أنا لا أخجل

قد يخجل الأهل من التعريف بطفلهم من ذوي الإعاقة لعدة أسباب أهمها انه في بداية
معرفتهم بوجود إعاقة عند طفلهم بعد ولادته يمرون بخمس مراحل للاستجابة وممكن ملاحظتها
بصورة نسبية من أسرة لأخرى، أولها الصدمة ثم الإنكار المصحوب بأعراض اكتئابية
ثم الانفعالات العنيفة ثم التكيف وقبول الأمر الواقع وأخيرا البحث عن الخدمات
وكل هذه المراحل قد تؤدي إلى خجلهم من طفلهم، بالإضافة إلى أن عدم تثقيف المجتمع
بطبيعة الإعاقة وكيفية التكيف معها يكون اتجاهات سلبية لدى الوالدين نحو الإعاقة فيشعرهم بالخجل.
والحالة المادية للأسرة بحيث تكون الأسرة ذات الدخل المادي العالي مرفهة وقادرة
على معالجة أمر الإعاقة والقصور ببدائل تقنية إلكترونية حديثة وهذه تتصف بارتفاع
الكلفة المادية كما أن لديهم القدرة على توفير رعاية مميزة وخدمات مختلفة.
ثم إن نوع العلاقة الأسرية السائدة داخل الأسرة إذا كانت قوية ومترابطة في حالة ظهور
طفل من ذوي الإعاقة بينهم يزيد من ترابطهم لمواجهة المشكلة والتكيف والتعايش
مع هذه الإعاقة، التي قد تعطل أنشطة الأسرة ورحلاتها وخططها المختلفة (مثال السفر والسياحة) الخ.
أما إذا كانت الأسرة تربطها علاقة ضعيفة فإن ظهور طفل من ذوي الإعاقة سيفككها ويخلق
ضغطا كبيرا جدا وقد تنهار وتنتهي هذه الأسرة لا قدر الله، ولا شك أن أحد أهم الأسباب
هو عدم قدرة الأسرة على إدارة الضغوط، حيث إن بعض الأسر لا تعرف كيف تواجه الضغوط
التي انهالت عليها بعد ظهور الطفل من ذوي الإعاقة فتبدأ بالخجل والانسحاب والعزلة
لعدم قدرتهم على مواجهة بعض المواقف المحرجة في المجتمع أو التعليقات أو نظرات العطف
أو الاستغراب مما يجعلهم يشعرون بالحرج والذنب، وأقدر الدور الكبير الذي تقوم به
تلك الأسر لمواجهة الضغوط والتحرر من الخجل.