![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. } |
![]() ![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]() وصلت لسريرها بأمان ، و انتظرت إلى أن صلت الفجر ثم استلقت على سريرها براحة غُمس فيها قلبها تركت للـنوم مهمة التحليق بها أينما أراد ثم استيقظت لتمارس صباحها المعتاد في أرجاء الغرفة الصغيرة أو ذهاباً و إيابا للمطبخ .. لا تدري كم من الوقت مر دون أن ترى جدتها لكَن من الخطر عليها أن تمكث هُناك طويلاً فأعمامها دائماً بالقرب ، تركت الساعات تمضي بطيئة بين يديها حتى دلفت إليها عمتها كعادتها اليومية و جلست لتحكي لها عن عملها و تثرثر .. بما لا ينتهي ! نظرت لها بعين الامتنان ، فمؤخراً بدت و كأنها وضعت على عاتقها مهمة تسليتها بتلك الحكايا ..، التي لا تكف عن ذكرها أمامها جاءها صوت العمة مختلف النبرة فانتبهت من سرحانها ../ وش فيـك..؟ حّركت رأسها بالإيجاب وهي تتكئ على السرير خلفها ../ إيه .. ! ثم عقدت حاجبيها حين تذكرت شيئاً رأته ../ صح ريم ... بقولك شيء لم يخفى عنها ذلك الاهتمام الذي رُسم على وجهها ../ ها .. وش صاير ؟ ضيقت عينيها وهي تقول بجدية : ../ أمس باليل حول الساعة 4 إلا ، شفت تركي راجع وَ ... فقاطعتها وهي ترفع يدها أمام وجهها ، ../ بس بس .. عرفت الباقي ! عقدت حاجبيها وهي تهمس بحذر : ../ يعني دارين عنه حّركت رأسها بالإيجاب و بأسف قالت : ../ إيه عارفين سواد وجهه .. بس ما بيدنا شيء ! بغيظ قالت : ../ وش اللي " ما بيدكم شَي" .. انتم الأساس .. أنصحوه ، ابتسمت بسخرية : ../ وش نقوله .. ما تركنا شيء ما قلنا له .. رجال خاط شنبه بوجهه وعمره بالثلاثين .. و يسوي سواته .. صعب تعدلين مخه ، زفرت بهدوء وعقلها يطلق للبعيد وهي تقول : ../ ما كان كذا .. لم تعلق الأخرى وإنما تركتها تفكَر .. بل تتذكر بهدوء إنسل عقلها لتلك الأيام تمردها حيث كان بالنسبَة لها .. الأكثر تخلفاً من بين أقاربها قالت من بين زخم ذكرياتها .. /أذكره كان عصبي .. وشديد في كثير من الأمور .. وش إللي غيره ؟ حّركت الأخرى رأسها بهدوء و بدت مُستمتعة بهذا التجاوب ../ إيه .. و مازال بس أخف من قبل بكثير .. وترا أصدقاء السوء ما يقصرون .. و لو إني أشك ../ في وشو ؟ عقدت حاجبيها وهي تحرك رأسها ../ تركي كبير مهوب بزر يلعبون عليه أصحابه مالت بشفتيها للأسفل وهي تقول ../ مدري .. ! عادت بنظرها لحجرها وهي تعود لذكرياتها من جديد فنهضَت ريم وقالت لها محذرة ../ و إنتي انتبهي .. لا عاد تخرجين برآ في وقت متأخر نظَرت إليها لدقائق و كأنها لم تفهمها ثم حّركت رأسها وهي تعود بعينيها لحجرها من جديد ../ أبشري ابتسمت الأخرى وهي تضيف بصوت حنون ../ و فيه شيء بعد .. أمي تقول غصب بتخرجين برآ مع بنات أعمامك .. بكره ! رفعت إحدى حاجبيها بدون أن ترفع عينيها لها فأضافت الأخرى سريعاً ../ مو شرط تكلميهم أقعدي مع أمي أو مع مثلاً .. تحركت نحو الباب و قد تركتها وقد عادت ملامحها طبيعية ساكنة ، ، لكنها تذكرت شيء أهم مما ذكرته قبلاً ثم تنهدت وهي تريح يديها على مقبض الباب هل تخبرها الآن أم تكتفي لكَنها ألتفتت لها وهي تقول ../ إيه .. وفي شيء بعد رفعت نظرها لها و على ثغرها طيف ابتسامة ../ يا كثر أشيائك اليوم ..! ابتسمت بهدوء رغم الجدية في صوتها وهي تقول .. / أمي تبيك .. بعد ما يروحون البنات بغرفتها لأن أخواني بيكلمونك .. بس لاتخافي موضوع بسيط .. ثم أكملت بهمس بعد أن لاحظت ملامحها ../ تذكري إني بجنبك .. زين ؟ حّركت رأسها وشيء من القلق تخفيه خلف قناع الهدوء ../ إيه زيـن .. ثم خرجت و تركتها .. تنتظر الغد .. والذي كما يبدو لها مليئ بالمشاريع الكافيّة لإستنزافها حتى آخر قطرة كُلٌّ منَّا حائطٌ وظِلٌّ ولوحةٌ خاصَّةٌ بحالتِهِ يشردُ بينَ زواياها طويلاً كأنَّ المَرْسَمَ الكامنَ في مدينةٍ لم يمر بها قطارُنا كانَ يطلُّ علينا .تحتَ شجرةٍ لوَّثْنا رئتيها بالسواد * *سوزان ( بتصرف ) * نزلت السلالم بهدوء عكس مشاعرها المُتأججة داخلها تزفر وهي تحاول أن تكبت كُل ذلك القهر الذي امتلئت بها نفًسها مرّت من أمام المجلس حيث كانت أحاديثهم خافتة شعرت بيد تطوق معصمها لتوقفها فاستدارت نحوها ../ وعد .. لو سمحتي .. تـ ..... قاطعتها وهي تقول : ../ طيب .. إنتي و زوجك تتفاهمون .. بس تذكري عيالك يحتاجون أبوهم .. ثم تركتها و دخلت المجلس بصمت تحركت نحو الخارج و غصّة كبيرة تقف في منتصف حلقها .. ليس هُم فقط من يحتاجه .. تحتاجه هي أيضاً ولكَنه دائماً ما يبدو بشكَل فظ لا تريده أبداً تجاوزت الحديقة الصغيرة حيث الممر المُفضي إلى المجلس دلفت إليه ثم وقفت لدى الباب وهي تراه قد عقد يديه أمام صدَره وهو يحادث أحدهم على الهاتف وحين رآها قال ../ زيـن ، خلاص أكلمَكْ بعدين .. مع السَلامة عضّت شفتيها حين رأته يقترب منها ببطء فأسرعت بقولها : ../و النهاية معك أنت .. ممكن أدري وش إلي موقفك برآ .. ؟! أدخل هاتفه داخل جيبه وهو يقف بالقرب منها ويقول ../ وشو ما سمعت .. أذوني تعورني ! ضغطت على أسنانها بقوة وهي تكور قبضَتها ../ وافي لو سمحت .. أنا واصلة معاي لـ هنآ ! وأشارت إلي أنفها وهي تتابع ../ منك ومن إللي جاني منّك .. يا خي مو تزوجت البزر إللي كُنت تهددني فيها .. روح وأنبسط معها .. وأنساني أنا وعيالي .. شعرت بأن وقوفها أمامه هكذا سيضَعفها .. و ستنهار باكية تحت قدميه تحركت مُبتعدة حين أمسك بمعصمها وهو يعيدها نحوه ../ وين .. وين ما بعد تكلمت ؟ .. بس هذا اللي عندِك ! نظرت له من تلك المسافة وهي تهمس بألم : ../ وافي .. وصلت فيك الحقارة ترضـى بوحدة تعض بطن ولدك .. و يا ليتها عاديّة .. معّلمة في الولد عقد حاجبيه بشَدة وهو يجيبها بفحيح ../ لكّنها نالت جزاها ازدردت ريقها بصعوبَة وهي تقول : ../ جزآها .. وش هو جزآها؟ .. خاصمتها .. ضربتها .. و شو بيكون شعورك إذا سمعت معاذ يوصف لنا ملابسها .. كذا ببساطَة ! لاحظت انكماش ملامحه ولم يخف ذهوله إطلاقاً ../ تدري وش إلي خلاه يتكلم .. فطرته السليمَة .. يوم واحد .. يوم واحد بس سوت فيهم كذا .. لا وفرحان .. جاي تطلب منّي أسكن معها ! بقي متجمد في مكانه ويده تضغط على معصمها بقوة وبجرأة غلفّها غضبَها اقتربت منه كثيراً كثيراً حتى لفحتها أنفاسه الباردة ../ بس تدري أنا .. أنا الغلطانة جايّة أكلم مراهق كبير مثلك .. لأنك ما تحس إلا باللي تبيه اتسعت عيناه بصَدمَة ، و كانت له ردة فعِل صفعها بقوة وبشكَل غير متوقع جعلتها قوتها تتراجع إلى الوراء قليلاً وهي في حالة ذهول نطق بغضب متفاقم ../ أنا المراهق يا المدمنَة .. تذكري يا دعاء تذكري مين إللي بدأ بالغلط من البدايّة .. تذكري إنك بتبقين وصمة عار لعيالك أمهم خريجة سجون .. لا وبتهمة ترويج مخدرات بوقفتها المائلة ويدها المتكئَة على وجنتها التي شعّت حرارة من لهيب تلك الصفعَة لكَن شيء مالح بارد نزل عليها.. ليسكّن من ألمها ثم تتابع تدفّق دموعها حتى رأها فأبتسم ليغيظها وهو يردد ../ تبكين .. خذي راحتك .. أصلاً هذا الشيء الوحيد إلي أنتي فالحة فيه .. رفعَت رأسها وهبطت يدها لتستقر بجوارها نظرت إليه وهي تهمس ../ تظلمني .. تظلمني ياللي ما تخاف ربك .. دخلت السجن ظلم .. وطلعت براءة و أنت مازلت تتشمت فيني .. أقترب منها وهي جامدة في مكانها بلا حراك قبضَ على شعرها القصير الملتف خلفها وهو يحّركها بقوة ../ حتّى لو ظَلم .. حتّى لو بيقى فيك دناسَة سجن .. قاطعته وهي تجيبه بهمس هادئ متجاهلة كُل ذلك الألم الناتج من قبضَته و المنغرس في روحها ../ خلاص .. روح لها .. سحر هي الأم الشريفة لعيالك .. روح لها .. وطلقني ! حّرك قبضَته بقوة هائلة جعلتها ترتطم في صدره لترتد بين ذراعيّه .. ندّت منها صرخت ألم قصيرة وهي تسمع صوته القريب من أذنها يقول ../ ما أقدر .. ما أقدر أخليك .. بنبرة غريبَة .. قاسيّة أكمل ../ ما أقدر أشوفك تروحيـن لغيري .. إنت زوجتي أنا .. وأم لعيالي أنا وبس ! انهارت تبكي بهدوء .. فالموقف أكبر من تحملها لا خيارات مُتاحة أمامها .. إما أن تعيش معه بذّلة أبدّية أو أن تفعل ذات الأولى صوت ضربات قلبه السريعة تصَلها بوضوح وصوته يتحدث بما لا تعي لا شيء يضّج في داخلها سوى نحيبها المُستمر لكَن غريزة ما تحّركت في داخلها وهي تشعر ببكاء حاد يخترق نياحها و شخص ما يلتف ليحتضَن ساقها اليُمنى شيء ما قفز في داخلها جعلها تدفعه عنها بقسوة وهي تنحني لجسد ذلك الصغير الباكي احتضنته و راحت تبكي نفسها وتبكيه دقائق أو ربما ثواني شعرت بالآخر يحتضَنها من خلفها .. وبيد أكبر تحيطهم جميعاً .. تحدثت من بين دموعها وشهقات صغيريها تُلهب قلبها ../ خلاص يـآ ماما .. خلاآص رفع الصغير رأسه من حضنها وهو يسألها بألم ../ م مـآمـآ .. إنـ ت .. تُحـبيـ ني ؟ حّركت رأسها بالإيجاب وهي تحضَنه بذراعها الخالية ../ أحبـــك .. وأموت فيك بعد هدّت من نفسها .. وهي تلتفت للأخر وتبتسم له في حُب لكّنها شعرت بثقل ما على ظهرها التفتت له وهي تقول ../ فكّني .. انخنقت لاحظت حَركًة لدى الباب .. فحانت منها إلتفاته .. لتصْدم مما رأته ![]() ![]() ![]() |
![]() |
#2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]()
|
![]() وقفت والدتها .. و خالتها و وعد و كُل منهن تبكي بصَمت .. فوالدتها راحت تمسح دموعها عن وجنتيها لتتماسك و خالتها تبكي بصمت و قد غطّت وجهها بينما أحمّر وجه وعد و اختفت بمجرد أن رأتها أشتعَل وجهها بحمَرة خجَل لا تدري لم وهي تلتفت لتبعد وافي بغيظ ودون أن تنظر إلى ملامحه وهي تنهضَ و تسحب طفليها معها اقتربت من والدتها انحنت و قبّلت رأسها لتقول الأولى بصوت متحشرج دامع ../ الله يصَلحكم يا بنتي .. الله يصَلحكم .. قّوميني بروح لحجرتي .. الله يهديكم .. ساعدتها على النهوض , وهي تلملم بقّوة شتاتها الذي تبعثَر و على مرأى من الجميع خرجت و أذنيها تلتقط صوت خالتها الذي يصرخ بغضب ../ فشّلتنا .. الله يقلعك .. الله يفضَحك يالثور اقتربن من باب المنزل الجانبي يسبقهن معاذ و صوت خالتها يصَرخ ../ وعـــد .. و عـــد .. جيبي عبايتي دخَلت منه إلي البهو مُباشرة حيث قابلت وعد التي وقفت أمامها تتأمل ملامحها وهمّت بقول شيء ما من بين شهقاتها المكتومَة لتقتل دعاء همتها وتقول بصوت متحشرج وهي تُسند والدتها ../ وعد روحي لخالتي .. تنادي عليك تجاهلت تلك الغصَة التي استعرت في بلعومها وهي تلمحها تركض نحو والدتها و هي تغّطي وجهها الممتلئ بالدموع وفي قلبها راحت تقول ../ حسبيّ الله عليك يا وافي . . * فَتح عينيه ببطء شديد ؛ ليصَدمه ضوء مُبهر أمامها أغمضَها مجدداً ليفتحها رويداً رويداً ألم شديد يتحّرك على امتداد ظهره و بطنَه يديه ترقدان خلفه في وضعية غير مُريحة أبداً عاد إليه وعيه كاملاً وهو ينظَر للمكان حوله جيداً .. كّور قبضَته بقهر وهو يرى قيدَه الحديدي قد أحاطها بقوة و مهارة .. يحفظ تفاصيل المكان عن ظهر قلب .. إنه في الغرفة الحجز في الوكر بالقريّة نظَر للنافذة حيث بدآ أن الشمس توسطّت السماء وفي نفسَه سأل / كم من الوقت قضاه نائماً ؟ لكَن أسئلَته لم تتراكم في عقَله لأن شخص ما حّرك الباب المعدني للغرفة ودخَل .. رأى نصفه فقط لأن ذلك الشخص بمجرد أن رآه خرج فوراً لم يتبين ملامحه فالشمس ساطعَة من خلفه حّرك يديه بقّوة محاولاً أن يكسّر قيوده لكَن محاولاته كُلها باءت بالفشل وأزداد غيظه حينما ارتفعت قهقهات ساخرة من ثَم فُتح الباب كُلياً لتسطَع أشعَة الشمس بقوة ومباشرة على وجهه فأجفَلت عينيه وهو يحاول أن يتعرف على هؤلاء الأشخاص و بمجرد أن وصَله له صوت أحدهم وهو يتحدثه أرتفع مُعدل غضَبه للأعلى والأول يقول : ../ هههههه .. طحَت ومحد سمّى عليك يا الذيب اقترب منه هّو وأجساد الثلاثة تلتف حوله أنحنى بجانبه وهو يقول بـ بإبتسامة كشفت عن أسنانه الصفراء للغاية ، ../ ولا .. ما يصَلح نقول ذيب .. إنت تخليت عنّآ وبصوت ناعم وهو يتابع بخبث ../ و صرت ما تحبنّـآ .. و ما تبينا .. خلاص نسيت أصدقاء أمس مو يا .... صقر ؟ نظَر له بقوة وحدّة .. نظَرة لو كان صقر محرراً ليرتجف الأخر أمامه بإفراط .. لكَن الأخر إبتسم حين قال الأول بغضب ../ وش تبي ... ؟ حّرك الأخر رأسه وهو يقول بهدوء ../ ولا شيء .. وش يبي واحد مثلي من خاين .. كُنت ناوي تبلغ علينا لو ما لحقنا ومسكناك .. ثم أقترب منه وهو يضّرب جبهته بأصابعه , بخفّة أكمّل ../ أرخي عيونك .. ما عاد لها لازم هالنظَرة .. ما عندك قّوة تقدر تواجهني فيها .. وإلي مثلك .. لازم يموت .. و نخفيك من الوجود .. أجابه و أسنانه تصتك في بعضهم من شّدة غضبَه ../ تخسى وتهبى .. إنت إلي بتموت ..وتختفي .. تدري ليش .. لأنك حُثالة ! كوّر الأخر قبضَته وهو يلكَمه فى بطَنه ليتأوه بألم من شدّتها والأخر يقول بقهر : ../ حتّى وإنت بموقف ضعَف .. تستقوي .. بس تدري بخليك لـبكرة بس .. عشان أتلذذ بشوفتِك كذا .. و قتها بحفر لك أنا قبرك ! و قف وهو يبتعد عنه ويقول لأحد الرجال من حوله ../ ماهر .. ../ سم .. ../ خلي عينك عليه .. وريني شطارتك فيه .. بس ها لا تقتله .. أبي لي فيه كم عظَمة سليمَة .. ومباشرة أقترب ذالك الماهر منه وهو يركل صقر بقوة جعَلت عينا الأخير تصرخان بألم في محجريها ليبتسم الأخر و الأول يقول ../ أعجبك يـآ كينق .. ربّت الأخر على كتفه ../ كفّو .. ثم استدار ليلحق به الآخران عض صقر شفتيه وهو يتابع رحيلهم بصمَت مُجبر فالألم المُشتعل في خاصرته يكاد يقضي عليه أمتعَض قلبه فجأة بألم حين تخيّل إنه من الممكن أن يلقى حتفه فعلاً في مكان قذر كهذا طرأ له خيال صبـآ فجأة في صورتها القديَمـة القديمَـة جداً بالنسبَة له .. ترتدي حجابها بإحتشام و تتحدث مع ندى حول أمر ما .. بثقَة و رزانَـة معروفَـة لدى الجميع بذكائها و إطلاعها لم تَكُن إحدى أمانيه يوماً أن يتربط بامرأة سواها لكَنها كانت بالنسبَة له قضيّة " مؤجلة " دائماً فحياته و مستواه الماديّة .. أشغلته كثيراً حتى وقع ما وقع وبمجرّد أن طرأ ذلك اليوم على عقّلة أغمض عينيه بقوة في محاولة لتخفيف وطأة الألم على روحه شعر بسيل من الدماء يندفع ببط من الثقب في بطَنه نظَر نحو الموضع وهو يرى شاش قذر مربوط بإهمال حول الجُرح .. أغبياء فَهُم لا يعلمون : أن التسكين الخاطئ للجرح ، ليست سوى زيادة في ألمَه .. رفعَ نظَره وهو يشعر بدوار خفيف يلتهم أفكاره وهو يقول لـ ذلك الماهر الذي وقف لدى النافذة بسكون و على نحو عجيب ../ الساعة كم ..؟ أجابه بسرعة و كأنه توقع سؤاله ../ اثنين ونص .. أحنى رأسه بتعب وهو يتذكَر موعد لقاءه مع خالد لقد مّر الوقت .. ربما سيفتقده .. هل سيكون لديه من الذكاء ما يكفي ليتنبأ بموقعه ؟ هل سيرى تلك العلامَة التي تركها له عند شُعلة اللهب بالأمس .. ؟ رفعَ رأسه وهو يشعر بماهر يقترب منه .. دقائق فقط كانت الفاصلة حين لكمَه بقّوة شعر و كأنها قضَت على بقاياه الحيّة وغرق بعدها في ظُلمـة سرمدية , استعاد وعيه تدريجّياً .. وهو ينظَر للمكان من حوله حاول النهوض .. لكَن ألم ما كالحريق إشتعل بطول بطنَه وحتى صدره .. نظَر للشاش الملفوف بعنايَة حول صدره و بطنَه حتى يديه إلتفت للشخص ما رقد على مقرُبة منه و وسط ظُلمة الغُرفة لم يتبين ملامحه جيداً لم تَخفى ملامح القلق البداية على وجهه وهو يصَرخ لذلك الشخص .../ يا هييييييه .. إنـــت .. إنـــــت تململ الرجل في نومَه و تحّرك ليستدير للناحية الأخرى لكَّنه واصل نداءه هذا .. حتى فتح الرجُل عينيه و أستدار نحوه .. إتسعت عينا صقر بقوة وهو يرى وجهه جيداً الآن ../ مــآهر .. هذا إنت ؟ ابتسم له ذلك الماهر وهو ينظَر نحو ساعته ويقول بهدوء ../ مؤقتاً .. شوي .. وبيجي خالد عقد الأول حاجبيه وهو يردد ../ وش صار ؟ مال رأسه لليمين وهو يجيبه بلا مُبالاة والنعاس يطغى على عينيه ../ أقتحمت الشرطَة المكـآن .. رغُم إنّي ما عرفت وشلون أوصل لهم إنذار بتقديم موعد العمليّـة .. بس مدري كيف عرفوا بدري وجو .. على العموم بيجي اللحين خالد وبنسأله حّرك صقر رأسه بالإيجاب .. وهو يقول ../ زين .. وين العصابَة ...؟ استلقى " ماهر " من جديد وهو يجيبه ../ مسكّنـآ الأغلب منهم .. بس منصور و سعيد ما لقيناهم ../ وشلون ؟ ../ مدري كأن الأرض إنشقت و ابتلعتهم كّور الأول قبضَته وهو يشعر بألم شديد ينخر في خاصرته ../ هُم أهم شيء .. حّرك الأخر رأسه و بدآ وكأنه سرح قليلاً ليعود بعدها ويقول ../ أهم شيء الوكر .. و القرية تحت السيطرة وفتشّنا كُل البيوت .. و تأكدنا إنهم مو في المحيط هِنـآ نظَر صقر للمنزل الذي يرقد فيه .. و بدآ له الآن أنه ما زال في القرية بالفعَل تذكر تلك السيدة " أو من يعتبرها " والدته الأُخرى وهو يقول بهمس لا يسمعه سواه ../ دخلوا لها .. أكيد فجعوها ../ تقول شيء ..! ../ سلامتك .. بس مين سوا فيني كذا ../ إيه .. ترا حبيت أقولك إنك ثقيييييييييييييييل ..
|
|
![]() ![]()
|