهما . إلا أن ذلك لم يكن كافيا لنوف على الإطلاق , فعائلتها لم يسبق لها وأن أحضرت أي عاملة تساعدهم من الخارج . ولم يكن بيدها أي حيلة , بما أنها عاجزة . _______ في الاستديو الخاص بعايض .. أنزل السماعة من رأسه بعد أن أنهى من تسجيل زفة خاصة . والتي طلبتها احداهن . فهو أيضا مثل أخيه , يمتلك صوتا جميلا . وينفذ الطلبات الخاصة , دون أن يغني أمام الناس . جلس على المقعد بتعب بجانب صديقه , الذي يعمل لديه / حاول تخلصها بسرعة عرس البنت بعد أسبوع . طراد / أبشر بحاول أخلص في أقرب وقت . ترك ما بيده والتفت إلى عايض , يتفحص ملامحه . نظر إليه عايض بتساؤل / إيش فيك ؟ طراد / إنت اللي إيش فيك , لك أسبوع مانت على بعضك وكله سرحان , عسى ماشر ؟ عايض / ما فيني شيء . وكزه طراد بخفة على جنبه / عليّ يا عايض ؟ لعلمك ترى آدائك كان ماش , أبد ما في لا إحساس ولا شيء , كنت بقول لك عيد بس شايفك مشغول ومتضايق , علمني يا عايض . وقف عايض / صدق ؟ خلاص باعيد من جديد . أمسكه طراد من ذراعه وأجلسه بقوة / ما بتعيد إلا بعد ما تعلمني . تنهد عايض بهم وضيق , قبل أن يمسح وجهه بقوة / أبوي يبي يزوجني غصبا عني . نظر إليه طراد لبعض الوقت , قبل أن يضحك بصوت عالِ . رفع عايض قدمه ودفع بها كرسي طراد ذات العجلات ليبتعد الآخر ويقف بسرعة قبل أن يرتطم بالجدار / آسف آسف بس صدق ضحكتني , كيف يعني يبي يزوجك غصبا عنك , مانت بنت عشان يجبرك . عايض بقهر / بالضبط ماني بنت , ما أدري ليش يباني أتزوج غصب والحين بالذات . جلس طراد مرة أخرى بعد أن أعاد الكرسي إلى مكانه / طيب وانت يا سيدي ليش ما تبى تتزوج ؟ والحين ؟ قربت تصك الثلاثين . عايض / لا يا شيخ توني ما دخلته بعد , وما أبي أتزوج لأني أبي أرجع طليقتي . نظر إليه طراد بصدمة وغير تصديق , فاغرا فمه . حتى التفت إليه عايض يرى تأثير الصدمة , وضحك . طراد / إنت مطلق ؟ متى تزوجت ومتى طلقت ؟ أعرفك من 5 سنين , ما عرفت انك تزوجت وطلقت بعد . تنهد عايض , وبدأ يسرد عليه قصته البائسة هو ويُمنى . فهو حقا غير قادر على تحمل الأمر أكثر . يفضفض على الأقل ويبوح بهمه , عله يرتاح قليلا . إلا أنه لم يذكر سبب طلاقه . طراد / وأنا مو قادر أفهمك لا انت ولا أبوك , هو أجبرك قبل , وانت رفضت , وبيجبرك الحين وانت بترفض بعد , وش فيكم ؟ عايض / قلت لك يا طراد هذيك المرة أجبرني عشان بنت عمي , رفضت لأني كنت توني طالب وصغير على الزواج , الحين بعد الظاهر قاعد يجبرني عشانها , وأنا رافض لأني أبي أرجعها لذمتي . طراد / كيف يعني عشانها ؟ عايض / طلقتها قبل خمس سنين , وطول هالسنين كنت أنا هنا في المدينة وهي بالديرة , نقلت قريب , أبوي خايف أفكر فيها من جديد عشان كذا يبي يزوجني بسرعة . طراد بعد صمت قصير / والله قصتك قصة يا عايض , ما عمري توقعت إنك كنت متزوج لا ومطلق بعد , الله يعينك .. بس ما قلت لي وش سبب الطلاق . شرد عايض لثانيتين , قبل أن يرسم ابتسامة واسعة ويقف , ثم يتجه إلى المايكروفون / يلا نعيد التسجيل , عاد هالمرة بكون مليان إحساس ومشاعر . ضحك طراد / هههههههه أكيد الحين بتقول هالحمار بدال ما يعطيني حل للمشكلة وأنا فاتح له قلبي قاعد يتلقف ويسأل أسئلة ما لها داعي , آسف ياخي , يلا نعيد التسجيل وش ورانا . أنهيا التجسيل للمرة الثانية , ودخل عاطف في الوقت المناسب . حاملا بيده أكياس طعام . عايض / ياخي مين قال لك تكلف على نفسك وتجيب أكل ؟ أنا راجع البيت الحين . طراد بعد أن أخذ الطعام من عاطف / انت بترجع البيت بس في عبد فقير غير هنا بيشتغل لليل , تسلم عطوف . جلس عاطف بجانبه / لا تناديني عطوف ولا والله بهالريموت على وجهك . ضحك طراد / آسف , اليوم صدق مزاجكم سيء خفوا عليّ ياخي , وانت بعد إيش فيك ؟ عايض بعد أن جلس أمامها / شغال طبيب نفسي الأخ ؟ كل ما شفت أحد قلت له إيش فيك ليش متضايق , كل وانت ساكت . مثّل طراد الصدمة / الحين أنا وش قلت عشان تاكلني بقشوري ؟ ياخي إن شاء الله تتزوج البنت اللي أبوك رشحها لك . اتسعت عينا عاطف , ليمسك بعنق طراد / استغفر الحين , استغفر . أبعد طراد وهو يسعل / بسم الله إيش فيك ؟ أستغفر الله . ضحك عايض / البنت حبيبته . انصدم طراد / أف آسف ياخي آسف , ما كنت أدري . بدأو يأكلون بصمت , وكل واحد منهم يفكر بشيء . ليسأل طراد / وانت مو ناوي ترجع للساحة ؟ تدري قد إيش في طلبات بصوتك ؟ ابتلع عاطف لقمته , ليرد بهدوء / خل عايض ينفذ الطلبات , مو راجع . طراد بعد أن نظر إلى وجه عاطف / أنا مو فاهم إيش علاقة الحادث بصوتك , يمديك تسوي مثل عايض بس تسجل من دون تصوير . وضع عاطف ما بيده ووقف غاضبا / ياخي ما ابي خلاص افهمني . قالها وخرج من الغرفة بخطوات واسعة , ليلتفت طراد إلى عايض بتعجب . ثم وقف ولحق بعاطف / عاطف ياخي ما أقصد تعال , أنا آسف والله صدق مو قصدي أزعجك , ببخلص يومي وأنا أعتذر لا إله إلا الله . ضحك عايض وأكمل طعامه . عليه أن يعود إلى المنزل بعد قليل . سيواجه والده ربما . وهذا ما لا يريده . هرب منه أسبوعا كاملا . هل سيتمكن من فعل الشيء ذاته أكثر ؟ ![]() ![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |