الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصــــــايـــد ليـــــــل 】✿.. > …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«…
 

…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. }

إنشاء موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-11-2011   #11


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 12 ساعات (10:45 AM)
آبدآعاتي » 658,894
الاعجابات المتلقاة » 961
الاعجابات المُرسلة » 361
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



الفصـل الثـامـن
اخطر من الشوكلاته


ركضت مرعوبة
لهاث ريكسي من خلفي
و دار الضيافة بعيده أمامي
أسمع صوت نباحه المسعور يقترب
أخاف
تحتار خطواتي الثقيلة
ليدركني بسرعته ويسقطني على الأرض بجسمه الضخم
أحسست بنداوة العشب الباردة تخترق ملابسي ويقشعر منها بدني
أخفيت وجهي عن أنيابه الحادة
فاجأني
انه يلاعبني و يلعق وجهي بلسانه الخشن
خدعت البشر
وأعجزتني أنت
يا ريكسي

ما المفرق بين الإنسان والحيوان
شاعرية الحياة
إجابة خاطئة
الشعور بالحياة

فرحت بذاكرة انف ريكسي القوية
لففت ذراعي حول عنقه السميك ومسدت جسده بيدي
وأخذت اثبت برقعي على وجهي بعد إن عبث به ترحيب ريكسي العنيف
زال من قلبي الخوف
لثواني

أعاده صوت أيمن وهو يقول :
ريكسي
كم هير
يتركني تابعا لأوامر سيده
أحاول أن انهض فيمد أيمن يده ليساعدني
ويطبق بأصابعه على كفي بقوة أفشلت محاولة تحريرها
ليقول بنبرة صوت غامضة:
أعذريه
تعرفين احسده
تهنا بحضنك شوي

سقط قلبي لهاوية لا قاع لها
فمرافقة خدوج لحفلة الرجال كان صمام الأمان فيها أنها استراحة عمي
ما خفت لحظة
أنا بنت القادر
إن اختلطت الأمور عرفت بنفسي لأيمن
سيغضب من تهوري
ولن يعذر تطفلي
لكن لا أحد سيؤذيني
و قد يطلب مني برجاء التكتم عن كل ما شهدت
ما خطر ببالي أنه من الرجال
وأنا من النساء
أقترب مني إلى حيث لم يصل أبدا من قبل
فأحسست بأنفاسه اللاهثة على وجهي رغم البرقع السميك
وواجهت نظرة حارقة من عينيه الدامعة من بكاء قريب بصمت يمنعني من الصراخ أن يعرف من أكون أما هو همس بأذني :
خفتي
لك حق
لمن أنا
أنا
أتمنى أصير كلب
عشان بدوية بعيون زرق
شي يخوف

كدت أن اسقط على الأرض مرة أخرى
من حيوانية مختلفة
أعادني لعالم اليقظة صوت سعد وهو ينادي من بعيد بعنف :
مشينا
الجماعة خلصو من العشا

ابتعد أيمن بصمت ممسكا بطوق ريكسي باتجاه الشاليه الرئيسي
ليقول سعد معاتبا :
وين أختفيتي
تحسبين انك ببيت اهلك
زين تسذا
بغيتي تروحين فيها

في طريق العودة كنت شبه منهارة
ما سر بكاءه على موسيقى اللوف ستوري التي تنبعث من صندوق أخته المقبور في درج صغير بالقرب من سريره
في لحظات أيقنت من نظراته انه عرفني واختار التجاهل
ولكن ذلك المشهد المثير
ما كنت فيه ميثى
وما كان أيمن
بل أحرار من هوياتنا الحقيقية وقرابتنا المتشابكة
أردت أن أحطم مثاليته
وأعري حفلته الخاصة من ستر الخفاء
إذا بي أضيع بين متاهات
فما شهدت فسق ولا جزمت بطهر
أعطتني خدوج ثمن تلك الليلة عند باب بيتنا دون أن تعاقبني على ارتباكي لتغريني بمرافقتها مرة أخرى
في غرفتي أبقيت ملابس أمي بخزانتي
شاهدا على ليلة تجاوزت فيها الحدود ودخلت عالم اللا مسموح
عدت فيها خائبة
إلا من ألفين ريال
وغموض
شربت قهوة الثالثة مع لوح الشوكلاته
كان مرا رغم حشوة الكراميل الكثيفه
سرقت حلاوته
كلمات غزل وحشيه
لماذا استعذب أن أتذكر
ما حدث
كأني اكتشفت لذة جديدة
خطيرة
اخطر من الشوكلاته
لا ينقص فوضوية الليلة إلا الساري
تذكرته
والوعيد الهزيل
كم هو سخيف
مضى أسبوع دون رد أو ندم
اتصلت بالنت
منتدى الرحالة
أخبار الأعضاء يتقدم بأصدق الدعوات بالشفاء العاجل للعضو المميز الساري
قرأت كل ردود الأعضاء بحثت بين السطور
مكاني المفضل للقراءة و الكتابة عن أي تفاصيل
و لم أجد
هل كان يهدد بإيذاء نفسه
وأنا ظلمته
ما قصد إلا أن يستعطفني
كان رقيقا وليس مستبد
وجدت في ردود احد أصدقائه أن الساري يرسل تحياته من مستشفى الملك فيصل التخصصي لكل الأعضاء
ويهدي الجميع امتنانا أبيات رقيقة مطلعها :

طرقت بابك يا عزرايل لا تردني
مطرود من الغالي تكفى افزع لي
يراني صفر على الشمال ويحقرني
عطه روحي وقل عن القصور يعذرني
ما هذا
كيف يحمل علاقة عابرة كل هذه المشاعر الرومانسية
و يثقل كلماتي الطائشة بعمق المعاني
هو
بمكانته وتجاربه وثرائه ورفاقه و كل المعجبات
يجدني غالي ويستنجد بملك الموت مني
ما كان بيننا إلا بيع قصيده ورسائل بريد الكتروني عنيفة
ما هذا
مراهقة أم جنون
أعدت قراءة رسالته الأخيرة
سلمى تأخر ردك
اذا ما جاوبتيني
قسما تندمين
صدقت
بدأت أندم
أيعقل أن اضر إنسان

نمت مرهقة أمام شاشة الكمبيوتر وكأنها مرآة سحرية قد تصلني به بعد أن تأخرت عليه كثيرا
أيقظني يوسف بعد صلاة الجمعة لتصطدم عيني بساعته الجديدة بماركتها الفخمة وهو يقول :
فاتحة الكمبيوتر ونايمة
ردي جوالي
يا جبانة

صرخت وان اقفز على السرير :
مسألة مبدأ مهب خوف
وش ذا
الباشا حتة وحدة
يا ولد الأمام
من أين لك هذا

ضحك وقال :
الحين عرفت انك تعافيتي من أزمة عبد الله
اللقافه تنبض بعروقك من جديد

حقا من أين ليوسف كل هذه الأموال فجأة
ذكرني بعقدتي
الساعة الماركة
عنوان كل بنت بالجامعة
ومعيار الطبقية
ساعتي التي أتمنى
ثمنها أربع قصائد للساري وثلاث حفلات مع خدوج وصورتان للمغضوب عليهن من دكتورات الجامعة
قال وهو يستعرض بها متعمدا إغاظتي :
جتني
عطية ما ورآها جزية

أعاد حديث الهبات والعطايا أبيات الساري لمسمعي بعد أن غيبها سلطان النوم لساعات معدودة
ليثقلني الشعور بالذنب من جديد
قلت ليوسف :
أتهرب مثل ما تبي
مصيري اعرف كل شيء
المعرفة هدف نطارده ونجهل كم يسوؤنا أن ندركه
سألت يوسف سفيري لعالم الرجال الذي قد أتخيله ويستحيل أن أفهمه :
يوسف
إلا ممكن رجال يؤذي نفسه عشان واحده

قال يوسف محاولا أن يقلد الشيوخ ببرامج الإفتاء بصوت تخنقه غنة ثقيلة:
تسألنا الأخت الكريمة عن إيذاء الرجال أنفسهم من اجل الحريم
التي ما كثر الله بأرضه مثلهن
فالعشرة بريال
نرى والله اعلم أن هذا حديث في الغيبيات والإسرائيليات
ومن كان يخاف على نفسه من الفتنة فعليه بالصيام
سد للذرائع ودرء للفتن

قلت له وأنا ارميه بمخدتي الناعمة على وجهه:
جزاك الله خير يا شيخ
وش ذا الفتوى

التقط قذيفتي ليعيدها لي بتصويب أدق وهو يقول :
إلا سؤالك اللي ما ادري وش يبي

قلت له وان أعطيه جواله نذير الشؤم :
أحسن لا تدري

قال الساري عني
سيدة الإلغاز
ولن أكذبه بعد اليوم
حتى ميساء لم تفهم سر انقطاع حديثنا عند مرورنا الصباحي في الغد من أمام بوابة المستشفى التخصصي بطريقنا للجامعة فسألت :
ليش سكتي حبوو

قلت وأنا عاجزة عن إيجاد كذبة :
ابد
المستشفى ذكرني بشيء

ضحكت لتقول :
أكيد أيام مرض جدي
فاكره لما كنا كل يوم نجتمع بجناحه أنا وأنتي وبنات خالتي وأخوالي
ونتفرج على الزوار وأحلى تعليقات
واو سو فن

ابتسمت
لو تسمعها والدتها وهي تصف الأيام الأخيرة بحياة أبيها بقمة المتعة
ماذا تفعل
كان المرحوم والد الجوهرة زوجة عمي من أعيان الرياض ارتبط بعلاقات من النسب والصداقة برجال الدولة و الأمراء
كان تصريح دخول عمي عثمان للوزارة
هكذا يقول عمي عبد الرحمن بكل مناسبة بحسد استوطن قلبه ولم تفزعه خطبه الواهية عن المحبة والوئام وتوزيع الأرزاق من الله المنان
أظن الساري بالمبنى المخصص لكبار الشخصيات
قد يكون بذات الجناح
عندما تختلط يوزرات العالم النتي بحياتنا اليومية يصير الكون اصغر
والواقع أضيق
سكان النت يجب أن يبقوا فيه
أما إذا فتحت البوابات وتداخل العالمان
وقعت الكوارث
أنا السبب
فتحت البوابة وتركتها باستهتار مشرعة دون إغلاق
بعد المحاضرة الأولى وجدت فطومه تقبلني وتضمني بحرارة وتقول :
الحمد الله على السلامة
ما بغيتي تروحين ملح

بغضب قلت :
صدق أن سعد بيق ماوث

قالت بدفاع مستميت عنه :
لا فمه ائد السمسمه
طبعا بيق ماوث خلقة ربي
إلا وش صار
ترا هو مستحي يسألك
بس قال اتطمن عليك

كانت أحداث الاستراحة قد غيبتها مفاجأة الساري
فقلت لفطومه :
طمنيه
كل اللي صار
إني حبيت أتفرج على الاستراحة انهبل كلب راعيها وهجم علي
وسمع صوته وجاء يبعده عني
بس
خلاص خلونا ننسى موضوع الحفلة

لم أكن جادة برغبتي بالنسيان
فقد رحبت بدعوة ميساء للقصر
لأرى أيمن بعد ذلك الحلم الحقيقي
فعند وصولنا قالت بإصرار :
الله يخليكي حبوو
انزلي عندي
ساعديني اختار موديل فستان الفرح
من أمس والمكالمات من المصمم بلبنان
يسأل شو اخترتي
وأنا محتارة
ايش رأيك نشوف الفيديو تيب ونختار سوا
كل هذه الأحداث ونزيف حب عبد الله متدفقا
متى أشفى
كم كنت ممتنة لطرحتي التي اخفت تعابير مجروحة
أن اختار فستان فرح عروس حبيبي
صعب
لكن شريط الفيديو لم يدور إلا الساعة الخامسة عصرا
فالغداء طال والجوهرة زوجة عمي بأفضل مزاج
تتحدث عن جمال حفلة الخطوبة
ومخططات الفرح الذي تريده ليلة من ألف ليلة كما وصفته
وبمعرفتي بها هكذا سيكون
ما كانت الجوهرة مثلي
تنثر أمانيها ليلتقطها الآخرين
كالتقاط ميساء لسماعة التلفون الداخلي بعد تحلقنا حول التلفزيون الضخم بغرفة فهد لنشاهد بداية عرض الأزياء لترد بفرحة :
شوي وأنا نازلة
وتعتذر بكلمات اختلطت بارتباك :
سوري حبوو
جاء عبد الله
خلاص خليه بعدين
لا أعرف ما قلبي هذا
غمرته السعادة
وأنا أرى ركض ميساء المعاق لغرفتها استعداد للقاء خطيبها
واعتصره الحزن
وهو يتحدى مرددا بغباء هذا عبد الله ااي
هنا
دخل فهد وهو يقول :
احتلال بناتي
شيبس ودايت كولا
وش تشوفون
عرض ازياء

قلت له وأنا أغلق جهاز الفيديو :
كنا نختار فستان فرح ميساء
وشاشة تلفزيونك أحلى ريزليوتشن
بس عبدالله جاء
ونزلت عنده
خرج من غرفة المكتب الصغيرة ليعود بسرعة ويده خلف ظهره تحمل علبة الشوكلاته الضخمة متعمدا إظهار جزء منها
ليسأل :
ما كأنك ناسيه شيء
أحب تلك الشوكلاته
لا تباع هنا
قلت بهدوء فقد كانت الشوكلاته هي اللذة :
ماي فيفرت شوكلت

قال متعجبا :
المرة هاذي ما جبتي خبر
ولا سألتني عنها
تصدقين أنا شكيت انك اكتشفت شي أحلى واخطر من الشوكلاته

أحسست
وكان أصابع أيمن لا تزال مغروزة بكفي وأنفاسه ملتصقة على وجهي
وما أدراك


 توقيع : نظرة الحب




رد مع اقتباس
قديم 10-11-2011   #12


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 12 ساعات (10:45 AM)
آبدآعاتي » 658,894
الاعجابات المتلقاة » 961
الاعجابات المُرسلة » 361
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



الفصل التاسع
بـابـا بالألـوان


جلس فهد على كنبته العتيقة
وأنا تربعت على سجادة الغرفة السميكة أفتح علبة الشوكلاته بشغف مصطنع لأطهر نفسي من تهمة دخولي عالم الملذات الخطيرة
قدمت لفهد العلبة أولا
قال وهو يتصفح الجريدة :
اختاري لي
أنت الخبيرة

بسرعة التقطت ألذها عندي بطعم القهوة وناولته إياها
أخذت مثله
وتذكرت تلك التي بطعم الفراولة
وفكرت
ما طعمهما معا
حشوت فمي باثنتين وأنا أقول له:
احد يقرأ الجريدة العصر
حركات مخبرين
دبابيس

ما علاقة الرجل بالجريدة
ارتباط دائم
إجابة خاطئة
لا يدوم ارتباط الرجل إلا بالجريدة

مفاجأة
قرأت بالصفحة الأولى
التي أراد فهد أن تصبح وجهه للحظات
اختيار أعضاء مجلس الشورى الجدد
اسم مميز
بموسيقيته القوية
الأستاذ الدكتور مجاهد الدون
هنيئا لك يا مزنه
ستكتبين جلسات مجلس الشورى ومحاضر اللجان
لن يضيع جهدك بمقالات الدكتور الصحفية ومسودات مقابلاته الإعلامية
بل المشاركة الفعالة
يا من تتحدثون عن دور المرأة السياسي
لا تقلقوا
مزنه تمثلكم من وراء رجل
يخلع فهد وجهه الورقي
ليجدني أمامه بفمي المليء بالشوكلاته وعيون مشدوهة بعجائب الزمان
فيضحك
ويسأل منتقما من ملاحظتي الساخرة لاختبائه خلف جريده :
هذاك أنت تقرئين معي
واو
كل هذا بفمك
متى تكبرين

قلت محاولة أن أتحدث بعمق لأسترد هيبة إضاعتها تجربة خلط نكهات الشوكلاته :
أكيد
لازم اكبر
وش البديل
اللي ما يكبر يموت

قال بدهشة وهو يضع الجريدة بجواره :
معقول
تفكرين بالموت

قلت بصدق متحدثة عن عنوان سكن أبي :
كثير
وأنت

نظر للبعيد أو للقريب الذي تحجبني عني غشاوة الغيب ليقول :
كنت
الحين
أفكر بالأشياء اللي لازم أسويها قبل الموت

هذا الحديث بحاجة لثالثة بالبندق صرخ مازحا :
ترا مهب لازم تخلصينها اليوم

فتحت أصابعي الخمسة بوجه
وأخفيت العلبة وراء ظهري وأنا أخاطبه بمصطلحات فكر احتضر من سنين :
خمسه وخميسه
قل أعوذ برب الفلق
ترا عيب البرجوازي يعطي الطبقة العاملة شيء ويمن عليهم

ضحك بصفاء وسألني :
ميثى
ممكن اعرف شعورك لي

قلت بلامبالاة وأنا ابحث عن فريستي المحشوة بالبندق في ثنايا العلبة :
شعور أي مواطن صالح

لكنه اخذ العلبة من يدي
وامسك بكتفي لأقف على ركبتي ويصبح وجهي هدفا لنظراته القوية
ليعيد السؤال مرة أخرى :
أنا بالنسبة لك وش أكون

قلت وأنا ابحث عما يصف مكانته في وجداني :
أقول لك
وما تقول تفاول علي بالشر

هز رأسه بصمت نافيا أن يكدره حديثي
قلت وأنا انظر لنقوش السجادة خوفا من أرى اثر كلماتي :
أحس انك بابا بالألوان

تركني
وألقى بنفسه على الكنبة متنهدا ليسأل :
ما فهمت
ممكن تترجمين لي
فيه بيننا فجوة ثقافية
اقصد ثقب اسود
كثير من كلامك
ما افهمه

قلت باندفاع :
لا تغتر علينا بثقافتك يا جيل ما بعد الشيبان
جيل التبعية
قوميه عربيه سبقتوهم
شيوعيه طرتوا قبلهم
قاعدة
قعدتوا على نهضنا معهم

رد على هجومي بقوله :
حنا الريادة الفكرية الواعية
انتم جيل الإرهاب


ارتفعت نبرة المجادلة بيننا فقلت :
جيل تربى على أيديكم
ورثتوه خيبتكم
اوس و أسامه أولاد عمي عبد الرحمن و أمثالهم
مين مسكهم الدرب
أخوهم مصعب صديقك
كان قدوتهم

قال بتأثر وصوت يصف بحسرة ما مضى :
مصعب
كان نابغة بالهندسة المدنية
أحلام مختلفة
كلها بناء
كيف صارت دمار

باقتراب حذر من حدود الخصام قلت بصوت متردد :
لمن اللي مثلك يلطش كل مشاريع العمار
ويتعين العبقري مهندس يوقع مخططات الأمانة بروتينية
وش خليتوا له إلا الهدم
لذاته واللي حوله
راح يا فهد
وترك أولاده أطفال ما يذكرونه
أنا عندي لأبوي صورة
بس هم
كان يقول أن الصور حرام
ما لهم إلا الخيال
لمن تقول أمهم لأكبرهم عبد الرحمن أنت كنك أبوك
يتلفتون
مساكين
يدورون أبوهم بالأشباه
يبدو أن الحديث سار لطريق لا يقود لروما عاصمة حديث فهد فقال بضيق :
خلاص
أنا سبب الإرهاب
روحي بلغي عني

بمحاولة لتلطيف التوتر قلت :
وأنت شوية
بس
مهب أنا اللي ابلغ
أنت اللي ماسك الجريده وتشتغل مخبر

وضع يده على رأسه بحركة لازمته مؤخرا وقال :
وبعدين
ما فهمتني حكايتي و الألوان

قلت له متعجبة من عدم فهمه لقصدي الواضح :
بابا عندي ابيض واسود
صورة قديمه
أنت صورة حية لحنانه
يعني بالألوان
دايما أنت جنبي بأصعب المواقف

بخجل وصوت خافت أكملت :
أخرتها خطبة ميساء

قال بنكران الذات :
لا
أنت كنت متماسكة
وتجاوزت الموضوع

قلت بحياء :
يعني
تعرف إني أحب
عبد الله
سمعت كل شيء من صياحي بالغرفة

بنفي مفاجئ اخرج علبة سجائره و قال :
من سنين والكل يعرف

تفاجأت وسألت :
مين الكل

بهدوء اخرج سيجارة وأشعلها ليقول :
كلنا
ميساء قالت لنا
انك تحبين عبد الله
وان أمي ما في داعي تخاف على أيمن منك
وبكذا أطمنت لترددك علينا بعد ما كبرتي

تتابعت الصدمات
كم كنت بلهاء
الكل يعلم بحبي كان حكاية صالونات القصر
عاش فيها
واحتقروه
و تجاهلوه
مثلي
أسعدهم أن يشغلني حب وهمي لئلا أصطاد ابنهم
أيمن
إلا يثقون بي
و بترفعه منقذا
قلت بصوت مختلط بحشرجة البكاء :
يعني
تعرفون بحبي وتوافقون على خطوبته من ميساء
وأمك
تخاف مني أنا
على أيمن

قال بحكمة وبرقة عذبه :
ميثى
هو اللي جانا
يعني ما يحبك
هو باعك
وميساء ظروفها خاصة
وأمي طبقية
تتوقعين ممكن يسعدها ارتباطك بأيمن
أنا عندي لك مشروع
يصفي كل ها الحسابات

بضيق
وأفكار متضاربة ورؤية مغيبه قلت :
معليش فهد تأخرت
والكلام اللي قلته
لخبطني
لازم أروح
عندي الليلة حفلة صياح

أكيد هذا ذنب الساري يطاردني
المهووس الراقد بالمستشفى ضحية كلمات سممت وجاهته
وجراءة تطاولت على شخصياته المزيفة
لكن فهد امسك بيدي ليستبقيني في الغرفة
و كانت اللحظة التي لا تنسى
ركع على الأرض
وصوت العصافير بحديقة القصر تغرد بجنون من يشهد لقاء الأصيل بنخيل الرياض
و أشعة الشمس المتأخرة عن رحلة الغروب تذيب سواد عينيه عسلا ذهبيا
كان يبتسم بغموض ويقول بمسرحية :
يا مشروعي الاشتراكي الأخير
ميثى
إتزوجيني
شاركيني اللعب بآخر أوراقي
سحبت يدي بعنف
وتمنيت أن استرجع بنفس القوة هذه اللحظة من الزمن
ليعود كل شيء كما كان قبلها
قلت بدهشة :
فهد
دورك تفهمني
أي زواج
أقولك
أنت بمكانة بابا

قال وهو ينهض مغلقا الشباك والستائر ويطرد فلول النور الغازية من الحديقة :
ميثى أنا جاد
زواجنا
أول تجاربك بادارة الاعمال اللي درستيها بالكتب بس
عملية بيع
بمكاسب وخسائر
راح تكونين
زوجة فهد عثمان القادر
وانا زي ما قلتي
منيب شوي

قلت وأنا انظر لعلبة سجائره التي رماها على الطاولة
احتاج لواحدة :
لا أنت أكثر من اللازم
لم يسمعني
كان يخاطب أشباح يراها في الغرفة وحده فاكمل :
بكذا
أسرع من حراك المجتمع
و اقلب الهرم
وأعلن فشل أمي باحتكارها للإرادة الحرة

يسيطر على فهد الصراع مع أمه
رغم محبتها له
فقد كان وحيدها سنين طالت قبل أن ترزق بأيمن وميساء
يرى فهد فيها كل ما يرفضه
أن يكون زواجنا انتصار اشتراكيته الخاسرة عليها
غباء
أنها الجوهرة
قلت بضيق :
أمك تحبك بشكل جنوني
إن كانت تعتبرني خطر على أيمن
فانا لك
الموت نفسه
وبعدين
أنت عندي اغلي من زوج
أنت

أكمل مقاطعا :
اعرف قلتي لي
بابا نويل
أكيد
راح أحقق لك كل أماني العيد
ميثى
بزواجي منك أعطيك الكثير
كل الحرية
إلا جسدك
ملكي
طول ما أنتي على ذمتي
ما تسلمينه لأحد
ابد

يبدو أن فهد إصابته لوثة
أيشرح لي طبيعة العلاقة الزوجية
أن يظن الناس بك البراءة جميل
أما أن يصمونك بالسذاجة فشيء بغيض
وهل هناك زواج لا يتملك فيه الرجل الجسد
أفكر
كم هي مغرية علبة السجائر بغطائها المفتوح
قال فهد ما أنقذني من الاستسلام لمناداتها لي :
حتى لي أنا
فكرت ماذا يقول
نظر إلي ورفع أصبعه بوجهي ليزيد من حيرتي و يقول :
أنا ما احتاج له
لكن لا يمكن أن اسمح لأحد يعبث بأملاكي
ميثى
جدت أمور خلتني أفكر بزواجنا وأتخلص من هاجس الخيانة
اللي منعني من الزواج طول عمري
ايش رأيك بمشروعي الصغير

قلت له فرحة بتوقف حديثه الغريب السطحي وأنا أشير لعلبة سجائره :
أفكر
بس ممكن وحدة

باسترخاء من أزال عبء عن عاتقه أعطاني علبة سجائره و قال :
طبعا

نزلت من الدرج الطويل بسرعة الهارب
بيدي سيجارة
عربون الصفقة
أين حقيبتي
وضعتها عند مدخل النساء
ما هذا
عرض زواج خال من التزاوج
وأنا من كانت لعبتها اختيار أسماء أولادها من عبد الله
ويفتنني سحر غرفة النوم
هل فهد كما يقولون
يريد مني غطاء شرعي لشذوذه
لا أدري
فكري شارد
فكل إضاءة الثريات الكريستالية بصالون النساء
لم تنبهني لوجود ميساء وعبد الله
لكن ضحكاتهم فعلت
لتقف خطواتي بالقرب من عامود الرخام الوردي الحارس للمدخل الكبير
رجعت لأطلب من الشغالة جوزي إحضار حقيبتي
ولكن صوت عبد الله استوقفني
وذكرني بدروسه مع أخي عبد العزيز ببيتنا الغرفة بالسويدي
هكذا كانا يدرسان بنفس نبرة الحماس
يشرح شيئا كاذبا قاسيا بقوله :
ميساء لازم تبعدين عن ميثى
أنت متعودة عليها
وقلبك طيب
ما شفت نظراتها لي بالخطوبة
وقحة
بعدين لازم تعرفين
استغفر الله
بس لازم تعرفين
هي من أصل واطي

قالت ميساء بتعجب :
عبد الله هذي بنت عمنا
ايش قصدك

قال بإصرار :
أمها واحدة منحطة
ما تتخيلين وش سوت بأمي وخالتي عند أبوي
كانت تبي تلف عليه
لولا الخوف من الله ثم من الناس كان طردناهم من زمان من عمايلها
بس قلنا تصير بنا ولا تطلع فضايحنا برا
حتى بنتها منيره
زوجها أبوي الشيخ أبو ناصر لأنها كانت
صايعه
منحلة
قال استر عليه وافتك
تعرفين أنها متزوجة واحد عنده ثلاث زوجات
لا تقولين ما حذرتك

قالت ميساء بصوت خائف :
ايوه صح
أنا مستغربة ليش منيرة تتزوج من واحد زي كذا
الحين فهمت

أيها الخسيس
تتطاول على شرف أمي
من نذرت نفسها لأولادها واقتسمت معهم العوز والمهانة
تتهمها بابيك المزواج
ومنيرة تلك المخدوعة بحديث أبيك عن طوع الرجال
رضيت بربع زوج
وما سلمت منك
ما ظننت أن حبي لأمي ولمنيرة هو الدواء الباري من مرض عبد الله
أحسست بإغماء
سحبت نفسي بصعوبة لآخر الممر الواسع
حيث ظل أيمن
أكيد يعتقد أني استرق السمع
رمقني بأحد النظرات التي اعتدت
وقفت أمامه
ونظرت له بالمقابل
لن تفزعني بعد اليوم
أنت من كانوا يخافون عليك مني
هذا يعني أنني أقوى منك
ركضت للمطبخ الرئيسي
كان عم عزيز يستعد لتحضير طعام العشاء
وضعت سيجارتي بفمي
أرخيت وجهي على اللهب المتطاير من الفرن
أشعلتها
صرخ بلهجته المصرية بخوف :
حاسبي يا ميسا

نظرت له وقلت :
ياليت
أنا ميثى

وخرجت مع باب المطبخ إلى حديقة القصر
غابت الشمس خلعت حذائي لاجئة لحديقة الأعشاب العطرية الخلفية
حيث يزرع عم عزيز الروز ماري والنعناع مكونات أطباقه السرية
أدخن سيجارتي
ينظر عم عزيز من الشباك وتدمع عينه من بكاء بنت نجدية
تنفث دخان السيجارة هي هنا الخطيئة
وتبكي حافية تبحث عن أحساس من الطين بعد أن كفرت بقلوب
البشر
تلعن الظلام
وتردد كتسبيحه
سأتزوج
لن تبعدني يا عبد الله
سأنتقم منك
سأبقى هنا مثلك
حلمي المستحيل أن يحضر أبي زواجي
سيزفني
لكنه سيكون عريسا بالألوان




رد مع اقتباس
قديم 10-11-2011   #13


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 12 ساعات (10:45 AM)
آبدآعاتي » 658,894
الاعجابات المتلقاة » 961
الاعجابات المُرسلة » 361
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



الفصل العاشر
بـريق البـشـوت


رميت عقب السيجارة
انتهت
وبقي الغضب مشتعلا
انبعثت تلك الموسيقى العنيفة من لا مكان
اسمع ما أحب من باليه بحيرة البجع
عقدت بلوزتي بقوة حول خصري
وأطلقت سراح شعري من الربطة السميكة
ورقصت حافية القدمين ذلك المشهد الذي حفظت خطواته من خلف زجاج فصل الباليه
كان تدريب الحفل الختامي المتكرر
نحفظ فقرات الحفلات أكثر من المشاركات فيه
نعيش على أمل أن نتبادل أدوار البطولة
وتأتي الحفلة
ويصفق الجمهور لهم
ونحن ننظر من خلف الستار
عرفت إن الموسيقي التصويرية بمشاهد الأفلام ليست خدعة إخراج
هناك عازف خفي يرسل الألحان في هذا الكون
ألا تستيقظ أحيانا تترنم بنغم يسكنك
يجبرك على مرافقته بالغناء
يستحوذ على حواسك
وبعد أن ينهي دوره بحياتك
عندها يغيب
رقصت بتوحد المذنب مع الخلاص
سبحت بفضاء تعطره عبق أزهار ما عرفت عطش الصحراء ونثرت حبات مسرحي بخطواتي القوية
تراب نحن منه واليه

لماذا يرقص الطير المذبوح
من الألم
إجابة خاطئة
يذبح الطير الألم بالرقص

قادر هو الرقص على استدعاء القرار
ميثى زوجة لفهد
بشروط غريبة
هذا هو ما سيكون

لمحت خيال خلف شجرة التين العقيمة الضخمة
تقدم مني
أعدت شعري لقيده وبلوزتي لتهدلها
كان أيمن
قال بصوت مرتعش من الغضب :
ميثى
أطلبك
كفاية اطلعي برا حياتنا
تلاعبت بنا سنين
ما مليتي

انحنيت على الأرض و أخذت ابحث عن عقب السيجارة وبقايا النار
لتذيب جليد سكن أطرافي
فمسك يدي ونفضها ليسقط منها ما وجدت
و بعقب حذائه السويسري رماها بعيد عن قدمي العاري
ليقول كلام من خيال :
ميثى
سممتي ايامي
من كنا صغار
ما تبدأ الأوقات ألا بجيتك عندنا
كبرت
وأنت
كرتون الأطفال والبلاي ستيشن و تشجيع المنتخب
كل متعتي
كانت حركاتك على موسيقى صندوق ميساء
تذكرين
كنت تتغافلين الكل وتفتحينه وترقصين
مثل تو
أظنك ساحرة
أكيد
وهذي طقوسك
تجيبني من غرفتي
ألبي وعدي معك وأقول لنفسي
الحق الحين ما تشوفك
وان كنت قدامها
تراها تروح بعيد
فرصتك
وجاء يوم اشتكى المدرس إني ارمي الكتاب وأتصنت على لعب البنات
كسرت أمي الصندوق
تظن انه فكت السحر
لكني
أخذته عندي
وإذا اشتقت
جاب طيفك
وتفرجت

تناقض ما سمعت
بوح عاشق
بنغمة حاقد

كلام
من أيمن البشري بالخطوبة
والغامض بالاستراحة
الحر من أمه
و الملحد بعقيدة معاييرها الاجتماعية

بنغمة
أيمن القادر
أتضح ما وراء الأكمة بقوله
وهو يهز كتفي بقوة أعجزت ربطة شعري الواهنة عن ا لتماسك :
اعرف آني استحق أفضل منك
وأنت اقل من مقامي
وانك أنتي ما فيكي زود
عشان كذا
هربت لأمريكا منك
وصلتي قبلي
وصارت السعودية كلها البنت اللي تركت وهي معي
احبك
كثر كرهي لك

ما ذا تقول
أيها السلطوي المترفع
بهذا فكرت
وسمع بروحانية وقال :
وطبعا فشلت
و ضاعت أيامي
وما بعدت
و يوم عرفت انك حبيتي عبد الله
شمت بعضي مني
وفرح أني منك تحررت
لكن عبد الله المتسلق مثلك
رجعك على
يوم تركك
و خطب ميساء

هنا اختنقت بالبكاء
كيف أتحمل كل هذه القسوة
الشخص الصامت إذا تحدث
يبيع كل ذهب السكوت بفضة الكلام
أكمل بحدة :
بغباء فرحت
قلت أحاول اقنع أمي
لمن أتزوجها ترتقي
ويرتفع مستواها
وينسون الناس من هي أمها
يمكن

هنا صرخ بصوت جعل عم عزيز ينظر من الشباك مفزوعا وقال :
لكن أنتي ما تضيعين وقتك ابد
بيومها
بيومها
نزلتي للحفلة مع فهد
ما ادري وش سويتي له
ولا كيف سيطرتي عليه
وصار اللي عمره ما فكر بالزواج
يبي ميثى
اعرف خطتك الخبيثة
بكذا تدمرين حياة ميساء
وتسترجعين عبد الله
والله اعلم وش ناوية بفهد

هنا اكتفى
رفع يديه عن كتفي
وتوقف عن أرجحتي
فسقطت على الأرض
ما هذا الخليط
أ اعتراف بحب
أم محاكمة مجرم
أو تهديد جبار
كنت جاثية على الأرض
فاقدة القدرة على النطق
ابكي
يدي حملت طين الأرض
رميته به
كان واقف منتشيا
أطول من أي وقت
وابغض من كل اللحظات
أحسست أن لغتي الجديدة بعيدة عن حواسه
فأخذت بيدي مفردات رطبة لزجة من تحت الشجيرات المرتوية
وأوصلتها إلى ثيابه
ورميتها على صدره المليء بالزهو
كطفل لا يتحدث إلا بالفعل القاصر
قلت بعد أن انتقم سواد الطين من فخامة ثيابه :
حرام عليك
أنا غير كذا
حرام عليك

نفض ثوبه وقال بسخرية :
فعلا
أنتي غير
بس مين يصدق
وشلون اثبت لفهد انك طقاقه وراء برقع
قالت ميساء انك تصاحبين أشكال غريبة
وشفت بعيني
حتى لمن تكون الحفلة باستراحة عمك ما تبين تفوتينها
لا تكونين صدقتي إني انخدعت بالعدسات الزرق
حتى يوم مسكتك وتغزلت فيك ما قلتي حتى أااي
يا واطية

هنا تسمرت
حتى البكاء توقف
ما كان أحلى من طعم الشوكلاتة صار أمر من العلقم
كان يختبرني ليعيب علي تصرفي الأهوج كل العمر

قال بشدة وهو يشير لبوابات القصر :
أنا ما أبي اخسر اخوي بكلام ما يصدقه عقل
لكن لا يمكن اسمح لك تلوثين سمعتنا
مثل ما سويتي بثوبي
بره
اطلعي بره
كفاية
اعتقينا منك

دخلت المطبخ
وركض عم عزيز بكوب من الماء البارد وهو يقول :
خدي اشربي
صلى على النبي
ما تزعليش
دانتي زي أختهم
ابتسمت بسخرية وأنا أقول :
لا
أنا ما كنت أخته
وهذا اللي معذبه
عم عزيز
كلم رشيد يوصلني

في بيتنا بحثت عن أمي وقليل ما افعل
ما وجدتها
كلمت منيرة اسألها عنها قالت :
احد يجي من الجامعة مع أذان العشا
ما يخالف حجتك لنا بروحتك وجيتك مع ميساء انتهت
بكرة بنت عمي تعرس ونعرف نصك عليك زين

كثر المنتقمون من ميثى
سألت باحتياج :
إلا وين امي

قالت :
عندي
أبو ناصر عازم رجال والدور على بالطبخ وهي تساعدني

صيتة الصاقود
أنا مين يساعدني
يا من شاركتي مناوبات العمل مع نساء الرجال المعددين
يقسمون كل شيء بعدل
ونصيبك محفوظ من عمي عبد الرحمن إلى أبو ناصر
بشمولية ومساواة
ولي الأمر

نمت على فراش أمي
أو أغمى علي
وأنا استنشق نصيبي منها
رائحة الحنا بمخدتها وفراشها الأرضي
فهي ترفض السرير
لتكون اقرب من أبي
أيقظني الجوال
نغمة غبية هي الأطلال
يجي لك يوم تندم على ما سويت
ستكون نغمتي الجديدة
كانت ميساء قالت بسرعة ساعي بريد :
حبوو ايش فيه صوتك
غريب
رحتي ما شفتك بس أو كي
بغيت أقولك أنى ما اقدر أشوفك الأيام الجايه
يعني أنا مشغولة بالتجهيز
ويمكن ما اقدر احضر الكم أسبوع الباقية
تخيلي بكرة عندي موعد مع السبا عشان بروقرام الزواج
حتى رشيد نحتاجه مرة
بس
بكرة الصباح ممكن أرسله لحد ماترتيبي أمورك

إنها تتهرب من مرافقتي بعد تحذيرات عبد الله
قلت بصوت بطيء كأنه يتعلم الكلام :
حياتي
ما بقي شيء مهم في الجامعة تقريبا خلصنا
وأنا راح أشوف لي سواق
ولا يهمك
تيك كير

ماذا افعل
مواعيد عمل أخي عبد العزيز لا تتناسب مع جدولي
من أين لي بسائق في أخر الفصل الدراسي
كلمت فاطمة وردت على تحيتي بقولها :
الناس يسون نيو لوك بأشكالهم مهب أصواتهم
وش فيتس
داعسك أتوبيس

قلت لها بضيق :
تقريبا
بس تكفين شوفي لي سعد إن كان يقدر يوديني ويجبني للجامعة باللي يبي

قالت بحماس :
افا يا ذا العلم
اجل شاتوس من اللكزس
خلاص اسأله مع انه يدهر على طريق المطار يقول ارزق من مشاوير ا لمدارس
أذاوه العالم
تأخرت بكرت

كررت طلبي لأنهي ثرثرة اعجز عن مسايرتها :
أنتي اسأليه وردي لي

غدا أخر يوم لي بالكزس
سحبت مني امتيازات الشريدة
يا عبد الله

وأيمن
ماذا ينوي
هل يحرق الساحرة حية

بقيت مهمة وحيدة
وأخيرة
للكزس الوزير
ذهبت لغرفتي وأنا اسمع صوت عودة أمي المتأخر
فتحت اللاب توب
ملف عشق
كل القصائد هنا
من شاعرة
ما سمعت طعن عبد الله بشرف أمها وأختها
وما حاكمها أيمن على ضعفه أمامها
نقلت الملف الى سي دي جديد
ونمت
كالأطفال
الم العب بالطين

في الصباح قلت لرشيد بلهجة تلغي أي تسأل :
رشيد
أبي أمر التخصصي قبل الجامعة

كانت اللكزس جواز المرور من حراس البوابة الأولى
وفي الثانية أوقفوا السيارة وسأل رجل الأمن :
مين تبون

فتحت الشباك ونظرت له من خلف زجاج نظارتي الشمسية الزرقاء
الشيخ عثمان القادر

بلا تردد فتح البوابة ليقول :
تفضلوا


دخلت من بوابة مركز الأبحاث البعيدة عن تعقيدات بوابات الزوار
وبدهاليز المستشفى التي كانت أحجيتنا أيام زيارات جد ميساء وصلت إلى حيث أتوقع وجود الساري
اعرف سر هذه الأماكن
الثقة
والعباءة
سألت الممرضة بانجليزية قوية عن اسم الساري الذي أخاف أن اكتبه هنا
بأي جناح
أشارت للطريق الذي سلكت
كان هناك من يرافقه في الصالون الداخلي الصغير
يشاهد التلفزيون من غير صوت بعيون نصف مفتوحة
لن ادخل
تراجعت
انتظرت بالممر أفكر كيف استدرجه للخارج
دون جهد مني
خرج وجواله معه
ليرد على مكالمة بلا نغمة
أعجبني ما يفعل
سأجعل جوالي أبكما
فانا رفيقتك بالسخرة العصرية
أنا مثلك
يا الخوي
اقتات على الفتات
ما قلت لأيمن إلا حروف
ما سمعها
عشت الاضطهاد أسلوب حياة
فكيف أهب الحرية لجوالي ليرن بنغمات قد تزعج الأسياد
عندما ابتعد
دخلت للجناح
طرقت باب الغرفة
لم انتظر رد
راني الساري
وكان مستلقي على سريره ولحية قصيرة تحاول أن تعبث بوسامته
مرهقا
مختلفا عن طاولة الفيصليه
أكثر ود
قلت له :
أنا سلمى
جيت أزورك

بدهشة مرر يده عبر خصلات شعره الطويلة
وقال :
عرفتك
نفس الصوت اللي تخيلت

أدرت عيني بالغرفة المليئة بباقات الزهور
كم كانت حميمة بغياب الضوء إلا لمعان قصب البشوت المعلقة بخزانة مفتوح بابها بإهمال
قلت مرتهبة من الألفة :
ممكن افتح الستائر للشمس

ضحك وقال :
نور الغرفة مكفيني

قلت وأنا افتح ستائر نوافذ المستشفى التخصصي الكبيرة بامتداد الحائط :
أنت عايش بظلام

وأشرت على الخزانة المفتوحة وأكملت :
إلا من انعكاس شمسنا على تنكرك المعلق بالدولاب

أصابني الغرور وأنا أرى بهجته وهو يتعجب :
حلوة التورية بكلامك
انا ما تعودت على الذكاء ويا الجمال

عاد المرافق وكان معه صوت آخر
مألوف
بل أخوي
انه يوسف
اقتربا من باب الغرفة
قلت بفزع :
ممكن
اتخبى بالدولاب

قال برسوخ من لا يعاقب :
زي ما تحبين

دخلت مرتبكة
وأغلقت الباب
كتمت أنفاسي وأنا اسمع يوسف يقول :
مساك الله بالخير يا طويل العمر

هنا
تمنيت أنا أكون خارجا في نور الشمس
ولا احترق بالداخل
ببريق البشوت




رد مع اقتباس
قديم 10-11-2011   #14


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 12 ساعات (10:45 AM)
آبدآعاتي » 658,894
الاعجابات المتلقاة » 961
الاعجابات المُرسلة » 361
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



الفصل الحادي عشر
الأظـــرف الزرقـــــــاء


للذكريات رائحة
إذا عبر الساري ببالي شممت عطره الفواح الرجولي المميز
رفيق سجني لدقائق بين ملابسه
رأيت من خلال انفراجة صغيرة بين باب الخزانة والجدار
الساري يصافح يوسف ببرود
إذا علاقتهما ليست بصداقة
هل جاء يوسف لإجراء مقابلة صحفية تطبيق لأحد مواد التخرج في كلية الإعلام
وأنا في حيرتي
سلمه يوسف علبة خشبية صغيرة فتحها الساري ليتأكد من محتواها ثم أغلقها بسرعة
وقال :
ناصر
حاسبه

وقال يوسف بامتنان :
جوالاتي عند ناصر
أي ساعة
أنا بالخدمة يا طويل العمر

لم يرد عليه
ليس من تعالي بقدر ما هو من ضيق
رأيت يوسف مكروها لأول مرة بحياتي
يوسف الحبوب
كان في عين الساري مرتزق من الألم
ما رأيت
استلام وتسليم
يقين مبهر أحاول الفرار منه
أريد أن أعطل عقلي عن استنتاج طبيعة حياة يوسف المزدوجة
وأن فهمت

ما الهدف من البحث عن الحقيقة
العثور عليها
إجابة خاطئة
عدم التعثر بها

قال الساري وهو ينهض من سريره و بيجامته الحريرية الزرقاء تنساب على جسمه الرشيق :
سيدة الالغاز
تقتحمين ثكنة التخصصي العسكرية
وتهربين بالخزانة من اثنين هم بأمري

ألتقط روبه السميك من جواري
ولبسه وذهب ليجلس بالقرب من الشباك في مقعد بمساند جانبيه مرتفعه
أجبته وأنا متعلقة بقشة تنقذني من الغرق ببحر واقع يوسف :
قلت يمكن صحفيين
بعدين يكتبون شيء يزعجك

قال بسخرية :
وأنت مصدقة إن الصحافة هنا سلطة رابعة
هم ما يكتبون إلا ما نملي عليه
هذا
هذا مجرد ديلير

قلت بصدمة :
كيف
ديلير

قال وكأنه يحدث نفسه :
سلمى
أنت ضميري
كتبت لك إن المنتدى حراج قصيد
و اشتكيت إني أطارد الشعر بالتعاطي
لك أنت
بس
ليش
ما ادري
أنت معي الحين
كأني مع شي
ماله كيان
بلا جسد
جميله بس ما أشتهيك
أنتي تروين ظمأ مختلف عندي
رغم كل الأنوثة اللي فيك
أحس نفسي أني حر من فحولتي معك
ما أصير ذاك الدون جوان
لك
لمبادئك يا صغيرة
أتقرب
كانسان
أتبرأ من خطاياي
لو تدرين
احتقارك لي
ما قدرت أتحمله
قلت بتأثر أنساني حقيقة يوسف
فالساري يجدني طهرا يريد أن يتقرب منه ليخلق من جديد
و يراني معاير أخلاقية في زمن النفاق
أي عبء هذا !

بعتب قاسي أكمل :
استهتري برسالتي
وبمشاعري
يا سلمى

قلت وأنا أسابقه لا أريد مزيد من التعنيف يكفيني أيمن :
عشان كذا أنا قررت أزورك
أنا ضريتك
بدون قصد
ما توقعت إني لي عندك أي مكانه
وان تعارفنا أكثر من حدث عابر

وبلساني الحاد الذي يخون اللياقة قلت :
وبعدين أنت ما تعرفني
كلها رسائل بمنتدى
وبيع قصيده

قال متفهما وبما يشبه الاعتذار من نفسه قبلي :
أنا لو بكامل وعيي
مستحيل
أتأثر من مراسلة بالنت
محاولتي للانتحار

وأشار إلى العلبة التي أعطاه يوسف وتابع :
تحت تأثير ذا
كل ما تركته رجعت بشغف أكثر
قلت لك بعجزي عن الكتابة كان هو الوحي
أنا أمير
خلاني عبد

صدقت فتوى الشيخ يوسف ما كان رجلا يؤذي نفسه من اجل امرأة
بدا بقضم أظافره لا شعوريا
رأيته يشبهني بالأمس
تعطلت معارف سنين حياته المكتسبة ليعود طفل
فتحت حقيبتي وأعطيته السي دي وقلت :
خذ
هديتي
كل القصايد اللي كتبت
ما أبيها
الحبيب الي كانت له
ألهامي
اكتشفت انه
إدمان هوان و ذل
مثل حالك مع وحيك
بس أنا غيرك
أنا أبي أتعافى منه
أعلن نفسي نقية من بقايا هواه في دمي
بعت قصيده وحده بندم
والحين
ارمي لك باقيه كله بفخر
يمكن تلقى بالسي دي ما يبعدك عن الديلير اللي تو

قال بصوت هادئ ومتعجب :
أنتي ملاكي الحارس
كيف عرفتي
أنا مسافر بعد أسبوع
لفلوريدا للمصحة السرية اللي هناك
بأخذ شعرك معي
يمكن يخليني أواصل العلاج ها المرة

قلت بحماس :
أكيد
أكثر من ثلاثين قصيدة
خلها دليلك
بذور لشعرك
تكبر برعايتك
أكرمها بهدف تحققه
ومهما تأخرت هناك
راح تكون موجود على الساحة هنا
يعنى ما في ضغط يخليك تترك البرنامج

قام من مقعدة الوثير
كاد أن يسقط من الوهن لكنه تماسك
واخذ مني السي دي
هل ابقي يده فوق كفي ثواني أطول
أو أن التوقيت المحلى لجناحه مختلف عن توقيت الرياض
لا ادري
لكني معه هو
يختلف كل شيء
شعوره لي متبادل
ليس برجل يهاب
بل كائن نوراني
وان لمسني
كأني عرفته منذ سنين عتيقة
لا تستوعب معرفتنا أعمارنا القصيرة
بل كأننا من أيام الطوفان
كيف اصطادت الشبكة العنكبوتيه أرواحنا الهائمة بالحياة الصاخبة وقادتنا لبعض
هو الساري وأنا سلمى
أسماء مستعارة
قد يكون
ولكننا اقرب لبعض من حبل الوريد

قال بحرقة من يعرف أن النهاية تلف مشهدا لا يعرض في الحياة إلا مرة :
ومتى أشوفك ثاني
أراسلك على بريد المنتدى

حادثته بصفاء :
لا
بعدك أنا اعتزلت النت
لكن
متأكدة جاي اللقا
بمكان
نكون فيه أنت وأنا
بأسمائنا ارث الأهل
ونحشر الساري وسلمي بين نظراتنا
ومعرفتنا هذي تبي تصير قدام النا س جهل
وان نادوني
تهز راسك
وتقول هي وإلا أنا اشك
بس تبي تعرفني من وجهي المتخفي الحين وراء الغطاء
وتعلن فشل الحجاب بطمس ملامح قادها لبعض القدر
لا كلامي مهب تنجيم ولا دجل
إحساس أنثى
يا ويلك
إذا صدق

سأل بصوت هامس وكان بلورة المستقبل المخيفة الرائقة المشهد قد يعكرها علو الصوت :
ومتى

أعدت حقيبتي على كتفي وقلت :
لا تخطيء
لا تستعجل القادم
يغضب
ويعاقبك بنسيان الوعد
إلى يومها
كن بخير

خرجت من عنده
نظرت للخلف
كان واقفا بيده هديتي الفقيرة الغنية
مذهولا مما قلت
كنت مثله
سمعتني أتحدث وكأن شيء ما تقمصني
تحدث عبري
من لساني وما كنت أنا
أم أنني أول مرة اسمع نفسي
في الطريق الطويل للسيارة
غيرت نغمة جوالى إلى الصمت
مثل ناصر
و رددت أغنية للأطفال بكلماتي الخاصة

عبدالله
كنت أحبه واختار غيري
وأيمن
يحبني وما يبيني
الساري
ما ادري وش اسمه اللي بينه وبيني

وفهد
ما أحبه ولا يحبني ويبيني

هنا
كلمني فهد وكأنه مؤقتا مع دوره بالأغنية
قال بصوت دافئ :
ميثي
أخبارك اليوم

قلت وان أشير بيدي لرشيد ليحضر السيارة من المواقف البعيدة :
بخير

قال باستفزاز :
و شلونك بعد تراب أمس

بغضب قلت :
قاعد تتفرج من الشباك
أنا أنجلد وأنت مبسوط

قال بغموض زاد من صعوبة فهمه ركوبي للسيارة وقت حديثه :
جيت أتدخل
بس حسيت اني أشوفك من بعيد
كأني بالسما
ميثى تحارب تحت بالأرض
عرفت إن هذا مكاني بالجاي من الأيام
وبقيت فوق
عشان يشتد عودك
بغيابي


اكره أن الرد على ما لا افهمه
لكنني قلت غافلة رشيد المتصنت على الحديث :
مبرر سخيف
بس لعلمك عرس عليك منيب معرسة
بين البايع والشاري يفتح الله
وبلا اشتراكية ومشاريع
اللي بخاطرك سوه بشركتك
أخوك هذا مجنون
وأمك
الحمد الله ما تدري عن نواياك و إلا مهب دونه

قال يسبقه ضحكات مرحه :
أجي اليوم بيتكم وتفهمين كل شيء

قلت وان مشتاقة لزيارته الجميلة :
الله يحيك

قال قاصدا عدم الإثقال على أهلي إلا بما يحب :
بس تسوين لى
هذاك
تعرفينه

استمتع بتلعثمه وجهله بأسماء الأطباق الشعبية رغم حبها لها :
أي هذاك فيهم

قال وقد ازداد الأمر صعوبة عليه :
أنا متأكد انك فهمتني
بس تبين تحرجيني
أكثر واحد أحبه في الثلاثة اللي شبه بعض
اللي أقراص مدورة و معاه سوس

قلت لأوفر على نفسي العناء مع بليد :
يا بخت شعبنا بالمحرر
يا بطل من ورق
وما تعرف تقول مطازيز

أنهى مكالمته بوعيد اعرف كذبه :
ابهذلك
بس اشوفك
بسرعة
اتصلت بأمي لأخبرها أن فهد سيتعشى معنا الليلة استغربت :
تونا على موعد الظروف الزرق

فعلا
لم يحين موسم الأظرف الزرقاء
التي يوزعها فهد على نساء الأسرة كل عام
والتي ترتفع لها الأماني في بيت عمي عبد الرحمن
قبل أشهر من موعدها المنتظر
كانت عطاياه كريمة تفرح الأمهات
ويجزل بها لزوجات الغائبين مصعب واسأمه و أوس

إذا جاء فهد
هو جواب لكثير من بكاء طلبا ت الليل
يتسابقن للسلام عليه
وعيونهن تتطلع للمحفظة الجلدية المزينة بشعار شركته ليسلم كل امرأة بيدها مظروف مطبوع عليه اسمها بالكمبيوتر
كم يفرح النساء هنا أن يتعرفن على أسمائهن مكتوبة بلا تبعية على ورق غير بطاقة العائلة ودفتر الأحوال المدنية

غادرت بوابة المستشفى
وكان الخروج مختلفا
سعيدة بإصلاح عواقب شغبي
ومقتولة بواقع يوسف

في الجامعة قالت فطومه :
وش ذا الزين
على البركة يا بيت القادر

كنت أفكر بعمل يوسف الإجرامي
وتعجبت أتبارك أن زاد من أبناء عمي المطلوبين للعدالة واحد :
على ايش تباركين

قالت بحماس مراسل الإنباء :
خايفة من العين يعني
ترا حنا نورث الوظايف مثلكم
الطقاقة بنتها صبابة
والفراشة ولدها بواب
عادي

كم ترهقني فطومه بمتابعة أفكارها المتقطعة :
ممكن
شوي شوي تفهمني

قالت وهي تتحدث ببطء مفتعل :
صديقات بنت عمتس يقولون إن ولد عمتس اللي هو خطيب بنت عمتس تعين ملحق تجاري بفضل الله ثم عمتس اللي يبي بنته تعيش باورنبا
وكلهن يقولن
وهنا صرخت ولوحت بيده وهي تقفز بتقليد مضحك :
ياي ياي يا بختها

قلت وان أتعجب كيف صارت عقود الزواج هي أوراق الترشيح والسير الذاتية لمناصب الدولة :
على فكرة تراها يمكن ما تجي لآخر الترم

قالت فطومة بلمز واضح :
حبيبتي اللي مثلها ما لها دخل بنسبة الحضور
هذولا يا بعدي
محرومين من الحرمان

قلت وأنا ابتسم من اقتناصها الحاذق لتفاوت المعاملة الإدارية بالجامعة:
وش قال سعد ممكن يوصلني

قالت وكأنها ترى هامة سعد أعلى من نخلات عليشه :
والله
سعد شهم
قال ما يخالف

ارتحت فمرافقة سعد هي انتقامي من اللكزس المسلوبة وقلت :
خلاص استناه بكره الساعه ثمان

كان بيتنا بحالة احتفال
قالت أمي أن فهد كلم أخي عبد العزيز واخبره بحضوره على العشاء
بعد مكالمتي لها بدقائق
وتمنى منه أن يري بيت عمي عبد الرحمن عندنا
وان هذا التصرف اغضب عمي
لكنه سيحضر صاغرا
وان أهان مكانته أن يكون الاجتماع في بيتنا الجديد
ووجدت المطبخ ساحة تتنافس فيها النساء الطبخ لفهد
الطعام هنا رسائل المحبة
رفضت أمي أن يقدم المطازيز فقط وان طلبه
عرفت انه سيغضب
ما ذا افعل
لن احرمهن مبادلتك العطاء بالقليل الذي يمتلكن
كانت أول عزيمة لنا
بيت المرحوم عبد الله القادر
هل هذا ما قصد فهد
أن يبث الحياة لأسم رحل للقبر
حضر الجميع
وهربت من أن أصادف يوسف
بعد العشاء طلب فهد أن يقابل النساء كعادته
دخلن للمقلط صالة الطعام متلفعات بالعبايات و شراشف الصلاة
راقبته من بعيد
ما كان ترحيب بلقاء
كأنها مراسيم وداع
تعوذت بالله من الشيطان الرجيم
زجرت نفسي الخبيثة الأمارة بالسوء
اسمعي يقلن له
حياك الله

أغاثنا الطيوب بواصب أظرفه الزرقاء
وعندما نادى اسمي أعطاني ظرف كتب عليها ميثى بخط يده القبيح
ونظر لي وهمس :
ردي علي

بعد مغادرة الضيوف
ركضت لغرفتي هاربة من أعباء العمل ومتشوقة لفتح ظرفي وحساب رصيدي
بعده

وجدت ورقة واحده فقط بخط يده كتب فيها

اعرف خطي شين
بس ظرف السنة يا ميثى غير
ما فيه من ورق الخمس ميه زي الباقيات
لا تزعلين
فيه سر أخصك فيه
يمكن يخليك تبعين الجسد
وتخلين لهم الورق وتأخذين راعيه
ميثى أنا ميت بعد أربع شهور على أقصى تقدير
ورم بالدماغ
أنا خايف
أبيك معي
ياويلك لو تصيحين
عشان كذا بكرت هذي السنة بالظروف الزرق

ظننت إنني بكيت كثيرا في الأسابيع الماضية
لكن هذه الليلة عرفت ومخدتي
ما هو البكاء




رد مع اقتباس
قديم 10-11-2011   #15


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 12 ساعات (10:45 AM)
آبدآعاتي » 658,894
الاعجابات المتلقاة » 961
الاعجابات المُرسلة » 361
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



الفصل الثاني عشر
تــــرويض الشــرســـة


دخل نور الصباح غرفتي
نهار جديد
لماذا هذه اللهفة على استرداد الألوان
سباق نحن معك
نهرب من يدك التي تلطخنا بالأبيض وتطمسنا بالسواد
استيقظت من حالة خدر ما ارتقت لنوم
قد تمر سنين ولا نكبر
وبليلة كالبارحة زاد عمري سنوات
ارتديت بلوزتي البيضاء أقفلت الأزرة كلها حتى الياقة المنشاة
اليوم أنا اكبر
جادة بمظهري
لا وقت العب فيه مع عيون الآخرين وأربكها باختلاس النظر لملابسي الداخلية الأرجوانية
بشقاوة البنات
احمل هم من عالم الفراق
دخلت أمي مرتاعة ملتحفة بشرشف الصلاة
وبغرابة
دون تحية الصباح
حلت أزرة بلوزتي التي ما كادت تفرح بإغلاقها بعد
وخلعتها بعنف
أدارت ظهري
وأخذت تقرا سور من القران وتنفث لعابها و تمسد بيدها
اقشعر بدني
سألتها بدهشة :
خير
وش صاير
حضنتني وهي الصارمة دوما وقالت :
أعوذ بالله من الشيطان
حلم يا ميثى
كنه علم
ألقيت بنفسي في حضنها
فقد يلتئم بعضي الممزق بظرفي الأزرق ببعض
أخذت تروى بصوت خافت يتأرجح بين الرغبة بالبوح والإفصاح والخوف من رواية الأحلام وقالت :
كنا كل حريم بيت القادر مجتمعين بخيمه عز
عامودها مرمر ابيض
أرعدت السما
وانكسر هالصاري
وطاحت علينا
صرنا بظلام
وتناشدنا عن بعض
وسمعت من يقول
وين ميثى
دورتك
ما أدري وين رحتي

توقف حديثها ليس من دموعي
بل من صورة رأتها رؤى العيان
ففي زمن تعتيم الأخبار اعتدنا الإصغاء لمحطات الأحلام
لنتصيد رسائل المستقبل وأشواق الغائبين
وحقيقة التجهيل
أكملت :

لقيتك تسندين العمود
وأنا أقولك
ميثى خلاص انكسر
قومي عنه
مسكت ثوبك
انشق بيدي
وكان ظهرك كله حبال سود
أبعدها عنك
ما راحت
كنها مغروسة فيك


لماذا نقص الأحلام
لننتظر بشائرها
إجابة خاطئة
لنبشر بانتظار القصاص

أطمئنت أمي أن ظهري معافى من أذى مر بحلم بعد الصلاة
قلت لها وان جزعة من رؤى نعقت بموت :
إن شاء الله خير
صيته
لو فسرت لك بما اعرف من أسرار الظرف الأزرق بعض حلمك
هل يتكشف لك خبر الحبال السود
تلك النامية بجسدي
لكنني سعيت لها وما خفت تحذير الأمهات
مستهترة كنت أم مشفقة على فهد

رن سعد جرس الباب
لبست بلوزتي مرة أخرى وقبلت يدي أمي
وكتبت لها جوال سعد جوار الهاتف
ودعت أن يرزقنا من نفعه ويكفينا من شره
أمي المرتهبة
هل من سعد إلا الخير
أخذت حقيبتي وأسرعت بالذهاب
كان غاضب ورد السلام بجفاء
وأنا ما كنت مبادرة بأي حديث وفهد معلن رحيله عن الحياة
عندما وصلت السيارة المتهالكة لجسر المخرج الثالث عشر المشئوم
أوقفها بتحدي
في منتصف الجسر
و التفت للخلف وقال :
الحين يا بنت الأجواد أنتي كذابة طبع وإلا حقران

هذا ما كان ينقصني
استجواب على سفح زحام الصباح
قلت مستنكرة تصرفه :
سعد
الله يخليك امش
ترا ما بقي إلا يقومون يضربونك

كانت أبواق السيارات خلفنا ترافقها شتائم أصحابها هي كل ما أسمع
لكنه أصر أن يواصل استفهامه :
ما رديتي علي
ليش تكذبين بسالفة الاستراحة
قال هجم علي كلب راعيه
ليش أنا قدامك وشو
صتيمه
الكلب تسان يعرفك
ميثى
فهمني مسحبتني على وجهي وأنت تعرفين المكان

تلك الليلة
عندما سبحت عكس التيار وغردت خارج السرب
أغضبت الكل
حتى سعد
قلت له برجاء :
تراي أشوف أنوار دورية المرور
امش
وأعلمك

بعناد النقي من البشر كالأطفال قال :
لا علميني قبل

قلت وأنا أنافس بسرعة كلامي تقدم سيارة الشرطة :
هي استراحة عمي
ويوم عرفت إن فيها حفلة رجال
فكرت أروح اتطمش وأذلهم باللي أشوف
وهذاك ولد عمي
والكلب ريكسي

هنا انفجر بالضحك وهو يعيد اشتعال محرك السيارة
ويقول فرحا بنفسه :
يا حليلك يا سعد
اعتراف كامل
حتى اسم الكلب علمتني فيه

سعد الماكس
لا تعترف أنت بحالات الوسط
تنتقل بمزاجك بين قمتي الغضب والمرح
قفزا
ولا تترجل في دروب الانفعالات
صدقت صيته
الله يكفينا شرك
بعد نوبة الضحك هذه
صار مشوار عليشه مفعما بأحاديث غريبة عن الرياض
سباحين يرويها ويجزم بصدقها
فتلك القصور على اليسار طرد الجن أهلها ولا يشتريها عاقل
والبستان القديم على اليمين تنيره بالليل أنوار أعراس العفاريت
الخرافة
ُمسكن من قسوة الواقع
يا سعد
أنت تبحث عن النسيان بحكايات لا تنفيك عنها بافتقارك لمؤهلات البطل
الأمير الوسيم
بكل القصص
فما أنصفت الأسطورة من السود ألا روح عنترة

وبتقلباته أوقف السيارة في مكان مزدحم واستأذن
نزل وغاب
وفكرت قد يكون رشيد البغيض ارحم من سعد الهوائي
سعد الحاكم بأمر الله
بانتظاره
استقبل الجوال مكالمة من فهد
بلعت غصتي ورديت بصوت حيوي يتوافق مع مزاجية سعد :
صباح النور
قريت الظرف
يا خواف
السالفة فيها موت
وأنت مسوي فيها سياسة واقتصاد
رد فهد :
يا الله صباح خير
قلت أبي القي البنت متشققة من الصياح
اجل تقولين عني خواف


قلت وأنا استعجل الحديث فسعد عائد للسيارة وبيده أكياس بلاستيكية شفافة :
لا
وأقول بعد موافقة
فهد
اختيارك لي شرف

قال بصوت حنون :
بس أنا اللي غيرت رأيي
عشان أمس ما سويتي لي اللي طلبت
ذقته وما كان طبخك

رديت وأنا فرحة أن تجرى حواراتنا بجداول سلسة بعيدة عن عنف شلالات غدر الأيام :
هم فريق الشيفات خلوني المس شي
طردوني من المطبخ
بس بجد افتقدت طعم طبخي

قال وهو لا يجامل بمذاق الطعام :
اعرفه واشتاق له
خلاص
أبي اكتب بعقد الزواج بدل طباخ
قلت وأنا انهي المكالمة قبل أن يفتح سعد باب السيارة
فقد لا يروق له حديث الجوالات بحضرة جنابة :
بدل
إيه إن شاء الله
الله يحلل حريم أمس عند عم عزيز
وأكملت بتقليد صوته
دي صنعتي يا شيخ فهد
تقريبا وصلت الجامعة
باي
ليتمتم سعد معلقا على ادعائي الوصول للجامعة :
لا الكذب عندك
هواية

فكرت بعمري الجديد الذي كبرت له بعد أمس
لن تمنعني مخاوفي من معارضة أيمن والجوهرة من مرافقتك برحلتك الأخيرة
ولن ترهبنني شروطك الغريبة من أن اصطحابك في طريق من خوف
إعطاني سعد كيس به ساندويش فلافل ضخم وعلبة من الشراب البارد
وهو يقول :
وجبة الرحلة مقدمة من الخطوط السعديه

كريم أنت رغم رقة الحال
شكرته ووضعتها بجيب حقيبتي الخارجي
قلقة من رائحتها
في الجامعة
أعطيتها فطومه وقلت :
هذي من سعد
أنا مالي نفس بشي
حملتها بحرص كأنها طفل رضيع وقالت :
احلفي
باستنكار سألتها :
وش احلف
اليوم الكل يستجوب
قالت :
وش فيتس اليوم مزاجتس معكر
قلت وأنا أجرب كلمات ما خطر ببالي أنني سأنطقها :
متوترة شوي
خطبني فهد ولد عمي
قالت بتشجيع ساخر :
احلي
يا نوال الزغبي
من أين لي بقاموس لمصطلحاتك يا فطومه
فسألت :
وش جاب نوال بالسالفة
قالت وهي تجلس كيس الفلافل بمقعد بجوارها:
شوفي ها اللي تحط بكليباتها
رجال رماديين
بعمر فهد
ستايلها مثلك
وترا هذي الموضة
شفتي صاحبتنا هيفاء
أعرست الأسبوع اللي راح على أبو لجين
دكتور جيكل
أيعقل
لديه زوجة صابرة وعشيقة وفيه وخليلة يافعة
هذا أكثر من أن تستوعبه وحشية دكتور جيكل
فكرت
هل تعلم مزنه انه تزوج من جميلة بعمر ابنته
علقت بتعجب :
مسكينة لجين
وهيفاء وش حدها على كذا
قالت بصراحة جارحة :
حده اللي حدك
قالت اخذ واحد بعمري واذبح روحي معه مثل ما سوت أم لجين
وإذا كبر ونبت له ريش وصار بمجلس الشورى يعرس على
أحسن لي ابدأ من حيث انتهى الآخرون
إلا أنتي وش حدك
قلت :
بعد
نهاية الآخرون
لم تسمعني فطومه
كانت منشغلة بإبعاد الزميلات عن مقعد الفلافل وتصر انه محجوز بهوس المحب

عند العودة كان سعد بالانتظار
ركبت معنا فاطمة و الفلافل التي رفضت أن تأكلها فقد منحتها قدسية قلت لها :
أخاف بكرة تعبدينها مثل بقر الهندوس
لم ترد
قادرة على عدم سماع ما لا يعجبها من الكلام

في البيت كانت أمي لا تزال قلقة
وزاد من توترها مكالمة من عمي عبد الرحمن وطلبه حضور أخي عبد العزيز لمجلس بيته لمقابلة أخيه الوزير عثمان بعد صلاة المغرب
ما خطر ببالها السبب
اجتهدت أختي منيرة بعقلية من معارك داحس وحروب الغبراء في تحليل الأحداث
بأنها رد اعتبار لأهانه عشاء الأمس
أما أنا عممت سياسة صمت الجوال على لساني

أجمل الأفكار هي التي نجترها مع طلاء الأظافر بلون غريب
بلون فيروزي صبغت أظافري
وأنا أتخيل بلحظة شماتة ما كنت لأفوت لذتها عبد الله المادي بمجلس أبيه حاضرا خطوبتي لفهد البليونير
لماذا اعجز عن الترفع عن أحقاد البشر
رددت اللهم لا شماتة
مع صوت الجرس المتواصل بإلحاح
أخذت عدة ألواح من الشوكلاته بحذر خوفا على طلائي الرطب
لأفتح لأبناء الجيران
فالصغار يكتبون تاريخ البيوت التي يزورنها بذكريات من حلوى
صرخت أمي بحماس لتستعجلني :
ميثى افتحي
لعيال الجيران معهم مواعين عشا أمس

فلقاء الغالي هنا فياض
يشمل الشواطئ كلها بمد من إطعام المآدب وجزر من إناء خاوي
هذا هو بحر الصحراء
من عطاء

كنت البس قميص البيت القصير وشعري حر بلا ترتيب
فتحت الباب وأنا انظر للأرض انتظر محبة الصغار
وكان من ورائه كرهه الكبار
الجوهرة زوجة عمي وأيمن
قلت باستغراب:
تفضلوا
وركضت للداخل اسبقهم أطلق إنذار زيارة الغريب
ولأغير ملابسي وارتدي طرحتي
قابلتني منيرة قلت لها :
بسرعة
افتحي مجلس الرجال وعلمي أمي الجوهرة مرة عمي عثمان وولدها أيمن
ما ردت منيرة
بل كانت تنظر خلفي
التفت
كانت الجوهرة تتجاوز أعراف الاستقبال وتصرخ بوقاحة :
وينك يا بنت الصاقود
قابليني
اللي سوتيه بالخالة ميثى
وحرقتي قلبها على عبد الله والدها علمتيه بنتك
بس ترا ما كل طير ينوكل لحمه
انا غير
وعيالي فوق مستواكم
شيى ما ينطال
اقترب أيمن ليحدث أمه وكان من حولهم جماد :
خلينا نتفاهم معهم بهدوء
كانت أمي أمام باب مجلس الرجال تشد شالها الصوفي حول جسمها الضعيف
و تحاول أن
ترحب بإعصار من الاستكبار
فتعجزها الجوهرة بحديثها المستمر عن ما لا تعرف
لتقول بغضب :
أي هدوء أيمن حبيبي
هذولا داخلين على طمع
ميثى
استحي على دمك
وأنا الي مدخلك بيتي تطعنيني بولدي
لعلمك لا أنا ولا أيمن ولا ميساء موافقين
هل فهمت أمي ومنيرة شيء بعد هذه الجملة
أظن أنهما تحولتا لمشاهدتين غير قادرتين على التفاعل مع هجوم غير متوقع
قدم صوت من خارج البيت
انه عبدا لعزيز ومعه فهد
أربك أيمن صوت أخيه
لمحت الجوهرة ذلك وقالت :
ما عليك منه خله يدري
تعال يا فهد
من عرفت بنيتك وأنا ذابحني القهر
تبي تعرس قلي
ما من حمولة بالرياض إلا وتمناك
مهب تقم لنا من خمام النسيم
ناس يأخذون فضلتنا وتقول نسب

أن تسمع أمي هذه الكلمات جعلني اندم
هل عرف فهد ما أفكر فيه
لا ادري لكنه رد على أمه بلغز
غريب تأثيره عليها
كأنه أقسى انتقام
فقال :
اخذ من بنات الحمايل اللي ما يفطرون إلا من مروش لندن
أم فهد
باركي لي
وسلمي على خالتي أم عبد العزيز
لا ادري كيف تمتلك الكلمات مفاتيح الجوهرة
لثاني مرة في حياتي
بعد طلب درس الباليه
الذي حولها لوحش
أجد كلمات فهد هذه روضت شراستها
لتتقدم من أمي وتصافحها وتقول بانكسار ووداعة غامضة :
مبارك علينا
عندها أغلق أيمن بابا بيتنا بقوة وهو يقول بحنق :
أمي
أنتظرك بره




رد مع اقتباس
قديم 10-11-2011   #16


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 12 ساعات (10:45 AM)
آبدآعاتي » 658,894
الاعجابات المتلقاة » 961
الاعجابات المُرسلة » 361
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



الفصل الثالث عشر
أوجــــــاع متــــــرفــة


استنجدت أمي بأخي عبد العزيز بعد أن شتتها نزاع العمالقة
قائلة :
عبد العزيز
وش تبارك عليه أم فهد

ردت زوجة عمي الجوهرة بصوت ساخر :
يعنى ما تدرين إن فهد وأبوه خطبوا ميثى من عبد العزيز وعمها عبد الرحمن اليوم بعد المغرب

ما التفت أمي للجوهرة وظل وجهها معلق بابنها تلتمس كلمة
فقال :
إيه يا يمه مثل ما قالت زوجة عمي
فهد خطب ميثى
و عمي عبد الرحمن قال لا زم نستشيرها
وفهد جا معي يبي يسمع رأيها بنفسه

هل تخشى يا فهد من تحوير لجواب اليتيمة
أم جئت منقذا على غير ميعاد من زيارة أمك الجوهرة وأخيك أيمن

قالت أمي بإباء :
فهد يا ولدي
محنا من مواخيذكم ولا انتم منا
حتى أمك ما هيب اللي راضيه
والزواج أساسة اتفاق
واللي مر علي
جعله ما يمر على بنتي


لماذا نتذكر أخطاء الماضي
لئلا تعود
إجابة خاطئة
لعلها تئود

لم تستشيرني أمي
تحدثت بتأثر لتنفى عن نفسها السعي وراء أولاد الجوهرة
رغم ذلك كان فهد يصورني بالجوال بحركة خفية لمحتها وغابت عن الجميع

ابتسم وقال :
خالتي أم عبد العزيز
أمي ما كانت تدري وش ذوقي
الحين عرفت وش أبي
واني اخترت ميثى
وهذها باركت لك حتى قبل ما تسمع رد ميثى
اللي أنا ودي اسمعه

طالت وقفتا في مدخل البيت
وكان أخي عبد العزيز ينظر لساعته متبرما من تأخره على مباراة التنس الأرضي مع رفاقه بالكمبواند المجمع السكني للأجانب
ومنيرة ضاقت من بقائها داخل حمام الرجال لتختبئ من أولاد عمها

قلت وأنا أتابع أصابع فهد التي تصور للمرة الثانية لأهرب من نظرة الجوهرة القاتلة :
أنا موافقة

هنا رمت الجوهرة بطرحتها على وجهها لتخفي خيبتها وقالت :
تأخرت على أيمن
فمان الله

بتهكم قال فهد :
إلا مدام كلنا مجتمعين خل نتفق على الترتيبات مرة واحدة
وأيمن اكلمه
أنا أوصلك

بالفعل حادثه بجواله بجمود وأمر :
أيمن
تقدر تروح أنا أجيب أمي معي

كثير هذا
الأمر الواقع
جاءت الجوهرة لتدفن بيدها مشروع زواج إذا بها تناقش تفاصيله بمجلس صيتة الصاقود
كشفت الجوهرة غطاء وجهها لتصرخ بضيق :
فهد
زواج ميساء بعد شهرين
أني ما لي حيل زواج ثاني من قريب
إذا كنت مصمم
خل زواجك بعد إجازة الصيف

لا تدري الجوهرة كم هي الأيام ثمينة على فهد
قال بتحدي:
إلا وش رأيكم زواجنا يكون قبل

اعتقد أن الجوهرة عجزت عن الوقوف من هول ما سمعت فدخلت لمجلس الرجال المظلم شبه منهارة
لتقوم أمي بإضاءة الأنوار
وتأمرني بتجهيز القهوة
ويتبعها فهد للداخل وعبد العزيز المحبط بإضاعة مباراة الليلة لقاء شكليات زواج أخته المفاجئ
خرجت منيرة بسرعة من مخبئاها
وسحبتني من يدي لتقول معاتبه :
يا لئيمه
و ساكتة
بسرعة تعالي ساعدني نجهز القهوة

قلت متهربة :
خليني اسمع وش يقولون

بضيق شدتني من قميصي ليزداد قصرا قائلة :
بلاك ما شفتي شكلك وش لون
نظرت للمرآة
وضحكت
عروس بقميص يكاد يصل للركبة وشعر متطاير تحمل ألواح الشوكلاته ببلاهة
ما ذا أعجب فهد بفوضوية كهذه ليصورها
أكيد
يريد ممازحتي

جهزنا القهوة
ثم الشاي
وأنا ومنيرة ننتظر أي أخبار من عبد العزيز القليل الحديث بطبعه فكيف إذا أغضبه غيابه عن رفاقه فكان يكرر كل ما نراه بمشاوير توصيل الضيافة لمجلس الرجال :
الحين تجي أمي وتعلمكم بكل شيء

هل تأخر زوار بيتنا
أم أن التطلع يكسب الساعات مطاطية
فشل البحث عن حل لغز مطعم مروش لندن أن يستهلكها
أخيرا سمعنا جمل الوداع
لتدخل أمي بغضب المؤدب
وتشد شعري بعنف
وتقول :
بنات آخر زمن
عارفه وساكتة وأنا وأختك نقول وش يبون بعبد العزيز
وتقولين للرجال موافقة قدام أمه بفهاره
وما تستشيرين احد


ليتدخل عبد العزيز بمسؤولية الأخ الكبير
مربتا على كتف أمي ليهدئها بقوله :
خلاص يا يمه
هذا حياتها وهي واعية ومن حقها تقرر وش تبي

كنت اقرب جسمي من يد أمي لأخفف من الم شد شعري لكني أحسست أن عبد العزيز يخالط دفاعه عني نغمة شخصية
كم تسمع أمي من عبد العزيز الولد
قالت بصوت غاضب وهي تسحب يدها من شعري :
أنا خايفه عليها بس
هذولا مهب بس بيت القادر
الجوهرة وأهلها

رد عبد العزيز وهو يحمل حقيبة مضربه وكرات التنس :
لا تخافين
فهد مهب سهل
مرعب
أنتي شفتي
و شلون أمه تهابه
أنا أبي أروح علمي البنات بكل شي

نظر لي وبحركة توعد من يده قال :
فهد
هو اللي يبي يربيك صح
يا ويلك

وراح دون كلمة مبروك
عبد العزيز الساذج
أتظن انك تعرف فهد أكثر مني
أتهددني بالطيوب

أكملت أمي الحديث لمنيرة لغضبها مني :
ابد
يبي الملكة بكرة الاثنين
والزواج عقب ثلاثة أسابيع
إذا خلصت ميثى الجامعة
عشان يروحون شهر عسل على قولتهم قبل زواج ميساء

جاوبتها منيرة لأنني كنت منفية عن عالم رضاها :
مهب الجوهرة تقول ما لي حيل عرس الحين

قالت أمي وهي تنظر لي بطرف عينها :
صجتنا بها السالفة
بس فهد قال إذا ما عندنا مانع يبي يسوي حفل رجال كبير بحدا الفنادق
وزواج عائلي بالاستراحة
وما يبي منها شي

قالت لي منيرة باندفاع وهي تحاول أن تشد شعري بدورها :
يعنى مرتبه معه كل الأمور

ماذا أقول
هربت لغرفتي راكضة وأغلقت الباب بالمفتاح وأنا اضحك واصرخ لتسمعني:
الله يبارك فيكم
تعتذر حرم الشيخ فهد القادر عن استقبال الزوار المهنئين اليوم

أخذت منيرة تطرق الباب بيدها وهي تضحك بفرحة من عثر على اللعب بعد سنين وتقول :
طيب يا ميثى اوريك

و بعد لحظات سمعتها تغرق مع أمي بحديث سعيد متواصل عن زواج ميثى

لماذا كل الحزن يتبع أعذب الضحكات
بعد نوبة المرح
أحسست بثقل حزن جارف في نفسي
هل لأن فرحي يدق أجراس رحيل فهد
أم لرؤيتي أيمن غازيا بيتنا ليصد أطماع ميثى المرتزقة وقلبه تحت نعل حذائه
ربما لنداء الساري الذي أحسه بداخلي
فنظرت للاب توب
كان مرسول علاقتنا في بدايتها
الآن
فتحت شباك غرفتي لأنظر للبدر
أيقنت انه وجه الساري ينظر له مثلي
لا تسل كيف
انه الإيمان
ما كانت كلمات تلك التي تبادلتها معه
بل رسائل خارج نطاق خدمة المادة حملتها كل محنتي
واستقبلت أخرى منه مخطوطة على صفحة القمر
فيها مشاعر مشابهه
كلانا يمر بمرحلة مصيرية
الآن
معا

في مشوار الجامعة بالغد مع سعد كان مكفهرا صامتا
لم يقول كلمة
خفت أن اسأله سبب التقلبات المزاجية وفضلت أن اعتادها

وفي الجامعة كانت فطومه بنفس الحالة ولكنني سألتها :
وش فيك

قالت بغضب :
ما تدرين يعني
أنت تقتلين القتيل وتمشين بجنازته

رديت بتعجب :
أوف أي قتيل

قالت وهي تكاد تبكي :
بلاه مهب وجهتس اللي طاح و قعدتي تلقطينه فتفوته فتفوته
أبز برويحتي وأقول لسعد عقب ما نزلناتس أمس
انعم الله عليك على الفلافل
يقوم يقول ليش ميثى عطتس إياها
أكيد مهب من مقامها
وعليها
ركب فيس الزعل لما وصلنا
الحين أقول احلفي
وتكذبين

قلت وكأنني فهمت كيف نسئ لغيرنا بعنجهية الأنا :
أنا ما قلت أنها لك
قلت من سعد
أسفه
عاد
فوتيها
حقك علي

قالت وهي المتسامحة :
لا مهب مسألة حقوق بس أنا كنت فرحانة انه تذكرني بشي
طلع إنذار كاذب

قلت وأنا أكمل اعتذاري لها :
شوفي يا الغالية أنتي أول معزومة على عرسي عقب ثلاث أسابيع

قالت بدهشة :
وش ذا العجلة
وش و راكم
ومتى يمديك تجهزين وتستعدين
عرس ذا مهب لعب

قبل أن أرد عليها كلمتنى ابنة عمي مزنه
رديت عليها
أكيد تريد أن تبارك لي بالخطوبة
كما توقعت
قالت بصوت ضعيف :
مبروك ميثى ما سمعت
الله يوفقك
وأنهت المكالمة بسرعة
كأنها تحاول أن تلحق بمغادر
قطار
ربما
ابتسمت
أخيرا ستدرك مزنه نداء ركوب في حياة هي سلسلة من محطات ضائعة
أكيد في هذه اللحظة هناك ما سيرحل وسترافقه مزنه
سمعت ذلك بصوتها الموادع

أكملت حديثي مع فطومه وقلت :
أي تجهيز
الزواج عائلي
وبعدين ..

قاطعتنا مكالمة أخرى من فهد
ليقول :
ها أش أخبارك بعد مواجهة أمس

قلت وأنا انظر لوجهه فطومه الذي بدأ يعبس من انهمار مكالمات الجوال:
تمام
أنت حطتيني بموقف
أمي إلى اليوم زعلانه مني
على بالها متفقه معاك على كل الترتيبات

قال بجديه :
المهم النتائج
أديني رقم حسابك عشان ادخل في المهر
ما أبي أعطيه العم عبد الرحمن

لا ادري
هنا
سمعت فطومه بشفاه مطبقة تقول جملتها
عرس ذا مهب لعب

قلت له محرجة من تفاصيل ما خطرت ببالي :
ما في داعي
خليه عندك

ليقول وهو يحاول أن يتجاوب مع تفاهة المجاملات :
ميثى
رقم حسابك
وترا الشي اللي يزعلني منك هو استهتارك بحقوقك

قلت له بعد أن انتشر بجسمي رعشة :
خلاص أرسله لك مسج

قال :
بسرعة
وجهزي نفسك بكرا العصر أمر عليك

سكت قليلا ليقول :
يا عروسه

كلمة جعلتني بحالة الجوهرة البارحة
ابحث عن مقعد يعيد لجسمي تماسكه لأبحث عن بطاقة البنك بمحفظتي
فهد
لماذا تقتلني بأمنية البنات
لماذا ترتيبات زواجنا كأنها لعنة
ألا لأنه خالي من الحب
ما كان مكونا رئيسيا بكل وصفات الزواج هنا
أم لأن عبد الله كان عريس كل خيالات الأفراح التي مرت ببالي إلى شهر مضى
صار ماضي

ماذا سيتغير في الليلة
بعد أن أصبح حرم فهد القادر
انتظرت لأرى
وجاء وقت النوم
وما ازددت
إلا رسالة بالجوال من عبد الله بكلمة وحيده
مبروك
ومليون ريال مودعة بالحساب

في الغد
جلست بجواره فهد بسيارته المنطلقة باتجاه شارع الستين
وأنا امسح بمنديلي الورقي من تحت غطاء الوجه ألوان منيرة الكثيفة من على وجهي التي أصرت أن أتزين بها
نظرت له
هل أنا زوجته
الورقة التي كتبت بالأمس ما أثرت بداخلي بقدر ما أبقت حبر البصمة المطلوبة على إبهامي
كان طلال مداح يغني بتسجيل قديم
مقادير
يا قلبي العناء
مقادير
وش ذنبي أنا
أحسست بدمعتي تسهل عمل منديلي الجاف برطوبة الأسى
قال بعملية المدير :
شيكتي على الحساب
قلت بخبث :
ليش نزلت المكافأة

ابتسم بصمت
لماذا اسمع صوت أيمن المترفع يردد
إن بروبر واي
زواج كما يجب أن تكون الصفقة

رفعت صوت الاستيريو لعل عذوبة الأغنية تطرد أيمن من بيننا
وأخذت العب بأصابعي بقلق
خفض فهد صوت الاستيريو برد فعل سريع
وقال بقسوة زاد من حدتها رقة صوت طلال:
لا تصرين مزعجة
ميثى
أنت الحين مدام فهد عثمان القادر
البنت اللي صورتها قبل أمس بجوالي هربانه من عالم الصغار
أتسكر الباب عليها
خرجت ولن تعد
و انحبست بدنيا الكبار
أنا أحب مزحك وأموت بشقاوتك
بس لي
قدام الناس من ها اللحظة
أبي ليدي راقية
سيدة مجتمع
خليني أكون فخور باختياري لك
ايش اللعب بأصابعك هذا

فكرت
هل شعر فهد بالندم
بعد رفض الزواج سنين أكون أنا ببساطتي زوجته
يتطلع الكل ليعرف من اختار العازب الأول
فهد
وان كان الابن الضال
المتحرر
إلا إن روحه مشبعة بمعايير بيئته الطبقية
قبل الزواج
أرادني مرافقة برحلة الخوف إلى الموت
والآن
يشترط الرقي
أنت فعلا شخصية مركبة من تناقض
مبادئك الجميلة لا تطالها من قصر قامة وعيك الوراثي
اعتدلت بجلستي متقمصة تعالي الجوهرة
وأخرجت المرآة من حقيبتي
لففت الطرحة على حدود رحبة من وجهي
وأضفت طبقة من الروج الكثيف على شفتي
لمعت عيناي بقسوة الجريح المكابر
وسألت ببرود لأظهر صلابة واهية :
وين نبي نسكن فيه

قال وقد راق له تغير أسلوبي فاندفع بمزيد من التعليمات :
في القصر بجناحي
شركة الديكور راح تجدد الغرفة الرئيسية
ميثى
صاحب محل المجوهرات صديقي
وممكن يكون موجود
فأنا لي مكانتي
وجاي مع عروستي
يعني أكيد عنده تصور بحدود الشراء ونوعيته
عشان كذا
تذكري تصرفات أمي وطريقة اختيارها وتعاملها مع الكل
لا تندفعين
قبل أمس ما عجبتني موافقتك بتهور
لازم تنتبهي لتعابيرك
وتحكمين ذوقك في التصرف
أنتي أحيانا أوفر شوي

وبعد لحظة تذكر قال :
و أيش كمان
إيه
لا تناديني باسمي مجرد ابد قدام الناس


نظرت للبعيد
حسنا يا فهد
بدأت بذبح تلقائيتي فداء لنرجسيتك
وكانت مقادير هي الشاهد
مقادير
أن يكون بيتي
غرفة
في السويدي
غرفة
في العليا
نصيبي من الأرض
غرفة
لتشهد أوجاع عمري
وان كانت
أوجاعي القادمة مترفة




رد مع اقتباس
قديم 10-11-2011   #17


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 12 ساعات (10:45 AM)
آبدآعاتي » 658,894
الاعجابات المتلقاة » 961
الاعجابات المُرسلة » 361
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



الفصل الرابع عشر
تـــرميـم امـــــــرأة


توقفت سيارة فهد أمام محل المجوهرات بواجهته الحجرية الجميلة
نزلت من السيارة بهدوء
تسابق الجميع على الترحيب بالشيخ فهد وزوجته
الذي هو عارف بزوايا المحل وأركانه المختلفة
سار للمكتب الخلفي يتقدمه بلباقة مرافقنا اللبناني
ليصافح صديقة نديم ويعرفني به :
المدام
نديم صديقي

بحثت عن تثمين الصائغ نديم لقطعة محلية الصنع في تعابيره
فوجدت ابتسامة استحسان
أسعدتني
كم هي الثقة بالنفس بيد الآخر
تتقلب بين قمة وتتدحرج إلى قاع
وحديث فهد بالسيارة ألقاها في غياهب الضياع


لماذا يحادث الرجل امرأته
ليفهمها
إجابة خاطئة
ليلجمها

جلست على المقعد الجلدي الوثير المواجه لمكتب نديم وألقى فهد بجسده على المقعد الآخر المقابل لي وقال وهو يخرج سيجارة ويشعلها ببرود :
نديم
أبي أحسن ما عندك لأعز الناس
وابتسم لي برتابة
قال نديم بحرفية البائع :
فهد
قد بعتك شيء وما كان الأفضل
البروش الأخير
بعد ما اشتريته
سأل عنه ثلاثة
بس قلت اللهم اخدوه اللي حظه يفلق الصخر
الله أكبر

كم تتحفز المرأة عند سماعها لدلائل الخفايا
وتعشق تتبع خيوط أدلة بواطن الشخصي من القضايا
لمن يشتري فهد المجوهرات
وهو من كانت والدته وأخته تشتكيان من كرمه مع نساء الأسرة وجفائه معهن
لم يسعدني أن فهد غير ما يشيعون عنه من شذوذ
وما أثار غيرتي انه له علاقات نسائيه
الغريب
ما أحسست إلا بمتعة اكتشاف سر
حتى هذا الشعور
ابتلعه طوفان التمتع بجمال المصوغات الفريدة
إبداع كم رأيته بورق مجلات ميساء المصقول وكان دعائي أن يكرمني الله به في جنات النعيم
تلك ميثى
أما الجوهرة التي اعرف ستقول :
بصراحة
لو في شيء أحلى من كذا
وهذا ما قلت
ورجع فهد بظهره إلى الخلف مسترخيا بالمقعد وراضيا من أدائي لدور العروس المتطلبة
ابتلع نديم الصدمة
و قال :
جورج جيب الأشياء الجديدة اللي جات أمبارح من جنيفا
والله لسة ما تسعرت
بس نبغى نرضي عروستنا

مسكين علي بابا فتحت له بكلمة مغارة الحرام وتنجس بإثم استباحة المسروق
صار بطل الأطفال ومجرم مبدأ
أظنني مثله
رأيت ذلك بعيون بائع سعودي شاب ينظر من بعيد
أتى به إلى المغارة قرار سعودة وظائف بائعي الذهب والمجوهرات المفروض
ليشهد كل يوم ثمن أحلام النساء يمر أمام عينيه لجيوب لا ترتوي

لمحني فهد انظر إليه
أعاد بصره لي
وقال بحدة :
شوفي كمان لو لقيت هدية مناسبة لميساء

كانت المجموعة الجديدة احدث وأرقى تصميما
خيرني فهد بين أضخم طقمين فيها أعجبني احدهما أكثر نعومة برأيي
وبحساب القيراط و ونوع تقطيع الماس ودرجة النقاء اختار فهد الآخر غير مبال بذوقي
انتقمت بكيد النساء
بهدية ميساء
فكانت طوق مطعم بكوكبة ملونة من أحلى الأحجار
فتان
سيظهر عيب رقبة ميساء القصيرة المكتنزة
فرحت بمقلبي الشرير أكثر من طقمي الماسي المفروض علي
اتمم فهد البيع
وعند خروجنا سلمه صديقه علبة مخملية سوداء صغيرة
أثارت فضولي
أ هدية لامرأة أخرى
في السيارة فتح فهد العلبة وألبسني الدبلة الماسية
أي شاعرية تلك
منذ متى كانت عقود البيع على ورق الورد
كان خاتم غليظ مؤطر بصفوف من الماس الباجيت الكبيرة
البنصر الأيسر يقود لشريان القلب
يرفض قيد نقش عليه اسم من لا يسكنه
فهد
ما طرق يوما أبوابه فكيف يريد أن يصير عنوانه
سألني :
ها عجبتك الدبلة

قلت بصدق :
بس ثقيلة

قال بحزن عميق أحرجني :
ما راح تثقل عليك كثير
كم شهر بس

قلت برجاء :
فهد
لا تقول كذا
الله يخليك يا رب
أنا بس ما تعودت على الخواتم

لكنه قطب جبينه وقال بعتاب :
ميثى
كان عندك خاتم فضة تلبسينه كثير
وعليه أول حرف من اسم عبد الله
اذكره
لا تلبسينه ثاني

دقة ملاحظة مفاجئة
قلت له :
فهد
أرجوك عبد الله مرحلة انتهت
بخطوبته من ميساء

كذبت
بتاريخ موت عبد الله الحقيقي
الذي كان عندما أساء لأسرتي بهتانا
طويل استيطان عبد الله لمشاعري
بقصر عمر مرور أيمن
الذي أعلن ميلاده وفنائه حوار متعجرف في حديقة الأعشاب الخلفية
أما الساري
فسرمدي لا نهائي

ما أكثر الرجال في حياتي القصيرة
هل كل البنات مثلي

هذا ما أحس به فهد وكأنه لمح تزاحم الذكور في الذاكرة :
ميثى
طول ما بيننا عقد
أنتي لي

وبتأفف قال :
يعني
أنا ما أعجبتني النظرات بينك وبين الولد اللي واقف وراء المكتب

قلت له وأنا أفكر أ يغار فهد :
حزني
مهب حرام كل يوم يشوف شوفات زي كذا
شكله على قد حاله

ابتسم وهو يقول :
تذكريني بنفسي كثير
زمان

صمت قليلا ليقول بتحذير مرعب :
زواجنا انتقام
لو صار بلحظة انتقام من نفسي
لحظتها انهيه وأنت معاه

قال عبد العزيز
فهد مرعب
صدق

أنا تعبت من تعداده لمبررات زواجنا المتناقضة
قال
تصفية حساب
اشتراكية
موت
انتقام
وصلنا بيتنا في النسيم والقائمة لم تنتهي
اختصرتها بما كتبه في الظرف الأزرق
الخوف
هو الذي أربك حسابات حياته
وساقه لعشوائية القرار
فدماغه يفترسه نمو خبيث
لا يوقفه
أماني لم تحقق
أو
ماضي لم يبرأ

في بيتنا شهدت كم هي غيرة فهد جنونية
أثارها يوسف بتقبيله لوجنتي بتلقائية عند دخولنا المنزل وهو يقول :
ألف مبروك
كذا
جاحدتني
ما تقولين عندي اخو
ولا تردين لي كلمة

فعلا ما صار عندي اخو
فقدته
بعد رؤيتي لوجهه يوسف الآخر دون أن يراني
رحلت الكلمات بيننا إلى مدافن الاختلاف
وصار بعيد
بقدر ما انساق لطريق الحرام

صرخ فهد بوجهه بانفعال وقال :
ليش أنت ولي أمرها
إذا كان أبوك قال اسألوها هي

تدخلت أمي بسرعة لتقول مرحبة :
تفضلوا القهوة

ليستمر يوسف باستفزاز فهد قائلا :
أي قهوة
أنا جاي اخذ ميثى تسلم على مزنه تعبانه مرة
جابوها زميلاتها أمس من الكلية

قلت بجزع :
وش بها مزنه

قال يوسف بصوت يتمنى الهرب من سماع فهد له :
شخص الطبيب حالتها بانهيار عصبي

مزنه
هل كان هذا القطار
ا كنت تلحقين برحلة انهيار
تودعين فيها الوعي وتنتقلين لعوالم محظورة على الإدراك
أظن التذكرة مهداة لك من الدكتور مجاهد الدون

بسرعة
أعطيت أمي علب المجوهرات التي نهبت من مغارة الستين وفيها ما يفوق قيمته ثمن بيتنا المستأجر
وكدت اخلع دبلتي معها
وقلت :
عن أذنكم أروح اتطمن على مزنه
أثقلت العلب الساكنة الكيس الفاخر يد أمي الضعيفة فوضعتها على طاولة جانبية صغيرة وهي تقول :
تكفين يا ميثى سلمي لي عليها

نهرني فهد بقول اجزع أمي :
بعدين
يوسف
تزورها بعدين
فيه أمور خاصة لازم اكلمها فيها الحين

نظر يوسف بغيض مكتوم وقال معلنا انهزامه:
طيب أخليكم براحتكم
وأشوفكم على خير

رافقت أمي يوسف
جلس فهد واضعا يده على رأسه وقال والألم في ملامحه :
الأحد الجاي
أمي عازمة عمي ماجد وخالتي زهوه جايين للسعودية إجازة
ولازم تحضرين

زهوة
رفيقة زوجة عمي الجوهرة منذ الطفولة وقريبتها المتنقلة مع زوجها الدبلوماسي الوسيم بين عواصم العالم
رائعة صداقتهما
لزهوة ابنتين جميلتين ريما وصبا
وقيس المراهق المدلل
لقاء هذه الأسرة اللطيفة من أمتع ما يحدث في قصر العليا
للجميع
إلا فهد المعارض
كان يتحجج بالتوافه لتفادي تواجده بينهم
إلا لأنهم مقربون من أمه
لا ادري
كيف يصر أن احضر ما كان يكره
ماذا سيحدث
ماذا ستقول الجوهرة لصديقتها عني
ومن أين لميساء قدرة لتتحمل زوجة الأخ القادمة من الصفوف الخلفية للصدارة
فعلا سيكون استعراضا غرائبي
كما رددت لزميلات مدارس الرياض
ميثى شو

أكمل فهد حديثه بما أخرجني من توقعات التحالف و المعارضة :
وبكرة نادين تستناك أربع العصر في مقر الشركة
فيه إجراءات إدارية
فتح حسابات وبطاقات ائتمان وعقود بيع وتوكيل مكاتب محاماة وإدارة أموال
أكيد بحكم دراستك ما راح تلقين صعوبة بالتفاصيل

ثم أشار للطاولة الصغيرة حيث العلبة الثروة
وقال :
و طبعا خزنة للأمانات
صمت قليلا وهو يشد من ضغط يده على جانب رأسه وتابع بعمق :
أيمن أنا ما أثق فيه
معاك
في حقوقك
عشان كذا أنا قررت اصفي أشياء مشتركة لسندات بورصة واسهم عالميه
وأبيع عليك عقاراتي بعقود موثقة

فكرت
لماذا
أنا يورثني فهد كل ما يملك مسابقا المرض
هل قرأ السؤال بعيني ليقول :
أنتي زوجتي
انقلابي الصغير
في موتي حقيقة
وما راح تبقي على قبري دمعة اصدق
من هذي
مسح بيده اليمنى دمعة لا ادري كيف هربت من حصار أفرضه على الشفقة
وبيده اليسرى أبعد كفي من فوق فمه بعثتها رسول يستعطفه الصمت
وكأن الموت لا يحضره إلا نداء :
يا ليت يا ميثى
كنت اصغر وأنت اكبر
والعمر أطول

ودق على صدره بقوة مفزعة وقال :
وأنا هنا اطهر
لا شفت ولا سمعت
ما فهمتي
يعنى
لو أنا مثل أيمن
كانت الدنيا علينا أسهل
دخلت أمي بقهوتها
صدمها حزن المكان ووجوم العرسان

قلت محتارة من كلمات لا أفهمها ومتمسكة بتفاصيل اعرفها :
بس فهد أربع العصر
ما عندي احد يجيبني للشركة

قال مستدركا :
فعلا يبيلك سيارة وسواق

قالت أمي التي لم ترى عبوس سعد اليوم
حتى انه لم يبارك لي زواجي :
كلمي سعد ترا وش حليله

نظر فهد مستفسرا عن سعد فقلت :
سعد قريب وحده من رفيقاتي يوديني الحين الجامعة بعد انشغال رشيد مع ميساء

نظر فهد لساعته و قال :
ما دام عاجبكم
خلاص خليه يمر بكرا الظهر على الشركة يستلم سيارتك
ونعمل معاه عقد

أنهى فنجان قهوته بسرعة
قال موادعا :
لا تتأخرين على نادين مرتبطين بمواعيد مع
قاطعه رنين موحد لجواله
ولهاتف المنزل
ومكالمة بنغمة بكماء على جوالي من يوسف
كلها تحمل نفس الخبر

ففي الوقت الذي صرخ يوسف بإذني :
مصعب راجع الخميس

ابتسم فهد ليقول بطريقة وهو يخطو لخارج البيت :
هذا الوالد يقول الداخلية تقول نستلم مصعب من المطار صبح الخميس

وتابع فهد بضيق على خلفية صراخ أمي مبشرة بعودة مصعب :
وكأنه لازم نتلاقى
اقصد نتوادع

استمر صوت أمي يتدفق من صالة المنزل محاربا كل المشاعر إلا الفرح يردد :
الله يبشركم بالخير
مصعب راجع
يا الله لك الحمد
يا بنات مصعب راجع الخميس
ميثى تعالى كلمي أم عبد الرحمن زوجة مصعب
ميثى

وسط الأمان الذي يبشر به صوت أمي البعيد
وجدتها فرصة أن أتطاول على أطراف أصابعي وأنا أودع فهد عند الباب لأقبله على خده الحليق الناعم بسرعة وهمست :
شكرا

أعطاني اليوم الكثير
كم هو مهموم
ووحيد
حتى الصديق عاد متأخرا

مسكني مع عضدي بقوة كدت اصرخ من آلمها
ليقول بصوت يجاهد للخروج من بين أسنانه المطبقة غضبا :
انتبهي
عمرك ما تسوين كذا ثاني

ويخرج
هل يرفض الشفقة
أم يرفضني أنا
لا ادري
يتوجني ملكة على دولة ثرواته المترامية الأطراف
ويشمئز من قبلتي
أخذت أدلك ذراعي عند الباب
ليلتفت
ويلتقط لي صورة بجواله وهو يبتسم بغموض
ويغلق الباب الخارجي
أقف مشدوهة
تسحبني منيرة من ذراعي المصابة بحادث قبلة لتقول :
تعالي
زوجة مصعب على الخط
أم عبد الرحمن تبيك

الحفيد الأول لكل أبناء عمي اسمه عبد الرحمن
تيمنا بعمي الأمام
هل سيكون ابن ميساء عبد الرحمن الثامن
كان ابني
الثامن
يا فهد يا من تقتل قبلة
كان ابني عبد الرحمن الثامن
أتفهم

هذا المطلب العويص هو ما صرخت به منيرة :
أنتي ما تفهمين
شكلها مستعجلة

رقيقة هي هيلة زوجة مصعب
تجرعت الصبر وتميزت بالصمت
شروط الحياة في بيت أهل الزوج
غاب مصعب
فعاشت بين حمى جد أولادها الثلاثة
و راتب مزنه المشاع
وهبات فهد الموسمية
ماذا تريد مني
منيرة لها اقرب
كان صوتها بالهاتف منخفضا من فرح وخجل :
ميثى يا حبيبتي
سمعتي مصعب راجع
وأنتي تعرفين الحال
قصدي
بسم الله عليك أنتي تفهمين بسواليف التصبيغ والتسنع
وهو يوم يروح وأنا شي
والحين
الله يرحم الحال
تغيرت

أيتها المرأة
تحملين نفسك جريرة الهجران
وتتزينين لشارد بين دروب الأوهام

أكملت على استحياء :
يعني تكفين
أبي أسوي ترميم
باللي هو به
تو فهد الله يكثر خيره معطينا العويده
كنه عارف

أساعدك
اعرف كثيرا عن ترميم النساء لحيطان الجسد
ولكن يا هيله
كيف ننقذ أنوثتك من مجاعة عصفت بك أمد
هلكت من انتظار لإحساس رجل




رد مع اقتباس
قديم 10-11-2011   #18


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 12 ساعات (10:45 AM)
آبدآعاتي » 658,894
الاعجابات المتلقاة » 961
الاعجابات المُرسلة » 361
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



الفصل الخامس عشر
لا تقــــــــــــــــــول


اتفقت مع هيله أن احجز لها بأشهر صالون بالرياض
بعد مغرب الغد
إذا انتهيت من لقاء نادين

ذهبت لغرفتي
واتصلت باستقبال الصالون
حجزت لهيلة
ترميم كامل
كما طلبت

لمن تتزين المرأة بسخاء
للرجل
إجابة خاطئة
الرجل أبخس زينة للمرأة

كان سريري الصغير محتل من علب المجوهرات
فتحت الغطاء
ليشع الماس بنوره على وجهي
مبهر اللمعان المحرر من مناجم التراب
أغلقتها مسرعة
خفت أن يغضب القمر ويرفض أن يسلمني نظرة الساري له
فلا يجتمع ارضي وسماوي معا
فتحت شباكي
وتلثم القمر بنطف سحاب وشح علي بانعكاس وجه الغائب عليه
استلقيت على سريري
انظر للقمر
انتظر العفو
ونمت

في الحلم كنت على ضفاف بحيرة صافية
أسبح بلذة
خرجت منها ولففت جسمي بمنشفتي الوردية
جلست على العشب انتظر
كان الساري خلفي
يخرج من الماء
تنزاح المياه عن بيجامة المستشفى الزرقاء فتغدو بيضاء ناصعة
يبتسم فرحا
لينقلب رضاه كدرا
و يشير بإصبعه على كتفي
انظر أجد حبال السوداء بدأت تنمو
ما خفت
أشرت له بيدي أن يصمت
وسلمتها جسدي لتغطيه كله

استيقظت
والعرق البارد يغطيني متجاهل نسائم باردة تهب من شباك لم يزره في ليلته القمر
تفحصت كتفي
خاليا
إنها الحبال التي أفزعت أمي
لماذا طلبت من الساري أن لا يقول
هو يتحول الآن
لأنقى
أسعدتني هذه البشرى
وأنا
ماذا يحدث لي


هذا ما قاله سعد الماكس في سيارته بالطريق إلى الجامعة صباح الغد :
ميثى أنت وش قاعد يصير لتس

كنت انتظر أن يطلب مني وصف مقر شركة أبناء عمي
إذا به يردد سؤالي بعد كابوس
قلت لأطرده خارج حدود أملاكي الروحية الخاصة :
سعد أنا أجهز لعرسي
واحتاج سواق
ما عندك مانع
الله يعطيك العافية
مرتبط
انتهينا

قال كثير بصوت لا يسمع وبسرعة لا تفهم إلا كلمات منها :
سواق
لي الشرف عمتي

قلت وأملي أن القلوب الطيبة مفاتيحها استنجاد :
أنا أبي أصير بحماك
تذكر
حماك

قال بصوت لا يخطئه السمع :
أنت كنتي بحماي عشاني

لا
يجب أن أوقف الكلمات القادمة
الزمن
انساب من بين كفي مرة عندما خطبني فهد راكعا بعبثية بجوار كنبته القديمة
والآن
كفى
لتتوقف الكلمات الخطرة
قلت بأمر العمة للسائق :
سعد
انتبه
لا تقول شيء

سكت سعد
وعرف أن سبب ضمي لحماه وصل لي وان استحال أن تتجند أي حروف بمهمة انتحارية للتعبير عنه
استمر الصمت إلى اقترابنا من بوابة الجامعة ليقول ببرود :
وين هي فيه شركة المعزب
وصفت الطريق ونزلت متأخرة


عند خروجنا من الجامعة أنا و فطومه ظهرا
طال انتظارنا لسيارة سعد
إذا به يفتح باب السيارة المرسيدس السوداء الواقفة أمامنا منذ دقائق
وهو يضحك ويقول :
ما بغيتوا تعرفوني

لتصفر فطومه رغم زحمة البوابة وتقول :
اكشخ يا ذا العز

في السيارة كلمني يوسف معاتبا :
إلى الحين ما مريتي على مزنه

قلت له :
ما تصدق كيف مشغولة

قال بضيق :
عادي
الفلوس تغير النفوس

يوسف
كيف تعيب المال وأنت تطارده بين كل ممنوع
هذا هو الحال هنا
نذوب عشقا بما نجلد بسياط ألسنتنا
نمعن بسب كل ما تمجد قلوبنا
الازدواجية ديدننا

تابع بحماس :
أنا كلمتك بطلب من أبوي
ممكن تسألين لنا فهد
وش بالضبط قالت الداخلية لعمي عثمان
أبوي منحرج يكلم عمي لأنه دايم يقول له لا تحرجني بأولادك الثلاثة
وحنا ما ندري
نبي نستقبله ويجي معنا للبيت
وإلا يبونه الداخلية يحققون معه نأخذ عياله للمطار يشوفونه
ها تسألينه

إذا كان فهد ينهى أن أناديه باسمه مجردا أمام الناس
فكيف أن أشعت بين الأسرة أنني اقصر الطرق إليه
قلت ليوسف بجرأة :
أسفه
عندكم رقمه كلموه
النفوس تغيرت على قولتك
وأنهيت المكالمة
لتقول فطومه بدعابة :
ميثى
ترا أنا صقيقتك

في العصر
جاءت سيارتي الجديدة لموعد نادين
وانطلقنا لمقر الشركة
حيث كانت تنتظرني
نادين التي كانت نادرا ما تتعطف وتسألني عن أخبار الدراسة وكيف الحال
تنساق اليوم لمشيئتي بتبعية يمتاز بها من يعبد الدولار
حاولنا إنهاء كل الإجراءات والمواعيد التي أمر بها فهد
وما بقي وعدت بإكماله وحدها
وعرفتني على جيزيل صديقتها التي استعان بها فهد لمساعدتي بالتجهيز للزواج
كانت سيدة قصيرة متأنقة
تكلمت عن مميزات مظهري وعيوبه
وعن احتياجاتي كعروس المدرجة عندها بقوائم محترفة التنسيق
كانت تسألني رأيي :
شو بديك
متل ما بتريدي
بس انا بأئترح عليك هيك

تخيرني
رغم أنها قادمة من عالم فهد القائم على المفروض

أخذت قياساتي لإرسالها بالبريد الالكتروني إلى ميلانو فقد اختار فهد فستان العرس
قالت :
الشيخ فهد
بدا يكون مفاجأة إليك
ممتعة جيزيل
كانت موسوعة معرفية بالذوق واللياقة
وعلى اطلاع بشبكة محلات الرياض الراقية التي لا تظهر خفاياها لكل من طرق أبوابها سائلا الجديد
كثيرة هي الترتيبات
ولكنني أنهيت الجلسة لوعد بيني وبين هيله
طلبت أن نتقابل السبت القادم
لتعرض على ما استطاعت توفيره من هنا وخاصة فستان حفلة الأحد و تجهز قائمة باحتياجاتي التي ستراسل لإحضارها من أوربا


قالت بقلق وهي تعيد تنظم أوراقها بملف مقوى :
أوف تلات أسابيع شو وئت قصير
بس كل شيء بدو يصير
متل ما بتريدي

هل أقول لها
لا تقولي مثل ما أريد
أنا لا ادري
إرادة من هي التي تتلاعب بي

بأحلام البنات
ما كان فستان الفرح طائر غامض يهبط من ايطاليا
وما كانت البدل الرسمية لباسي ماتينيه
والأسود هو السواريه
وما تمنيت فراء المنيك أو معطف طويل
ما عيب أن ارسم فستاني ليفسده الخياط وتخفي عيوبه طرحة الدانتيل البيضاء
وان البس التنورات المنفوشة والفساتين الملونة بالخرز المنثور
لماذا يا فهد هذا الإصرار على أن تبخل على رغم كرمك
تجرد زواجنا من جمال العفوية وارتباك الخطأ
هل يحق لي أن اعترض
أما قلت انه
انتقام


كانت هيله واقفة أمام باب بيت السويدي تنتظرني بعباءتها
أجلت الاطمئنان على صحة مزنه لعودتنا
التي تأخرت بسبب احتياج هيله لخدمات قائمة الصالون كاملة
إذا سأراها بالغد
فهيله تقول أن عمي سيقيم مأدبة غداء للعائلة بمناسبة عودة مصعب
ويذبح حاشي

الجمل رمز الصحراء حيا
وسعادتها النادرة منحورا
أوصلني سعد لبيتنا وأنا مرهقة
لأنام ببنطلون الجينز وبلوزتي القصيرة
في الصباح الباكر
أيقظتني أمي وهي تسمي الله
قلت لها وأنا أظنها كعادتها غاضبة من نومي بالبنطلون الضيق :
ما أبي أغير
مرتاحة فيه بس تكفين خليني أكمل نومي

لكنها قالت بصوت خافت :
ميثى قومي فهد يبيك بمجلس الرجال
نظرت لي وتابعت :
وكدي شعرك

قفزت من السرير ونظرت لساعتي
كان الساعة السابعة
هل أخطأت بأوراق الأمس
رتبت شعري بيدي وأسرعت للمجلس
وكان فهد وجه يكسوه السواد
يدخن بقلق
قلت أمازحه :
أي غلطة أسفه
النظام التعليمي عندنا هو السبب
نتفاهم بشويش
بس تكفى
ما أبي محاضرة يوم الخميس

ليقول دون أن ينظر لي :
صباح الخير ميثى
استلمنا مصعب

يصمت ليأخذ نفسا عميقا من السيجارة ويقول :
و وديناه الراجحي

نرفض أن نستوعب كلمة النهاية وان سطرتها حروف صارخة
لذلك قلت :
أي راجحي
فيه بنك فاتح الحين

قال فهد :
مسجد الراجحي
مغسلة الموتى

قلت طلبي اليائس :
فهد
لا تقول
تكفى
لا تقول

ما كان فهد ليصغي لهروب فأكمل :
مصعب راجع من العراق جثة

قالت أمي الواقفة عند الباب بإيمان العجائز :
لا حول ولا قوة إلا بالله
إنا لله وإنا له راجعون
عياله يعرفون

قال فهد موجها الحديث لي :
أنا قلت اخذ ميثى تعلمهم
زوجته كانت معك أمس

نعم كانت معي
تبدد ظرفها الأزرق على لقاء مصعب الذي لن يري لون شعرها الجديد
أو يصافح يدها المنعمة بالبرافين
ولن يتمرغ بما فعلناه لنهزم سلطة السنين على مقدرات امرأة منسية

مسكينة هيله
تزينت لزوج عائد مشحون بصندوق بعد أن لفظته مدن جهاده المزعوم
هي لا تعلم
أن الرجال هنا لا يخطئون
لهم الدنيا يسرحون ويمرحون
وإذا تذكروا بيتا بزوجاتهم مسكون
وعادوا
كانوا هم الفاتحين
وزوجاتهم أسرى الخطيئة التي نفتهم للأزقة التي بها عن المتع يبحثون

لبست عباءتي بجمود المفجوع
ركبت السيارة بجوار فهد المتوتر
كانت يده القوية تمسك بالمقود
رأيت فيها حركة واثقة
قريبا سترحل
مثل مصعب
هل بمثل هذا تفكر يا فهد
احتاجك
ساندني بقوة تنبض بها
الآن
أنا اضعف من انقل خبر وفاة لزوجة مشتاقة
وضع يده اليمنى بالقرب مني بما أغراني أن استأذنته بما يكره
أن يتصل به جسدي
وأتحسس الحياة في يديه
قلت بصوت يخاف مصير التجاهل :
ممكن امسك يدك

ليرد وعينيه لا تفارق الطريق :
لا

قلت وكأنني متسول لحوح :
طيب
أديني سيجارة

أطفئت ما تبقى منها قبل أن ادخل بيت السويدي
بعد أن صورني فهد وأنا انفثها بعمق
بلعبته الجديدة التي بدأ يستفزني تكرارها
كان أولاد عمي جميعهم يرتبون السجاد الأحمر المستأجر بساحة البيت الكبيرة
التفوا حول فهد ليتحادث معهم همسا
رأيت عبد الرحمن ابن مصعب بثوب جديد
يصرخ بوجهه فهد :
أنت السبب
قلت لنا ما دام قالوا استلموه يعني ما يبونه
حتى حنا بعد
ما نبيه
ميت
ما نبيه

أخذه يوسف خارج البيت ليهدئه
وركضت للداخل لئلا ينقل صراخ عبد الرحمن الثائر الخبر قبلي
كانت هيله بالصالة واقفة
امرأة محسنة
تنتظر غيري
الذي لن يعود
نظرت لي وقالت :
ميثى
يا خسارة ظرف السنة
ليت شريت به سيكل لعبد الرحمن وشنطة لحصة ورفعت الباقي للعيد

ضاعت أموال ظرفك يا هيله على عملية خاسرة
ترميم امرأة بور
لن يطأها رجل

فكرت
كأنك لم تخسري غيره يا هيله
حضنتها
وبكينا

سرعة الانتقال من الفرح للحزن امتياز نجدي
بلحظات فتح بيت عمي للعزاء
ولبست هيله السواد
وصار المهنئون معزين

وفي العاشرة جاءت الجوهرة و ميساء للعزاء
نظرت لي ميساء بغضب
لم تحادثني بكلمة
فكرت أن اصعد لمزنه بغرفتها

كانت ُمسجاة على سريرها تنظر للفراغ بعيون مفتوحة لا ترى إلا الخواء
وضعت رأسي على طرف سريرها
وبكيت الميتة الأخرى
سمعت صوت عبد الله يقول :
تراها ما تدري عنك
ما في داعي للتمثيل

رفعت رأسي ورأيت الحقد مصورا برجل وقلت :
عبدالله
أنت تحسب كل الناس مثلك

قال بسخرية :
يا ليت مثلي
طلعتي أحسن مني بمراحل
فهد
وش ذا الهبره يا ميثى
يا حول يا أنا اللي تورطت بأم رجل


هنا وقفت وأنا من يرفع السبابة هذه المرة
فلم اعد سلمى
التي لا تستطيع الانتصار ولا تطيق الانكسار
أنا ميثى التي قلت له مهددة :
تهنئتك بالزواج وصلت بالجوال
وبعدين
لا تقول الكلمة هذي ثاني
فاهم
لا تهين بنت عمي و أخت زوجي
أما أني أحسن منك
بمراحل
هذا أكيد

كان يظن أن له حصانة من ماضي العشق
ليتجرأ بصفاقته على مسمعي
لكن شفائي منه جعله يخرج متعثرا بثوبه

نظرت لمزنه
كأنها غفت رغم العراك
كان الأطفال يلعبون بمكنونات مكتبها
لتصير طائرات وسفن ورقية
لن يرضيك يا معلمتي سر الكلام أن تهان الأوراق وتستباح الأقلام
أخذت استرجعها من أيديهم الصغيرة العنيدة
وأرسلهم لساحة الدار ينتظرون الغداء
الحاشي الموعود

خط مزنه الجميل مسطرا رسالة أخيرة
لا تقول
عني
مقتاتة على الفتات
أنا من وهبتك ملذات الحياة
و صوتك كان بعثي من ممات الأجداث
فكرك أحافير كل حضارات الجزيرة


لا تقول
عريس أنا لهيفاء
تعيقينني يا أنت عن متعة الأجساد
أنا
أسألك فقط
لماذا تلونت كالحرباء
إما كنت لك كل النساء
لا تقول
لا تقول

مزقت الورق
سيقول يا مزنه
ويكفر بجدارية تشريعات مزنه القادر




رد مع اقتباس
قديم 10-11-2011   #19


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 12 ساعات (10:45 AM)
آبدآعاتي » 658,894
الاعجابات المتلقاة » 961
الاعجابات المُرسلة » 361
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



الفصل السادس عشر
الـعـشـيقــة


كانت أيام العزاء الثلاثة ببيت عمي
مزدحمة بالتناقض
هناك من رثاه شهيدا
ومن حاكمه إرهابيا
كل تلك الأوجه ما تركت إلا الضيق
أي مواساة من تطفل
شهدت مظاهره نسائيه
بلافتات من أنواع العباءات التي تعبر عن الانتماءات الفكرية المخفية
ففي بحر من السواد
تتمايز
تلك المعتلية لقمة الرأس المبجلة
والمزاحة على الأكتاف المتمردة
ولأن الموت حاضر
تتأدب العيون المتعارضة بجدل محبوك من نظرات
فقط

ألزمتني أمي بالوقوف بجوارها
فكثير من كان يسأل :
وين زوجة فهد

قيمة متضخمة تكتسبها المرأة من الزواج
بقدر هامشيتها قبله

ماذا تكسب المرأة من الزواج
قيمة اجتماعيه
إجابة خاطئة
قمة الجوع

في اليوم الثالث
خرجت من بيت عمي عبد الرحمن مبكرا للقاء جيزيل في مقر الشركة التي أحضرت الكثير للتجربة والقياس
طلبت من سعد أن يحضر فطومه أريدها معي
جاءت متأخرة
بعد أن أنهيت معظم الاختيارات
فأبدعت بإزعاج جيزيل بتعليقاتها الساخرة التي أخرسها فستان حفلة الأحد
الغجري الجميل برسومه المرحة ومشد يعلوه من الجلد الأحمر و حذاء بكعب زجاجي مرتفع
أحببت الفكرة
أن أسير على الزجاج

وطلبت من نادين تؤكد موعدي مع الصالون
لتقول فطومه بقلق :
إلا ابشري بالدجة والرسوب
ولا كأن عندك دراسة وامتحانات نهائية
من عزي لعزيمة
ويا قلبي لا تحزن

خفت من حديث عن المذكرات المهملة على سطح مكتبي
هل سأضيع جهد سنوات الجامعة
وان كان
وماذا تعني لي الشهادة بعد أن وقعت تلك الأوراق وملكت ما تعجز أرقامي التي تعلمتها منذ الصغر على إحصائه
كلمني فهد ليسأل :
خلصتي مع جيزيل
وليكمل بأمر دون أن يسمع جواب :
بكرة الساعة سبعة بالمسا يجيبك السواق عندنا
وكمان أودعك عشان مسافر

استغربت أي سفر
والقادمون يعودون بتوابيت :
وين مسافر ومتى بترجع

ليقول بما يبعثر هواجسي :
لندن
شوية أعمال
وعشان ما أعطلك عن المذاكرة
راجع يوم الزواج
لا تتأخرين بكرة

مفتون بلندن
أخبرتني نادين انه اختارها لقضاء شهر العسل
وعلى طريقة فهد الخاصة
دون أن يسألني

عصر الأحد لبست فستاني الجديد
قرأت أمي المعوذات
وشهقت منيرة كيف تغير الملابس النساء
ذهبت للصالون
حيث نفذت توصيات جيزيل بدقة
عندما انتهيت
كانت بالمرآة
حرم فهد القادر تبحث عن ميثى في قسماتي
وهذا ما أرهق شغالة القصر جوزي العثور عليه عندما فتحت لي الباب الرئيسي لمدخل النساء
ما كنت لأدخل من الأبواب الخلفية بعد عقد القران
في صالون النساء
كانت ميساء تتحادث مع صبا وريما الجميلتين
من كل رفيقات ميساء أحب هاتين الأختين
لريما ملامح تشبه أمها زهوة بجمال صارخ
أما صبا فتتمتع بنعومة ورقة عذبة وجاذبية فائقة كوالدها ماجد الذي تجاوز الستين وعيون النساء لا تمل من النظر
كثيرا ما احترت
كيف كان في شبابه

دخل الصمت معي
زوجة فهد
نظرت لي ميساء
أعجبتها
قضيتها معي بسيطة
هي لا تريد ميثى تحرجها
الآن
لا شيء يحجزني عنها
سلمت علي بكلمة اشتقت لها رغم سماجتها :
أهلا حبوو كيفك

هذا سر اقتحام جلسات البنات المغلقة
فستان جميل وتسريحة بديعة
يبدو أن ميثى شو
لا يقاوم

كان ترحيب الأختين بي فياضا
ومع اندماجنا بحكايات حبسها طول الغياب
دخلت زوجة عمي الجوهرة تضحك مع صديقتها زهوة
للحظة لم تعرفني
مدت يدها مصافحة الضيفة الغريبة
سلمت عليها
سمعت صوتي
تجمدت الابتسامة المرحبة على وجهها
فقضيتها معي معقدة
حيتني زهوة ببرود
وقالت :
مبروك ميثى
حياة سعيدة إن شاء الله

أكملت لتخلصني من غرور التفوق :
السنة هذي كلها أفراح
ميثى
وميساء
وريما
ما بقي إلا صبا

لتقول ابنتها الصغرى بغنج :
لا أنا خلوني على مهلي
كفاية عليكم ريما
انسوني شوية

التفت لريما وقلت :
مبروك
ومتى الفرح

قالت بحسرة :
أنا فرحي بعد ميساء بأسبوع

قالت لميساء مهددة :
يعني تأخري الهني مون لحد ما تحضري فرحي

وبهذا غرقنا بتفاصيل التجهيز
هنا بالمقارنة
عرفت أنا متفوقة يا زهوة
بجيزيل
التي وفرت ما تتخبط في إيجاده ميساء وريما
ما كان لي أن اعتب على فهد
نظرت له بامتنان كان بالحديقة يجلس بين ماجد الضيف المميز وعمي الذي نادرا ما يحضر مناسبات القصر الاجتماعية
وهو متوترا يهز رجله بعنف مجبرا على مجالسة من مالا يرغب

ماذا سيقول حين يراني
أنا الجديدة

بدأت همسات الجوهرة وزهوة ترتفع حديثا مسموعا
عني
وليصفى جو الحديث بلا خوف من انقل لفهد ما تقول أمه
قالت الجوهرة زوجة عمي لميساء بتململ :
ايش رأيكم تطلعوا فوق
وريهم يا ميساء موديلات السهرة اللي اخترناها

وبعد لحظات من التفكير
ارتابت الجوهرة بنوايا ميثى التخريبية لتقول بحرص :
بس خلي فستان الفرح مفاجأة

اطمئني
أنا من تخبئ فستانها
حتى عني
ليس لؤم بقدر ما هو جهل

في صعودنا للدرج الواسع
قابلنا أيمن بخطواته السريعة
حيا ريما وصبا بمرح
فكثيرا ما يتقابلون برحلات الخارج
وقف أمامي
ونظر لي
بمثل تلك النظرة التي اخترقتني بحفل الرجال في الاستراحة وأثارت نادين غرابتها
عميقة
طويلة
متفحصة
تذكر بما هو أجمل من الشوكلاته
وتنذر بعاصف
ما هو يا ترى
نزل
دون كلمة
و صعدت للأعلى
نظرت لحذائي الزجاجي خائفة من سقوط المرتبك
لمحته
واقفا بالأسفل
يتبعني بعينيه ويهز رأسه كأنه ينفض مشهدا مزعجا من أن يسكن ذاكرته
عرفت أن لا أخاف أن اضغط بقدمي على كعبي العالي
ما لم تمزقني تلك النظرة
فانا حاوي
يمشي فوق الزجاج

في غرفة ميساء تحررت قصص تستحي من وجود الكبار
كانت الضحكات تنافس الكلمات
أول قبلة لريما
و غزل عبد الله بميساء
هذا المخادع
لو تعرف ماذا سماها في غرفة مزنه
كيف يملك كل هذا الكذب
وقف الدور علي
ماذا أقول
قالت صبا بلطف بالغ :
بلاش دلع حكينا
أنا ما اقدر أتخيل فهد يحب

سالت عن أخيهم قيس الغائب تهربا من أن اكذب :
فين قيس
ما جا معاكم يعني

لتقول ريما بصوت يخفت عن أمها وهي بالدور السفلي :
قيس برحلة جماعية مع منظمة تابعة لهيئة الأمم المتحدة
هو وصديقته اليهودية
يائيل
يموت فيها
بنات اليهود ترا فيهم شيء مو طبيعي
وكل ليلة جايب لأهلي الجنان
كتابية
خلافنا معاهم سياسي
ومن حقي أرتبط باللي أبي

قالت ميساء بتعجب :
ومسموح انه السعودي يتزوج يهودية

استخفت صبا بالسؤال :
هو مو حرام
بس الإجراءات كيف ما ادري
بس ماما تقول أنها حالة وتعدي

تخيلت فهد القومي عندما يسمع بغراميات قيس
سيكره هذه الأسرة أكثر
فلازال يستمع لأخبار فلسطين وان فقدت جماهيريتها ورحل زعمائها
يدندن مع مارسيل خليفة بخشوع المسبح
ويقرأ لدرويش ولقاسم ولطوقان وكأن الحرف محرر
هل سيصدق أن سعودي يفكر بمصاهرة يهود
أظنه سيرحب بموته الذي سيرحمه من أن يشهد مثل هذا
ففي نشاط مدرستي الثانوية
ما احترت لحظة
وقلت لمعلمتي اعرف أين أجد هذا الشعار
واستعرت الشماغ الفلسطيني من فهد
وقلت له :
ذبحونا بها القضية
كأنه مقدر علينا نتذكرها أكثر من أهلها
إذا كانوا يقولون ارفعوا أيدكم عنا
حنا أبخص
هذي بلدنا يا النفطيين
بس إذا جا وقت المساعدات
طلعت لنا
اسر الشهداء
وأطفال لحجارة
وقضية العرب الأولى
يتجاهلني حانقا وهو يخرج الشماغ الأسود والأبيض من درج مكتبه الواسع
ثم يقول :
ما بقي إلا أناقش مراهقة
طيب ليش ما غنيتي أو مثلتي للسعودية

اخطف الشماغ وأقول:
ما حطوا لها إلا فقرتين
وبايخة

كان فهد بتلك الأيام لي أقرب
كيف تغير
وأنا أفكر به
دخلت الشغالة جوزي لتبلغني أنه يريدني بجناحه المجدد
أحاطني ضجيج و غمزات
بطريقي إليه
عدلت من وضع المشد وأرخيت الأكمام لتكشف الأكتاف
وسويت خصلاتي الثائرة على وصايا جيزيل
دخلت الجناح
وضعت يدي على خصري الذي يبرزه هذا الفستان
كان واقفا وسط الغرفة الرئيسية
فخورا بما أنجز بوقت قصير وذوق مترف
قال بثقة :
وش رأيك

قلت
وأنا انتظر إجابة منه على نفس السؤال :
حلو

قال بعصبية :
حلو
كل ها المجهود وحلو

ليبدأ بحديث ممل عن تفاصيل التجديد
الشركات الأفكار العمال الخامات
كنت أتصنع الإصغاء
أغضبتك كلمتي الوجيزة
لم تعطي الحيطان المكسوة بالحرير وثريا الكريستال الملون حقها
والإنسانة التي أمامك
تكفيها كلمة
قل لي
حلو
لن اغضب
قل
انظر لي
توقف عن تفحص السقف والأرضيات
فتحت الشباك
كان صوت سعد يحمله الهواء من حيث يجتمع السائقون
صاخبا
مثل ما كنت
قبل أن أبدا أموت مع فهد

نظرت للسرير الفخم المغطي بمفرش من الستان اللامع والأشرطة الذهبية
جلست على حافته
كان مرتفعا
جلست مستندة بيدي الممدودة خلف ظهري العب بقدمي ذهابا وعودة
اطرق بحافة كعبي الحادة خشب الورد المحفور قاعدة للسرير
هل تعمدت أن استفز فهد
بحركاتي
ربما
لكنه استمر بحديثه الذي لم يوقفه
إلا رنين جواله
ليقول بحماس بعد تعرفه على الرقم :
هذا نياز مدير مكتب لندن
عن إذنك
ويلتقط لي صورة وأنا فوق السرير
ويخرج

اكره رائحة الخشب المنبعثة من الأثاث لجديد
كأنها تشكي أسرها من الغابات إلى الحجرات الضيقة مهما رحبت
لا احتمل شكوى مظلوم لعاجز

أريد ألفة الكنبة العتيقة
كانت بالغرفة المجاورة
بألوانها القبيحة
يا ملعبنا صغار بانتظار أذن الدخول للقصر
أدور وأدور
و ميساء خلفي
لكن حذائي المرتفع صار مؤلما
حللت الرباط
وأخذت العب
فالدوران يداوي الرتابة
تعبت
اختبأت خلف زاوية المسند العريضة
كانت ميساء تحتار أين ذهبت
وتبحث عني
وأنا متكومة كجنين وديع برحم حاني
أريد أن أبقى هنا
بعيدا
عن تفحص الجوهرة
لخطوتي وقصة شعري وفخامة دبلتي
و تجاهل فهد
لأنوثتي
وذلك الوعيد الساكن نظرة أيمن
الذي لا أخطئه
خبيني
يا لعبة الطفولة

سمعت فهد ينادي ميثى بالغرفة الرئيسية
قبل أن أجاوبه
قال أيمن وهو خارج الجناح :
يمكن نزلت للعشاء

وصلني صوت ولاعة فهد وهو يرد :
أنا تركتها عشان أرسل فاكس لنياز

دخل أيمن للجناح ليقول باستدراج خبيث :
يعنى مسافر يا عريس

ليرد فهد مؤكدا :
مسافر
بس جاي لحفلة الزواج

قال أيمن محققا مع أخيه :
يعني اشتقت لليزا
طيب فهمني
وش تبي بميثى

أجابه فهد بتفاخر رجل مع مثيله آمن من تصنت امرأة :
أيمن
هذا شأن داخلي على قولتهم
بس عشانك اخوي
أنورك
ليزا غير
هوى الغرب مختلف
بلا حدود
مين تكون ميثى عشان تلغي ليزا من حياتي
وش يعرف ها البدائية بفنون ليزا
أنت بوعيك
تقارن ميثى بليزا

قال أيمن مشجعا حديث يروي نشوى احتقاري :
الحين أنا فهمتك
يعني زواج ميثى واجهه اجتماعية
وحده مثلها
راح تخليك على كيفك

قال فهد مختالا :
زواجي من ميثى له متعته وأهدافه اللي ما تقترب من علاقتي بليزا
إلى هنا و انتهى الدرس
ارتحت الحين
خل ننزل تأخرنا عليهم

أعلن خروجهم صمت
إذن فهد مسافر للقاء العشيقة
الفائقة القدرات

بدا الشك يطل برأسه الماردي الضخم
قد لا يكون فهد مريضا
ماذا عن الأوراق التي وقعتها
خدعة لإرضاء طمع الفقيرة
وحلم أمي
هل اصدق أضغاث أحلام
وحالته الصحية المتغيرة منذ سنة
وصداعه المستمر
وفقدان السفر لتأثيره عليه
ما أدراك قد تكون أعراض العشق والوله على ليزا اللندنية
شعرت
بإغماء
أو يقظة
بحثت أين فردة حذائي الأخرى
كانت هنا بقربي
نهضت من خلف الكنبة بفرده واحده
ليقدم أيمن الأخرى

بانحناءة ساخرة وهو يقول :
أتمنى انك سمعتى زين
يا سندريلا

قلت له وأنا أداري الصدمة :
يعني عارف إني وراء الكنبة

قال بتشمت دنيء :
نسيتي انك كنت فرجتي
وألعابك دنيتي
شفت الجزمة وأنا بالممر
وعرفت
اللعبة القديمة
بس فهد هو اللي عارف قدرك
كبير هو على سحرك
يا بدائيه

يا ليت لي من السحر ما يخفيك من أمامي يا أيمن
جلست على الكنبة
جمعت قدمي لحضني
وأنا من كانت تشفق على ميساء المخدوعة بحديث عبد الله منذ دقائق
لست بأحسن حال منها
بقي أيمن واقفا
ليسمع مكالمة سعد المزعجة التي رديت عليها ليشتكي بصوته العالي العابر لأذن أيمن ببساطة :
ميثى
تر ولد عمك أيمن
قضب حلقي
شايفك قبل كذا
وين كنت تشتغل فيه
انتبهي
الظاهر انه عرف إني أنا اللي كنت معك بالاستراحة هكا الليلة

قلت له وأنا واقعة في مصيدة أخطر :
عادي يا سعد
عادي

ليرمي أيمن حذائي أرضا ويخرج من الغرفة ويقول بتلميح حقير :
أنت سعد
وفهد ليزا
صدق
لايقين على بعض




رد مع اقتباس
قديم 10-11-2011   #20


الصورة الرمزية نظرة الحب

 عضويتي » 68
 جيت فيذا » Jan 2009
 آخر حضور » منذ 12 ساعات (10:45 AM)
آبدآعاتي » 658,894
الاعجابات المتلقاة » 961
الاعجابات المُرسلة » 361
 حاليآ في » بين قصــائــدهـ
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 27سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » نظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond reputeنظرة الحب has a reputation beyond repute
نظآم آلتشغيل  » Windows 2000
مشروبك   7up
قناتك abudhabi
اشجع naser
مَزآجِي  »  استغفر الله

اصدار الفوتوشوب : Adobe Photoshop 7,0 My Camera: Sony

мч ѕмѕ ~
ماعلموك ؟
إنه في غيابك
يلف دنياي السكون وفي وجودك
تضحك احزاني وتهون..
мч ммѕ ~
MMS ~

افتراضي



الفصل السابع عشر
ســــــــــوان


لا اذكر كم بقيت عالقة بين وسائد الكنبة القديمة
أعاد رنين الهاتف الداخلي الحركة لأطرافي المتيبسة
لأرد على ميساء وهي تقول بخيال شاعري :
خلاص
كفاية عليكم اليوم كذا
تعالي نتعشى
ترا ماما بدأت تشيط
شغل حموات بئاا

أخذت حذائي المرمي على الأرض
أين أنت من حذاء السندريلا
عنوانها الخاص
قاد لها السعادة
وأنت جلبت وعيد أيمن وحقيقة فهد
لو لم يراك أيمن
لبقيت ليزا خليلة فهد حبيسة الخفاء

ما هو عقاب المتصنت
سماع ما لا يرضيه
إجابة خاطئة
رضوض في السمع

نزلت للدور السفلي
وأكملت السهرة
لم أرى فهد
وما وادعني
أحسن باختياري بائعة لجسدها درعا له عن نقد المجتمع
أين له بقنوعة مثلي

عدت لبيتنا في النسيم
بتماسك ظاهر
وداخل مشتعل بأتون من الأفكار
التي سلمت لها نفسي
وكان القرار
يجب أن ادرس
وانجح
شهادتي اصدق من خداع الرجال
ليرحل حتى الساري
لا أريده بقمر ولا حلم ولا خاطرة ولا تلك الرائحة النجوى
و أبي ساكن الصورة
سأغلق عليه دفتر المذكرات بمفتاحه الذهبي الصغير
اكتفيت من الذكور
سأنجح بتفوق
نمت
لأستيقظ
وارمي نفسي بين صفحات الكتب وجداول المذاكرة
عالم العليا محاصر بعيدا عن غرفتي
ليس لي منه إلا سيارة سوداء يقودها سعد كل صباح
ومكالمات متقاطعة من فهد
روتينية
كيف الحال
والحل بالامتحان
وإلحاح للقاء نادين و جيزيل
كنت أؤجل
حتى سأل أمي عن جدولي وعرف أيام الفراغ
ليكلمني بغضب ليقول :
ميثى
أنا ما افهم بدلع البنات
لازم تخلصي شغلك مع الموظفات اليوم

قلت بحيلتي السخيفة :
بس أنا امتحن
ما ني فاضيه

ليرد بإصرار :
وهم كمان
عندهم شغل
خلاص هذا أخر اجتماع معهم قبل الزواج

قلت بثورة رفض متأخرة :
بس أنا ما أبي أتزوج

ليقول بحزم وإقرار لواقع :
ميثى
حنا متزوجين خلاص
يا دلوعتي
لمن أجي أشوف حكايتك

ارق كلمة قالها لي فهد
كامرأته
كان الصدى ورائها مدويا
البدائية

حادثت نادين عبر أرقامها المكررة بجوالي بمكالمات لم يرد عليها لأخبرها أنني سأقابلها اليوم
نظرت لأوراق التقويم المثنية فيه الصفحة الخالدة
أخر يوم لي بجامعة الملك سعود
بعدها بيومين زفافي على فهد
لم يبقى عليها إلا ثلاثة أيام
اعتصرني ألم
كم سأشتاق لغرفتي
تذكرت أول يوم سكنا بيت النسيم وصارت لي غرفة
أنا وحدي
مملكة على أطلال العوز
قالت منيرة يومها :
يا حظك
صار لك غرفة من غير ما تعريسين

وذهابي بنفس اليوم الحار مع عبد العزيز لحراج الأثاث المستعمل
لأشتري ما يشبه غرفة ميساء
بعدد القطع فقط
عثرت بصعوبة على سرير ودولاب كجديدين
أما تسريحتي كانت بأدراج مفقودة
صنعت ستائرها من الشيفون والخرز ورتبت تذكاراتي وزينتي بأدراج عارية
احترت بكتبي
بقيت بكرتونها الورقي حتى جاء المكتب متأخر
أعرجا
بساق مكسورة
رغم إعاقته حمل كتب الجامعة وأخفى مهرباتي من كتب مزنه
أحبها
ويعز علي فراقها
لجناح فهد
كم سيستمر زواجنا
متى ينتهي هدف فهد منه
منذ الخطوبة ما ودعتها
قال ستعودين بعد أربعة شهور إليها
من رحلة محبة
رفقة
الآن اشك بكلمات الطيوب

جاء سعد عصرا على الموعد ومعه فطومه لتقول :
طيب أنت تضيعين دراستك
وبتعرسين
بس انا
وش ذنبي

قلت لها أو لنفسي :
لازم تدفعين ثمن الرفقة

لم يعجبها المبهم من كلامي
لأقول استجابة لقرصات أصابعها الحارقة :
أنت بعد بيكرمك ربي بابن الحلال

تستمر تحمسني بتوجيهات إشارات يدها لأنساق بمدحها :
أكيد مرضي والديه اللي يبي يأخذك

ليقول سعد بضيق من مسرحية مكشوفة :
ميثى
تبين شركة المعزب الحين

وتلطم فطومه على خديها بيأس

كانت نادين تحاول أن تكتم غضبها من تجاهلي لمكالماتها وتقول لي :
جيزيل عاملة إليك ليست بالمحلات التوب اللي بلندن
كل شي لازم تشوفيه هونيك
أنا أرسلتها لمكتبنا بلندن من شان يضيفوها لبرنامج الرحلة

لتقول فطومه متعجبة :
أنت رايحة رحلة كشافة
هذي هني مون
بالعربي
بالعافية يا ذا القمر
معاريس
صاكين عليكم غرفتكم وهات ياذا الروم سيرفس

أسعدني أن حديث فطومه طلاسم لنادين و جيزيل
شددتها من كم فستانها لأقول مؤدبة :
فطومه
استحي من ها الأغراب

لتقول باستهزاء :
من ها الأجواد
هذولا تسحتين لو استحيتي عندهم


أخذت فطومه تعبث بالطرود البريدية في المنتشرة في المكتب
لتبدأ جيزيل بعرضها علي
فقد وصلت الأشياء المطلوبة من أوربا
وكانت متوافقة بمعظمها مع المواصفات بقيت مجموعة من العلب الملونة لتقول جيزيل :
ازا بتريدي تشوفي إلي هدول

ظننت أن تعليق فطومه أخجلني
لكن الملابس التي كانت بهذه العلب تأثيرها عاصف
قلت لها بحرج :
معليش ممكن أقيسهم وحدي

قالت جيزيل بابتسامة هي الأولى منذ معرفتي بها :
متل ما بتريدي

لتسترسل بعدها بما يجب أن ملاحظته عند ارتدائها
وكيف اعرف مدى مناسبتها
بسلاسة
من لم يسمع كلمة عيب
ولم يهدد بجهنم إذا ارتفع طرف الفستان
وما استغرب من قبلات العيد التي توزع كحلوياته على الكل إلا بين الأزواج
جيزيل هل عشت قريبة من لا حدود ليزا

في دورة المياه الملحقة بالمكتب
تأملت جمال الملابس الحريرية المثقلة بالدانتيل والفرو الناعم
هل سألبسها يوما
لا أظن
أليس من شروط العقد أن جسدي يمتلكه ولا يريده
لماذا القياس
بعد غياب دقائق عدت وقلت لجيزيل كاذبة :
مناسبين

لتقول باعتزاز :
أنا عارفه هيك
بس كان بدي أتأكد

وكأي عرض ختامه فستان الزفاف
كان بصندوق خشبي
أشارت له جيزيل لتقول :
هيدا فستان الفرح بس الشيخ فهد مصر ما تشوفيه إلا يومتها
شيء غريب
بس رومانسي
راح نبعته على هونيك

كان أخر أعمال جيزيل أن نذهب لمحل المجوهرات
لشراء قطع متنوعة تتماشى مع ملابسي
والساعة
الساعة الماركة
هل كان تنازل يوسف ليمتلكها اقل مني
في السيارة كانت ثرثرتي أنا و فطومه مع سعد واختياراتنا للأغاني الشعبية مثار ضيق جيزيل
أخذت تنظر بتعجب
أوكأنها تقول
وان ألبستها كأميرة
تظل بدائيه

في المحل أعجبتني بعض اختياراتها ورفضت بعضها
حارت كيف يرفض الذهب ويتمرد على الألماس
لأنني لست بالرخص الذي تظنين
حتى الساعات التي طلبت
لم تعجبني
أحست أنها بورطة
لم نشتري الساعات بعد
أخذت تحاور البائع ليحضر تصاميم أخرى
كانت فرصتي
ذهبت للبائع السعودي الذي ينظر لي منذ دخولي وكأنه يتذكرني
كان بيننا وثاق غير مرئي
كلانا في يم يجهل السباحة فيه
إلى حيث لا ينتمي
تذكرت من عينيه الجريئة التي أغضبت فهد دبوس المجوهرات
في ذلك اليوم كان بقايا ماضي رجل حر
الآن
هو رجلي و معها قبل الزفاف بخمسة أيام
إما قال لي
حنا متزوجين خلاص
يا دلوعتي
قلت للبائع السعودي بهمس :
مساء الخير
ممكن خدمة

أسعده أن يقدم شيء
بنخوة الأصيل قال :
تأمرين

قلت وأنا أحاول أن اهرب من تصنت البائع اللبناني :
زوجي فهد القادر شرا من هنا لي بروش مفاجأة
عرفت صدفة من نديم المرة اللي فاتت
بس ما يبغاني أشوفه قبل عيد ميلادي
يا ريت لو له صورة أو سكيتش
عشان اعرف الملابس اللي تمشي معاه

كرر بحماس :
تأمرين

ودخل بسرعة إلى المكتب الداخلي
كانت جيزيل بحيرة من احتمال فشل المهمة الأخيرة
تفحص المعروضات بضيق
عروس دون ساعات
وتفكر
هل تحارب ميثى الوقت
أم تثور على كلمة النهاية
قالت فطومه بتعاطف مع جيزيل :
اتركي حركات الكبر
وساعدي ها المسكينة
أي وحده من ها الساعات كانت لك حلم
ها الحين تبطرين عليهن

قلت وان أتابع عودة البائع السعودي من المكتب الخلفي وبيده ملف كبير :
لا يمكن اشتري إلا شي عاجبني
بعدين فطومه
هذي أهم شيء بالصفقة الساعة الماركة
الماركة
تفهمين

قالت بملل :
افهم انك تبين تضيعين وقتنا

رأيت نفس التعبير بعيون جيزيل الحانقة
حجبها عني الملف الذي عرضه علي البائع السعودي كستار بيننا
وفيه صورة صغيرة على الجانب الأيسر لورقة مواصفات دبوس المجوهرات
كان بتصميم فراشة ذات أجنحة ملونة من الأحجار الكريمة على بتلات وردة من الياقوت الأحمر
ركزت نظري
وكأني سأري ليزا السرية فيه
ارتبك البائع من تفحصي للصورة بجنون وهو الذي يرغب بإعادتها بسرعة ليقول :
بعد إذنك
أتمنى أن الصورة واضحة
فكرت
هل لك أن تتخيل ضبابيتها

جاءت جيزيل لتقول بنفاذ صبر :
مادام ما في شيء عجبك
كفاية عليك هدولا الئطع
والساعات
شوفي محلات لندن

لتقول فطومه بتأثر ساخر :
تسذا تكسرين بخاطرها المسكينة
ما ينفع اشري بدالتس

لتنظر لها جيزيل نظرة حادة لتقول فطومه :
ادري بس امزح


جاء اليوم المنتظر
منذ الصباح الباكر كنا بالاستراحة

رحب بنا عم حسين
وفتح لنا الشاليه الرئيسي
غرفة فهد
حيث صندوق فستان الفرح
وضعت منيرة ملابسها هي وأمي على السرير وهي تقول :
الله يبارك لك يا ميثى
صدق
أحس ا ربي عوضني فيك
استجاب دعاي

كنت أنظر من الشرفة للحديقة الأمامية
العشب الأخضر الممتد أمام الليوان الكبير تحتله تدريجيا طاولات الحاضرات بمفارش أرجوانية
والمسرح الذي ينسق عليه المصمم كوشة الفرح بزنابق بيضاء ساحرة
وريكسي يلاعب عبد العزيز
تألف معه بسرعة
أما أمي فكانت تنظر لهما من بعيد
و بحركتها اللاواعية تلف طرحتها الطويلة حول جسمها وكأنها تحتمي بها من إعصار الفرح العنيف
كثير ما تراه صيته يحيط بأبناء عبد الله القادر
اعتادت أن نكون بآخر القائمة
اليوم كل نساء الأسرة التي أهانتها تتسابق على رقاع فرح ابنتها الصغرى
وبعد ساعات
ستقف بجوار الجوهرة
تلك المعززة بتاريخ أسرتها وأصولها العريقة
مساواة مخيفة
فتلف طرحتها بشكل أقوى
وتبتسم

الكل سعيد
وأنا تائهة
يستحيل أن افرح
ولا أريد أن احزن
من أجلك أمي
وإيمانك منيرة
لا مكان للندم

قلت بحماس استوحيته من أطفال منيرة المحيطين بي :
خل نشوف الفستان السر

فتحنا الصندوق
وكان الفستان الجميل
قطع متعددة
كل منها محاط بمخدات من الستان تحميه من التجعد
أجمل ما رأيت
كانت طبقات التل الداخلية تحمل جرس صغير
يرن بعذوبة ومنيرة تحرك الفستان مبهورة
وتقول بخجل :
ميثى
تسمحين أقيسه
صدقتي منيرة جمال الفستان يتسع لنا كلنا
لتقول بتردد :
بس أشوف وش لون يلبس
حتى لو ما صك علي

أخذته للحمام وأولادها يصرخون
ماما تبي تصير عروسة
نعم
ما كانت منيرة إلا ضحية
مثلي
العرائس
دمى شقراء قد تشبه ليزا
لماذا لم يتزوجها فهد وهي التي لا تقارن بي

استقبلت مكالمة من فهد
ليقول :
صباح الخير

قلت له بتأدب الواجب وأنا انزل للحديقة بعيدا عن صراخ منيرة و أولادها :
الحمد الله على السلامة

قال بصوته القريب بعد فراق :
ها شفتي الفستان
أنا خليته مفاجأة
عارفه ليش

رديت عليه بغيض :
سخافة
وألا هذا فستان الفرح ولازم كنت أنا اللي اختاره

كأنه أحس بانقلاب ليقول :
التصميم اسمه البالارينا
حلمك
اللي كان
أحب الدهشة بوجهك
وأبي الحق عليها الليلة
و ما تفوتني

وصلت للحديقة
يركض ريكسي لي بفرح فأقول بقسوة متعمدة إفساد جمال البوح :
تدري مين اللي شافها الحين
ريكسي
ليقول مصدوما :
أش فيك
يجاوبه نباح ريكسي ليقول بضيق :
وعدنا الليلة

لاعبت ريكسي المهمل بين شجيرات الغاردينيا
واختبأت منه خلف نخلات استراحة عرقه
الفاشلة
ما اطلعت رطبا
ولا أخفتني عن الزفاف
لكنها استدعت الساري بقدرة تحضير الأرواح
فنسمات الهواء بين سعفاتها
كانت توشوشني شعره
وطيفه لمحته بين جذوعها
وطاردته
وما التقيت به وان رأيته
بأم عيني

عثرت على فطومه لتقول :
حالة النكوص للطفولة
معناها الله يسلمتس انتس رافضة العرس
بس تو لايت بلحيل ائئوي
دانا وميس الكوافيرات فوق بدهن اياتس
يبون يشوفون شغلهن

أرهقت جسدي باللعب
فاستسلمت لأيدي مبدعة
مع الوقت
أضيئت الاستراحة بإبهار
و حضر الجميع
وتأخرت الجوهرة و ميساء

وأحيت خدوج بغنائها الصاعد بقوته الجميلة لغرفة فهد فرح عائلة القادر
بعربون من السكريت ليرة ذاتها
وعروس الليلة التي شاركت بحفل الرجال الماضي
ولكن حياتها علمتها دفن الأسرار خلف دقات الدفوف
وإلا يعلو صوت فوق السامري
فهنا الرياض

رغم أن هيله في الحداد على مصعب وأم محمد زوجة عمي عبد الرحمن غائبه
أصرت الجوهرة على وجود الطرب
وما كانت لتعاب
تصرف وقح دارته مكانتها ونفاق المجتمع

قالت ميس لتصرح للمصورة أن تبدأ بالتقاط الصور :
هيك خلصنا
بس خسارة
كل ها الجمال والفرح صغير
ليس للفرح مقاسات متعددة
الفرح الليلة غائب
يا ميس

أعطتني فطومه باقة العروس الرائعة
وسمعت الجرس بين طبقات التل بفستاني يرن مع نزولي درجات الاستراحة المزينة بأكاليل فاتنة
وكانت الزفة المهيبة
معبر مطوق بالشمعدانات الفواحة لتنافس عبير زهور الليل العبقة
خفتت الأضواء
لتركز علي بخطواتي المرتعشة في بداياتها

لتشجعني فطومه بقبلة وتقول :
خيال
كل شيء خيال يا ميثى

نعم
كل هذا وهم
زال الخوف
وانسقت وراء السراب
وأنا اسمع همسات الحاضرات وذكر الله من الخاشعات
وصلت الكوشة الرقيقة
البالارينا
تحركت لأعزف بالجرس وأحيي الجميع
قبلات كثيرة انهمرت من أقارب مر أزمان على رؤيتهم
افتقدت مزنه
تذكرت مكالمتها قبل أن تغيب عن دنياي
دمعت عيناي
أعادني للخيال الذي أحياه
خفوت الضوء مرة أخرى
جاء العريس
برفقة أخي عبد العزيز
وأبيه عمي عثمان
ببشته الأسود ووجه المحبوب
استوقفته نساء الأسرة المسنات بقبل غامرة وأحضان وفية
شعبيته كاسحة
تفوق عمي الذي وصل إلى الجوهرة قبله
وعبد العزيز الذي يصنف بفكره الغربي القرابة إلى درجات
وصل متأخرا إلي
قبل رأس أمي باحترام
ووجنتي أمه بخفة
وحضن ميساء
صافحته منيرة وهي تغطي يدها بطرف عباءتها السميكة
وقرص وجنتي
وهمس بإذني ليقول :
اشو اللي لحقت بقايا على الدهشة بوجهك
قلت له متجاهلة تعليقه :
وين يوسف ليش ما جاء معكم
تجاهلني بدوره
سؤالي
كررته الجوهرة عن أيمن
قال عمي عثمان لها :
كان معنا
بس تعلق فيه ريكسي راح يهديه ويجي

رقصت الجوهرة أمام ابنها
اليوم طالع قمر
بزهو
وغرور
وفرحة أم وان أنكرتها
لكن فهد ضاق بسعادتها
هل يؤذيه أن تحبه
أم فشل الانتقام
تغيرت ملامحه وعجل بانصرافنا
أمام قالب الحلوى وضع كفه على يدي الباردة ورفع السيف الذهبي معي بتناغم جميل
وقطعنا القالب بأدواره التسعة بسهولة وتناسق
قال لي :
يدك معايا يا ميثى
أبيك معايا
التسعة رقم غامض
أحبه
إذا إخترتيه بيوم
تذكريني

ما هذا
تعبت من هذا التلاعب
فهد من أنت
أيها القادم من ليزا لتسافر لها
أين أنا منك

صعدت للأعلى مع أمي ومنيرة
لأخذ عباءتي وحقيبتي وقبل الوداع
بطريقي لفهد
توقف غناء فرقة خدوج
تفضلوا على العشاء الله يحيكم
تردد بضيافة المدعي
يتبعها
صمت مفاجئ
سمعت موسيقى اللوف ستوري ونباح ريكسي بآخر الممر حيث غرفة أيمن
هل هو عالق هناك
فتحت باب الغرفة المظلمة
النور المتسلل معي أراني بشت أيمن الأبيض ملقيا بإهمال على مقعد كبير من القش
كان واقفا أمام الشباك يداعب ريكسي بيده وعينيه لم تعد من هناك بعد
حيث المراسيم التي غاب عنها وحضرها
والصندوق المكسور بعزفه يغري جرس فستاني الساذج ليرافقه بدندنة تعلن وجودي
التفت نظر بعينيه المتحجرة ووصفني بصوت يمزقه نكران :
سوان
بيوتفل سوان
أنها نبوءة ماري التي واستني بها بعد أن عذبتني بأمر الجوهرة الظالم
كأيمن
سوان
يا طائر البجع
كم عانيت لقاء اسمك الجميل
بكيت
لا ادري
لماذا
بكيت حب أضعناه
أنا وهو
أيمن غيبك عني حب عبد الله
وعاطفتك واريتها ثرى الطبقية وأبت إلا أن تبعث من جديد

بجانب الصندوق كانت العلبة الحمراء بإطار ذهبي أخذها ببطء
فتح العلبة
الساعة
الساعة الماركة
قال بقسوة أيمن التي لا يضعفها حب :
سألت نادين وش أهديك
زوجة اخو ي الكبير
بعد
قالت ما شرت ساعة
ليش
تبين تهربين من عداد الزمن

صرخ بقوة أمرة وهو يعطيني العلبة بصوت كصفعة أوقف دموعي من الخوف :
البسي
البسي
خليها
تحسب عليك
ثواني و دقايق وساعات وأيام وشهور سنينك الجايه
وأنت معلقة مع فهد
سوان
ملعونة
محبوسة ببحيرة راكدة




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الجسد, بعــت


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الحسد عند النمل .... سبحان الله تعالى εϊз šαđέέм εϊз …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… 16 02-15-2009 11:30 AM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية