أعيذك من أن تملك أسباب الخير فتجفَلْ ، من أن تكون قادرًا على تفريج كربٍ فلا تفعل ، من أن تُوهب مفاتيح الجود فتضنّ بها ، من أن تكون سحابة تبخل بغيثها على الفيافي ، من أن تُعطَى ولا تُعطِي ، وتُسقَى ولا تُسقِي ، أعيذك من شُحّ النفس ، وانعدام السماحة ، وانحسار المروءة .
"إنها القساوات الصغيرة التي توجعك، ليس الأذى الكبير أبدًا، الأوجاع التي تستطيع أن تؤشر عليها وتقول "أوه، أرى تلك الكدمة" لكنها الجراح التي لا تعي وجودها حتى يومًا ما بينما تشرب حساء شمّار أو تستلقي متشمسًا على حافة مسبح ولا تستطيع أن تتحرك، لا تستطيع أن تفعل أي شيء، لأنك تفكر: حسنًا، ثمة شيءٌ ميتٌ فيّ، مالذي أُقترف بحقي، ولماذا سمحت لذلك أن يحدث؟ والآن، والآن، والآن…"
"من غرائب المشاعر، أن هناك إنسانًا لا تستطيع الانسجام معه إلّا بوجود جماعة يكون وجودهم دافعًا لإنشاء حلقة وصل بينكما، وهناك مَن لا تستطيع الانسجام معه إلا بالانفراد؛ حيث إن وجود الجماعة يصنع حاجزًا بينكما، وهناك مَن تَنْسجِم معه في الانفراد والاجتماع؛ هذا الذي تستريح إليه حقًا."