و لأنَّ وجودكِ في مداي كـان فوق الـعآدة ، و انفعـالكِ بي خآرج حدود الطَّبيعة ،
و علآقـتـُنـا بأسرهـآ تحليقٌ علوي لآ تحكمه قوانين الجاذبيَّة ، و لآ اتّجـآهات الرِّيـآح ،
كـان أنِ استسلمتُ له تمـاماً مثل تــآئب .. )
صحيحٌ أنَّ بعض الـنّـسـآء ــ أحياناً ــ لآ يكنَّ أكـثر
من منديلٍ نمسحُ به دموعنـآ على فراق امرأةٍ أُخــرى ،
و لكن منهنَّ ــ أيضـاً ــ من تمسح شريط الذَّاكــرة بأكمله ،
لتتربَّـع عليه وحدهــآ ( =
حــتّـى الخيآل لم يستطع استيعاب حماقتي
و حجم حبّي و تعلّقي الشَّديدين بك !
و بيني و بينك أميآلٌ أُلوفٌ ، و أرقامٌ ضخمةٌ ،
و أسوارٌ ، و قِلآعٌ ، و أبراجٌ عاليةٌ ،
و ملآمحٌ مجهولةٌ ، و أصواتٌ مرتبكةٌ ،
و أسرارٌ مخـتبئةٌ ، و مشاعرٌ متأرجحةٌ ،
و أقلآمٌ ، و دفاترٌ ، و أحرفٌ خائفةٌ ،
و أشياءٌ أخرى اسـتـثـقلها الحبر ، و رفضها الـورق .. !
أحببتُ الـنَّهـآر أكثر ؛
كلُّ التّغيرات الكونـيـَّـة تحدث في الـنـَّـهار ،
و بوسعي مراقبتها عن كثب ، بوسعي تسجيل هذا الـتَّـغـيـيـر في مفكّـرتي الدَّاخليَّـة ،
حـتَّى لآ يصرخ في داخلي صوت الملل .
شمسٌ تشرق ساعات ، و تـنـتـصبُ في السَّمـاء ساعات ،
و تنبهتُ و تنحني ساعات ، و تغرب ،
و بينها يـتـغيّـر الـطَّـقـس ، و الـضَّـوء ، و شكل النَّوافذ ،
و حآلات الـنَّـاس ، و مواعيد العادات اليوميَّة ،
عكس الليل هذا الخامل الـثَّابت على حآلة واحدة ،
مغموسـاً في ظلامه الـرَّتيب إلى الفجر ،
كم يقتلني الليل هذا الفاشل الذي لم يستطع اختراع حالةٍ جديدةٍ له منذ بِدْءِ الخليقة .
كم أتمنى لو استطيع انتزاعه من دفتر الكون ، أو تحجيمه إلى ساعات .
الــلــه .. لو أنَّ الليل ساعاتٌ فقط !
ساعتان أو أقل ، ثمَّ تشرق الشَّمس مرّةً أخرى ،
و تبدأ رحلةٌ أخرى لي مع هذا الـنَّـهار الـمـتـجدِّد ، الـمـتحوِّل ، الـمتغيِّـر !