![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. } |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]()
الفصل الثامن
____ أمضت اليومين السابقين وهي تدخل إلى حسابات طيف في جميع مواقع التواصل . وتتواصل مع زميلاتها في آخر سنة جامعية . هي بطبيعتها لا تحب التحدث مع أي شخص . لذا اقتصرت جميع صداقاتها في أيام الجامعة على مصالح الدراسة . تساعدهم ويساعدونها , تدرس معهم .. إن رأت إحداهن متعبة ساعدتها لتتحمس من جديد . يعني أن من رآها برفقتهن أيام الجامعة , يظن أنها ستتواصل معاهم إلى نهاية عمرها ربما . لشدة ما كانت لطيفة ومهتمة بالجميع . لا يعلمون أنها ما إن تغادر مكانا أو أناسا , تأخذ معها كل شيء , ولا تترك سوى الذكرى الطيبة . لذا استغرب البعض من تواصلها معهم بعد هذه الفترة الطويلة . إلا أنهم لم يبخلوا عليها بشيء . حيث أخبروها بكل ما يعرفونه عن طيف . لم يكن هناك شيء غريبا , بل أشياء صادمة . آلمها قلبها بشدة وهي تسمعها من إحدى صديقات طيف المقربات أيام الجامعة , ثم تركتها بعد ذلك , ما إن اكتشفت أن طيف ليست فتاة جيدة على الإطلاق . تظهر بمظهر حسن أمام الجميع . ولكنها من الداخل , خبيثة للغاية . لذا .. لا تستغرب بعد الآن , من كون ذلك الغريب شقيقها . طيف لديها العديد من العلاقات العاطفية . منذ أن دخلت الجامعة , وحتى الآن . تتحدث إلى أكثر من شاب . ولكنها بالمقابل , ترغب بالزواج من شاب طيب . لم يسبق وأن تحدث إلى إحداهن , أو كان في علاقة غرامية ! شعرت بالدم يفور في رأسها غضبا وقهرا . كيف استطاعت أن تخدعها تلك الــ طيف ؟ كيف تمكنت من جعلها تشعر وأنها أشرف فتاة على وجه الأرض . بل وتخبرها بكل سرور , أنها سعيدة جدا , بما أن العريس وافق عليها ! وأنها لم تتوقع ذلك . بالطبع لم يكن عليها أن تتوقع , تلك الخبيثة المخادعة . مهلا .. طيف لم تخدعها , بل هي رأتها كذلك . مثلما تحسن الظن بالجميع , أحسنت الظن بها . وأرادت أن تربطها بإبن إبن عمها الذي تعزه كثيرا . تنفست الصعداء حين أشارت الساعة إلى السادسة مساءً . يعني أن بشرى ستكون مستيقظة الآن . اتصلت بها وهي مستلقية على سريرها , انتظرت ردها . لتجلس فجأة بقوة , وهي تسمع صوت مساعد / أهلين نجد . ارتبكت فجأة , وهي تتذكر ما تنوي قوله لبشرى / هلا مساعد , وين بشرى ؟ مساعد بمزح / أفاا باركي لي على الأقل بما إني رديت . قطبت جبينها بإستغراب / أبارك لك على إيش ؟ لمست الاستغراب في صوته هو أيضا / ليش زميلتك ما علمتك ؟ قبل شوي عقدنا القران . تسارعت دقات قلبها , حتى ظنت أنها اختنقت . أغمضت عيناها وهي ترتجف . وعضت شفتها بقوة / من جدك مساعد ؟ ضحك مساعد من نبرتها / إيه إيش فيك انصدمتي ؟ مسحت وجهها بيدها الخالية من الهاتف بقوة , وهي تكاد تفقد وعيها من الصدمة / لا ولا شيء , خلاص بكلم بشرى بعدين . أقفلت الخط , ودقات قلبها لا زالت متسارعة . ظلت جالسه بذهول وغير تصديق , قبل أن تستلقِ وتغطي وجهها بالمخدة . تحاول أن تتماسك ولا تبكي . ما الذي فعلته ؟ ومالذي حصل ! هل حقا كانت السبب في ارتباط مساعد بطيف التي لا تستحقه ! صرخت بقوة تحت المخدة , ثم بكت دون شعور . ماذا تفعل الآن ؟ هل تخبره بالحقيقة ؟ لينهي الموضوع باكرا ؟ قبل أن يتعلق بها ربما , ويتم الزواج ! أم سيكون ذلك بمثابة تخريب علاقة ! _____ عادت من المدرسة لتجد هديل تنام في حجرتها . استغربت ذلك . فهديل لم تأتِ لزيارة أختها منذ أن انتقلت هي إلى منزلها . تركتها نائمة , الوهن بادٍ عليها بشدة . يبدوا أن الحمل متعبها حقا .. فهي في نهاية الشهر التاسع الآن . ظلت هديل نائمة حتى بعد العصر , ونامت هي أيضا . لتوقظهما حسناء بعد عودتها من العمل . خرجت إلى الصالة بعد أن صلّت العصر . وانصدمت وهي ترى هديل تحتضن حسناء وتبكي . اتجهت ناحيتهما وجلست وهي تنظر إلى حسناء بتساؤل . لتأمرها الأخرى بالصمت . حتى أفرغت هديل ما بها من دموع . واعتدلت بجلستها وهي تمسح دموعها , ابتسمت لها يُمنى / متى جيتي ؟ لما رجعت من المدرسة كنتي نايمة . هديل / جيت بعد ما خرجتوا انتوا في الصباح . سألتها بتردد / فيك شيء ؟ ليش تبكين ؟ زمت هديل شفتيها وابتلعت غصتها , لتقول بضعف / تعبت منهم يا يُمنى , مو قادرة أتحمل أكثر . حسناء بحدة / مين هم ؟ أهل حمود ؟ يُمنى بضيق / وش سووا لك ؟ نظرت إليها هديل لبعض الوقت , إن باحت لهم ما بخاطرها . ستتضايق يُمنى بالتأكيد . يُمنى بإصرار / أنا عارفة إنه الموضوع متعلق فيني يا هديل وما ودك تتكلمين عشان لا تضايقيني صحيح ؟ صمتت هديل ولم تجبها . يُمنى / لا تخافين ما بتضايق , قولي يا هديل . عضت شفتها بحيرة , قبل أن تغمض عيناها بحزن وتقول / يضايقوني بكلامهم , مو مرة ولا مرتين .. لا , كل ما شافوني , خاصة عمتي , دايم تقول لي إنه أخوي وعمتي السبب في انها محرومة من ولدها الحين , يعني أنا إيش دخلني ما أدري , أمس صارت مشكلة في بيتهم , ورحت أسلم عليهم , فجأة عصبت عليّ تقول انقلعي انتي جاية تتشمتين ؟ وانتي وأهلك أساس البلا , ومدري حمود إيش شاف فيك عشان يتزوجك , تعايرني بأمي اللي ماتت وهي تولدني , وتعايرني بأمي بشرى , تقول إنها كانت على علاقة مع أبوي قبل الزواج , وإنها لفت مخه وخلته يتزوجها عشان فلوسه , وكثير كثير كلام ما قدرت أتحمله .. عادي تقول عني أي شيء بس ما تكلم عنك انتي يا عمتي ولا عن مساعد وبشرى , ما تقذفها وتتهمها بشيء ما سوته , ما تحملت كلامها , حاولت أدافع عنكم , ما انتبهت لنفسي ولا صوتي اللي ارتفع غصبا عني من القهر , وما حسيت إلا بكف حمود على خدي .. مقهورة يا حسناء والله بموت من القهر . أجهشت بالبكاء مرة أخرى . لتكمل حسناء بهدوء / ما كان هذا كل شيء أن أدري , تكلمت عني بعد صحيح ؟ أغمضت هديل عيناها بضيق , وأومأت برأسها بإيجاب رغما عنها . لتتنهد حسناء وتقول / وتقولين دايم يتكلمون ويضايقونك , ليش كنتي ساكتة ؟ ليش تحملتي كل هالوقت . بالكاد تمكنت من أن تهديء نفسها من موجة البكاء العنيف / حسناء إنتي عارفة حمود قد إيش طيب , واني ما تزوجته إلا لأني كنت عارفة إنه غير عن أهله كلهم , حتى أبوي يحبه ويثق فيه ولا ما خلاني أرتبط بأحد يقرب سلمان لهالدرجة , غير كذا أنا حملت بأول شهر , كيف تبيني أشتكي على طول ؟ قلت يمكن إذا تحملت مرة ولا مرتين وطنشت يمكن ينسون ويتركوني بحالي , حتى لو ما تركوني كنت أقدر أتحمل , بس لما السالفة توصل إنهم يقذفونك ويقذفون بشرى , ما قدرت أتحمل . نظرت إليها حسناء بأسى , لتعانقها وتتركها تكمل بكاءها . انتبهوا إلى يُمنى حين قالت فجأة بهدوء / قلتي إنه حمود ضربك ؟ صراحة ما أستغرب هالشيء من أخ سلمان . غضبت هديل / ما أسمح لك يُمنى , حمود مو مثل أخوه , أنا كنت غلطانة لما رفعت صوتي على أمه , يعني معاه حق . صرخت حسناء بغيظ / كان سمع السالفة منك أو من أي أحد عشان يعرف الحق قبل يمد يده , انتي كيف ترضين بهالشيء يا غبية ؟ كيف تقولين إنه معاه الحق في إنه يضربك ؟ حمارة إنتي حمارة ؟ مافي أي شيء بهالدنيا يسمح للرجال إنه يمد يده على حرمة إلا إذا كان السبب قوي , وإنتي يوم رفعتي صوتك كمان معاك حق بعد . عضت هديل شفتها بضيق , وتمنت لو أنها لم تتحدث بهذا الهراء . فهي تحب حمود بشكل لا يصدق . ولم ترغب بأن تسيء صورته أمام أي أحد . لأنه أساسا لم يؤذيها أبدا , بيدّ أنه لا يوقف ألسنة أمه وإخوته إن أطلقوها لأذيتها . نبهتها من شرودها حسناء وهي تسأل بحدة / وش جابك هنا ؟ هديل / ما قدرت أقعد معاه وأنا زعلانة منه , قلت له يوصلني بيت أهلي , بس بعدين قررت أجي هنا لأنه أساسا هم كلهم بيجون هنا عشان ملكة مساعد . حسناء / شفتي يا هديل ؟ ما قدرتي تقعدين معاه لأن الضرب مو هين .. نفسك ما رضت هالشيء , بس انتي غبية وتقولين عادي معاه حق ؟ صرخت هديل بغيظ / يعني قصدك أتركه لأنه ضربني مرة وحدة وأنا في بطني ولده ؟ أسيبه وأشتت ولدي ؟ تبين مصيرنا كلنا يتشابه يا حسناء ؟ كتمت يُمنى شهقة الصدمة من حديث هديل , وظلت تنظر إليها بعينين متسعتين . تجاهلت حسناء شعورها بالألم وهي تقول / لما الموضوع يكون متعلق بكرامتك يا هديل , لا تفكرين بـأي شيء غير نفسك , ولا ….. قاطعتها هديل بإصرار / أنا عندي ولدي وزوجي اللي بعمره ما أذاني إلا مرة وحدة , وجيت أفضفض لك عشان أرتاح شوي , أهم من شوية زعل يا حسناء . أخفت حسناء قبضتها التي ترتجف من الغيظ والقهر , وادّعت الهدوء . وهي تستمع إلى كلام أختها الجارح . ولم ترد هذه المرة بشيء . كانت الغصة في حلقها هذه المرة , أكبر من أن تُبتلع بسهولة . ويبدوا أن صمتها نبّه هديل . لتقول بنبرة معتذرة / أنا آسفة حسناء مو قصدي أجرحك , بس صدق حمود ما له ذنب , أنا زعلانة منه شوي بس بعدين راح نتراضى , صدقيني والله حمود طيب وما في منه , أنا أدري إنك خايفة عليّ ومقهورة , بس من جد حمود ما له دخل . أومأت برأسها بإيجاب وقالت بإبتسامة مقتضبة / تمام وأنا آسفة بعد , الله يحفظكم لبعض , إذا تبين عديها هذي المرة لكن لا تسامحيه بسهولة , ترى لو سامحتي بسهولة بيرجع يكرر غلطه من دون ما يحس بالذنب . ابتسمت هديل / إن شاء الله . وقفت يُمنى تقول بصوت عالٍ / يا ربي من هالجو الكئيب , بروح أسوي لكم قهوة . وقفت حسناء / اجلسي أدري إنك ما تعرفين تضبطينها . غادرت حسناء المكان , ونظرت إليها يُمنى بضيق . علمت أنها تريد أن تبتعد عن هديل قليلا , بعد أن قالت الأخرى ما قالت . جلست وعيناها على هديل . ظلت صامتة لبعض الوقت , قبل أن تسأل بهدوء / فهمت من كلامك إنه ما في أي أخبار عن سلمان . هديل / لا , عساه بجهنم الله يأخذه . لم تؤمن يُمنى ولم تعترض على دعوتها . وهي تنظر إلى كفها , بذهن شارد . عادت بذاكرتها إلى الخلف , إلى ما قبل 8 سنوات . لمّا قابلت عائض لأول مرة بعد غيابها عنه 3 سنوات . وبالصدفة . اللقاء الآخر كان بإرادته هو . حين أتاها في الغرفة . استغربت إصراره في ألّا تقابل سلمان ! ولم تتمكن من تفسير الأمر , سوى أنه ربما يغار عليها . حين خرج وتركها بمفردها . وضعت يدها على قلبها , لتتنفس براحة . بعد أن أصابها ذلك التوتر . نهضت واتجهت ناحية النافذة . تريد تأمل الجو بعد المطر . لتسقط عيناها عليه وهو يخرج من منزلهم , عائدا إلى منزله ربما . ضحكت بسعادة وهي تتذكر كلامه قبل قليل , هل حقا يغار عليها ! إذا هي محظوظة . سرعان ما تضايقت وهي تتذكر أن خطتها فشلت , ولم تتمكن من الغياب عنه خمس سنوات على الأقل . أحبطها الأمر جدا . كونها لا زالت تتذكر حديثه كأنه قاله بالأمس . أحبته وأعجبت به منذ الصغر , ولا زالت كذلك .. وستظل تحبه حتى الممات , ولكن .. هو أيضا عليه أن يشعر بها . ويحبها كما تحبه . لا ترغب بحب من طرف واحد على الإطلاق . التفتت ناحية الباب , لتدخل بشرى وتقترب منها بقلق , رفعت يدها ووضعتها على جبينها / حرارتك لسه ما نزلت ليش قمتي من السرير ؟ يُمنى بإحباط / ما نجحت خطتي يا بشرى , عايض شافني لا وبأسوأ حالاتي . ضحكت بشرى وهي تتذكر ما قالته يُمنى سابقا . أنها ستجعل عايض يندم على حديثه . ستغيب عنه حتى تكبر أكثر , وتصبح أجمل . وتنوي الغياب عنه حتى تبلغ الثامنة عشر . حتى تصبح أكثر جمالا وفتنة . مسحت على ذراعها / لا أبشرك نجحت , لأنه عايض كان صدق خاق عليك , وجدا ندمان . يُمنى / إيش دراك ؟ ابتسمت بشرى / شفته من الشباك أول ما راح ورى البيت , ما شفتي نظراته وهو يراقبك , عيونه كانت بتطلع من كثر ما هو خاق ههههههههه. خجلت يُمنى / صدق كان يطالع فيني بإعجاب ؟ ضحكت بشرى من مشاعر هذه الصغيرة العجيبة / إيه والله . ابتسمت يُمنى بخجل , واحمرّ وجهها . لتمسك بشرى بيدها وتقودها إلى السرير / ارقدي الحين وارتاحي , نامي شوي لين يجون اخوانك ويمتلي البيت , بصحيك إذا وصلوا . ولكنها لم توقظها حين وصلوا إخوتها . بل .. بعد وصولهم بساعات , حين طلب والدها رؤيتها فجأة . فتحت عيناها لترى ملامح بشرى الوجلة , والوجه المحمر . جلست بخوف / إيش فيك بشرى ؟ هزت بشرى رأسها نفيا / ما فيني شيء , بس البسي عبايتك وانزلي , أبوك يبي يشوفك والكل هناك الحين , عشان كذا البسي عبايتك بسرعة . تساعرت دقات قلبها فجأة , وتجمعت الدموع في محاجرها . كأنها شعرت بوالدها . ظلت جالسة في مكانها دون حراك , وحرارتها ترتفع أكثر بمجرد التفكير . لتنهض بشرى وتجلب عبائتها , وتجعلها ترتديها , لتبدأ يُمنى بالبكاء / بشرى أبوي إيش فيه ؟ ليش الكل عنده ؟ ليش يبي يشوفني الحين وقدام الكل ؟ تمالكت بشرى نفسها بقوة , وهي تساعد يُمنى على النهوض / ما أدري يُمنى إنتي روحي له وبس , لا تبكين . شهقت يُمنى وهي تمسح دموعها بكفها . وتتجه إلى الخارج بمساعدة بشرى , وهي تعرج بسبب ألم رجلها الذي لم يختفي تماما . حتى وصلت إلى الأسفل . لتجد جميع النساء من عائلتها تجلسن وعلى وجوههن ضيق وهم . بل أن بعض شقيقاتها تبكين ! تركتها بشرى بالقرب من المجلس , ليمسك بها مساعد . ويدخل إلى الداخل , متجه بها حيث والدها . كان المجلس ممتلئا فعلا بالرجال , أعمامها وأبنائهم ربما . وبالقرب من والدها بعض إخوتها , والدتها وشقيقاتها .. اقتربت منها وهي تجهش بالبكاء , من منظره وقد أصبح ضعيفا تماما . جلست بجانبه على طرف السرير , وأمسكت بكفه تقبلها بعد أن أنزلت الغطاء عن وجهها / فديتك يبه وسلامتك من كل شر . ابتسم لها بألم , وهو يضغط على كفها .. والدموع تنزل من عينيه أخيرا . ليمد كفه الأخرى ويلمس بها تلك الندبة , يقول بصوت مبحوح من الألم / سامحيني يا بنتي , أدري إني زوجتك عايض غصبا عنك , يمكن تشوفيني ظلمتك لأني زوجتك وانتي صغيرة , بس ترى كله لمصلحتك , وماحد يستاهلك بهالدنيا يا بنتي , بس عايض الوحيد اللي قدرت أثق فيه . قبلت جبينه ودموعها تهطل كالمطر / إيش هالكلام يا يبه لا تقول كذا , أنا ما عمري حسيت بهالشيء , بالعكس أنا راضية وعارفة إنك ما سويت هالشيء إلا لمصلحتي . مسح على رأسها بحنان / الله يرضى عليك يا بنتي . رفع صوته قليلا / وين عايض ؟ ظهر عايض من العدم فجأة , واقترب قائلا / أنا هنا يا عمي . أشار عمه إلى جانبه , ليقترب ويجلس . فيصبح أمام يمنى , مواجها لها . ووجهه إلى عمه , الذي جعله يقترب بأكثر , ويهمس ببعض الكلام بأذنه . فيوميء عايض برأسه , قبل أن يرفعه وينظر إلى يُمنى المنهارة ببكاء حزين . ويقول بنبرة صادقة للغاية / أوعدك يا عمي إني ما أزعلها بيوم أو أضايقها . سقطت عيناها بعينيه , لتنظر إليهما وتبحث عن الحقيقة فيهما . هل يعني ما يقول حقا أم لا . لم يسعها إيجاد الإجابة , حين شد والدها على يدها فجأة بقوة . وصار جسده كله يشتد , كأن روحه تُنزع . كان كذلك بالفعل . بدأ إخوتها بالمحاولة في تلقينه الشهادة , حتى تمكن ولله الحمد . ولا تدري ماذا حصل بعد نطقه للشهادة , حين اقترب منها عايض واحتضنها ليخبيء وجهها في حضنه . وعيناها متسعتان بذهول وخوف . حتى أن الدموع توقفت عن النزول . وهي تشعر بيد والدها التي تمسك بكفها تتراخى وتضعف شيئا فشيئا , حتى تركت يدها وسقطت منها . بقيت على ذلك الحال لبضع ثواني , قبل أن تسمع نحيب والدتها وإخوتها , بل الجميع ممن كان في المجلس . وعايض لا زال يحتضنها . حتى أبعدته عنها ببطء , وتنظر إلى والدها . لتجده قد فارق الحياة بالفعل . بوجه مطمئن . بالرغم من أن ذلك كان واضحا وحقيقيا منذ أيام عدة , حين اشتد ضعفه . إلا أنها شعرت بأنفاسها تختنق , وتصاب بدوار شديد . حتى صوتها الذي أرادت أن تصيح به بقوة معلنة خسارتها وفقدها لأبيها , اختنق داخل جوفها . ومنعها من إبداء أي ردة فعل . لتتراخى عضلات جسمها , وتفقد الوعي . تنهدت حين عادت إلى الواقع , وهي تأخذ كوب الشاي من يد حسناء . جلست الأخرى بجانب أختها بعد أن وضعت الصينية على الطاولة الزجاجية , وسكبت لها القهوة . نظرت إليها حسناء فجأة / إيش فيك تبكين ؟ رفعت رأسها بصمت , ثم ابتلعت ريقها وابتسمت رغما عنها / ما فيني شيء . قالتها ومسحت دمعتها التي نزلت دون أن تشعر . هديل / لا يكون زعلتي من كلامي عن سلمان , مو قصدي والله . ابتسمت يُمنى وهي تقف وتقترب منها , عانقتها / لا حبيبتي ما زعلت ليش أزعل , غير إني عارفة إنه ما لي ذنب , تذكرت أبوي الله يرحمه . أخذت كوبها من على الطاولة / يلا بروح أحل واجباتي قبل لا يجون البقية وأنشغل . قالتها واختفت وراء باب غرفتها . لتتنهد الأختان بالضيق . وتريح حسناء ظهرها على الأريكة وهي تدعوا الله أن يوفق أخيها , وينجح زواجه هو على الأقل . فشل زواج يُمنى أولا , ثم زواجها هي .. والآن أتت هديل تشكو من زوجها الذي مدّ يده عليها ! لم يبقى سوى مساعد الغيمة , فليوفقه الله . ![]() ![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |