07-24-2011
|
#31
|


لعلك يا شمس عند الأصيل
لعلك يا شمس عند الأصيل
شجيت لشجو الغريب الذليل
وألقوا على مروان صفوة أنفس
تعالى بها جد الزمان وجده
وسيفك منهم سهمك الصائب الذي
يزيد غناء كلما زاد بعده
رميت به آفاق رومة فانثنى
يقود بنود الروم نحوك بنده
فرب حمي الغل في غيل ملكها
بعيد على شأو الجنائب قصده
متى يرم صرف الدهر لا يعد نفسه
وإن يرمه صرف المكاره بعده
تجلى ابن يحيى في سناك لغيه
فبصره أن اصطناعك رشده
فما أبطأت إذا أبطأت يد قادح
أتاك وقد أورى لك النجح زنده
ولا غاب من وافاك من أرض رومة
بغاب من الخطي تزأر أسده
كتائب لو يرمى بها الدهر قبلنا
لزلزل ذو القرنين منها وسده
كأن فضاء الأرض ألبس منهم
لبوسا من الماذي قدر سرده
تهد بهم شم الجبال فإن هفوا
فحظك يرمي جمعهم فيهده
فما ينظر الأعداء إلا عجاجة
يسير بها الرحمن فيها وعبده
إلى يوم فلج ساطع لك نوره
وميقات فتح صادق لك وعده
على بادئ الإنعام فيه تمامه
وحق على سبط الخلافة حمده
فكوني شفيعي إلى ابن الشفيع
وكوني رسولي إلى ابن الرسول
فإما شهدت فأزكى شهيد
وإما دللت فأهدى دليل
على سابق في قيود الخطوب
ونجم سنا في غثاء السيول
ينادي الندى لسقام الضياع
ويشكو إلى الملك داء الخمول
وعز على العلم مثواه أرضا
على حكم دهر ظلوم جهول
ويعجب كيف دنا من علي
ولم تنفصم حلقات الكبول
وكيف تنسم آل النبي
وأبطأ عنه شفاء الغليل
وأطواد عزهم ماثلات
له وهو يرنو بطرف كليل
وأبحرهم زاخرات إليه
ويرشف في الثمد المستحيل
وقد آذنوه الخصيب المريع
ومرتعه في الوخيم الوبيل
تجزأ من جنتي مأرب
بخمط وأثل وسدر قليل
غريب وكم غربت راحتاه
في الأرض من وجه بكر بتول
مكرمة ما نأت عن بلاد
ولا قربت من شبيه مثيل
تضيء لها مظلمات النفوس
وتروى بها ظامئات العقول
وتطلع في زاهرات النجوم
ومطلعها جانح للأفول
شريد السيوف وفل الحتوف
يكيد بأفلاذ قلب مهول
تهاوت بهم مصعقات الرواعد
في مدجنات الضحى والأصيل
بوارق ظلماء ظلم تبيح
دمى من حمى أو دما من قتيل
فأذهل مرضعة عن رضيع
وأنسى الحمائم ذكر الهديل
وشط الصريخ على ذي الصراخ
وفات المعول ذات العويل
فما تهتدي العين فيها سبيلا
سوى سبل العبرات الهمول
ولا يعرف الموت فيها طريقا
إلى النفس إلا بعضب صقيل
ركبت لها محملا للنجاة
وصيرت قصدك فيه عديلي
فردت على عقبيها المنون
بواق مجير ورأي أصيل
وقد سمتها بنفيس التلاد
على أنفس ضائعات الذحول
فهلت اليسار بيسرى جواد
وحطت الذمار بيمنى بخيل
نفوسا حنت قوس عطفي عليها
فكن سهام قسي الخمول
ومن دوننا آنسات الديار
نهاب الحمى موحشات الطلول
يهيج فيها زفير الرياح
مدامع شجو السحاب المخيل
وتلطم فيها أكف البروق
خدود عراص علينا ثكول
تظلم من هاطلات الغمام
وتشكو من الريح جر الذيول
مغاني السرور لبسن الحداد
على لابسات ثياب الذهول
خطيبات خطب النوى والمهور
مهارى عليها رحال الرحيل
فمن حرة جليت بالجلاء
وعذراء نصت بنص الذميل
ولا حلي إلا جمان الدموع
يسيل على كل خد أسيل
فبدلن من بعد خفض النعيم
بشق الحزون ووعث السهول
ومن قصر الليل تحت الحجال
بهول السرى تحت ليل طويل
ومن علل الماء تحت الظلال
صلاء القلوب بحر الغليل
ومن طيب نفح بنور الرياض
تلظى لفح بنار المقيل
ومن أنسها بين ظئر وترب
سرى ليلها بين ذيب وغول
ومن كل مرأى محيا جميل
تلقي الخطوب بصبر جميل
لعل عواقبه أن تتم
فيهدي الغريب سواء السبيل
إلى الهاشمي إلى الطالبي
إلى الفاطمي العطوف الوصول
إلى ابن الوصي إلى ابن النبي
إلى ابن الذبيح إلى ابن الخليل
إلى المستجار من المستجير
إلى المستقال من المستقيل
إلى المستضاف المليك العزيز
من المستضيف الغريب الذليل
سلام وأنت ابن بدء السلام
من ضيفه المكرمين الدخول
غداة يضيف أهل السماء
إلى منزل آلف للنزيل
فرد سلام حليم منيب
وجاء بعجل كريم عجول
وأعطانه مألف للضيوف
وموطن ذي عيلة أو معيل
شرائع خلدها في الأنام
من كل أرض وفي كل جيل
وما زال من آله حافظ
معالمها حفظ بر وصول
بأنفس مجد سراع إليها
وأيد عليها شهود عدول
فسمي جدك عمرو الكرام
بهشم الثريد زمان المحول
وشيبه ساقي الحجيج الكفيل
بمأوى الغريب وقوت الخليل
وضيف حتى وحوش الفلاة
وأهدى القرى لهضاب الوعول
وإن أبا طالب للضيوف
لأطلب من ضيفه للحلول
ولا مثل والدك المصطفى
لركب وفود وحي خلول
يبادرهم بابتناء القباب
ويكرمهم بدنو النزول
ويخلع عن منكبيه الرداء
سرورا وفرشا لضيف القيول
يروح عليهم بغر الجفان
ويغدو لهم بالغريض النشيل
قرى عاجلا يقتضي شربه
من الكوثر العذب والسلسبيل
فأنتم هداة حياة وموت
وأنتم أئمة فعل وقيل
وسادات من حل جنات عدن
جميع شبابهم والكهول
وأنتم خلائف دنيا ودين
بحكم الكتاب وحكم العقول
ووالدكم خاتم الأنبياء
لكم من مجد حفي كفيل
تلذ بحملكم عاتقاه
على حمله كل عبء ثقيل
ورحب على ضمكم صدره
إذا ضاق صدر أب عن سليل
ويطرقه الوحي وهنا وأنتم
ضجيعاه بين يدي جبرئيل
وزودكم كل هدي زكي
وأودعكم كل رأي أصيل
|
|
|
07-24-2011
|
#32
|


جهادك حكم الله من ذا يرده
جهادك حكم الله من ذا يرده
وعزمك أمر الله من ذا يصده
وطائرك اليمن الذي أنت يمنه
وطالعك السعد الذي أنت سعده
وبيعة رضوان رعى الله حقها
لمن بيعة الرضوان إذ غاب جده
فأصبح في رأس الرياسة تاجه
ونظم في جيد الخلافة عقده
مسرته مأوى الغريب وستره
ولذته خير المقل ورفده
وأجناده في موقف الروع روضه
وأعلامه في مورد الموت ورده
نلاعب آرام الفلا من هباته
وآرامه غر الطراد وجرده
أونفترش الديباج من جود كفه
وما فرشه إلا الجواد ولبده
ومن برح فبالبيض الحسان بوجده
فالبيض في الهيجاء برح وجده
وقربنا من رحمة الله هديه
ورغبنا في طاعة الله زهده
وعلمنا بذل النفوس لنصره
ندى كفه المربى على القطر عده
ولو لم يواف الوافدون قبابه
لأصبح من زهر الكواكب وفده
وأيامه الموصول طول صيامه
بليل تحلى بالتلاوة سهده
وأبلج من قحطان قربك عزه
وملكك محياه ونصرك مجده
شديد محال الرمح فيك أبيه
مبر خصام السيف عنك ألده
رضاك له يا مرتضى دين واثق
بأنك للدين الحنيف تعده
وما يزدهيه منك دهر يسوده
إذا لم تجرده لثغر يسده
يوقر عنكم سمعه فيصيخه
ويقصر عنكم طرفه فيمده
وعهدك بالآمال تصرف عنكم
ورداكم عهد السموأل عهده
وكم حل موت الحق من شد عقدكم
ويحيي ابن يحيى عقدكم فيشده
وإن مات موت اليأس منكم رجاؤه
تنسم فيكم روحه فيرده
وناديت في الإسلام حي على الهدى
فيالك من ظمآن قد حان ورده
فقلدته سيفا لزحف يقوده
لخزي عداك أو لزغف يقده
فإن لم يكن للهند يوما حديده
فمن يعرب العليا شباه وحده
وإن يك في سرو اليمانين أصله
فطاعته في عبد شمس
ووده
وإن أنجبته أزده وتجيبه
فصفوته عدنانه ومعده
أما وتحلى دون ملكك نصله
لقدما تحلى من سنائك غمده
لملك نمى عبد المليك ملوكه
وأنجم نور من هشام تمده
بكل إمام ناصر أنت صنوه
وكل مليك قاهر أنت نده
نموك إلى بيت النبوة وابتنوا
لك الشرف الفرد الذي أنت فرده
فأفخر بمن قرب النبيين فخره
وأمجد بمن مجدالخلائف
مجده
ومن كل حق في الخلافة حقه
وكل إمام في البرية جده
بومن أمه أجياد والركن ظئره
ومرضعه البطحاء والحجر مهده
له حرم الإتهام والغور غوره
ومنهج سبل الحج والنجد نجده
وحيث اعتلى صوت الملبي وحجه
وحيث انتهى صدر الحجيج ووخده
مناقب سارت في معالم كنهها
عقول بني الدنيا وما حد حده
وفخر لو استنجدت في وصفه الورى
لأسأر من عد الحصى من يعده
ولم يبل ما أبلاه آباء منذر
لأولهم بل مفخر تستجده
وحق على يمنى يدي بقاؤه
جديدا على مر الزمان وخلده
بغرب لسان لو أباري به الورى
مدى الدهر لم يبلغ نصيفي مده
عليما بأن من ألحدت فيك نفسه
ففي لهوات الذيب والذبخ لحده
ومن يبغ في الآفاق عنك مراغما
فوجدانه في ملتقى الخيل فقده
ومن يتخذ في غير بحرك موردا
فلم يتخذ إلا لنعليك خده
أفلا أمل إلا إليك انتهاؤه
ولا ملك إلا إليك مرده
|
|
|
07-24-2011
|
#33
|


لك الخير قد أوفى بعهدك خيران
لك الخير قد أوفى بعهدك خيران
وبشراك قد آواك عز وسلطان
هو النجح لا يدعى إلى الصبح شاهد
هو الفوز لا يبغى على الشمس برهان
إليك شحنا الفلك تهوي كأنها
وقد ذعرت عن مغرب الشمس غربان
على لجج خضر إذا هبت الصبا
ترامى بنا فيها ثبير وثهلان
موائل ترعى في ذراها مواثلا
كما عبدت في الجاهلية أوثان
وفي طي أسمال الغريب غرائب
سكن شغاف القلب شيب وولدان
يرددن في الأحشاء حز مصائب
تزيد ظلاما ليلها وهي نيران
إذا غيض ماء البحر منها مددنه
بدمع عيون يمتريهن أشجان
وإن سكنت عنا الرياح جرى بنا
زفير إلى ذكر الأحبة حنان
يقلن وموج البحر والهم والدجى
تموج بنا فيها عيون وآذان
ألا هل إلى الدنيا معاذ وهل لنا
سوى البحر قبر أو سوى الماء أكفان
وهبنا رأينا معلم الأرض هل لنا
من الأرض مأوى أو من الإنس عرفانه
وصرف الردى من دون أدنى منازل
تباهى إلينا بالسرور وتزدان
تقسمهن السيف والحيف والبلى
وشطت بنا عنها عصور وأزمان
كما اقتسمت أخذانهن يدي النوى
فهم للردى والبر والبحر أخدان
ظعائن عمران المعاهد مقفر
بهن وقفر الأرض منهن عمران
موت أمهم ماذا هوت برحالهم
إلى نازح الآفاق سفن وأظعان
كواكب إلا أن أفلاك سيرها
زمام ورحل أو شراع وسكان
فإن غربت أرض المغارب موئلي
وأنكرني فيها خليط وخلان
فكم رحبت أرض العراق بمقدمي
وأجزلت البشرى علي خراسان
وإن بلادا أخرجتني لعطل
وإن زمانا خان عهدي لخوان
سلام على الإخوان تسليم آيس
وسقيا لدهر كان لي فيه إخوان
ولا عرفت بي خلة دار خلة
عفا رسمها منها جفاء ونسيان
وغرت ببرق المزن من ذكر صعقه
ومن ذكر رب كل يوم له شان
ويارب يوم بان صدع سلامه
بصدع النوى أفلاذ قلبي إذ بانوا
نودعهم شجوا بشجو كمثلما
أجابت حفيف السهم عوجاء مرنان
ويصدع ما ضم الوداع تفرق
كما انشعبت تحت العواصف أغصان
إذا شرق الحادي بهم غربت بنا
نوى يومها يومان والحين أحيان
فلا مؤنس إلا شهيق وزفرة
ولا مسعد إلا دموع وأجفان
وما كان ذاك البين بين أحبة
ولكن قلوب فارقتهن أبدان
فيا عجبا للصبر منا كأننا
لهم غير من كنا وهم غير من كانوا
قضى عيشهم بعدي وعيشي بعدهم
بأني قد خنت الوفاء وقد خانوا
وأفجع بمن آوى صفيح وجامد
ووارت رمال بالفلاة وكثبان
وجوه تناءت في البلاد قبورها
وإنهم في القلب مني لسكان
وما بليت في الترب إلا تجددت
عليها من القلب المفجع أحزان
هم استخلفوا الأحباب أمواج لجةهي الموت أو في الموت عنهن سلوانبقايا نفوس من بقية أنفس
يميتون أحزاني فدينوا بما دانوا
أقول لهم صبرا لكم أو عليكم
عسى العيش محمود أو الموت عجلان
ولا قنط واليسر لعسر غالب
وفي العرش رب بالخلائق رحمان
ولا بأس من رح وفي الله مطمع
ولا بعد من خير وفي الأرض خيران
ستنسون أهوال العذاب ومالكا
إذا ضمكم في جنة الفوز رضوان
متى تلحظوا قصر المرية تظفروا
ببحر حصى يمناه در ومرجان
وتستبدلوا من موج بحر شجاكم
ببحر لكم منه لجين وعقيان
فتى سيفه للدين أمن وإيمان
ويمناه للآمال روح وريحان
تقلد سيف الله فينا بحقه
فبرت عهود بالوفاء وأيمان
وحلى بتاج العز مفرق مخبت
بقلبه داع إلى الله ديان
وبالخير فتاح وبالخير عائد
وبالخيل ظعان وللخيل طعان
نقضت سيوف حاربته وأيمن
وشاهت وجوه فاخرته وتيجان
له الكرة العزاء عن كل شارد
أضاءت لهم منها ديار وأوطانأ
ورد بها يوم اللقاء زناتة
كما انقلبت يوم الهباءة ذبيان
بكل كمي عامري يسوقه
لحر الوغى قلب على الدين حران
حليهم بيض الصوارم والقنا
لها وحلاها سابغات وأبدان
تراءاك حزب البغي منهم فأقبلوا
وفي كل أنف للغواية شيطان
فأي صقور قلبت أي أعين
إلى أي ليث ردها وهي خلدان
عيونا بها كادوا الهدى ففقأتها
فهم في شعاب الغي والرشد عميان
وما لهم في ظلمة بعد كوكب
وما لهم في مقلة بعد إنسان
يضيق بهم رحب القصور وودهم
لو احتازهم عنها كهوف وغيران
وأنسيتهم حمل القنا فسلاحهم
عليك إذا لاقوك ذل وإذعان
وأنى لفل القبط في مصر موئل
وقد غيل فرعون وأهلك هامان
فياذل أعلام الهدى يوم عزهم
ويا عز أعلام الهدى بك إذ هانوا
حفرت لهم في يوم قبرة بألقنا
قبورا هواء الجو منهن ملآن
يطير بها هام ونسر وناعب
ويعدو بها ذيب وذيخ وسرحان
فلو شهد الأملاك يومك فيهم
لألقى إليك التاج كسرى وخاقان
ولو رد في المنصور روح حياته
غداة لقيت الموت والموت عريان
وناديت للهيجاء أبناء ملكه
فلباك آساد عبيد وفتيان
جبال إذا أرسيتها حومة الوغى
وإن تدعهم يوما إليك فعقبان
يقودهم داع إلى الحق مجلب
على البغي يرضي ربه وهو غضبان
كتائب بل كتب بنصرك سطرت
ووجهك باسم الله والسيف عنوان
هو السيف لا يرتاب أنك سيفه
إذا نازل الأقران في الحرب أقران
كأن العدى لما اصطلوا حر ناره
أصهاب هواديهم من الجوحسبان
وأسمر يسري في بحار من الندى
بيمناك لكن يغتدي وهو ظمآن
تلألأ نورا من سناك سنانه
وقد دعت الفرسان للحرب فرسان
لحياك من أحييت منه شمائلا
يموت بها في الأرض ظلم وعدوان
وناجاك إسرارا وناداك معلنا
وحسب العلى منه سرار وإعلان
بألا هكذا فليحفظ العهد حافظ
ألا هكذا فليخلف الملك سلطان
فلله ماذا أنجبت منك عامر
ولله ماذا ناسبت منك قحطان
ولله منا أهل بيت رمتهم
إلى يدك العليا بحور وبلدان
وكلهم يزهى على الشمس في الضحى
وبدر الدياجي أنهم لك جيران
وقد زاد أبناء السبيل وسيلة
وحلو فزادوا أنهم لك ضيفان
فما قصرت بي عن علاك شفاعة
ولا بك عن مثلي جزاء وإحسان
|
|
|
| | |