04-14-2017
|
#11
|
لستُ كشيء أو إنني لا شيء
أقولها وأنا أنفخ كبركان ما تبقى من دخان في صدري...
لا أحترق...
لا أشعر بشيء...!
أطارد الذاكرة في وريدي
وبين مسام جسدي وأرتشف
كمتقاعد يملأه الفراغ قهوتي على مهل...
وقد كان الشيب قد اشتعل في رأسي
والزمن..
غرس في ظهري إبره فانحنيت
كما انحنيت عن استقامتي بالأمس
ورحت أسعل بشدة...
وبمنديل أبيض كنت أكتم حشرجة صدري الثائر
كي لا أفضحني
ما عدت أحترق وما عدت أشعر بشيء...
لكني أتهاوى في هشاشةِ مَن لا مناعة له...!
أكره الإدمان
ولا أحبذ دماء سعالي
من تدخينك آنفا على منديل لا ينطفئ
ألم أقل إني ما عدت أحترق إلا في مائي...!
لما نتدارك الذاكرة سنمضي في سلام
يقول الفنجان...!
أعدّل جلستي...
وأتدثرني شيئا فشيئا داخل أريكتي ..
حتى بت شفافا أو كشفّاف...
أدخن اللاشيء ولا أنتشي...!
ألم أقل ما عدت أشعر بشيء...!
أمد يدي القصيرة لقهوتي.
ألبي نداء نكهتها وعطرها....
الذان يسكنانني منذ مذاقها الأول ..
والفنجان يتلاعب برجفتي فتظطرب الرغوة
ما عدت أرغب أيضا...!
لازلت أعبث بأوردتي وشمس الشتاء عالية تبتعد...
هل قلت أشعر بالبرد..!
عالية كالفراغ ومثلي أتوسد الغياب..
تغرقني المسافة فلا أهتدي..
يا صوتي المبحوح كف غناءك
هذا صداي ميت لا يرقص...!
فجهزوا إبر الخطاب تنفيقا
هل قلت أنّي حين أهذي أفقد التصفيق...!
وقلت واأسفاه ثمّ اسودّت قصائدي نائحة فأنا قلم سجين...!
أخترت مكتبي لنحت العزلة
أبرزت أظافري ورحت أقدح الجراح
جهزت موكبا جنائزيا من أعقاب سجائري
وأخترت للتابوت قلبي
وكفنته بهذا الشتاء المتأخر جدّا
واستجبت للبكاء كطفل يفقد حلواه... !
لا تستغربي...
فأنا لا أندهش من رصاصة لا تصيب
كل عجبي رصاصة أعشى داخلي... !
ودهشتي كانت جثتي تحت توقيع الريح
التي اختلست أوراقي....
للذي قرأ مسودات حزني أوكلما زارني الفرح عابرا
شيّع الحزن جنازته متباكيا...!
فكانت رؤيته لهاء الجنازة حزنا هنيئا لكم
ومن أعاد هاء الجنازة للفرح فهو يشبهني جدّا.
رَاعِي غَنَمَ ..®
|
|
|
04-14-2017
|
#12
|
أثيرٌ أثير ..
و صوتٌ حريرْ ..
و طيف و ذكرى و فجر ضرير ..
أنا لم أعد أبصر الشمس إلا خيوطا من الحرِّ .. فرق كبيرْ ..
تغيرت النبرة المشتاة ..
و عاد الشتاء إلي سريعا ..
يبشرُ عُمريَ بالزمهرير ..
أثير مُثيرْ ..
و طعم الإثارة مر بمِلحِ احتياجي إليكِ ..
و أنتِ هناك بعيدا بعيدا ...
على نغمةِ اللاتراجع سكرى ..
و قلبي ...سعيرْ .
بلا وداعٍ نحو حتفي ..
حاملا وجعي معي..
حُلمي معي..
دمعي و كلّ هواجسي ..
أخشى التورّط في الفراق ..و أستحي من دمعها..
أخشى الغياب إذا أتى ..
هي ها هنا ...بين الضلوع مقامها ...
و قصيدتي .....
موجوعة...مفجوعة...
هي ها هنا ...منّي .تسافرُ في دمي ...
تستثمر الدقّات في جنبات صدري أُغنياتٍ.لا ينام الناي فيها
أخبريني.ما تراه يكون وجهي في محطّات النفور ؟؟
هل صحيحٌ أنني متُّ ؟؟
و أنّي صرتُ أخشى القرب أكثر ..
أفهِميني أين وجهي ؟
أين قلبي ؟؟
أينعت أزهار بوحي في بساتين الغروب..
مزّقَت كفّي حروف المدّ حين كتبتِ آهات الغياب ..
فارفقي بأناملي ..
ببقية الدمع المخبئ للرحيل ..
إنّي أحبكِ ..
هل أراد الله خَلقي من وجع ؟
حاولتُ كبتكِ فانفجرتِ قصيدةً ..
ما ذنب حبري ..
يا رغبةً موبوءةً بالوجدِ يا مَحرقةَ الخطايا و النُذور ..
هذا المساء ... جرحي على الجدران و الجدرانُ تصرُخُ صمتنا ..
هذي دموعي حوّلوا ألوانها همسا ...
أباحوا ذبحها .. و بلا سؤالٍ أرسلوني نحو حتفي ..
تنظرين إليّ من خلفِ الستار ..
و أنا أموت بلا سبب ..
شيّعي روحي إلى منفاك و ابتسمي..
و اجعلي جفنيك لي سِترا .
رَاعِي غَنَمَ..®
|
|
|
04-14-2017
|
#13
|
قال محدثي : أدمنت حبها حدّ التماهي
و كتب لها من الأشعار حدّ التخمة ..
لكنّ قلبها كان متعلّقا بالغير و به مغرم ..
( الترجمة الشعرية )
بارد هذا المساءْ
كامتعاضاتك أثناء اللقاءْ ..
مقرف يقتات بُؤْسا
و أسى ..
و مواويلي جراح نازفات
ترهف الألحان
تختار مقامات الصّبا
و ظنوني كالحات ..
قهقهت تقضم بِشْرِي
تشتهي الإنس على نار الشّقاءْ
... مؤلما كان اللقاءْ
أنا لم ألف بعينيك أيا أنتِ بلادي
لا و لم ألف حدودي
و تلادي ..
لا و لم أسمع صغار الحيّ فجرا
يسبقون العيد بشرى ..
طفحتْ في كلّ ناد
و دروب الحيّ سكْرى
ثملت من لغو أطيار
تباهوا بجديد من ثياب
... أنا لمْ ألق بعينيك وجودي
و تواريخ انتصاراتي
و أعياد ميلادي
ضيّقا كان المدى دون امتداد
فاعذري خوفي و شكّي
و اعذري منّي انتكاسات جيادي
اقرئي في أسطر الدمع مبيحات ارتدادي
... بائس هذا المسا
يذبح في صدري طموحي
و عنادي ..
موغل في غربتي ما بين عينيك كئيبا
أدمن الأحزان كأسات
و شعري يمقت التشبيبَ
يقتات مواضيع حداد
موحش كلّ الفضاءْ
ينفخ الصّر عذابات
و آذار حزين
قاحل الأرجاء .. لا غيم
و لا ماء
و لا فيه نماءْ
بائس ذاك المساء
كغرامي الــ أَخْطَأَ الدّرب
و أعطى ..
فإذا ما كان أعطاه هباءْ
... قاتل أواه أن تعشق يا أنتَ
بقايا طلل قد أدمن الوحدة
في ليل فراق و عناء
قاتل أن تسلم القلب أيا أنتَ لقلب
لم يزل يشغله الغيرُ
و يضنيه التياعا و رجاءْ
أُتْرِعَتْ كأساته خمر حنين
و تباهى بامتلاءْ
... موغل في غربتي
دربي ظلام يتمطّى في ظلام
و الهوا البارد يزداد تماديه
يحيل الصيف ـ من تعسي ـ جحيما
و شتاء ..
ينتشي حين يرى أعتى انكساراتي
و يرنو ليرى الدمع بعيني سيولا
فجّرت غيم السماوات عزاءْ
و يباهي ..
فعلى صخرة رفض من جليد
حُطّمَتْ أحلام صبّ
بُعْثِرَتْ أشلاؤها صارت هباءْ
عَبَثَ الصّرّ بها غير مبال
و تعالى خيلاءْ ..
رَاعِي غَنَمَ..®
|
|
|
| | |