06-03-2018
|
#2
|

-
لم يكن أخي مهتمًا بالقضايا..
الانسانية أو السياسية أو غيرها..
لم يرث شيئًا من والدي، لا ميلًا و لا خلقًا . .
و دائمًا ما استعجبتُ من كونه : أخي.
طالب الأشعة صباحًا و متسكع الشوارع ليلًا..
يقول باسنانه المعتقلة سيجارة ينفث دخانها بوجهي :
"القدس يا اخي ليست عاصمة المسلمين، ولا المسيحين، ولا اليهود، القدس عاصمة الديانات جميعها"
اصمت.
فيزيد: " لو كان ابوك حي لوافقني ايضًا"
أبي!
اضحك ساخرًا، أنه بالطبع لا يعرف والدي.
الطفل ذو الثانية عشر عامًا الذي كتب رسالة لمجلس الأمن القومي
بعد مجزرة صبرا و شاتيلا.
و الرجل الذي وضع صورة محمد الدرة على مكتب المحاماة الخاص به.
الأب الذي أخرجني معه لتلك الانتفاضة مرتديًا الكوفية الفلسطينية بغضب فاضح..
ذاك مُحمد.
ذاك أبي.
ثم هل زرت مكتبته؟ كُتبه؟
أنك لا تعرف من أبي. لا تُلقي عليه ارائك.
أبي..
لمن نصرخ؟
أنصرخ. لمن سد عنا الاذن؟
انصرخ... لحمقى باتوا الامس غافلين. . . .
يعود بي الحوار بينكم..
أنت و أمي.
كُنت تقول "سترجع، لو بعد حين"
صرخت فيك أمي يومها كثيرًا. قالت. لا توهم أطفالي بأن العالم جميل.
و كُل الناس طيبين. اليهود. يهود. و لا نستطيع التفاهم معهم..
لكنك أصررت على كون اليهود شيء و الصهاينة شيء اخر . .
و هكذا ..
طال بكم النقاش. لكنك لم تُحب ان تستفز أمي اكثر. فانهيته. كعادتك. بالصمت.
و لا انسى حين أحضرت عمي داوود اليهودي لبيتنا، و وعدتني إلا أخبر امي بديانته
لكنك نسيت أن تخبره هو أن يحفظ بعض اموره..
شب خلاف بينكما ذاك اليوم. أقسمت لها أن اليهودية ديانة و الصهيونية كيان..
لكنها لم تسامحك إلا بعد أن نظفت مكانه عدة مرات..
لما كل هذا؟
كيف اصبحنا هكذا؟
ما هذه العنصرية/الطائفية التي صرنا بصددها؟
لم تغير أمي نظرتها حول اليهودية إلا بعدما انقذت امراة يهودية أخي من البحر..
لا اعلم كيف و ماذا قالت لها إلا ان والدها شكرها كثيرًا.
و قال لها انها فعلت شيء لم يستطع ان يفعله لسنوات . . . .
أقول لأخي إن البحث عن هيكل النبي بلافائدة.
فيضحك.
يرمي سيجارته و ينظر لعيني.
"هل البحث عن هيكل النبي بلا فائدة؟
و قرائتك لدفاتر ابي، بها جُل الفائدة ها"
صمتت.
لم يكن لي الرغبة بمجادلته،
فأسهب: "الصلاة في القدس أفضل"
هززت رأسي مؤيدًا..
"صلي لأبي بدل الغوص في دفاتره"
قال جملته و دخل إلى المنزل.
تاركًا إياي مذهولًا من كلامه.
|
|
|
06-04-2018
|
#3
|

-
هل كان لزامًا. أن تقولي أنكِ لن تضرني. لتضرني؟
لماذا أبتدعتِ لعبة الخصام؟
و قطعتِ رجاء كل ذكرى مرت بنا؟
مالكِ.
حين قلتِ لنقطع هذا كله. لينتهي.
أ هو شريط؟
ثوب؟
أم اعضاء معتقل حُكم عليه بالعذاب طول حياته؟
صمت..
ماذا تحسبيني سأقول؟
ماذا تحسبين كبرياء رجل أن يقول؟
يسترجي؟
أن يقف على الباب؟
لم تكف كلمة "لا" التي قُلتها..
فأعقبتيه بكلمات بلهاء لا اعرف لها سبيل
و حتى لا اذكر أي شيء منها. ربما.
لكن الـ لاء لم تكفك.
تبريرات.
تبريرات.
و كبرياء رجل يصمت.
يتنحى امام الباب.
يهمس في سره انها ستعود. بالتأكيد
هذه مجرد الاعيب.
كُنت متأكدًا انها سترجع.
و واهمٌ نفسي انها ارادت أن لا ادعها ترحل.
واهم.
لكني و بدون قصد. هكذا. خرجت أدمع من عيني.
أ هي دمع الخسران أم الفقد او كلاهما؟
كان اشد حوار بيننا. و اكثرهم حدة.
اذكر انها اذ لم تقتنع بما اقول.
تخبرني اننا سناقش هذا الموضوع في وقتٍ لاحق. و بالطبع. لانناقش.
كانت تهرول بأسمي في كل الايام.
و اهرول باسمها ربما في الشدائد؟
كنا نقول -نحن الاثنين- ان علاقتنا مبنية على المصلحة.
و كلانا يعلم عكس ذلك.
كان كُل شيء طبيعيًا. طبيعيًا جدًا.
إلا أن هزمت مبادئي بعضها. اختلطت عليّ أمور.
هي كانت تُصر. فلم اجد بدًا إلا من كشف الحقائق.
ههه. فالبداية،
أعني في بادىء الامر، جائتني مرة..
متلعثمة في قولها. مترددة.
قالت بعد ان كشفت انا الحقائق. لم تعد تستطيع المحاولة.
المحاولة في بناء ايًا من العلاقات.. سواء الصداقة او شيء اخر..
سخرت من طريقتها بالتحدث.
لم تكن هكذا ابدًا..
و لم اعر لكلامها وزنًا.
إلا ان جاءت ذاك اليوم المشؤم.
القت سهامها عليّ وابلًا يتبعه وابل.
هكذا كانت تلقي غير مبالية..
و ارتحلنا . . . . . .
هكذا. انتشرنا.
حاولتُ بطرق عديدة. نسيانك.
إلا ان الصدفة تاخذ مجراها البغيض دائمًا. دائمًا.
حين دخلت باب الكلية و رأيت انعكاسكِ على بابه.
تنهدت و ابتسمت.
مشيت بخطى متقدمة و كُنتِ خلفي.
و لم يكن بالكلية احد. ابدًا.
ارتبكت.
التفتُ فالتقيتك.
نظرتِ إلي. ثم نظرتِ إلى اللاشي.
ارتبكت. ارتبكت جدًا.
انا. الواقف بوسط الكلية. هكذا.
أأسير. أم اجلس.
اتخذتُ من مفتاح سيارتي حلًا للتوتر.
فكُنت العب فيه و ادحرجه بين يدي اليمين و الشمال.
ثم قررت الجلوس.
و جلست.
لتمضين بعدها.
و امشي ورائك.
أتعرفين؟
كان المشي خلفك. أكثر راحة.
لكنه ايضًا كان مؤلمًا.
مؤلمًا....
ثم ماهذه الصدفة؟
اتذكر والدي قال لي سيستمر بالخروج امامك مادمتما متخاصمين
الله يجمعكما لتتصالحا.
هل سنتصالح يومًا؟ و من فينه سيعتذر؟
اي الكبريائيين سينتصر؟ الرجل أم المراة؟
ممم.
ألم تقولي "انا اهتم بعلاقاتك و مشاعرك"
ماذا تفعلين بهم.
أتعرفين..
عزائي الوحيد قول وديع سعادة
" لم نسمع الشجر يصرخ تحت فؤؤس الحطابين،
بل سمعنا الحطابين يئنون و هم يقطعون الشجر"
و ليتكِ تئنين.
|
|
|
06-04-2018
|
#4
|
-
"ربي أوزعني ان اشكر نعمتك علي و على والداي
و أن اعمل صالحًا ترضاه"
|
|
|
06-04-2018
|
#5
|
-
كُل رمضان يمر.
تتبلد روحي تجاهك يالله.
عبادات روتينية. خالية من أي روحانية.
لماذا؟
ماذا حصل؟
كيف أصير روحاني.
لم يكن هذا في الإله فقط.
حتى تواصلي مع الجميع. قل.
اعتزال تام.
خروج من مجموعات في مواقع التواصل الاجتماعي بالجملة.
صمت.
حياة وحيدة هكذا.
ماذا جرى.
ما الذي مات في داخلي؟
جعل كل شيء في ثابت. لا يتفاعل مع شيء.
أتلبسني جدار؟ فكرة سخيفة جدًا. لكن لا اجد أفكار غيرها.
كُل رجائي.
إلا ارسب.
|
|
|
06-05-2018
|
#6
|

-
الألم.
ما اسرع مدخله.
و ابسط و الأشد فتكًا: الكلمات.
التجريح.
الفرق بيني و بينك.
أنك من نار. و أنا من ماء.
الحروف التي ترميها هنا. على رأسي.
و تظن. انها تريحك.
تُجثم على صدري.
أعلم أنك لم تقل هذا إلا لأني استطعت استفزازك.
دون قصد.ربما. لكني سعدت بهذا.
نعم.
هل اكرهك انا؟
لا اظن. في النهاية أنت أخي.
دمك من دمي. اسمك من اسمي.
لكن شتان بيني و بينك.
تقول أمي أنك عشبُ يابس.
و أنا اسفنجة رخوة.
لكن و بالرغم من كل المصائب.
و العناد. التغطرس. التمرد. الذي فعلته و تفعله.
لازلت المفضل في قلبها.
لازالت محاميتك عن كل طيشك الارعن.
أتعرف ما الخطأ الاكبر التي فعلته؟ هي و أبي؟
انهم جمعونا مع بعضنا البعض.
على الرغم من وجود غرف عدة. إلا ان اصرارهم ان نجتمع نحن.
في غرفة واحدة. متأملين أن "تتحسن علاقتنا" التي نشأت منذ وجودك
أي قبل تسعة عشر عامًا.
لا أكبر المواضيع. و لا اضخم الأمر.
لكن أن تجمع "شخص انطوائي، مع اخر انفتاحي" بغية الاندماج
فهذا امرٌ غير مقبول تمامًا.
و لا يجوز لك. أنت أخي.
ان تتعدى حدودك. و تجبرني على العيش مثلك.
أنا لست بأنت. أفهم.
لقد تحملتك. كثيرًا. كثيرًا.
صرتُ لك كل ما تريد. اخًا. ابًا. حاولت ان اكون رفيقًا لكني فشلت.
هل تعلم لماذا؟
لان الحقد الذي يغزو قلبينا لا يزولان.
كان كُل شيء طبيعيًا. طبيعيًا للغاية.
استحملتُ كُل شيء.
إلا أن تدوس بطرف لسانك الحاد عليّ.
و أعني بـ "عليّ" على حلمي الذي انت تعلم كم تعبت لأجله.
لا اسمح لك. أن تسخر مني. و تقول أني "محامي على الفاضي"
لمجرد امتناعي عن ابداء رأي حول قضية سخيفة.
لاني اعرفك جيدًا. و اعرف لسانك المسنن أكثر.
أجبتك بـ "نعم اني محامي على الفاضي"
هل هذا ما تريده؟
ان تجعلني انهزم امام نفسي؟
هل سترضى اذ فشلت؟
ستضحك؟
اخبرني؟
ماذا تريدني ان افعل؟
هل تتوقع ان اغير حلمي لمجرد قولك انه لا يناسبني؟
أنت تعرف أن حلمي خط أحمر.
و أن مايتبعه من خطوات شأني وحدي.
ابتعد عني.
تعبت منك. من لسانك.
اتعرف. جُل ما اريده هو ان استقر منك.
أعيش بعيدًا عنك.
و ليت هذا الوقت قريب..
|
|
|
06-05-2018
|
#7
|

" الدعم يهم بالفشل اكثر من النجاح"
هكذا يُقال.
لكن.
ان تسقط فلا تجد يد واحدة تنجيك.
ماذا يعني؟
هل بدأت في العيش في عالمًا لوحدي؟
على مايبدو: نعم.
بدأت اشعر بالحاجة إليك.
في الواحد و العشرين من شهر مايو الفائت.
و بالتحديد بالساعة الثانية ظهرًا.
شتمتك في سري.
تمنيت أن اضرب حضنك عدة مرات.
لماذا لم تكوني معي!
لماذا !
أنتِ أعلم بحتياجي إليك.
على الرغم من انكاري المستمر لهذا.
لماذا هذا الخذلان.
لا بأس.
أنا خذلتكِ ايضًا.
في نفس الموقف.
لكنكِ كُنتِ تعلمين عدم استطاعتي المجيء.
- رغم عدم اعتذاري- و استمرار خصامنا.
إلا انكِ كُنتِ تعلمين ماذا حصل لي.
ما الذي منعني عن الحضور.
هل خطئي انني لم استطع معرفة عذرك؟
لا ادري.
لكن جُل ما اعرفه.
أن كلانا خذل الأخر.
لكنكِ كُنتِ تعرفين. تعرفين جيدًا انني احتاجك.
و أنا اعرف ايضًا انكِ لا تحتاجيني. أو ربما. هكذا بدا لي.
لم اتخيل انني. سأبكي على مقود السيارة.
معلنًا خسراني اياكِ إلى الابد.
ربما. هذا مجرد خلاف. ظننت.
لكن. غيابك وضح لي. انه اكثر.
كلانا نعرف اننا سنلتقي يومًا. سنتحدث.
لماذا تكابرين؟ و لماذا اكابر؟
تمنيت أن القي. عليكِ أنتِ دون غيرك.
كُل كتاباتي.
رغم انني لم افعلها مسبقًا.
رغم اني اعرف ما ستقولين.
و أي سخرية ستسخرين.
و كلمة "الرواية" التي تنسبيها لتغريداتي المتتابعة.
لكن هذا لم و لن يحدث.
كلماتي. ستضل هنا.
سيقرأها شخص واحد.
وعده يشبه وعدكِ.
و كل الوعود باطلة.
|
|
|
| | | | | |