04-24-2024 | #81 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
***
متمدده في سريرها وشريط ايامها يمر على ذاكرتها .. كانت عروس مدللـه زوجة مرفهه ويحبها .. كان يحبها رغم عيوبها وعاداتها السيئة .. صبر عليها والمحب يصبر على حبيبه اياً كانت عيوبه .. تذكرت ضحكه معاها ومزحه وكلامه عن جهازها اللاب توب وغيرته منه وانه غريمه وعدوه اللدود .. اشتاقت لضحكاته وهمساته وكلماته .. حتى عتابه وصراخه النادر عليها اشتاقت له .. اخذت جوالها ومحاولة جديدة منها لعلها تسمع صوته وتعتذر منه وتقول انها ندمانه وتبيه حتى لو عليها ضرَّه تحبه وتبيه .. ايوه تحبه وماحست بحبه الا بعد ماضاع من يدها ..! خلاص بتتغير وتتعدل وتتنازل عن كل شي الا هو ..! ضغطت رقمه وكان مغلق وعرفت انه مسافر واكيد فتح رقمه اللي يستخدمه في عمان .. دقت بيد ترتجف .. يمكن يكون في حضنها ويمكن تسمع صوتها ويمكن مايرد عليها ويطنشها .. كل هذا توقعته ..! بس اللي ماتوقعته انه يرد عليها وبكل برود : هلا .. تلعثمت قبل الكلام .. وعدلت جلستها بين مصدقه ومشتاقه وخايفه .. قالت بصوت متهدج : هلا احمد .. اشتقت لك يااحمد .. ليش تسوي فيني كذا . عدل احمد التلفون على اذنه الثانيه قال بتأفف وقرف : وش سويت ..؟ اني اخذت لي وحد سنعه تحفظني مثل ماانا حافظها .. : احمد انا .... قاطعها وهو يكلم مها : هذي ليلى ابلشتني لها شهر تدق عليّ ابي اكلمها اشوف وش سالفتها .. بعد ماكانت اقرب الناس له صارت اغربهم عنه ..! بلعت غصتها ونزلت الدمعه اخيراً بعد جهد جهيد .. قال : شوفي يابنت الناس .. انا والله كنت ناوي اعلقتس بين السما والارض لين تندمين على الساعه اللي لعبتي فيها من وراي لكن يوم ربي رزقني بمهوي ماعاد لي فيتس حاجه .. حتى الانتقام عفته مثل ماعفتتس .. الرقم هذا انسيه ولاعاد تدقين عليه وكلها اسبوع وورقتتس عند ابوتس . قفل منها وهي تشهق بصوت عالي .. ليه ماخليتنا نتفاهم والله لاتعدل واصير لك اللي تبي زوجه وام ولو تبيني خادمه .. ماكان فيه من يرد عليها .. الا صدى صوتها وصوت بداخلها يصرخ بها " ليا فات الفوت ماعاد ينفع الصوت .. احمد صفحة قديمة اطويها ودوري على صفحة بيضا ولاتوسخينها بشين فعايلك ثم تصير كل صفحات عمرك سوداء " قامت تتخبط للحمام ودموعها سيل .. تبكي ماضيها اللي بيدها وشمته بسواد .. وحياتها اللي بفعلها هدمتها .. تبكي احمد الانسان الطيب الحبيب الواثق .. من وين لها بأحمد ثاني وكيف يتكرر احمد في حياتها .. فتحت الدش ودخلت تحته بملابسها ماعاد يغنيها عنه لاانترنت ولا جوال واصحاب تفكيرها وقلبها انحصروا فيه يحركون الذكريات ويرجعون الايام الحلوة وكانهم يعاقبونها على ذنوبها وسواتها في ربها ثم احمد ونفسها .. *** فتحت عيونها .. كل ماحولها يوحي بالبياض بس السواد بداخلها اقوى وأعمق وأكبر .. شافت الحبل الموصول من قارورة مغذي لوريدها والتفت على الوجه المألوف لها .. وين الكلام ..؟ ليه ماابغى الكلام ..؟وليه ماعندي كلام ..؟ وش اللي صار ..؟ وانا كلي اسى وأسرار .. حركت يدها وحست بألم الابرة المغروة في وريد كفها وتأوهت .. التفتت ام ناصر الجالسه على الكرسي بإصرار من بعد صلاة الفجر رغم محاولات نايف والممرضات .. قالت بصوت حنون وقلبها يتفطر على شوفة شادن اللي تحب بهالمنظر : شادن يابنيتي انتي قمتي .. اهتز صوتها وهي تقول : وشلونتس الحين .. وشلوني الحين ..؟ ووشلوني قبل .. ووشلوووون باكر بدونه .. عيا الكلام يطلع ذبل كل الكلام .. ومات بقلبها قبل مايوصل حلقها . : شادن يمه علامتس ماتهرجين . الحزن اقوى من كلامي والقهر ياجدتي ساكن كياني .. مسحت جدتها على راسها ونفثت بالمعوذات وآية الكرسي وهي تقرأها بحروف مكسورة ومتأتأة .. فتحت فمها واخيراً نطقت بكلمتين : ابي مويه . تحركت الممرضه بسرعه وصبت لها كوب موية برودته معتدله واسقتها جرعتين اكتفت بها . ضايعه متبعثرة وجروحها مستنزفه .. ماعاد باقي فيها دم وتنزفه .. وعيونها تذرف حزن .. تذرف الم .. وصلها صوت جدتها اللي ذاقت من المر ماكفاها .. : شادن يابنيتي علميني علامتس عيا اخوتس يعلمني . رفعت راسها وطالعت في جدتها اللي تمسح شعرها وضمت على يدها بحنان قالت بهمس : مافيني شي ياجدتي .. : حتى انتي موب معلمتني .. عماد وينهو فيه ورى مايجي يشوفتس ثم يعلمني مهب تساذب(ن) ( كاذب ) عليّ مثلكم . سكين قلبي هالعماد .. وينه ياجدتي حتى يجي ..؟ عماد راح يمكن ماعاد هو بجاي .. اغرورقت عيونها بالدمع قالت بصوت مخنوق : عماد سافر ياجدتي ويمكن يتأخر هالمرة . قالت ام ناصر بحدة ودموعها تهدد بالخروج : وهذا اللي مسوي فيتس هالسواة ..؟ هزت راسها بلا .. وأردفت جدتها بلهجة حادة : هاعلميني وش هو مسوي قبل لايسافر . ضمت على يد جدتها قالت بحنان حاولت جاهده تمزجه بالهدوء : هدي اعصابك ياجدتي ماسوى شي .. حتى البارحة قبل مايسافر جاني هنا وودعني . اختنق باقي الكلام ونزلت دموعها وتنفسها يعلو ويهبط .. ودها تصرخ وتعترض بس وجود جدتها وخوفها عليها يمنعها ويقيدها .. : علميني علامتس ... قبل ماترد دخل نايف وجهه ذبلان وعيونه مرهقه من السهر.. قال : جدتي الله يخليك لاتكلمينها الدكتورة تقول خلوها ترتاح ... بعدين فهد برا يبغى يسلم عليتس . : فهد المعرس وش جايبه هالوقت . رد نايف بنفس التعب : من البارحه معاي حاولت فيه يروح ومارضى ويوم جبتك كان رايح يجيب لنا فطور . نزلت دموع ام ناصر وهي تقول : ماجاب فهد من بيته ومن عند حرمته الا شي (ن) كايد .. علامكم ماتبون تعلموني . طالعت شادن في نايف قالت : بقول لك ياجدتي بس لاتزعلين .. لاح في ذاكرتها كلامه " .. ترى جدتي عارفة وضعنا تقريباً بس حاولي تغيرين افكارها " التفتت لجدتها قالت بتعب نفسي : كنت حامل وماكتب ربي انه يستمر . فتح نايف فمه وطالعت فيه شادن بنظرة جامده مافهم منها الا انها مصرة على كلامها .. وفضل السكوت .. قالت ام ناصر راضية بمقدر ربي ومكتوبه وحاسة انها ظلمت عماد وعلاقته فيها : عساه خيرة لتس وانا جدتتس .. ليا راح واحد يجي بداله ثاني .. من يجي بداله ياجدتي .. قولي لي من ..؟ انتي تقصدين الحمل اللي اوهمتك فيه وانا اقصد اللي عشته اجمل حقيقة في عمري . كلامه لي ورسالته تقول انه ماراح يرجع لي ..! طالعت في نايف قالت : نايف انا بطلع من هنا .. رجعني للبيت . رد نايف باصرار : لا ياشادن الدكتورة تقول ماتطلعين قبل ثلاثه ايام .. صحيح انا تعبانه تعبانه كثير يانايف مااقدر اتكلم ولااسمع .. حتى عيوني اذا فتحتها اتعب اشوفه واحس بهمسه ولمسه واشم عطره .. نفسي اغمض واناااااام انام شهر ، شهرين ثلاثه او سنه .. انااااااااااام لين اشوفه راجع لي . ثم اصحى عليه ومعه ..! نايف اختك لها شهور تموت فيها بيده وتحيا بيده .. حزينه اختك يانايف ..! حزينه وضعيفه وماتبي الحياة ودها تموت وترتاح .. غمضت عيونها على دموع ملأتها وفاض الدمع على خدودها الباهته .. ماقدر يشوفها بالشكل هذا .. من الصباح يدق عليه مقفل جواله وشكله ماوصل .. زفر وتأفف قال لجدته : جدتي خلاص تطمنتي على شادن خلينا نمشي انا مانمت للحين والعصر اجيبك ان شاء الله وتجلسين عندها .. حاولت ام ناصر تعترض وتجلس عندها بس الح نايف عليها وشادن مطرقه براسها صامته ودمعة من عينها تسيل وتختلط بدمعة عينها الثانية وتتخذ من اذنها ورقبتها طريق .. قرب نايف منها وسلم على جبينها وهو يقول : سلامتك شدون .. خليك قوية وقلبك قوي وان شاء الله برجع لك شوي . فهمت وش يقصد برجعته يعني بتسألني ياكبر سؤالك يانايف وياااكثر اجوبته يانايف بس لاعاد تسألني ولاتحاول .. سؤالك اجابته ماتت ودفنتها ونبش القبر مستحيل . اخذ يد جدته طالع واستقبلهم فهد خارج غرفة شادن سلم على جدته ومشى معهم خارج المستشفى .. *** وصل لشقته مرهق وتعبان .. طلع مفاتيحه وتذكر ان مفتاح الشقه عندها .. دق الجرس مرة وثنتين وعشر اخيراً ثبت يده على الجرس ومالقى نتيجه . خاف ان يكون صاير لها شي .. طلع جوالها وتذكر انه مااخذ رقمها وزفر بملل وضيق .. ركل الباب والوساوس بدت تنحل مخه وتفتك به .. دق مرة اخيرة واستكان وهو يسمع صوتها النايم يقول : طيب . فتحت الباب بعيون مغمضه بعد ماشافته مع عين الباب .. نفخ وهو يدخل : لااله الا الله لودريت ان كل هذا نوم ماخليت المفتاح عندتس . سكرت الباب وراه قالت : الواحد اذا دخل بيته يسلم يصبح بالخير . التفت عليها ببدي صغير وبنطلون برمودا وهي ترجع شعرها للخلف وتمشي قبله للغرفه ناويه تكمل نومها . رمى شماغه على الكنبه في الصاله ومشى وراها للغرفه .. شافها تدخل في سريرها وتتغطى وتغمض عيونها .. تنحنح فهد وفتحت عيونها بكسل قال : كل هذا نوم ..؟ عدلت الغطا عليها قالت وهي تغمض بقوة عن النور اللي فتحه فهد قالت : مانمت الا الفجر كنت استناك لأني عارفه نومي ثقيل وخفت ماافتح لك .. اقفل النور معاك قبل ماتخرج بالله . نزل فهد ثوبه قال : وين اخرج ..؟ قومي قومي جيبي لي كاسة مويه . غمضت عيونها بتعب وقامت جلست .. لمست كتفينها بيدينها وارتعبت وهي تشوف نفسها بدون روب او شي يستر .. بسرعه رجعت تمددت وغطت جسمها باللحاف قالت : طيب روح وانا الحقك . ابتسم فهد لحركتها وجا يمشي ببعناد ومتظاهر بالكسل وتمدد بجنبها وسحب اللحاف تغطى فيه وهو يقول : وين اروح واخلي السرير والبراد والعافيه اللي هنا وانا خلقة متكسر وتعبان . قالت بزعل : محد قال لك تخرج من الليل لين الفجر . عقد فهد حواجبه بتمثيل قالت : لايكون مضايقتس اني اطلع من البيت بس . اعطته سارة ظهرها ونامت على جنبها محاولة انها تبعد عنه وهي تشد اللحاف عليها قالت : لامضايقني ولا شي ... انت حر في حياتك . مد يده عليها سحب اللحاف ولمس كتفها بنعومه قال : طالعي فيني . غمضت عيونها قالت : فهد خلاص اذا اللي قاعد تسويه فيني عشان تنتقم تراك اخذت حقك وزيادة مني . ضحك فهد بصوت عالي قال : من اللي قال لتس اني اخذت حقي .. غلطاااانه ياسااااارة . حقي باخذه الحين . سحبت اللحاف عليها وتغطت كلها قالت : يعني ماكفاك تطنيشي الايام اللي راحت وماكفاك سهرتك برا طول الليل .وانت ماكلملت اسبوع في زواجك . ابتسم لها وقرب منها وتكى بفكه على كتفها قال : ماكفاني .. همست بصوت يرتجف : بعد عني لو سمحت . ناداها بصوت هادي : ساارة . وبنفس الصوت ردت : فهد لو سمحت طالما انك زعلان للحين بعد عني . قرب منها اكثر قال : واذا موب زعلان . غمضت عيونها وسكتت .. سحب اللحاف عنها وحضنها قالت بهمس : يعني انت مو زعلان الحين ..؟ : انسي سالفة الزعل ... قاطعته بانفعال : لااااء .. ماراح انساها .. لازم نتكلم . ابعد عنها ووقف قال : زين نتكلم ... بس اول تقومين تحضرين شي ناكله انتي مااكلتي شي من امس .. وانا بدخلاغسل عشان اصحصح واطير النوم من عيوني . قالت بكسل : بحضر لك انت .. انا شبعانه طول الليل آكل شكولاته واشرب قهوة . ضرب فهد على جبينه قال : لااله الا الله كل هالنوم وطول الليل تشربين قهوة .. اجل لوماشربتي قهوة وشلون نومتس . حست انها انحرجت قالت : نومي مرة ثقيل . سحبها فهد من يدها قال : روحي طيب جيبي لنا عصير انا مفطر بس ابي اشغلتس بشي اخاف اخليتس ثم تنامين . ابتسمت بارتياح لأنه بدا يكلمها .. قالت بحرج لوقوفها قدامه ببيجامه خفيفه : ماراح انام بس روح غسل . نزل راسه على وجهها وباس شفتها بخفه وانسحب من قدامها . دخل الحمام وهي في حالة جمود .. رفعت يدها لشفتها وحست بحرارتها وتحركت بهدوء رايحه للمطبخ بتجيب العصير قبل يطلع .. *** وهناك .. في الديار البعيده . .. وصل بعد ساعات طويله لألمانيا .. ماقدر فيها ينام او يغمض له جفن وكيف يغمض عيونه وهي فيها وتتألم .. انينها لازال في اذنه وتنهداتها وانفعالاتها ورجاويها له صوره لايمكن تنمحي من عقله اخذ شنطته وجاكيته وطلع يمشي في الطرقات وبين الناس بلا شعور او تركيز .. تذكر انه طالب سيارة من الفندق اللي حجز فيه ورجع يدورها .. رجع وشاف السايق اللي ينتظره وتوجه له .. ركب السيارة وسند براسه على المرتبه .. ليه تعذبين نفسك وتعذبيني معك ياشادن اللي فيني يكفيني دهر ..! انا حملي ماتشيله جبال عشان تزيديني حمل .. وانتي اصبحتي عليّ اكبر همومي .. حبك هم ووجعك هم ..! طلع جواله وفتحه وشاف رساله من نايف بارده مثل مشاعر نايف ناحيته في هاللحظات " اذا وصلت كلمني وفهمني اش سويت لاختي " ضغط على اسم نايف ودق مرة ومرتين وثلاث وبلا مجيب .. يمكن نايم .. بس اليوم عنده دوام لا لا .. يمكن استاذن عشان شادن .. دق على فهد وبلا مجيب لايكون صار لها شي .. تذكر انه بلا ام وبلا ابن وكأنه بلا اب.. ومو بعيد يكون بلا حبيبه .. فز قلبه من مكانه وهو يتخيل لو صار لها شي .. الا ان يصير لها شي .. الا انه يفقدها الا انه يقضي عليها بهمومه .. " يصير لي ولا يصير لها " .. شد على صدغينه بأصابعه السبابه والابهام بقوة .. اعوذ بالله من ابليس وش هالوساويس .. نفخ وتأفف بملل .. والتفت عليه السايق الاجنبي وسكت عماد وهو يشد على جواله بيده .. اشتعل القلق بداخله وضغط على رقم البيت عل وعسى انها رجعت للبيت وصله صوت آخر . ماكان يتمناه في هاللحظة العصيبه .. قال باحباط : هلا والله بالغاليه .. وشلونتس عساتس مرتاحه عند عيال خالد . قالت ام ناصر بلهفه : عماد .. ياوليدي وراك تروح وتخلي مرتك وهي تعيبانه . خلل شعره بيده قال : شغل يالغاليه ماينتأجل .. انتي وشلونتس علميني عنتس .. : انا بخير بس آكلني قلبي عليك انت ومرتك .. وبصوت ماخلا من الهم قال : وشلونها تدرين عنها . : ايه جيتها اليوم وان شاء الله انها طيبه .. بس ان دمعتها والله ماجفت على اللي راح . عقد حواجبه مستغرب من تقصد باللي راح تقصده هو ولا غيره .. قال : اللي راح من ..؟ : الحمل اللي راح .. ضعيفه ياوليدي قطعت قلبي وهي تبيه . غمض عيونه بقوة وقلبه ينعصر اكثر يعني نفذت لي كلامي وطلبي .. قال بقهر وصوته يتلاشى : هي في المستشفى ولا طلعت . : لا والله ماطلعت عيت الدكتورة الماخوذة تقول ماتطلع قبل ثلاثه ايام . اضطر انه ينهي المكالمة بعد ماوقفت السيارة قدام الفندق .. نزل منها على مضض .. جرحه دفين ومتعبه.. وعيونه مثقله بصورتها الباكية المتألمة عشانه .. وبقلبه همين همه كل واحد اقسى من الثاني .. *** في مدرسة الاجاويد .. كان الجو غيم .. يوحي بأن فيه مطر قادم .. قالت خلود وهي تتمطط صاحية من غفوة اخذتها على الفراش اللي جابته نوير مخصوص للنوم .. : الجو اليوم حلو يذكرني بشادن الله يذكرها بالخير . قالت نوير وهي تصحح مجموعه من دفاتر البنات : الله يذكرها بالخير مكانها خالي . مدت سهام على خلود كاسة حليب ممزوج بشاهي قالت : صحيح هي ليه نقلت وهي اصلاً بيتها وزوجها واهلها هنا ..؟ قالت نوير مدافعه ومتوليه دور المحامي لشادن : حبيبتي رجالها تعب من المشاوير وهو كل شغله هناك .. حتى سامر ولدي علمني يقول جدتها راحت مع عماد . حطت خلود يدها على قلبها وهي تقول : عماد واااااااااو يابنات لو شفتوه .. شكله ولا ممثل من هوليوود . قالت نوير بعد ماامتدت كاستها من يد سهام : بسم الله على ابو مشعل انا شايفته كذا مرة احلى من الكفار حقين هوليوود . قالت سهام مقاطعتهم : هييي انتي وهي .. قولوا ماشاء الله . ذكروا الله ووقفت خلود وهي تسمع صوت الصافرة يعلن نهاية حصة فراغها وبداية حصتها لصف رابع .. قالت : يالله اشوفكم على خير .. وقفت نوير معاها قالت : خذيني معك برجع لبزاريني . طلعوا من الغرفه القابعه في زاوية المدرسة وشافوا شهد جالسه القرفصاء ومنكبة بوجهها على ركبها وتبكي بصوت عالي .. اسرعوا الخطا لشهد المحبوبه من الكل ووصلوها .. وحده على يمينها وتسأل : شهد حبيبتي اش فيك والثانية على يسارها وترفع وجهها وتقول : احد ضربك ولا زعلك . رفعت راسها بوجه باكي وعيون حمرا قالت : ماما سمعتها قالت عماد سافر والعنود تقول شادن بتصير مدرسه في جده . ضمتها نوير وهي تقول : طيب ياعمري لاتبكين عماد بيرجع بكرة وشادن بترجع بس عشان عندها اجازة والعنود ماتدري . هزت راسها بلا قالت بانفعال : لااا تقول نوف شافت نقلها . زمت نوير شفايفها وخلود تمسح على راس شهد والتفتوا لنوف اللي وصلتهم وهي تقول : علام شهد ..؟ وش فيها تبكي ..؟ غمزت لها نوير قالت : تحسب شادن نقلت وشادن اصلاً ماخذه اجازة ... صح ولا لا يانوف . جلست نوف على ركبها ومسحت على شعر شهد قالت : ايه صحيح .. اصلاً انا موقعه على اجازتها .... قاطعتها شهد : العنود قالت انك انتي قلتي لها شادن نقلت لجده . عدلت نوف شباصة شهد المايله قالت : العنود تكذب عليتس بس قومي غسلي وجهتتس وارجعي للفصل عشان تطلعين الاولى على البنات .. شهقت شهد قالت : يعني شادن بترجع للديرة وتدرِّس في مدرستنا . هزت نوف راسها وهي تقول : ايه ان شاء الله ترجع . قالت شهد ببراءة : وعماد بيرجع من السفر . تلعثمت نوف لطاريه .. خجل من نفسها ولا خوف من الذكرى على حياتها مع حمود ..؟ المهم انها تلعثمت وماقدرت ترد .. وقفت وسحبت يد شهد توقفها .. قالت : الحين انتي البنت الشاطرة تخلين البنات يضحكون عليتس ويبكونتس ... يالله تعالي معي غسلي وجهتس . اخذتها بيدها لدورة المياه ونوير تلاحقها بنظرات راضيه وقلبها يدعي لها بالهداية والاستقرار .. *** *** بعد ماكلم جدته سيطر عليه النوم ونام بتعب بنفس لبسه وحاله وحالته .. مرت عليه اربع ساعات ماحس بنفسه .. وفز على حلم مزعج .. صورتها تتكرر وهي تبكي وتستجديه .. اخذ جواله ودق على نايف يدور اخبارها .. انفتح خط نايف ووصلته منه الو بارده و راعيها مو مهتم. مااهتم لنايف بقدر اهتمامه للأخبار اللي عند نايف : هلا يانايف وش اخبارك ووشلون شادن الحين ..؟ : هلا بك ياابو مشعل .. : وش اخبار شادن يانايف ..؟ : مثل ماتحب ..؟ عقد عماد حواجبه قال مستفسر : مثل مااحب يعني طيبه ..؟ : لا مو طيبه ولاهي بخير .. : وهذا اللي احب يانايف .. الله يصلحك بس . تنهد نايف بندم او قهر او كلها مختلطه قال بصوت اقرب للهدوء : مو اللي فيها من عمايلك ..؟ ولا ماشي وتاركها وهذا حالها .. زم عماد شفايفه وقدر حالة نايف وخوفه على اخته قال : يهديك الله ياابو خالد مانيب شرهان عليك عشانها لكن علمني عن حالة مرتي ولا عطني رقم المستشفى اتطمن عليها بنفسي . سحب نايف نفس عميق قال : هذي هي كلمها اذا تبي . لاتزيد الجرح جرح يانايف صوتها من امس في اذني للحين .. سمع انفاسها متسارعه دلالة على انفعالاتها قال بهدوء : شادن ، عمري ، اسمعيني ياقلبي ولاتسوين فيني كذا تدرين انه ماهو بيدي ..... عمري ابيك مثل ماكنتي قوية و... من بين انفاسها قاطعته وسألته بصوت ضعيف وذبلان ويرتجف : متى بترجع لي . سكت ثواني ومسد جبينه بتوتر وقلق هو مايدري متى وشلون يقول لها .. قال : ان شاء الله ارجع متى ماكتب ربي .. المهم انتي بس لاتتعبين نفسك ... قاطعته مرة ثانيه : ارجع لي عماد .. ليش انت ماتفهم عليّ .. انا احبك مااقدر اعيش بدونك . غمض عيونه بألم قال : وانتي كل عمري اللي باقي لي . امتلت عيونها بالدموع واختنق صوتها وهي تقول : الله يخليك تقول اش اللي صار لك . ماقدر يتمالك نفسه ونزلت من عينه دمعه مسحها بسرعه قال بصوت حاول انه يكون اجش حتى مايوضح عليه الضعف ويبين بكاه : شادن تبيني ارجع لك اليوم رجعت لك بس رجوعي مهب نافعك ولانافعني ... سكت لسكوتها وكمل بنبرة حزينة : تبيني ارجع ....؟ ردي عليّ ياعمري ... تبيني ارجع ولا لا ..؟ شهقاتها متواليه وصوت انفاسها يعلو ويهبط بسرعه .. قال بهلع : الو .. شادن ... شادن ... شااااااااادن ردي عليّ . سمع طيحة الجوال .. ثم صوت الممرضة .. والدكتورة ونايف ... وانتهت المكالمه .. دق بعدها على نايف مرتين وبلا رد .. دق الثالثه وجاه صوت نايف بعصبيه : عماد اش الحكاية انا خرجت وخليتها تكلمك .. اش اللي صار بينكم .. قول لي ياابن الحلال ..؟ عض على اسنانه بغيض قال : وش اللي صار لها الحين ..؟ : ماادري دخلت على دخلة الدكتورة وهي تخاصم ولقيتها ترتجف وتبكي وتصارخ وطلعتني الدكتورة .. قالت ممنوع احد يكلمها او يدخل عليها لمدة اربع وعشرين ساعه . نفخ عماد وتأفف قال : نايف الحين تنقلها لمستشفى مغربي وتكلمني اول بأول .. وانا بحول لك الفلوس ... قاطعه نايف : مايحتاج تحول .. وقاطعه عماد بدوره : نايف لاتجادلني ترى مانيب ناقصك انا . سكت نايف مقدر ومتأثر من حاله بعد ماشاف اهتمامه بشادن ولهفته عليها .. انهى عماد المكالمه بعد مااوعده نايف انه يكلمه ويطمنه عنها اول بأول .. *** فتح عينه ومد يده لمكانها وحسه بارد وخالي منها .. التفت لجواله وشاف ساعته اثنين ونص قبل الفجر .. فز بسرعه والشيطان يغرس شكوكه لاتأمن ثم تُلدغ من الجحر مرة ثانيه على غفلة منك .. مادرى الشيطان انه يصحيه للحقيقة ويكشف نورها .. راح عند الحمام وناداها وبلا رد .. فتح الباب وتأكد انها مو فيه .. ووناداها وماسمع منها خبر .. مرة ثانية وثالثه .. وطلع للصاله وحس بهالة ايمانية تملا المكان الجمت فمه ولعن شيطانه وتعوذ منه .. بشرشف صلاتها اللي مايبين الا وجهها وكفينها .. ساجده لربها .. انتظر لين قامت من سجودها وهو واقف وراها ومكتف يدينه يتأملها بسكون .. سجدت مرة ثانية وأطالتها .. وقامت للركعه الثانية .. وقف وحس انها طولت والمصحف الصغير في يدها تقرأ منه .. ركعت وأطالت الركوع ثم وقفت ورفعت يدينها للسما تمنى انه يسمع وش تدعي ووش تقول .. لكنه تراجع عن امنيته وهو يشوفها علاقة بين رب وعبده ومايجوز لأحد يتدخل حتى وان كان الشريك .. جثت على ركبها وسجدت وماشعرت بوجود احد الا الله .. معاه وعنده وماحاد عقلها عن التركيز معه لحظة وحده . سلمت بعد مادعت واكثرت الدعاء .. وبدون ماتحس بوجوده سبحت على اصابعها الصغيره وهللت واستغفرت .. تذكر امه وسجادتها وهمساتها بسبحان الله والحمد لله وانشرح صدره وابتهل لهالمنظر .. التفتت عليه وهي تسمعه يتنهد بندم .. وشلون اشبه الملاك الطاهر بتابع الشيطان .. استغفر الله وبلحظة سماح وطهر قلب ورضا بالنصيب دعى لليلى بالهداية والستر . قالت مها وابتسامة هادية وبريئة تطفو على ملامحها : احمد .. صحيت .. تبي شي ..؟ ابتسم لها بالمثل قال : مالقيتس بجنبي وخفت عليتس . وقفت ونزلت شرشفها طبقته وقالت : وين بروح يعني .. يااصلي يااقرأ . تنهد بحب وتمنى لو يكون مثلها .. وأيقن انه بوجودها راح يكون افضل مما هو عليه رغم انه يصلي ويصوم ويصل ويؤدي واجبات الله عليه الا انه يبي اكثر حتى يكون جدير بها .. *** بعد اربعه ايام .. كانت جالسه مع امها وابوها ونوف اللي صارت تقضي الايام اللي يغيب فيها حمود عن البيت عندهم ... كانت نورة ماسكه كتابها وجالسه في زاوية بعيد تركز في بعض مسائل الكيمياء من دون ازعاج وتأثير سوالف اهلها عليها قالت للعنود المتمددة على ظهرها وتفكر بحياتها وأحلامها : عنود صبي لي كاسة شاهي وقومي حلي واجبتس . ردت عليها العنود بلهجة غريبه عليهم : نعم نعم نعم اش قُلتي .. ليه ان شاء الله لايكون فاكرتني خدامه عندك .. فتحت نورة عيونها واخذت نفس عميق قالت بقلة صبر : عنود اذلفي عن وجهي وعدلي لسانتس وجيبي لي الشاهي بسرعه لاينفد صبري . قالت العنود ببرود وصوت رقيق : يااااسلااااام دحين انتي تبغي حاجة جيبيها بنفسك .. ضحكت نوف وقالت بصوت عالي : يمه ترى لو ماجوزتوا العنود بتنهبل عليكم .. اسمعي اسمعي وشلون تهرج مثل اهل خطيب نورة . تنهد ابوها على كلمتها الاخيرة قال : هو صار خطيب الحين . قالت نوف بهدوء : ان شاء الله بيصير خطيب حمود مكلمني امس يقول انه سأل عنه في الحي كله وكل من سمع ذكره ذكر الله ومدحه . هز ابوها راسه وهو يقول : انا وشلون يجي لي قلب اجوزها البعيد . ردت ام نوف : والله ان قلبي يتقطع ليا ذكرت انه بعيد ويرتاح ليا سمعت انه ملتزم وحافظٍ القرآن . وقفت نورة وطلعت من الصاله كلها راحت لغرفتها مبتعده عن سماع الكلام اللي على قد مايفرحها على قد مايربكها ويوترها ويحزنها .. قالت العنود : لساتك تبغي شاي ولا خلاص . التفتت لها نورة قالت : شاي في عينتس قولي آمين يالمتخلفه يالغبيه يالمهبوله . جلست العنود وهي تحلم بعريس يكلمها بنفس لهجة محمد واهله وتجاوبه بطلاقه .. قالت : اوووف منك .. اشبك انتي ماتفهمي .. قلت لك مية مرررة انا خلاص ابغى اصيييير حَضَريييييييييييية .. ضحكت نوف عليها قالت : العنود تعالي .. وقفت وجات جلست عند نوف قالت : ايوووواااااااه .. اشتبغي .. قالت نوف : انتي تبين الناس يقولون عنتس مهبلوه وغبيه . ردت عليها بـــ : لا .. ولسانها يطلع من فمها دلاله على زود رقتها . قالت نوف : اجل اركدي ولاتسوين هالحركات ثم يقولون الناس عنتس بنت لافي المهبوله . تأففت العنود بملل قالت : اش اسوي لك إنتي والبدو اللي مايفهموا .. سيبيهم يتكلموا زي مايبغوا كلامهم يرجع عليهم . ضحك ابوها قال : هذي والله البنت الخبلة .. قومي قومي ياام نوف نبي نوديها لمسفر كود انه يعقلها . دنقت نوف راسها للأرض وذكرى مسفر المرتبطه بعماد واللي سيرته هذاك اليوم لخبطتها وحسستها بصغرها قدام نفسها تنعاد وتجرحها في عمق قلبها .. راحت العنود تجري وهي تقول بلهجتها العادية : التوبه يايبه والله ماعاد اقلد الحضران خلاص التوووووبه .. ضحكت امها وقالت وهي تمد على ابو نوف بيالة شاهي : عز الله ماعرف لها الا انت .. ايه ورها العين الحمرا تراها ماعاد تهتم لي ولا لخواتها . هز ابو نوف راسه وهو يقول : الله يصلحها ويحييني لين اشوفها في بيت رجلها ... اسمعي ياام نوف هي ماباقي شي وتدخل العشر لاعاد اشوفها ظاهرة من البيت الا وعلى راسها غطا وخايها تصلي وتداوم على الصلاة .. ماعاد هي بصغيره . : ان شاء الله بس انت علمها وحرص عليها تراها تسمع منك اكثر مني ومن خواتها . تحركت نوف وهي تسمع صوت سيارة حمود تقرب من باب بيتهم قالت : هذا حمود وصل .. اكيد انه جايب لك سوالف عن محمد . دخل حمود وهو ينادي ياولد ويااهل البيت .. وصوت له ابونوف .. : اقلط حياك الله . سلم على راس عمه وعمته وصافح نوف وجلس بجنب عمه في صدر الجلسه .. قالت نوف وهي تمد عليه فنجال قهوة : وش اخبارك طولت مابغيت تجي .. ابتسم لها حمود بود واخذ منها الفنجال قال : بخير الله يسلمتس .. رحت لجده وسألت عن محمد كل من يعرفه وسألت عن الاماكن اللي يروح لها وسألت عنه اصحابه اللي يماشيهم وسألت عن اصاحبه بعد .. التفت لعمه وكمل : الرجال ياعمي ماعليه كلام من المسجد للبيت للمدرسه اللي يدرس فيها وكل من سمع ذكره قال ونعم .. ماله صحبة مشبوهه ولا له دروب شينه وسمعته مثل المسك . رغم ان الكلام ريحه الا انه لازال خايف وقلقان قال بتوتر : بس ياولدي وش اللي يحده على بنت القريه ويخلي بنات المدينه اللي طبعهم مثل طبعه . رشف حمود من فنجاله قال : انا سألت ولد عمه السؤال هذا وماقلت له من انا وقال انه عيا عن بنات عمانه وقال يبي له بنت ملتزمه ومتدينه واخته اختارت له وحده من الديرة اللي تدرس فيها .. ربت حمود على يد عمه المجعده قال : توكل على الله ياعمي وجوز الرجال .. ترى فيه خير واهله فيهم خير .. والرسول يقول من ترضون دينه وخلقه ماقال اذا قريب و تعرفونه . هز لافي راسه قال : خلني استخير ثم اعلمك بردي بكرة . وقف حمود واشر لنوف قالت ام نوف : حمود وين تبي ..؟ اقعد العشا عندنا . رد حمود : لاوالله مستعجل وبروح لاهلي ماجيتهم للحين .. قلت امر على عمي واعلمه بمشواري خابره قلقان ... يالله يانوف اعجلي . وقفت نوف وراحت تلبس بسرعه وقابلت العنود اللي قالت : نوف خلاص ماعاد ابي مثل رجل نورة انا اصلاً ماابي مطوع وابوي مهب مجوزني غير لمطوع ولا لواحد من هل الديرة ... خلاص ابي لي واحد(ن) مثل عماد ولا بندر ولد ناصر . قالت نوف بضيق لطاري عماد وسيرته : بنت ... قاطعتها العنود وكأنها تتذكر : ولا ابيييي وااحد مثل فهد شعره يهبببببل وصوته ليا غنى مثل وش اسمه وش اسمه هذاك اللي يغني في الراديو . حذفتها نورة بعلبة الهندسة وهي تقول : الله ياخذ عدوتس لحد يسمعتس فضحتينا . قالت نوف بلجة حاده : عنود تراني بعلم ابوي بكلامتس هذا عشان ... قاطعتها العنود : لا لا لا ابوي لا خلاص خلاص والله ماعاد اجيب طاري العرس بس لاتعلمون ابوي عليّ . اخذت نوف عبايتها وشنطتها وطلعت من عندهم متوجه لحمود اللي ينتظرها عند الباب ... ***
|
|
|