![]() |
|
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||
![]() ، مرَّت الأيامْ بمُشاحِناتْ أطرافْ عديدة ، لآ أحَد مُرتاح رُغم أنَّ الجو الروحانِي يُساعِد على السكينة و الهدُوء ، الحُزن ينهشُ بأطرافِها و الكبرياءُ يقتِل قلبَ الأخرى ، النساء الحزيناتْ خلفهُن رجال مُتغطرسُون. لم تُحادِثه إلا بأسلوبٍ جافْ مُنذ ذاك اليومْ ، تشعُر بسكينٍ يُغرز ببطنها المُنتفِخ كلما تذكرت كلمِته. منصور : انا بنام بالإستراحة اليوم لا تنتظريني على السحور نجلاء : رجعنا للأستراحة وأيامها منصور تنهَّد : إيه نجلاء : يالله صبرك منصور : انتِ وش صاير لك ؟ نجلاء : أبد أتدلَّع منصور ضحك ليُردف : تدلِّعي على راحتك يا عيوني نجلاء : أحر ماعندي أبرد ماعندِك منصور : تراني ماني فاهم وش تقصدين بس إذا كان موضوع راسمه لك هبالك ماأبي أسمعه نجلاء : يعني أنا هبلة ؟ إيه ماهو أنت قادِر بسهولة تتنازل عنِّي وتلحق ورى زوجة أخوك منصُور وتغيَّرت ملامحه للحدَّة : نعم ؟؟ نجلاء بقهر : أشوف حتى يوسف وهو زوجها يوم تكلم عنها رحت دافعت !!! منصور : أستغفر الله بس .. أقول أعقلي ولا تفتحين على نفسك باب مايتسكَّر نجلاء وتستنتِج ما يُحزنها : ذبحت أخوها عشانها ؟ أكيد !! أكييد واضحة أصلاً أنه لك يد في هالعايلة .. تعزَّها ولا ماتدافع عنها كِذا الا بسبب منصور بغضب يعلُو صوته : نجلاء قسم بالله لو تجيبين هالسيرة على لسانك تحرمين عليّ ليوم الدين نجلاء وبكتْ من حلفه : لهدرجة أنا رخيصة عندِك ؟ منصور بعصبية وهو خارِج : إيه ... ، لا حديثٌ بينهم ولا تجتمعان حتى على الفطُور. صباح الغد سيشهد حضُور والِدها الخائِن بنظرها ، كانت جافة بمُكالماته السابقة وحاولت أن تُشعرِه بغضبها وكُرهها لكذِبه وهو يعلل أسبابه بإنشغاله بالعمل. جلست على الأريَكة وهي تُنزِل طرحتها بعد أن أتت للتو من صلاة التراويح ، يجب أن أُحادثها ، مهما كان تبقى هي الصُغرى و التوبيخ ليس حلاً ، هي تحتاج لحلٍ أكثر من حاجتها للصُراخ والغضب ، ولكن في تلك الليلة كان الغضب مُسيطِر عليّ من كُل الجوانبْ و أكملتها هيَ ، صعدت للأعلى لتفتح باب غُرفتها بهدُوء. تسللت على أطرافِ أصابعها حتى وصلت لسريرها وجلست على طرفِه : رتيل ... رتول .. *وضعت يدِها على يدِ رتيل وصُعقت من برودتِها رُغم أنَّ التكييف ليس بهذه البرودة* بدأت نبضاتُها تتخبَّط خوفًا عليها : رتُول حياتي ... أخذت الماء الذي بجانبِها وبللت كفوفها ومسحت وجهها .. رتييييل .. ركضت وعلى طرف الدرج صرخت : أوزديييي أتتها مُسرعة الأخرى : YES عبير : قولي للسواق يجهِّز السيارة بسرعة ونادي ساندي .. أتجهت لغُرفة رتيل وهي تُخرج عباءةً لها وتُلبِسها وكأنها جِثة لا تتحرَّك ولا يُطمئِنها سوَى نبضاتُها المستشعرة من عُنقِها. أتجهت لغُرفتها هي الأخرى وسحبت طرحةً لها ونقابْ ساندي وقفت مُتفاجئة من منظر رتيل الهزيل وملامِحها الشاحبة و ماحوَل عينيْها مُحمَّر ، حتى هي لم تتعوَّد أن ترى رتيل بهذه الصورة. تساعدت هي وساندِي بحملِ هذا الجسدِ الضعيفْ ، ودقائِق بسيطة حتى خرجت المُرسيدس السوداء من قصرِ أبو سعود وعلى خرُوجِ السيارة كان داخِلاً عبدالعزيز بعد ما أنتهت الصلاة وفي فمِه السواك ، نظَر لأوزدِي ناداها : أوزدي ألتفتت عليه عبدالعزيز يُحرك السواك بلسانِه يمينًا ليتحدَّث بوضوح بعد أن غابت عن عينه هذه الأيام : وين رتيل ؟ أوزدِي وملامِحها تضيق : 5 minutes ago she went to the hospital عبدالعزيز تجمَّد في مكانِه ، آخر ماتوقع سماعه : WHAT'S UP WITH HER ? أوزدي هزت كتفيْها بعدَم معرفة عبدالعزيز يُخرج هاتفه وهو يتجِه نحو سيارته ، يتصِل على السائِق وطال الإنتظار ولم يرُد. بدأ الغضب يرتسم طريقه بين ملامحه الحادة ، قادَ سيارته لخارج الحيْ ، لا بُد أنهُم بأقرب مستشفى ، في آخرِ إشارة رفع هاتفه المُهتَّز وكان السائِق : ألو ... وينك ؟ .... طيب مع السلامة .. وأغلقه ، بدأت خيوط عقله تتشابك فيما بينها ، ماذا حصَل لها ؟ هي دقائِق طويلة حتى وصَل للمُستشفى القريب ، ركَن سيارتِه بطريقة غير نظامية و دخل المُستشفى ليسأل : رتيل عبدالرحمن آل متعب .. توَّها جت رد الموظفْ الإدارِي بإجهاد : أكيد بالطوارىء من هالجهة * وأشار له * أتجه للجهةِ المُشار إليها وتراجع عندما رأى عبير ، عرفها رُغم أنها مُتغطيَة من أسفلِها حتى أعلاها. وقف بعيدًا حتى لا تُلاحظه ويبدُو أنها تنتظِر خارجًا ورتيل بالداخل ، ثوانِي قليلة حتى شهِد حضُور مقرن بجانب عبير ، تراجع أكثر للخلف حتى لا ينتبهُوا له. مقرن : بشرنا الدكتُور بإرهاق واضِح : معاها إنهيار عصبي راح تتنوَّم كم يوم مقرن : نقدر نشوفها الحين ؟ الدكتور : تقدرون بكرا إن شاء الله مقرن : يعطيك العافية .. ألتفت على عبير .. وش صاير ؟ عبير لم تُجيبه بشيء وقلبها مازال يتصاعد بنبضاتِه وكأنَّ روحها ستخرُج ، فِكرة أن تخسَر شقيقتها تجعلُها في مرحلة من الغضب على ذاتها و القهر و تأنيب الضمير وأشياءٌ سيئة كثيرة ، هي على إستعداد تام بأن تتنازل وتعتذِر لها ، تُريد ان تفعل أيّ شيء مُقابل أن تكُون بخير. مقرن : عبير أكلمك !! .. وش صاير ؟ أكيد في مصيبة صارت خلتها تنهار عبير بصُوت مرتجف : مدري مقرن : ماأبغى أبوك يعرف ، قولي لي منتي خسرانة شي عبير : تهاوشت معها وبس مقرن : وبس ؟ الحين رتيل تبكي ولا يجيها إنهيار عشان خناق بسيط ؟ ماهو عليّ هالحكي عبير ألتزمت الصمتْ مقرن : طيب أمشي خلينا نروح ونجيها بكرا وقفتنا مالها داعي عبير : مقدر أنام عندها ؟ مقرن : لأ .. بكرا من الصبح بنكون عندها .. إذا أتصل أبوك لا تجيبين هالطاري هو لا جا يعرف من نفسه عبير : إن شاء الله بمُجرد إختفائِهم من أمامه ، أتجه بخطواتٍ واثِقة لغُرفةِ رتيل ، دخل والسكُون يتوسَّدُها .. سحب الكُرسي البلاستيكي ليجلس بجانبها. عيناها ذابلة و بشرتُها السمرَاء تشتكِي الشحُوب ، شفتيْها وكأنَّ أحدٌ سحب اللونُ الزاهِي مِنها ولم يُبقي سوَى البياض ، شعرها البندقِي مُغطى بقُبعةٍ بلاستيكية و ثيابُ المستشفى المنقوشة باللون الأزرق ناعمة و خفيفة جدًا ، و يدِها اليُسرى يخترقُها أنبُوبِ المُغذي. أنحنى على جبينها ليُقبِّله بهدُوء وعاد لموضعِ جلُوسه ، خلخل أصابع كفِّها الباردة بكفيْه ، لحظات صامتة و عينه لا ترمُش مِنها ، مرَّت ساعة بدقائِقها الطويلة ولم يتحرك من مكانِه ، بإختلاف الظروف يعُود الموقف ليدُور عليه ، وكلماتها حين همست بها" المحزن بكل هذا أني ........ أحببك .. وتعبك فضحني كثير .... " بدأت بتحريك رأسِها وجبينها يخطُّ بتعرجات ألمٍ وعيناها مازالت نائِمة الجفن ، فتحت عينِها بإنزعاج من الضوء لتُغمضها مرةً أُخرى دون أن تشعُر بالكائِن الذي يجلسُ بجانبها ولا حتَى بيده التي تُعانق كفَّها. فتحتها و بياضُ محاجرها مُكتسِي بالاحمر ، ألتفتت لتقع عينها بعينِ عبدالعزيز ، كان هادىء لا ينطق حرفًا ولا حتى ملامِحه الباردة تُوحِي بشيءٍ لم تُسعفها طاقتها المُنهارة بأن تسحبُ كفِّها منه ، نطق عبدالعزيز بعد صمتٍ طال : رتيل رتيل لم ترد عليه وهي تلتفت للجهة المُعاكسة لعبدالعزيز ، عبدالعزيز ترك كفَّها وهو ينظرُ إليْها بنظراتٍ مُقابلة بالصدّ من رتيل. رتيل بصوٍت مبحوح ومتعب : أتركني عبدالعزيز مُلتزم الصمت و كأنه لايسمعها ، يُراقب محاولاتها البائسة بأن لاتبكِي ! رتيل مسحت دمعتها قبل أن تسقط على خدها ، تشعر بالإختناق ، تُريد أن تضربه .. أن تُقطعه .. أن توبخه .. أن تفعل شيئًا يشفي ما بصدرِها عليه ، تنظرُ لبياض الجُدران من حولِها و صُداعٍ يُداهمها أو ليس بصداع بل قلبُها يتوجَّع و يختنق كثيرًا. عبدالعزيز : ليه سويتي في نفسك كذا ؟ زِد بأوجاعِي أكثر ، أسألنِي أيضًا لِمَ أُحبك ؟ أسألنِي حتى أكره نفسِي أكثر ، يا ربي دخيلك .. تسقاطت دمُوعها .. تخلَّت عن كُل قوة كانت تكتسيها فيما مضى ، هي تضعف و تكرهُ ضعفها ، الحُب مهما قوَّى بنا جوانب فهو يضعفنا بجوانبٍ أُخرى نراها بوضوح كل لحظة و ثانية ، غزآ صدرِها الألمْ ، أحاول أن أتشافى منك يا عزيز. عبدالعزيز عقد حاجبيْه ليُردف : رتيل رتيل أتى صوتُها مُتقطِعًا : أتـ .. ررررر ... أتركـــنـ .. ـي. عبدالعزيز ويمسكُ كفَّها من جديد ليفرض نفسه عليها رتيل حاولت سحب يدها ولم تستطِع فأستسلمت له ، فالوضع الآن يجعلها في حالة ضعف كبيرة عبدالعزيز بصوتٍ خافت وكأنّ أحدًا يُشاركهم الغرفة : سلامتك من كل شر رتيل رفعت يدها الأخرى لتضغط على عينيْها حتى لا تبكِي أكثر ، تكره نفسها إذا ضعفت امام أحد ، ليت والِدها الآن معها تضع رأسها على صدرِه وتبكِي دون أن يسألها شيء ، ترتمي بحضنه و تبكِي دون أن تخشى أن يرى دموعها ، مرَّت سنواتِ عُمرها ولا يشهدُ دموعها سوى وسادتِها ولكن الآن تحتاج أن تبكِي أمام كائِن حيّ و إن نظر إليها بشماتة على الأقَل تخرجُ الغصة التي في قلبها. بدأ يُحرك أصابعه بباطنِ كفِّها ، لستُ أقل مِنك سوءً . . كُلٍ منَّـا موجُوع ، كُلٍ منَّا يُعانِي جرح من غيره ، لستُ أقل مِنك يا رتيل ضيقًا فأنا أتوجعُ من نفسِي أكثر من وجع غيري على نفسِي .. أكثر منهم و . . . . و لا شيء سوى أنني في كل مرة أزيد إقبالاً على الموت. رتيل بدأ صوتُ بكائِها يخرُج و يلتهم مسامِع عبدالعزيز و تلفظُ : أطللللع .. أطلللع من حياتي ماأبغى أشووفك ... وش بقى بتسويييه ؟ .. يكفييي خلاااااص ماعاد لي حيل أتحمَّل أكثر .. أطلللللللللللع عبدالعزيز مُتجاهل كلماتها و يضغط بأصابعه على كفِّها أكثر ، يُريد أن يوصل إليها شيئًا لكن غير قادِر على شرحه إلا بلغة الأصابع و هي لا تفهُم عيناه أبدًا. كتب لها بأصابعه على باطن كفِّها ، أنتبهت له و إحساسها يشرح لها ماذا يكتُب ، توقف أصبعه عن الحركة مُعلنًا إنتهاء الكلمات ، زادت ببكائِها وهي تحاول كتم شهقاتِها وضعت كفَّها الاخرى على فمِها الشاحبْ ، أُريد لهذا الألم أن يمُوت. عبدالعزيز أبتعد وهو يتجه إلى الباب وقبل أن يفتحه ألتفت إليْها ونظراته مُرتكِزة بعينيْها الذابلة : الظروف ماتجي على الكيف يا رتيل ... وخرج ، الثانية فجرًا بتوقيت باريس ، أنشغل ببعض الأوراق وهو يلملمها على عجَل. أغلقت حقيبته و ألتفتت عليه و عيناها تفيضُ بالحُمرة ، أسبوع أعتادت أن تصحى على صُورتِه ، أسبوع مرَّ كـ يومْ : عبدالرحمن أخذ هاتِفه وجوازِه ورفع عينه لها ضي بنبرةٍ مُرتجفة : لآ تطوَّل أبتسم وهو يمَّد ذراعه لها لترتمِي عليه و تبكِي على صدرِه ، بللت قميصه بدمُوعها ، تشعُر بإختناق و كل هذا الكون لا يُفيدها بشيء مادام نبضُها يغيب. عبدالرحمن : وش قلنا ؟ إن شاء الله بس ألقى فرصة راح أجيك ضي بصوتٍ مخنوق : وهالفرصة ماتجي الا بالسنة مرة عبدالرحمن : لأ ، بتجي كثير إن شاء الله .. مسك وجهها برقةِ كفوفه .. أهتمي لنفسك وأنتبهي لصحتك وأكلك و للشغل ، لاتكثرين طلعات و لا تطلعين بليل و لا تآخذين وتعطين مع أيّ احد ، حاولي تكونين رسمية مع الكل لأن ممكن يكونون يعرفوني ضي : طيب عبدالرحمن : وإن حصل شيء أتصلي على الرقم اللي عطيتك إياه يعني في حال مارديت عليك ضي أبتسمت : إن شاء الله خلاص تطمَّن عبدالرحمن يطبع قُبلة على جبينها : مع السلامة .. وأخذ حقيبته و جاكيته على ذراعه عبدالرحمن وكأنه تذكر شيئًا ، ألتفت عليها : صح مفتاح الشقة يعني لا صار شي بينك وبين أفنان تقدرين تجين هنا وفيه حراسة على العمارة وبكون متطمن عليك اكثر ضي : أصلاً شكلهم بيفصلوني من هالشغل لأني ماأداوم ولا أسجِّل حضور عبدالرحمن : كلها كم أسبوع ويخلص !! وبعدها نشوف وين نستقر ؟ ضي ضحكت عبدالرحمن رفع حاجبه : وشو ؟ ضي : نستقر !! يعني ماقلت تستقرين ، بالعادة تفصل نفسك عنِّي بكلامك عبدالرحمن أبتسم : عمري مافصلت نفسي عنِّك ضي بخجل : يا عسى دايم كذا ، آثار السهَر تظهر عليْهُما و الصومْ دُون سحور يُرهِق. مقرن : طيب ؟ عبير : وش طيب !! يعني أنت راضي يتزوج مقرن : عبير أبوك ماهو بزر وبعدين وش فيها لا تزوَّج ؟ بكرا انتِ بتتزوجين ورتيل بتتزوج مايصير بعد بتحكرين على أبوك وبتقولين له لأ ماتتزوج !! عبير : طول هالفترة مخبي علينا الله يعلم من متى متزوجها !! يمكن من سنين وإحنا نايمين بالعسل ولا ندري وش صاير هذا إذا ماكان عندنا أخوان بعد مقرن : لآ تطمني ماصار لهم فترة عبير شهقت : يعني أنت تعرف !!! مقرن : لا تحسسيني أنها مصيبة ، إيه أعرف وداري عبير بإنفعال : وليه مخبين عنَّا ؟ مقرن : لأن أبوك مايبي وعنده أسبابه الخاصة عبير : أسبابه الخاصة مثل أنه يبي يكون مراهق وهو بهالعمر مقرن بحدة : عبــــــــــــــــــــــي ـــــــــــــر !!! هذا أبوك تكلمي عنه بإحترام عبير : هو ماأحترمنا ليه إحنا نحترمه !! أجل فيه أحد يتزوج عقب هالعمر مقرن : وليه الزواج محدد بعمر معيَّن عبير : بس هو أبو وعنده بنات وش يبي يتزوج مقرن : أنا عارف أنك منتي أنانية ليه تفكرين بهالصورة ؟ عبير تنهَّدت مقرن : هالكلام ماأبغى أسمعه لا وصل أبوك ، فكري كويِّس وماله داعي تعلمينه أنك عرفتي عبير بسخرية : إيه عشان أستمتع بكذبه وهو يقول والله كان عندي شغل وهو مقضيها معها مقرن : عبير وش قلنا ؟ عيييب هذا وأنتِ الكبيرة يطلع منك هالحكي عبير : لأني مقهورة وش هالمصخرة إحنا آخر من يعلم وإحنا مفروض أول من يعلم بموضوع زي كذا مقرن بحزم : أنتهينا .. خلاص تزوج وأنتهى الموضوع ، ترى أبوك فيه اللي مكفيه لا تزيدينها عليه عبير : وش اللي فيه ؟ ماهو كافي عايشين حياة السجون ، إحنا اللي فينا اللي مكفينا ومحد داري عنَّا مقرن : أستغفر الله .. أنتِ وش فيك اليوم ؟ عبير : زي ماهو عايش حياته إحنا نبغى نعيشها مقرن : وأبوك مقصر عليك بشي ؟ عبير : ماله حق يرفض كل اللي يجون يخطبونا !! مقرن : هذا اللي مضايقك ؟ عبير : لآ ماهو بس هذا ، لكن أنا أبغى أطلع من الحياة اللي في هالبيت مقرن : أبوك يدوِّر مصلحتك ومصلحتك ماجت في أيّ واحد تقدم لك عبير : أنا أعرف مصلحتي أكثر منه مقرن بهدُوء : ليه تعرفين أحد من اللي تقدموا لك ؟ عبير صُدِمت بالسؤال : عفوًا ؟ مقرن : مُجرد سؤال عبير : طبعًا لأ وش يعرفني في ناس ما قد سمعت أسمائهم مقرن : من خواتهم من أي أحد عبير بربكة : لأ مقرن وأراد ان يختبرها : غريبة عبير : غريبة بأيش أنا تكلمت بس كَـ مثال عن أنه أبوي متحكم فينا و هو مع غيرنا متهنِّي مقرن : أنا مو قصدي كذا عبير تنظُر لهاتفها الذي يُعلن عن وصول رسالة ، بدأت فكوكها بالإرتطام ببعضها البعض من الربكة ، أغلقت هاتفها وسط شك مقرن أردف : مين ؟ عبير : محد مقرن : عبير عبير بلعت ريقها : قلت محد يعني أكيد وحدة من البنات تبارك بالشهر مقرن تنهَّد وهو يقف : أنا رايح الحين و مثل ماقلت لك لاتزعجين أبوك وهو توَّه جاي من السفر وتعبان ، في ساحة التدريب الحارِقة ، جالسَان وبينهُم طاولة مثقوبة بطلقاتِ الرصاص. سلطان : يا نهارنا اللي ماهو معدِّي عبدالعزيز : والله منتبه لك بس أنت سريع ، خفف شوي وبعرف سلطان : شف لو ماعرفتها بعلقك هناك *أشار للبُرج العالي* عبدالعزيز أبتسم : طيب سلطان يُحرك شفتيه بحديثٍ دون صوت ليُردف : وش قلت ؟ عبدالعزيز ضحك من شدة " الوهقة " : أول كلمة تعال بس الثانية مافهمتها سلطان : قلت يا حمار ركِّز بس طبيعي ماراح تفهمها عبدالعزيز : ماني عارف وش فايدة هالتدريب الخايس سلطان : مثلا لو حبسوك ناس و أرسلنا لك شخص يسوي نفسه مايعرفك ويبغى يتواصل معك لكن الغرفة كلها كاميرات مراقبة ممكن يكشفون هالشخص اللي أرسلناه .. هالطريقة بتكون سهلة وبيعرف منك معلومات كثيرة عبدالعزيز : طيب أدري أنها مهمة بس تعرف الواحد صيام وين يركِّز سلطان : وش دخل صيام ؟ بالعكس تركيز الصايم يكون عالي عبدالعزيز : طيب أنا بجرِّب سلطان : يالله عبدالعزيز حرَّك شفتيه بكلامٍ دون صوت سلطان : أرحمني الله يرحم والديك عبدالعزيز ضحك ليُردف : صح سلطان أبتسم : 10 ثواني لك وتعرف وش أقول عبدالعزيز : حرِّك شوي شوي عشان أفهم سلطان حرَّك شفتيه للمرةٍ الألف اليوم وسط أنظار عبدالعزيز المُدققه عبدالعزيز : آآ .. فيه كلمة تدريب سلطان : نلعب إحنا ؟ طيب يومك عرفت كلمة تدريب يعني قادر تفهم الكلام الثاني عبدالعزيز : والله أنت تتكلم بسرعة سلطان : صدَّع راسي ، يخي مايبيلها سهلة بس ركِّز هذا أسهل شي تعلمته في حياتي عبدالعزيز : طيب أنت تنطق حرف اللام غلط سلطان : أنا ؟ عبدالعزيز : إيه كذا تشتتني لأن حرف اللام تخلي فيه لسانك على أسنانك اللي فوق بس أنت تخليه تحت وعلى ماأستوعب تروح للكلمة الثانية سلطان بسخرية : عندك ملاحظات ثانية ؟ عبدالعزيز : سلامتك سلطان : أنقلع عن وجهي الشرهة عليّ ماهو عليك .. يجي بوسعود ويعلمك عبدالعزيز : الواحد بالاول يغلط لين يتعلم تبيني من أول يوم أعرف سلطان : صار لي 3 ساعات وأنت ماعرفت ولا كلمة عبدالعزيز بسخرية : عرفت تعال و تدريب سلطان : بس ماعرفت حمير عبدالعزيز بغطرسة : إيه عاد أمثالي ما يقرأون كلمات مستحيل تنقال لهم سلطان رفع حاجبه وبمثل نبرته : للأسف انك مضطر تتنازل شوي عن غرورك وتسمع ياكلب وياحمار وغيره من هالكلمات عبدالعزيز تنهَّد وهو يمسح عينه وبعد ثواني أردف : يالله قول شي سلطان حرك شفتيه ببطء و لمده 15 ثانية حتى لفظ عبدالعزيز : تصنع الرجال بس الأولى وشو ؟ سلطان : الشدائد عبدالعزيز : يخي الكلمة صعبة أختار كلمات سهلة لين أتمرَّن سلطان : طيب خذ هذي ... ثواني أخرى تمُّر بحديث الصمت حتى نطق عبدالعزيز ضاحكًا : وش قصدك ؟ سلطان : يالله قول وشو بالأوَّل عبدالعزيز : أحمد أكل التفاحة سلطان يصفق : برافووو يا حبيبي تبيني أطبع على إيدك نجمه و ممتاز ؟ عبدالعزيز الذي يأخذ هذه الأمور بحساسية مُفرطة خصوصًا إن أتت من سلطان و بوسعود إلا أنَّه هذه المرة يضحك وبشدة سلطان أبتسم : يارب لا تعاقبنا بس عبدالعزيز : لأن شوف كيف تنطق الشدائد يعني صعبة حركة لسانك فيها سلطان نظر إلى أحمد وناداه بصوتٍ عالي أحمد : سمَّ سلطان : قول له أيّ جملة بدون صوت أحمد ونفَّذ أمرُ سلطان وهو يلفظُ جملة طويلة دُون ان يخرج صوته عبدالعزيز : لآ طوييلة مررة سلطان : قال بعد الثلاثين يوم يجي العيد حتى الجمل الغبية ماتفهمها عبدالعزيز : أسمح لي ما أقابل الا أذكياء سلطان : أقول عز ترى نهايتك شكلها بتكون اليوم !! ركِّز الله يآخذ شر العدُو أحمد أبتسم : ترى فيه لوحة مرسوم عليها الحروف كلها وطريقة اللسان فيها سلطان : روح جيبها أحمد : إن شاء الله .. وذهب سلطان : يالله يا حبيبي بتدرسها كويِّس عشان بكرا نختبرك فيها ، ![]() |
![]() |
#2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]()
|
![]() ،
فِي قصر سلطان أغلقت المُصحف لتُنادي على عائشة عائشة بإبتسامة واسعة : هلا ماما حصة : أقول عيوش اجلسي .. سولفي لي عن مرت سلطان ... الجوهرة عائشة ومُتعتها أتت : وااااجد وااجد زين حصة : يعني شكلها كيف ؟ عائشة : وجه هوَا فري فرييي بيوتفل حصة أبتسمت : طيب ليه راحت ماتعرفين ؟ يعني ما قالت لك شيء !! ولا صارت مشكلة عائشة بملامِح حزينة : إيه واجد مسكين .. هادا بابا سولتان يخلي هوَّا يروح غرفة فوق حصة ضربت صدرِها بدهشة : مخليها تنام بروحها اللي مايستحي ؟ عائشة ولم تفهم ولكن أكملت : بأدين يجي بابا جوهرة ويروه ويا هوَا * بعدين ، يروح * حصة : طول عمره جلف مايعرف يتعامل مع الحريم .. طيب كملي ماعرفتي وش صار بالضبط ؟ عائشة : لآ ما يأرف بس ماما جوهرة واجد فيه كرايْ *تبكي* حصة : يابعد عُمري والله .. طيب أسمعيني ماتعرفين رقمها ما قد كتبته هنا أو هناك أو بأي مكان عائشة : لأ بأدين بابا سولتان يقول لماما جوهره لا يجلس ويَّا أنا واجد حصة ضحكت : والله من هالعلُوم عائشة : شو ؟ دخلت العنُود : مساء الخير حصة : مساء النُور .. وينك فيه لو راجع سلطان الحين وما لقاك والله لا يذبحني معك العنود : أنا ماني عارفة أنتي عمته ولا هو حصة : لا تكثرين حكي وبسرعة غيري عباتك العنود تنظر لعائشة بإزدراء : هذي وش مجلِّسها هنا حصة : ماهو شغلك العنود بسخرية : تسحبين منها أخبار حرم الفريق سلطان بن بدر * الفريق = رُتبة عسكرية * حصة : قلت ماهو شغلك العنود : إيه وش تقول عنها ؟ حصة : شكل الخبل مزعلها العنود : ماألومها والله فيه أحد يقدر يعاشر هالمجنون حصة : يا ماما سلطان كلن يتمناه رجَّال ومايعيبه شي العنود : إيه نفخي ريش ولد أخوك وهو مايستاهل .. أنا بنام صحوني قبل الفطور .. ودخلت غرفتها ، النهار طويل و أذانُ المغرب في التاسعة ليلاً بتوقيت باريس و الإمساكُ يُباغتهم في الثانية فجرًا ، مُتعب الصيام هُنا ومع ذلك رؤى مُعتادةٌ عليه وَ وليد أكثر أعتيادًا. الغيم يُزاحم الشمسِ في مقعدها بالسماء ، الجو يُنبأ عن مطرٍ قريب .. رؤى تسيرُ بجانب البحر : وليد وليد ألتفت عليها رؤى بإبتسامة : قد جيت هنا ؟ ولا هذي أول مرة وليد : جيتها مرة وحدة عشان ندوَة في جامعتهم رؤى : أحس أني قد جيت هالمكان من قبل وليد : يمكن قبل الحادث شفتيه مو عرفتي أنك عايشة في باريس رؤى : معقولة كنت أدرس هنا ؟ يعني ما هو من شهرة جامعاتهم وليد : يمكن أهلك كان عندهم شغل هنا رؤى : يمكن بدأ المطر يهطُل و يملأُ ملح البحرِ بعذُوبتِه ، تبللت أجسادِهم بمياهٍ طاهرة مُرسلة من السماء ، وليد : الدعاء مستجاب ، أدعي رؤى في داخلها تزاحمت أمنياتها ولكن أخبرت الله بما توَّدُه وبشدة " يارب أجمعني بعائلتي " أكملوا السيْر على أقدامهم حُفاة و الرملُ يُلامس أطرافهم ، ، في الدُور الثانِي ، دورة المياه المُقابلة لمكتبِه. يُغسِّل وجهه و مُثبت هاتفه على كتفِه : إيه ناصر : و بعد العيد برجع عبدالعزيز : وش عندك هناك ؟ ناصر : كِذا شغل عبدالعزيز : عليّ هالحركات ؟ ناصِر : أمش معي كلها كم يوم عبدالعزيز : ماظنتي أقدر لأن هالفترة كلها تدريبات ناصِر تنهَّد : أنا سحبت على شغلهم لأني عارف أنهم ماراح يعطوني إجازة عبدالعزيز : بتروح باريس وبتزيد همومك وترجع ناصِر : لا والله برتاح هناك أكثر عبدالعزيز : هذا وجهي إذا أرتحت .. ناصِر : يقال الحين متهني هنا عبدالعزيز أبتسم بسخرية : هنا جحيم و هناك جحيم ماتفرق مرَّة طيب أبيك بموضوع ناصر : وشو ؟ عبدالعزيز : ماينفع بالجوال ، تعال البيت ناصر : طيِّب ، مسافة الطريق ، بين شوارِع الدمام بدأ يُخفف سرعته و كأنه يستجيب لقلب إبنته الكارهة لمدينتها هذه اللحظة والِدها قطع الصمت : لا تبينين لهم شيء ماله داعي أحد يعرف خليها بيني أنا وياك و سلطان .. *تنهَّد* .. و تركي. الجوهرة : أصلاً انا ماأبغى أحد يعرف والدها : وهذا الصح ، محد بيفيدك لا عرَف بالعكس راح يضايقونك .. *بإبتسامة* وطبيعي ماراح أخلي أحد يضايقك بكلمة يكفي اللي صار الجوهرة : إذا سألتني أمي ؟ أكيد بتعرف على طول وتشك والدها : قولي لها مشكلة بيني وبين سلطان وإذا سألتك وشو قولي ماأبغى أحد يتدخَّل و أنا أصلاً بنهي الموضوع من أوله و أقولها أنها ماتفتحه أبد الجوهرة نظرت لبيتِهم اللذي لم تشتاق إليه أبدًا ، ركَن والِدها سيارته ستواجِه معركة حامية بين ريان و والدتها ، مُتأكدة أنا من ذلك .. يارب لا تُضعفني أمامهم. دخلا البيت الهادىء ولو سقطت إبرة لا سمعُوها من شدة السكُون ، عبدالمحسن بصوتٍ عالي : أم ريــــــان ؟؟ خرجت من المطبخ : هـلـ .. لم تُكمل وهي ترى الجوهرة الجوهرة بإبتسامة شاحبة وملامِحها البيضاء قد تطهَّرت من آثار جروحها السابقة ، تقدَّمت لها وقبَّلت جبينها ورأسِها : شلونك يمه ؟ والدتها بنظرات شك : بخير .. وش صاير ؟ عبدالمحسن بمثل إبتسامة إبنته : وش يعني بيصير ؟ .. المهم بشرينا عن أحوالكم ؟ ام ريان : كلنا بخير .. أسألكم بالله وش صاير ؟ الجوهرة : يعني مايصير أزوركم ؟ والدتها : هذي تسمينها زيارة ؟ الجوهرة : إيه حتى شوفي ماني جايبة أغراضي والدتها و بعض الراحة تسللت إليْها : طيب وشلون سلطان ؟ الجوهرة : يسلم عليك والدتها : الله يسلمه ويسلمك أبوريان : أنا بروح أريِّح ساعتين ، الطريق ذبح ظهري .. وصعد والدتها بهمس : صاير بينكم شي ؟ الجوهرة : بس برتاح شوي هنا ولا ماأشتقتي لي والدتها تسحبها لحُضنها وهي تمسح على شعرها : إلا والله أشتقت لك و البيت فضى عليّ لا أنتِ ولا أفنان ، - الخامسة عصرًا - بدهشة نظر إليه : مجنوووووووووووووووووووون !! عبدالعزيز تأفأف : لآ تجلس تلومني أنا قلت لك عشان أرتاح ناصر : ماني مستوعب طريقة زواجك الغبية عبدالعزيز : عاد هذا اللي صار ناصر : وأنت مسوي نفسك ماتعرف ؟ عبدالعزيز : كان بوسعود حاط البطاقة وبياناتها في جيبه اللي قدام ولمحت موالِيدها 88 و قلت مافيه غيرها لأن أختها متخرجة وأكبر ناصر بسخرية : برافو والله عبدالعزيز أبتسم بخبث : بالبداية قلت خلني أسوي نفسي غبي قدامهم وماأعرف مين بس بعدين قلت ليه ماأستغل الوضع وأهدد بوسعود فيها مقابل يقولي كل شي يعرفه عن أبوي ناصر : يالخيبة والله !! طيب هي وش ذنبها وش دخلها بجنونك أنت وأبوها عبدالعزيز : ذنبها أنها بنته ناصر بحدة : أصحى ! انت ماكنت كذا وش هالمصخرة اللي عايش فيها تتزوج على أساس أنك ماتعرفها وعشان تهديد بس و الحين تعرفها وتبي تهدد أبوها فيها .. تهدد ببنت ؟ عيب والله عييييب عبدالعزيز تنهَّد وألتزم الصمت ، النقاش مع ناصر لن يُجدي بشيء ناصر : لايكون قربت لبنته وهي ماتدري انك زوجها عبدالعزيز مازال صامت ناصر وقف وكأنه صُعق بالكهرباء : قربت للبنت وهي ماعندها خبر أنك زوجها ؟ تبي تهبِّل فيها .. مات ضميرك . . ما تخاف من الله ؟ عبدالعزيز : هم ماخافوا من الله بحركاتهم فيني ناصر بعصبية : هُم غييير و زواجك من بنت بوسعود غييير عبدالعزيز : عاد قدَّر الله والحين هي زوجتي ناصر : زوجتك قدام بوسعود بالإسم لكن من وراه زي ****** تقرب لها عبدالعزيز رفع عينه بحدة : ناصصصصر ناصر بغضب كبير : لأن لو فيك ذرة رجولة ما أنتقمت من الرجَّال في بنته !! وين عايشين إحنا ؟؟ عبدالعزيز : الموضوع صار وأنتهى ناصر : يومه صار تآكل تبن وماتقرب لها بغياب أبوها عبدالعزيز ببرود : ماهمني لا هو ولا بنته لكن اللي يهمني أعرف كل شيء أنا أشتغل فيه ماني جدار عندهم يتصرفون من كيفهم ومتى ماأشتهُوا علموني ، في جهةٍ أُخرى ، قبَّلت جبينه ببرود تام : الحمدلله على سلامتك والِدها : الله يسلمك ، و بإستغرابٍ أردف : وين رتيل ؟ مقرن : والله مدري وش أقولك .. تعبت وتنومت بالمستشفى بس تطمن قبل شوي كنت عندها بوسعود و كأنَّه يتبلل بماءٍ بارد ، تفاجىء : كنت حاس أنه صاير شي .. بأي مستشفى ؟ مقرن : توِّك جاي وين تروح الحين !! بوسعود بحدة : ماراح أرتاح إلا لما أشوفها مقرن تنهَّد : طيب .. وخرج معه لسيارتِه. عبير تمتمت : مررة خايف عليها !! أنتابها القهر و بشدة من فكرة أنَّ احدهُم يُشارك والدها حياتِه و تحِل محل والدتهُم ، الكُره مسيطر عليها إتجاه " ضي مشعل " وهي لم تراها ، حتى عمي مقرن يعرف بالموضوع ! لِمَ تستَّروا جميعهم بهذا الخبر عنَّا ؟ ، واقف بجانبه مُتقرفًا من رائِحة الألوان ، رافع أكمام ثوبه للأعلى و السواك على جانِب فمِه : أعتذر وراح أسكت الرسامُ ترك فُرشاتِه ليرفع عينه عليه : أعتذر ؟ ذو شعرٍ ملتوِي بخصلاتِه و غُرزٍ كثيرة تلتهِم ملامِحه ، يبدُو وكأنُّه رجُل عصابة بمظهره هذا : إيه قول آسف وبسوي نفسي ماسمعت بشي الرسَام : تدل الباب ؟ بغضب رفع حاجبه : يعني تبي أبوك يعرف ؟ الرسام : أطلع برااا بحدة أكثر : لا تتحداني والله لأسويها وأقوله الرسَام : سوَّها مايهمني : صدقني ماهو من صالحك عندنا شهُود الرسَام : مين تقصد بالشهود ؟ عبدالمحسن أكبر غبي شفته بحياتي تنهَّد بضيق : أسمعني زين محد بيخسر بالموضوع كله غيرك أنت !! الرسام : وأنا أبي أخسر .. ممكن تطلع براا أردف الآخر : طيب زي ماتبي بس بكرا تعال ترجانِي عشان أخلصك من أبوك الرسام ببرود : الله معك سمعُوا صوت والِد تعيس الحظ يأتي من الأسفل بضحكة أردفها الآخر : وهذا الأبو عند ذكره ، عندك ثواني إذا ماأعتذرت والله لا أنشر غسيلك كله قدامه واحِد ، إثنين ، ثلاثة ، أربعه ، خمسة .. طيب زي ماتبي .. خرج ليطِّل على الدرج : يــا . . . ، كان الفرنسية ، في عمارةٍ يُغلفها الزجاج من كل جانب لتتقاطع على شكلِ نوافِذٍ طولية و كثيرة. بملل على مكتبِها ترسمُ بقلمِ الحبر الأسود رسومات بيُوتٍ مُتداخلة بشكلٍ هندسي ، رفعت عينها عندما لمحت ظلٍّ يعكس على ورقتها ، و بدهشة رجعت للخلف بكُرسيَها ذو العجلات فسقطت على ظهرها و الإحراجُ يرسمُ طريقه بين تقاسيمها البيضاء . . . . . . أنتهى
|
|
![]()
|