|
…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. } |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
05-16-2012 | #71 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
توقفت السيارة أمام المبنى الكبيرالمسّور بأسوار عاليّة و محاط بحراسَة مُشددة التفتت نحوه وهي تشعر بالامتنان العميق استجمعت شجاعتها وهي تحُرك كفّها وتمسك بذراعه الراقدة على المقود ../ شكُراً لك يا عمّي .. لولا الله ثم انتم كان نمت الأيام إلي فاتت بالشارع .. و شكراً على هالخدمة .. إلي مانيب ناسيتها أبد .. صدقني أنا هنا بكون مرتاحة أكثر أبعدت كفّها .. بينما راحت الأخرى تفتح مقبض الباب أنزلت إحدى قدميها و الأخرى تقف على الحافة و من وضعها ذلك قالت وهي تغالب دموعها ../ و أبيك تقول لجدّتي و لوعد .. إنّي لسه أحبــهم و أبتعدت قدماها حتى ذلك الباب الكبير و عيناها تلتهم من بين دموعها حروف اللوحة التي كُتب عليها " دار الرعاية الاجتماعية" * ألم قوي ينخر في يدها اليمنى و ضعف كامل يجثم على مفاصلها تستعيد وعيها ببطء شديد .. أو ربما تستفيق من خدر شّل أطرافها أنفاس لشخص تتحّرك بالقٌرب منها بينما ظّلت هي مُغلقة عينيها بذات الهدوء أما هو فراح عقُله يستعيد ذكرى تلك المحادثة بينه وبين الطبيب عندما سأله بعصبيّة ../ ممكن تقّولي مين إلي بيعذّبها بالضرب ؟ و أنا كلّمت الشرطة و تراهم بالطريق أتمنى إنكم تكونوا مستعدين صوت والده يخترق الصورة الرمادية ../ أعوذ بالله منها فضَحتنا يوم خلتنا و باقي تفضَحنا للحين عيناه غائمتان و ملامح يلويها الجمود ../ أقول .. ردّهَم.. هي توها خرجت من السجن .. وإذا تبينا نجيب لك الورقة ب نجيبها بذات الإشمئزاز أجابه ../ لاآ .. وريها لهُم و الآن وهو يجلس أمامها يراقب قدميها و جزء من ساقها المكشوف .. أثار الضَرب واضَحة بجلاء .. بالسوط أو بالخيزران لا فرق .. المهم أنا تبدو غائرة على نحو عجيب منظرها مؤلم لأقصَى درجة لم يتأمل قديمها قط .. لأنه أدرك حقيقة إخفائها لها بإستمرار مدّ يده و لمسها .. بنعومَـة أوصلها لباطِن قدمها أوشكَت على الصراخ .. و دفعها بعيداً لكّنها تماسكت بقوة حين شعرت بكفّه تبتعد عنها لا تٌريد أن ترى ملامحه الأن تكفيها زفراته المُسموعة .. وسمومها تصَل إلى أنفاسها شعرت به يقترب أكثر و من ثم راحت حرارة أنفاسه ترتطم بجبينها و أرقد عليه قُبلة .. تمالكت نفسها لكي تبكي فأي شفقة تلك التي أوصلته إلى هنا أي شفقة تلك التي أزالت اشمئزازه منها بُرهة من الزمَن مّر .. تخاله دهراً بعدها رحَل فتحت عينيها ببطء و نظرها يجول فيما حولها يدها الثقيلة الراقدة بجوارها .. ملفوفة بشاش أبيض و أشكال متعددة من اللصق الطبي مُنتشرة في أجزاء جسدها تذكَرت ما حدث بهدوء شديد .. تذكّرت إعتذارها و الزجاج الكسور .. تذكرت الجروح التي صنعتها بلا وعي في جسدها .. و آخرها كان أكثرها دماً كانت تنوي أن تنتحر .. لكَنّها كانت مؤمنة أكثر من أن تفعل ذلك .. تعلم أين تضَع الزجاج لكّي لا تصنع لنفسها هلاكاً تقّوست شفتيها وعيناها ترتطم بالسقف وتعيد المشهد في عقلها مراراً تتماسك لكي لا تستمطر عيناها و هي تهمس بتعب و وهن شديدين ../ يـــآرب .. سامحني .. و تكون اسيل سامحتني أستغفر الله العظيم * * ../ وينه ؟ صوته كان قاسياً فظاً و صارماً بما يكفي لدّك حصونها الواهنة منذ البداية تشعر أن ذنب ما يُلاحقها .. ظّنته لوهلة ضعفها و سلبيتها .. لكَن كُل الأمور كانت تُثبت لها العكس .. ظُلمَت منه ذلّها كثيراً .. لكَنها حمقاء لا تستطيع أن تُردها بالشكَل الصحيح كًل ما يحدث بينها هي وهو يجب أن لا يتعدّى ليصل لأي أحد خاصة .. فلذات أكبادها صغارُها و من هُم قطٌع منها لذا و منذ البداية عزمت أمرها في ثانية واحدة مّر كُل ما سبق على عقلها لتجيبه بذات الصوت الحزيـن ../ مدري .. تكفى تكفى يا وافي .. تعال شوفه ولدي وينه ؟ زفر بقّوة زفرة طالتها زادت إصرارها على أمرها لتسمعه بعدها يقول ../ خلّي أحد يفتح الباب .. الحارس بيقربه لعندكُم بقيّت مُسمّرة على حركتها لثانية أو يزيد بعدها إستدارت بسرعة وهي تقول ../ بنزل أنا أشووووفه أغلقت الخط قبل أن تسمع الإجابة فالمهم عندها في هذه اللحظة سلامة إبنها وصَلت للباب الخشبي لمدخل الفيلا فتحته ليدُلف براءة وهو يبكي و يقول بعصبية ../ ماما .. بابا .... و من بين نشيجّه تابع ../ قال لا ما أروح البقاااااااااااااااااااااااااااااااااااالة احتضنته بين يديها بقّوة وهي تبكي بصمت معه ../ ليييش رحت يا ماما .. .ميـــــن أخذك هاااا قولي مع مين رحت هاااا يا ماما ؟ و صلها صوت سميّة المتفاجئ يقول .../ راح مع أبـــوه مـا سمعتيه من البدايـة يقول بابا .. يعني هّوا إلي ما خذه و يفجعنا .. توقف الهواء عن الحركة حولها .. " وصَلت رسالتك ... " هذا ما تّوسط عقلها فقط فأحكَمت قبضَتها بقّوة على الهاتف وهي ترفعه نحو إذنها بتلقائية عجيبة و لتقول بعدها بصوت مُختلف جداً ../ أسمع .. تعالي خذني أنا و عيالي من هنا * * ../ يقولون .. إنه ما عاد يبيها .. ../ لا أنا إلي فهمته إنها هي إلي ما تبيـه صوت مميز آخر يخترق الحديث ويقول بعنجهَية ../ ما فرق مين إلي ما يبي الثاني .. أصلاً من البداية و أنا حاسة إن السالفة لعب بزران الصوت الأول يقٌول ../ و إنتي الصادقَـة .. بس كاسرة خاطري البنيّة .. هُنا شدّت من قبضَتها الملفوفة على الفراش الذي ترقُد عليه فأنتشر ألم مُستطير كشيء ما يتفتّق في يدها عضَّت شفتيها وهي تُزيح ألم روحها أولاً قبل أن تطُلق آه قصيرة تحلّق على إثرها الجميع حولها أما أكثرهُم قُرباً فقد كانت قريبة منها منذ البادية صامتة تتأملها من اللحظَة الأولى هذا ما كانت تفعله كُل الأيام الماضيّة فتحت عينيها مُجدداً .. لترتطم بوجه مُحبب لا يُشبه إلا وجهها ابتسمت بتعب لتبادلها ذات الابتسامة لكَنّها مليئَة بالدموع تناست ما سمعته قبلاً .. لتنشّغل بالأخرى التي وضَعت رأسها على بطَن توأمها الراقدة أمامها وهي تهمس بصوت لها فقط ../ الحمــد لله على سلامـــتك .. ربتت على ظهرها بيدها السليمة وهي تجيبها بنفس النبرة ../ الله يسلمك .. و خري راسك عنّي تراني لسه تعبانه أبعدت راسها عنها وهي تبتسم لها من بين دموعها عندما شعرت بيد أخرى تربّت عليها وتقول بود مصطنع ../ الحمدلله على السلامة يا بنت عمي ../ إيه .. الحمد لله على سلامتك .. ما تشوفين شر ذات الصوت الرزين يقول ببرود : ../ الحمد لله سلامتك .. جعله في عدوينك .. يالله أنا أترخّص .. قومن معي يا بنات خرجن بُسرعة .. فزفرت بإرتياح و حديثهم الهامس قد وصلها كاملاً .. نظَرت لأختها التي راحت تتأملها بصَمت ثم قالت بصوت خافت ضعيف ../ سامحتيني .. ../ خلاآآآآآآآآآآص و الله قلت لك إني سامحتك .. لا عاد تذكريني بإلي صار .. إنسّي بنخرج .. وبنعيش زي زمان أنا وإنتي .. طيّب .. إبتسمت هديل لها بوهن .. فبأدلتها الأخرى بالمثَل ثم نهضَت وهي تقول ../ يالله أنا لازم أروح .. عندي موعد .. أشوفك على خير سلّمت على جبينها وهي تجيب بصوت حنون ../ يالله .. شوي بعد و بيّرخصونك من هنا .. شُدِّي حيلك تحّركت نحو الخارج مُبتعدة عنها و بعيت عيناها تتبعها حتى توارات خلف الباب زفرت بتعب و هي ترا المُمرضَة تدخل و تبتسم لها تضَع مزيداً من الأدوية داخل جسمها و تذهب هل قليلاً من الزجاج سبب كُل هذا الألم لما لم تمرض بشّدة داخل السجن .؟ هل لأنها أستسملت لعقابها أم لأنها لم تتألم أصلاً أغمضَت عينيها وذهنها يستعيد ذلك الحوار القصير الذي ذكُراً آنفاً لم تتوقع أن تكون نهايتها معه سريعة إلى هذا الحد لكّنها لن تحزن .. أبداً رٌبما هي أرادت أن تتأقلم في حياتها مع أحدهم .. شخص مجبور على تحمّلها .. لكّنها قالت منذ البادية أنها لن تحرمه حقه في غيرها و يبدو أن آمالها المعقودة بيأس ستنحّل و ستعود لتلك الحجرة من جديد أستغفر الله العظيم * .../ وحشــــتيني !؟ بقيت متسمّرة في ذلك .... قليلاً بعدها التفتت وهي تقول بإعياء شديد ../ نشــــوى .. حسام و و فيصل جوا هنا نظَرت الأخرى لملامحها الذابلة بقلق وهي تقول بخوف متفاقم ../ لاءّ ما شفتهمش .. لييه .. فيه إيـــه ؟ أرخت أهدابها المُبتلّة وهي تُزيح حجابها عن شعرها داخل الغُرفة و تقول بصوت متذبذب ../ ما فيه شيء .. بس أنا راجعَـــة .. اقتربت منها الأخرى بقلق وهي تقول ../ كُلنّا راجعيــن للمقر الرئيســـي .. حّركت رأسها بيأس و هي تقترب من حقيبتها ../ لاآ .. أنا راجعة للسعوديـــــــة * * وجهها مُحتقن تماماً .. تجمع تبعثُرها الحاصَل بالضغط على شفتيها استدارت لها وهي ترفع ملّف قضيتها في وجهها : ../ نور العيـن منصور الـ **** .. بعد يومين تكلمين الست شهور إلي هي مُدة حكمك .. سبب دخولك للسجن .." خلوة محرمة مع سبق إصرار و ترصّد " صح هالكلام ؟ ../ إيه .. ../ ودكّ تقولين شيء ؟ ../ إيه .. ../ تفضَلي تركت ميسون الملف و أسندت ظهرها برفق على الكُرسي الجلدي .. و تركت عينياها تجول في ملامح " نور " التي قالت بخجل قليل ../ أنا .. أقصد إن إلي صار لي بالظبط هو إنّي .. فيه واحد كان ساكن بحارتنا .. كان دايم يلاحقني و و كذا .. و دايم يتريق هو أصدقاه عليّنا وعلى شغلتنا ... حنّا كُنّا نبيع عند الحرم ملابس و من هالأشياء إلتقطت نفس عميق وهي تحاول أن تُرتب أفكارها فيما تقول ../ بــس .. كُل شيء كان يسويه يضايقني بقّوة .. ولأني كُنت وحدة ما أحب أسكت على المذلة كُنت أرد عليهم بالكلام .. ملامحها تدّل على أنها فتاة مُشاكســة .. أكمام يدها المرفوعة دائماً .. ومشيتها أيضاً هذا ما دار في عقل ميسون التي همست ب ../ إيـــه و بعديــن ؟ ازدردت الأخرى ريقها بقوة وهي تتابع ../ بــس و سمعتهم قالوا كم كلمة أزعجتني فهددتهم كانوا 3 ..
|
|
|