07-24-2017
|
|
الهجرة الأولى إلى الحبشة
الهجرة الأولى إلى الحبشة
وفي السنة الخامسة : أحمد (1/203). أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة إلى الحبشة لما اشتد عليهم العذاب والأذى . وقال : إن فيها رجلا لا يظلم الناس عنده .
وكانت الحبشة متجر قريش . وكان أهل هذه الهجرة الأولى : اثني عشر - ص 87 - رجلا وأربع نسوة . وكان أول من هاجر إليها : عثمان بن عفان رضي الله عنه ومعه زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم . وستر قوم إسلامهم .
وممن خرج : الزبير وعبد الرحمن بن عوف وابن مسعود وأبو سلمة وامرأته رضي الله عنهم . خرجوا متسللين سرا ، فوفق الله لهم ساعة وصولهم إلى الساحل سفينتين للتجار . فحملوهم إلى الحبشة ، وخرجت قريش في آثارهم حتى جاءوا البحر . فلم يدركوا منهم أحدا . وكان خروجهم في رجب . فأقاموا بالحبشة شعبان ورمضان . ثم رجعوا إلى مكة في شوال ، لما بلغهم : أن قريشا صافوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفوا عنه .
وكان سبب ذلك : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة النجم . فلما بلغ : أفرأيتم اللات والعزى  ومناة الثالثة الأخرى  الآيتان 19 ، 20 من سورة النجم . ألقى الشيطان على لسانه : "تلك الغرانيق العلى ، وإن شفاعتهن لترتجى" فقال المشركون : ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم ، وقد علمنا أن الله يخلق ويرزق ويحيي ويميت ولكن آلهتنا تشفع عنده . فلما بلغ السجدة سجد ، وسجد معه المسلمون والمشركون كلهم . إلا شيخا من قريش . رفع إلى جبهته كفا من حصى فسجد عليه . وقال : يكفيني هذا .
فحزن النبي صلى الله عليه وسلم حزنا شديدا ، - ص 88 - وخاف من الله خوفا عظيما ، فأنزل الله : وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته الآيات الآيات 52 ، 53 ، 54 ، 55 سورة الحج . ما ذكره هنا هو أحد القولين في القصة والقول الثاني تقدمت الإشارة إليه في ص 36 . .
ولما استمر النبي صلى الله عليه وسلم على سب آلهتهم ، عادوا إلى شر مما كانوا عليه ، وازدادوا شدة على من
|