الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصــــــايـــد ليـــــــل 】✿.. > …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«…
 

…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. }

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 12-30-2019
Oman     Female
SMS ~ [ + ]
أحبك وأنت النبض ودقات قلبي كله:066
لوني المفضل White
 عضويتي » 28589
 جيت فيذا » Oct 2015
 آخر حضور » منذ يوم مضى (12:20 AM)
آبدآعاتي » 1,103,458
الاعجابات المتلقاة » 14381
الاعجابات المُرسلة » 8495
 حاليآ في » سلطنة عمان
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Oman
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الفنى
آلعمر  » 22سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء
 التقييم » ضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond reputeضامية الشوق has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  اطبخ
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رواية وبي شوق إليك أعلّ قلبي/البارت الثامن



الفصل الثامن
____

أمضت اليومين السابقين وهي تدخل إلى حسابات طيف في جميع مواقع التواصل .
وتتواصل مع زميلاتها في آخر سنة جامعية .
هي بطبيعتها لا تحب التحدث مع أي شخص .
لذا اقتصرت جميع صداقاتها في أيام الجامعة على مصالح الدراسة .
تساعدهم ويساعدونها , تدرس معهم .. إن رأت إحداهن متعبة ساعدتها لتتحمس من جديد .
يعني أن من رآها برفقتهن أيام الجامعة , يظن أنها ستتواصل معاهم إلى نهاية عمرها ربما .
لشدة ما كانت لطيفة ومهتمة بالجميع .
لا يعلمون أنها ما إن تغادر مكانا أو أناسا , تأخذ معها كل شيء , ولا تترك سوى الذكرى الطيبة .
لذا استغرب البعض من تواصلها معهم بعد هذه الفترة الطويلة .
إلا أنهم لم يبخلوا عليها بشيء .
حيث أخبروها بكل ما يعرفونه عن طيف .
لم يكن هناك شيء غريبا , بل أشياء صادمة .
آلمها قلبها بشدة وهي تسمعها من إحدى صديقات طيف المقربات أيام الجامعة , ثم تركتها بعد ذلك , ما إن اكتشفت أن طيف ليست فتاة جيدة على الإطلاق .
تظهر بمظهر حسن أمام الجميع .
ولكنها من الداخل , خبيثة للغاية .
لذا ..
لا تستغرب بعد الآن , من كون ذلك الغريب شقيقها .
طيف لديها العديد من العلاقات العاطفية .
منذ أن دخلت الجامعة , وحتى الآن .
تتحدث إلى أكثر من شاب .
ولكنها بالمقابل , ترغب بالزواج من شاب طيب .
لم يسبق وأن تحدث إلى إحداهن , أو كان في علاقة غرامية !
شعرت بالدم يفور في رأسها غضبا وقهرا .
كيف استطاعت أن تخدعها تلك الــ طيف ؟
كيف تمكنت من جعلها تشعر وأنها أشرف فتاة على وجه الأرض .
بل وتخبرها بكل سرور , أنها سعيدة جدا , بما أن العريس وافق عليها !
وأنها لم تتوقع ذلك .
بالطبع لم يكن عليها أن تتوقع , تلك الخبيثة المخادعة .
مهلا ..
طيف لم تخدعها , بل هي رأتها كذلك .
مثلما تحسن الظن بالجميع , أحسنت الظن بها .
وأرادت أن تربطها بإبن إبن عمها الذي تعزه كثيرا .


تنفست الصعداء حين أشارت الساعة إلى السادسة مساءً .
يعني أن بشرى ستكون مستيقظة الآن .
اتصلت بها وهي مستلقية على سريرها , انتظرت ردها .
لتجلس فجأة بقوة , وهي تسمع صوت مساعد / أهلين نجد .
ارتبكت فجأة , وهي تتذكر ما تنوي قوله لبشرى / هلا مساعد , وين بشرى ؟
مساعد بمزح / أفاا باركي لي على الأقل بما إني رديت .
قطبت جبينها بإستغراب / أبارك لك على إيش ؟
لمست الاستغراب في صوته هو أيضا / ليش زميلتك ما علمتك ؟ قبل شوي عقدنا القران .
تسارعت دقات قلبها , حتى ظنت أنها اختنقت .
أغمضت عيناها وهي ترتجف .
وعضت شفتها بقوة / من جدك مساعد ؟
ضحك مساعد من نبرتها / إيه إيش فيك انصدمتي ؟
مسحت وجهها بيدها الخالية من الهاتف بقوة , وهي تكاد تفقد وعيها من الصدمة / لا ولا شيء , خلاص بكلم بشرى بعدين .
أقفلت الخط , ودقات قلبها لا زالت متسارعة .
ظلت جالسه بذهول وغير تصديق , قبل أن تستلقِ وتغطي وجهها بالمخدة .
تحاول أن تتماسك ولا تبكي .
ما الذي فعلته ؟
ومالذي حصل !
هل حقا كانت السبب في ارتباط مساعد بطيف التي لا تستحقه !
صرخت بقوة تحت المخدة , ثم بكت دون شعور .
ماذا تفعل الآن ؟
هل تخبره بالحقيقة ؟
لينهي الموضوع باكرا ؟ قبل أن يتعلق بها ربما , ويتم الزواج !
أم سيكون ذلك بمثابة تخريب علاقة !

_____


عادت من المدرسة لتجد هديل تنام في حجرتها .
استغربت ذلك .
فهديل لم تأتِ لزيارة أختها منذ أن انتقلت هي إلى منزلها .
تركتها نائمة , الوهن بادٍ عليها بشدة .
يبدوا أن الحمل متعبها حقا .. فهي في نهاية الشهر التاسع الآن .
ظلت هديل نائمة حتى بعد العصر , ونامت هي أيضا .
لتوقظهما حسناء بعد عودتها من العمل .
خرجت إلى الصالة بعد أن صلّت العصر .
وانصدمت وهي ترى هديل تحتضن حسناء وتبكي .
اتجهت ناحيتهما وجلست وهي تنظر إلى حسناء بتساؤل .
لتأمرها الأخرى بالصمت .
حتى أفرغت هديل ما بها من دموع .
واعتدلت بجلستها وهي تمسح دموعها , ابتسمت لها يُمنى / متى جيتي ؟ لما رجعت من المدرسة كنتي نايمة .
هديل / جيت بعد ما خرجتوا انتوا في الصباح .
سألتها بتردد / فيك شيء ؟ ليش تبكين ؟
زمت هديل شفتيها وابتلعت غصتها , لتقول بضعف / تعبت منهم يا يُمنى , مو قادرة أتحمل أكثر .
حسناء بحدة / مين هم ؟ أهل حمود ؟
يُمنى بضيق / وش سووا لك ؟
نظرت إليها هديل لبعض الوقت , إن باحت لهم ما بخاطرها .
ستتضايق يُمنى بالتأكيد .
يُمنى بإصرار / أنا عارفة إنه الموضوع متعلق فيني يا هديل وما ودك تتكلمين عشان لا تضايقيني صحيح ؟
صمتت هديل ولم تجبها .
يُمنى / لا تخافين ما بتضايق , قولي يا هديل .
عضت شفتها بحيرة , قبل أن تغمض عيناها بحزن وتقول / يضايقوني بكلامهم , مو مرة ولا مرتين .. لا , كل ما شافوني , خاصة عمتي , دايم تقول لي إنه أخوي وعمتي السبب في انها محرومة من ولدها الحين , يعني أنا إيش دخلني ما أدري , أمس صارت مشكلة في بيتهم , ورحت أسلم عليهم , فجأة عصبت عليّ تقول انقلعي انتي جاية تتشمتين ؟ وانتي وأهلك أساس البلا , ومدري حمود إيش شاف فيك عشان يتزوجك , تعايرني بأمي اللي ماتت وهي تولدني , وتعايرني بأمي بشرى , تقول إنها كانت على علاقة مع أبوي قبل الزواج , وإنها لفت مخه وخلته يتزوجها عشان فلوسه , وكثير كثير كلام ما قدرت أتحمله .. عادي تقول عني أي شيء بس ما تكلم عنك انتي يا عمتي ولا عن مساعد وبشرى , ما تقذفها وتتهمها بشيء ما سوته , ما تحملت كلامها , حاولت أدافع عنكم , ما انتبهت لنفسي ولا صوتي اللي ارتفع غصبا عني من القهر , وما حسيت إلا بكف حمود على خدي .. مقهورة يا حسناء والله بموت من القهر .
أجهشت بالبكاء مرة أخرى .
لتكمل حسناء بهدوء / ما كان هذا كل شيء أن أدري , تكلمت عني بعد صحيح ؟
أغمضت هديل عيناها بضيق , وأومأت برأسها بإيجاب رغما عنها .
لتتنهد حسناء وتقول / وتقولين دايم يتكلمون ويضايقونك , ليش كنتي ساكتة ؟ ليش تحملتي كل هالوقت .


بالكاد تمكنت من أن تهديء نفسها من موجة البكاء العنيف / حسناء إنتي عارفة حمود قد إيش طيب , واني ما تزوجته إلا لأني كنت عارفة إنه غير عن أهله كلهم , حتى أبوي يحبه ويثق فيه ولا ما خلاني أرتبط بأحد يقرب سلمان لهالدرجة , غير كذا أنا حملت بأول شهر , كيف تبيني أشتكي على طول ؟ قلت يمكن إذا تحملت مرة ولا مرتين وطنشت يمكن ينسون ويتركوني بحالي , حتى لو ما تركوني كنت أقدر أتحمل , بس لما السالفة توصل إنهم يقذفونك ويقذفون بشرى , ما قدرت أتحمل .
نظرت إليها حسناء بأسى , لتعانقها وتتركها تكمل بكاءها .
انتبهوا إلى يُمنى حين قالت فجأة بهدوء / قلتي إنه حمود ضربك ؟ صراحة ما أستغرب هالشيء من أخ سلمان .
غضبت هديل / ما أسمح لك يُمنى , حمود مو مثل أخوه , أنا كنت غلطانة لما رفعت صوتي على أمه , يعني معاه حق .
صرخت حسناء بغيظ / كان سمع السالفة منك أو من أي أحد عشان يعرف الحق قبل يمد يده , انتي كيف ترضين بهالشيء يا غبية ؟ كيف تقولين إنه معاه الحق في إنه يضربك ؟ حمارة إنتي حمارة ؟ مافي أي شيء بهالدنيا يسمح للرجال إنه يمد يده على حرمة إلا إذا كان السبب قوي , وإنتي يوم رفعتي صوتك كمان معاك حق بعد .
عضت هديل شفتها بضيق , وتمنت لو أنها لم تتحدث بهذا الهراء .
فهي تحب حمود بشكل لا يصدق .
ولم ترغب بأن تسيء صورته أمام أي أحد .
لأنه أساسا لم يؤذيها أبدا , بيدّ أنه لا يوقف ألسنة أمه وإخوته إن أطلقوها لأذيتها .
نبهتها من شرودها حسناء وهي تسأل بحدة / وش جابك هنا ؟
هديل / ما قدرت أقعد معاه وأنا زعلانة منه , قلت له يوصلني بيت أهلي , بس بعدين قررت أجي هنا لأنه أساسا هم كلهم بيجون هنا عشان ملكة مساعد .
حسناء / شفتي يا هديل ؟ ما قدرتي تقعدين معاه لأن الضرب مو هين .. نفسك ما رضت هالشيء , بس انتي غبية وتقولين عادي معاه حق ؟
صرخت هديل بغيظ / يعني قصدك أتركه لأنه ضربني مرة وحدة وأنا في بطني ولده ؟ أسيبه وأشتت ولدي ؟ تبين مصيرنا كلنا يتشابه يا حسناء ؟
كتمت يُمنى شهقة الصدمة من حديث هديل , وظلت تنظر إليها بعينين متسعتين .


تجاهلت حسناء شعورها بالألم وهي تقول / لما الموضوع يكون متعلق بكرامتك يا هديل , لا تفكرين بـأي شيء غير نفسك , ولا …..
قاطعتها هديل بإصرار / أنا عندي ولدي وزوجي اللي بعمره ما أذاني إلا مرة وحدة , وجيت أفضفض لك عشان أرتاح شوي , أهم من شوية زعل يا حسناء .
أخفت حسناء قبضتها التي ترتجف من الغيظ والقهر , وادّعت الهدوء .
وهي تستمع إلى كلام أختها الجارح .
ولم ترد هذه المرة بشيء .
كانت الغصة في حلقها هذه المرة , أكبر من أن تُبتلع بسهولة .
ويبدوا أن صمتها نبّه هديل .
لتقول بنبرة معتذرة / أنا آسفة حسناء مو قصدي أجرحك , بس صدق حمود ما له ذنب , أنا زعلانة منه شوي بس بعدين راح نتراضى , صدقيني والله حمود طيب وما في منه , أنا أدري إنك خايفة عليّ ومقهورة , بس من جد حمود ما له دخل .
أومأت برأسها بإيجاب وقالت بإبتسامة مقتضبة / تمام وأنا آسفة بعد , الله يحفظكم لبعض , إذا تبين عديها هذي المرة لكن لا تسامحيه بسهولة , ترى لو سامحتي بسهولة بيرجع يكرر غلطه من دون ما يحس بالذنب .
ابتسمت هديل / إن شاء الله .
وقفت يُمنى تقول بصوت عالٍ / يا ربي من هالجو الكئيب , بروح أسوي لكم قهوة .
وقفت حسناء / اجلسي أدري إنك ما تعرفين تضبطينها .
غادرت حسناء المكان , ونظرت إليها يُمنى بضيق .
علمت أنها تريد أن تبتعد عن هديل قليلا , بعد أن قالت الأخرى ما قالت .
جلست وعيناها على هديل .
ظلت صامتة لبعض الوقت , قبل أن تسأل بهدوء / فهمت من كلامك إنه ما في أي أخبار عن سلمان .
هديل / لا , عساه بجهنم الله يأخذه .
لم تؤمن يُمنى ولم تعترض على دعوتها .
وهي تنظر إلى كفها , بذهن شارد .


عادت بذاكرتها إلى الخلف , إلى ما قبل 8 سنوات .
لمّا قابلت عائض لأول مرة بعد غيابها عنه 3 سنوات .
وبالصدفة .
اللقاء الآخر كان بإرادته هو .
حين أتاها في الغرفة .
استغربت إصراره في ألّا تقابل سلمان !
ولم تتمكن من تفسير الأمر , سوى أنه ربما يغار عليها .
حين خرج وتركها بمفردها .
وضعت يدها على قلبها , لتتنفس براحة .
بعد أن أصابها ذلك التوتر .
نهضت واتجهت ناحية النافذة .
تريد تأمل الجو بعد المطر .
لتسقط عيناها عليه وهو يخرج من منزلهم , عائدا إلى منزله ربما .
ضحكت بسعادة وهي تتذكر كلامه قبل قليل , هل حقا يغار عليها !
إذا هي محظوظة .
سرعان ما تضايقت وهي تتذكر أن خطتها فشلت , ولم تتمكن من الغياب عنه خمس سنوات على الأقل .
أحبطها الأمر جدا .
كونها لا زالت تتذكر حديثه كأنه قاله بالأمس .
أحبته وأعجبت به منذ الصغر , ولا زالت كذلك .. وستظل تحبه حتى الممات , ولكن .. هو أيضا عليه أن يشعر بها .
ويحبها كما تحبه .
لا ترغب بحب من طرف واحد على الإطلاق .
التفتت ناحية الباب , لتدخل بشرى وتقترب منها بقلق , رفعت يدها ووضعتها على جبينها / حرارتك لسه ما نزلت ليش قمتي من السرير ؟
يُمنى بإحباط / ما نجحت خطتي يا بشرى , عايض شافني لا وبأسوأ حالاتي .
ضحكت بشرى وهي تتذكر ما قالته يُمنى سابقا .
أنها ستجعل عايض يندم على حديثه .
ستغيب عنه حتى تكبر أكثر , وتصبح أجمل .
وتنوي الغياب عنه حتى تبلغ الثامنة عشر .
حتى تصبح أكثر جمالا وفتنة .
مسحت على ذراعها / لا أبشرك نجحت , لأنه عايض كان صدق خاق عليك , وجدا ندمان .
يُمنى / إيش دراك ؟
ابتسمت بشرى / شفته من الشباك أول ما راح ورى البيت , ما شفتي نظراته وهو يراقبك , عيونه كانت بتطلع من كثر ما هو خاق ههههههههه.
خجلت يُمنى / صدق كان يطالع فيني بإعجاب ؟
ضحكت بشرى من مشاعر هذه الصغيرة العجيبة / إيه والله .
ابتسمت يُمنى بخجل , واحمرّ وجهها .
لتمسك بشرى بيدها وتقودها إلى السرير / ارقدي الحين وارتاحي , نامي شوي لين يجون اخوانك ويمتلي البيت , بصحيك إذا وصلوا .
ولكنها لم توقظها حين وصلوا إخوتها .


بل ..
بعد وصولهم بساعات , حين طلب والدها رؤيتها فجأة .
فتحت عيناها لترى ملامح بشرى الوجلة , والوجه المحمر .
جلست بخوف / إيش فيك بشرى ؟
هزت بشرى رأسها نفيا / ما فيني شيء , بس البسي عبايتك وانزلي , أبوك يبي يشوفك والكل هناك الحين , عشان كذا البسي عبايتك بسرعة .
تساعرت دقات قلبها فجأة , وتجمعت الدموع في محاجرها .
كأنها شعرت بوالدها .
ظلت جالسة في مكانها دون حراك , وحرارتها ترتفع أكثر بمجرد التفكير .
لتنهض بشرى وتجلب عبائتها , وتجعلها ترتديها , لتبدأ يُمنى بالبكاء / بشرى أبوي إيش فيه ؟ ليش الكل عنده ؟ ليش يبي يشوفني الحين وقدام الكل ؟
تمالكت بشرى نفسها بقوة , وهي تساعد يُمنى على النهوض / ما أدري يُمنى إنتي روحي له وبس , لا تبكين .


شهقت يُمنى وهي تمسح دموعها بكفها .
وتتجه إلى الخارج بمساعدة بشرى , وهي تعرج بسبب ألم رجلها الذي لم يختفي تماما .
حتى وصلت إلى الأسفل .
لتجد جميع النساء من عائلتها تجلسن وعلى وجوههن ضيق وهم .
بل أن بعض شقيقاتها تبكين !
تركتها بشرى بالقرب من المجلس , ليمسك بها مساعد .
ويدخل إلى الداخل , متجه بها حيث والدها .
كان المجلس ممتلئا فعلا بالرجال , أعمامها وأبنائهم ربما .
وبالقرب من والدها بعض إخوتها , والدتها وشقيقاتها .. اقتربت منها وهي تجهش بالبكاء , من منظره وقد أصبح ضعيفا تماما .
جلست بجانبه على طرف السرير , وأمسكت بكفه تقبلها بعد أن أنزلت الغطاء عن وجهها / فديتك يبه وسلامتك من كل شر .
ابتسم لها بألم , وهو يضغط على كفها .. والدموع تنزل من عينيه أخيرا .
ليمد كفه الأخرى ويلمس بها تلك الندبة , يقول بصوت مبحوح من الألم / سامحيني يا بنتي , أدري إني زوجتك عايض غصبا عنك , يمكن تشوفيني ظلمتك لأني زوجتك وانتي صغيرة , بس ترى كله لمصلحتك , وماحد يستاهلك بهالدنيا يا بنتي , بس عايض الوحيد اللي قدرت أثق فيه .
قبلت جبينه ودموعها تهطل كالمطر / إيش هالكلام يا يبه لا تقول كذا , أنا ما عمري حسيت بهالشيء , بالعكس أنا راضية وعارفة إنك ما سويت هالشيء إلا لمصلحتي .
مسح على رأسها بحنان / الله يرضى عليك يا بنتي .
رفع صوته قليلا / وين عايض ؟
ظهر عايض من العدم فجأة , واقترب قائلا / أنا هنا يا عمي .
أشار عمه إلى جانبه , ليقترب ويجلس .
فيصبح أمام يمنى , مواجها لها .
ووجهه إلى عمه , الذي جعله يقترب بأكثر , ويهمس ببعض الكلام بأذنه .
فيوميء عايض برأسه , قبل أن يرفعه وينظر إلى يُمنى المنهارة ببكاء حزين .
ويقول بنبرة صادقة للغاية / أوعدك يا عمي إني ما أزعلها بيوم أو أضايقها .
سقطت عيناها بعينيه , لتنظر إليهما وتبحث عن الحقيقة فيهما .
هل يعني ما يقول حقا أم لا .
لم يسعها إيجاد الإجابة , حين شد والدها على يدها فجأة بقوة .
وصار جسده كله يشتد , كأن روحه تُنزع .
كان كذلك بالفعل .
بدأ إخوتها بالمحاولة في تلقينه الشهادة , حتى تمكن ولله الحمد .
ولا تدري ماذا حصل بعد نطقه للشهادة , حين اقترب منها عايض واحتضنها ليخبيء وجهها في حضنه .
وعيناها متسعتان بذهول وخوف .
حتى أن الدموع توقفت عن النزول .
وهي تشعر بيد والدها التي تمسك بكفها تتراخى وتضعف شيئا فشيئا , حتى تركت يدها وسقطت منها .
بقيت على ذلك الحال لبضع ثواني , قبل أن تسمع نحيب والدتها وإخوتها , بل الجميع ممن كان في المجلس .
وعايض لا زال يحتضنها .
حتى أبعدته عنها ببطء , وتنظر إلى والدها .
لتجده قد فارق الحياة بالفعل .
بوجه مطمئن .
بالرغم من أن ذلك كان واضحا وحقيقيا منذ أيام عدة , حين اشتد ضعفه .
إلا أنها شعرت بأنفاسها تختنق , وتصاب بدوار شديد .
حتى صوتها الذي أرادت أن تصيح به بقوة معلنة خسارتها وفقدها لأبيها , اختنق داخل جوفها .
ومنعها من إبداء أي ردة فعل .
لتتراخى عضلات جسمها , وتفقد الوعي .


تنهدت حين عادت إلى الواقع , وهي تأخذ كوب الشاي من يد حسناء .
جلست الأخرى بجانب أختها بعد أن وضعت الصينية على الطاولة الزجاجية , وسكبت لها القهوة .
نظرت إليها حسناء فجأة / إيش فيك تبكين ؟
رفعت رأسها بصمت , ثم ابتلعت ريقها وابتسمت رغما عنها / ما فيني شيء .
قالتها ومسحت دمعتها التي نزلت دون أن تشعر .
هديل / لا يكون زعلتي من كلامي عن سلمان , مو قصدي والله .
ابتسمت يُمنى وهي تقف وتقترب منها , عانقتها / لا حبيبتي ما زعلت ليش أزعل , غير إني عارفة إنه ما لي ذنب , تذكرت أبوي الله يرحمه .
أخذت كوبها من على الطاولة / يلا بروح أحل واجباتي قبل لا يجون البقية وأنشغل .
قالتها واختفت وراء باب غرفتها .
لتتنهد الأختان بالضيق .
وتريح حسناء ظهرها على الأريكة وهي تدعوا الله أن يوفق أخيها , وينجح زواجه هو على الأقل .
فشل زواج يُمنى أولا , ثم زواجها هي ..
والآن أتت هديل تشكو من زوجها الذي مدّ يده عليها !
لم يبقى سوى مساعد الغيمة , فليوفقه الله .



 توقيع : ضامية الشوق





مشكوره قلبي ضوى الليل على تصميم مميز ربي يسعدك يارب


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية