![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. } |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]() السعادة منتشرة في أنحاء المكان ، والابتسامات تعلو جميع الوجوه ، والضياع مرتسم في وجهها الحزين ، خائفة حتى الاختناق ، كانت الأفكار تتجول في عقلها المرتبك ، وتساؤلات كثيرة تبحث عن أجوبة ، باقة الزهور التي في يدها بدأت تتمايل تعلن سقوطها ، ودمعة حائرة تنتظر إشارة الانطلاق ، وفجأة دون سابق إنذار ، وجدته متجه نحوها بكل سطوة الفارس المنتصر وتتعالى الموسيقى تشاركه انتصاره والزغاريد تخترق السمع ، تجبرها على الوقوف لإعلان عهود الولاء والطاعة . أمسك بيديها كأنه يمسك بطفل صغير سوف يهرب من يد أمه أغراه الطريق كي يعبره دون خوف ، ومشى نحو طريقه المرصوف بالورد وهي مشت نحو طريقها المجهول ، كانت تتعثر بفستانها فبدأت خطواتها تائهة ، والفارس يمشي بتبختر الطاووس دون أن ينتبه بأنه يسحب روح ميتة ، ومرة أخرى تتعال الموسيقى والزغاريد لتعلن خروج الفارس المغوار وبيده غنيمته . ( أنه حلم .... لا.... أنه كابوس ) هكذا كان لسان حالها يصرخ ، وجدت نفسها وحيده في الغرفة التي اختفت فيها أي من معالم الفرحة والسعادة والتي كانت منتشرة قبل ساعات قليلة بين الناس ، أو لأنها مرعوبة من القادم لها اختفت روعة الأشياء من حولها الزهور المتناثرة في الغرفة منظر البحر وأمواجه المتضاربة حقدا على ظلم العقول ، فبدأ كل شي بلوني الأسود والرمادي في عينيها ، أحست بأن نبضات قلبها بدأت تتزايد دقاته ويديها ترتجف ، يتناهى لمسمعها صوت غنائه المزعج وهو يخلع ملابسه وعبارات التشجيع الذي يوجهها لنفسه المنعكسة على المرآة .... ( مضحك تناقض مشاعرنا وتصرفاتنا ).. بدأت تقرأ ما تحفظه من آيات قرآنيه والأدعية التي تحفظها لعل نفسها تهدأ وضياعها ينتهي ، تذكرت مقولة إحدى صديقاتها وهي جالسة تنتظر فارسها ( تقصد سجًانها ) هذه اللحظة لاتتكرر فجعلها مميزة مثل تميزك الدائم. ابتسمت بخجل ولكن عيناها قامتا بفضحها ، فهي على يقين أنها لن تكون ليلة مميزة كتميزها بين الحضور فهي ملكة الحفل في هذه اللحظة ولكن فيما بعد سوف تكون جسد بلا روح ، أنها تتذكر غضبها من أحبتها الذين أجبروها على اتخاذ هذه الخطوة التي كانت تؤجلها ، فهي كانت تحلم بفارس نبيل يمتطي حصانه باحثا عن حبيبته ، لم تكن تنتظر سجًان يبحث عن نساء يستعبدهن بأمواله ويسجنهن في قصره ، ولكن سطوة المال والمنصب أعمت من حولها فوجدت نفسها بين يوم وليلة تزف له دون سابق إنذار . هاهو يتوجه نحوها ، تشتم رائحة عطره القوي الذي تسرب بعنف في أنفها ، رفعت رأسها بتردد ، لتجده يبتسم ارتاحت قليلا لهذه الإبتسامه فتوهمت بأن الأمور ستسير بهدوء ، مثلما جرت العادة في أمورها عندما تتشابك فبطريقة ما كانت تسير بهدوء وتنقضي مشاكلها . - ( زوجتي العزيزة ..) أنها العبارة الوحيدة التي نطق بها وبعد ذلك قام بممارسة سطوته وتملكه ، كانت تتعارك مدافعة عن براءتها ، باحثة عن مخرج ، ترجته بأن يعطف على قلبها المتألم لفراق طفولتها ومراهقتها وشبابها ، طلبت منه أن يلتمس العذر لعقلها الخائف والمتوجس منه ، ركعت له راجيه بأن ينتظر قليلا لكي تستجمع شتات نفسها وبعدها سوف تكون له جارية مستعبده قطع لسانها لكي لا تعلن انقلابها فيما بعد ، ولكن نبل الفارس المحتال لم يكن متجسدا فيه ، ضحك ضحكة مجنونه وانتظر قليلا ومن ثم أخبرها بأنه سوف يحقق رغبتها ولكن بشرط أن تقوم بتقبيل يديه لكي يكتمل مشهد الذل ، كانت على علم بأن الهروب والخروج مستحيل ، فأجبرت نفسها على الطاعة ، متوهمة بوجود ما يسمى ( بشهامة الرجل ) ولكن لم تعرف بأن في لحظات الجنون والسطوة تنتحر الشهامة أمام الشهوة والملذات إلا من رحمه الله . قبلت يداه راجية منه أن ينفذ ماطلبته . ظلام دامس وبرودة تتسرب في أجزاء جسدها المتألم ، فتحت عيناها المتورمتان بسبب الدموع ، فتجد فارسها المزيف غارقا في نومه ، نهضت بصعوبة وتوجهت لتغسل بقايا جرحها الدامي وتلملم جسدها المغتال ، نظرت لملامح وجهها الطفو لي ، ابتسمت من قول لسان حالها .. وجه طفولي .. تذكرت تعليقات زميلاتها وصديقاتها من تصرفاتها الطفوليه وضحكتها التي تنشر جو من السعادة في المكان ، كانت تعيش عالمها الوردي ، عالم المثالية والفرح ، لم تكن تعلم بأن هناك ذئاب تنتظر فرائسها . مسحت بقايا كحلها السائل على وجنتها ، وألتقطت ملابسها المتناثرة ، ونظرت للمرآة وقالت : ( وداعا يا براءتي ).. مما تصفحت اللحظة.. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
مغتصبة..., براءة |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |