« تلهمني مرونة تحول الأقدار، وكيف أن السعي نحو الهدف والغاية ستجني ثماره في ليلةٍ ما، وأن الأحوال لا تدوم، وكل أرضٍ يابسة سيرويها المطر في أي لحظة وتخضرّ »
لن تعرف أبدًا مدى قوّتك، حتى تسامح شخصًا لم يعتذر، وتقبل إعتذارًا لن تتلقاه أبدًا.. الشِّفاء لا يعني أن الألم لم يعُد موجودًا بعد الآن، بل يعني أن الأذى لم يعد يُسيطر على حياتك.. نحن نسامح الآخرين ليس لأنهم يستحقون المغفرة، بل لأنّنا نستحق السَلام.
لا أحد يشعر بمقدار ألمك، ولا أحد يدري عما تكبته في جوفك والليل، تحمل كل تلك الأمور في قلبك، في مكان كبير من روحك، لن يضرك الحديث و لكن أيضًا سيقتلك الكتمان، يقتلك ببطئ و يستلذ على حلاوة أساك، نعم السماء تهوّن، و الوسادة تحتوي، تبدأ كل هذه الأمور تظهر من الداخل إلى الخارج، من العقل إلى المرآة، من الصمت إلى الأنين.
تحاول أن تعي، أن تقول بأن كل شيء أتى بقدره، كل شيء سيأتي في الوقت الذي يجعل الله فيه الخير.
تأتي إرادة الصمود في إذلال نفسك من الداخل، في إخماد نار محاولاتها في هزيمتك. تنطفئ لسنوات، لكنك ستراها فيما بعد أنك بكيت للحد الذي أرهقت فيه كل ما هو بداخلك، حتى المرض الذي ذهب، تبقى الندوب، تبقى الجروح التي في روحك منها، تبقى الصدمات هي معدن الحياة الذي تظهره في كل شيء.
من أجل سلامك الداخلي وتصالحك مع ذاتك، عوّد نفسك على نبذ الكره. حتى إن اضطررت، اتّجه نحو عدم الحب، لا الكره. قد تسألني: ماذا عن الذين آذونا؟ أُجيبك: الكره شعورٌ داخليٌ يُتعبك أنت، ولا يُضرهم. قد تقول: هذا يحدث غصبًا عني، لا أستطيع التحكم به. أؤكد لك: عندما تتأمل في أن الكره يؤذيك أنت، ستُقلع عنه، قالفرق بين الناس جميعًا هو في اي مرحلة سينضج هذا أو ذاك ويعرف مدى تأثير الكره، أو ما المشاكل التي لو رجعتَ بتفكيرك إلى أصلها لوجدت الكره محورها. وأعرف ايضًا أن التجاهل - بمفهومه الصحيح - هو الحل الأنسب والخطوة الأولى لهذا السلام.