03-12-2009
|
#21
|

ثوّار الجبل الأخضر
أنا لا أعرفهم .. لكنه نبأ يَرْعش منهم في عروقي
اقفِلِ المذياع .. قبرٌ باردٌ راح يروي لي انفجاراتِ الشروق
اقفل المذياع .. أنباؤهمُ بدمي تسري ، بنبضي ، بشهيقي
أنا لا أعرفهم .. لكنهم قبَسي في كل خطوٍ وطريقي
ليس فيهم – والصحارى بيننا - غير هدّارٍ بصوتي ، ورفيقِ
الربيع الحلو في مَعقلهِم يتحدى كلّ نارٍ وحريقِ
صخرة عطشى ، وفهدٌ ثائر قصة البركان ، والشعب الطليق
حملةٌ رُدَّتْ ، ووحشٌ مزقوا نابه ، فالصخر ريّان السّموقِ
امطري ما شئا ناراً فوقنا واسفحي عطراً دمانا وأريقي !
يا قوي البغي .. صخوري ، جبلي بسمةٌ تهزأ "باللص" الغريقِ !
أخضرٌ موطئ أقدامهم أخضرٌ ، يضحك للنصر الوريقِ
أقفل المذياع .. إني معهم في الذرى ، في كل هضبٍ مستفيق
بالوضيئين : الضحى في رأدِهِ وانتصار الحق والشعب وثوقي
مُزِّق الإخوة حيناً ، والتقى في لظى الثأر شقيقٌ بشقيقِ
أيها الأخضر .. يا معقلهم أيها الشامخ كالنسر العتيق
ليس ثوّارك .. إلا أمتي زحفَتْ من كل أخدودٍ عميق
في عمانٍ جذوةٌ من فجرها وعلى المغرب تزأر بروقِ
أنا لا أعرفهم .. لكنهم في دمي أحرار شعبي ، في عروقي
كلما جلجل عنهم نبَأ سكر النصر بعُلْويِّ الرحيق
لن تطيقي يا قوى البغي سوى أن تزولي من ثرانا .. لن تطيقي !
|
|
|
03-13-2009
|
#22
|

تحية إلى أصدقاء الشمس
مهداة إلى الصين الشعبية، وشعبها العظيم
....
يا أصدقاء الشمس ، يا صانعي براعم التاريخ .. منذ أثَّغَرْ !
عُذراً ، إذا غنيتُ في موطنٍ كلّ ارتعاشٍ فيه لحن عطرْ
تفتّح الفكرُ على دربكم فالأرض غرقى بشهيِّ الثمرْ
والفن ، هل يَقرعُ محرابه شعري ، وحولي مُعجزات السور ؟
فرائدُ الإبداع .. ما يشتهي القلبُ ، وتستحلي الرؤى والفكَرْ
حلَّيتمُ الدهر .. فكم روعةٍ على خطى الدهر ، وكم من أثر !
يا صين ، يا أعرقَ أنشودةٍ باح بها ثغرٌ ، وغنى وتَرْ !
تحيةً ظمأى .. ولن نرتوي وفي الثرى عن أي قيدٍ خبَر
قد كنتِ أحلامي ، وفجر الصبا يَغْذُو خيالي بأحبّ الصور
بالروح أبناؤكِ ، هل صُغتهم جميعهم من نَفحات الزّهرْ
يكاد يندى اللفظ في ثغرهم أهوى على الثغر نسيمَ السحَرْ
الناعماتُ الدّل .. جاراتنا تقدس الدل ، وعاش الخفر !
وأصدقاءُ الشمس جيراننا والمبدعو عالمنا المنتظرْ
...
يا مَطلِع النور ، هوى شاعرٍ يحلو الهوى في أرضه والسمرْ
سأغمس الأوتارَ في عبقرٍ قد يبلغُ الظمآنُ بعض الوطرْ
جئناكِ نستلهم حُمر الخطى والدربُ مزروعٌ بدامي العِبَرْ
تباركَ النّبْعُ ، ولو شابَهُ في غفلة التاريخ بعضُ الكدرْ
فجّرْتِهِ الآن ، ولن ينثني أو ترتوي أنت ، وتُروي البشر
الثورة الكبرى ، وفي أضلعي يا أختُ منها عربيّ الشررْ
يُضيئها عبر الدجى شاعر* من لي بخيطٍ من ضياء القمر !
ألثورة العطشى ، خذي مهجتي واسقي بها البركان أنّى هدَرْ
لن تحملي وحدكِ أعباءها تأبى المروءاتُ وتأبى الذِكَرْ
تعرفكِ الصحراءُ يا أختها والشعر ، والحب ، وأشيا أخر
كنا ، وما زلنا ، جناحَيْ ضحىً حُجُولنا ملءَ الدنى والغرَرْ
على الرمال السمرِ إعصارُنا يزلزل الطغيانَ أنّى زَأرْ
لنا غدٌ ، نَصنعُهُ مثلما تهوى السواقي ، والندى ، والزهر
غدٌ كدفق الفجرِ لا يلتقي فيه سوى الأحرار رَغْم القدر
في كل أرض هيأتْ أمةٌ له ، كما هيأتِ ، عُرْس الظَفرْ
|
|
|
03-13-2009
|
#23
|

أبيات شعري
أريدها هفّافةً كالصَبا ناعمةً مثل رفيف الأقاحْ
يلهو بها غيلان* أنشودةً بين صغار الحي عند الصباحْ
يفك باللثغة أسرارها وتلتقي فيها رؤانا السِمَاح
ساذجةٌ مثل ابتساماته وادعةً كالفرخ لمّ الجناحْ
أريدها .. لو لم يضِجّ الأسى حولي ، وتستصرخ لهاتي الجراح
...
أريدها أغنيةً للهوى تضمها في الصدر عذراءُ
تطوف بالكأس رقيق الخطى .. وينتشي فيها الأحبّاءُ
في كل لفظٍ وردةٌ حلوةٌ حياتها عطْرٌ وأفياءُ
يرتاح في واحتها متْعَبٌ فالظلّ بعد الجهد والماءُ
أريدها .. لو لم تهُزّ الدجى حولي استغاثاتٌ وأصداءُ
...
أريد أبياتي مروجاً على دربكَ أحلى من بساط الربيعْ
تفرش روضاً أخضراً أينما سارت ـ فثوبُ الأرض بيتٌ بديعْ
لكنني لم أخْطُ إلا على حرائقٍ في وطني أو صقيعْ
لم يتركوا قطرةَ ماءٍ ، بلى ضجّت طريقي فسقوها النجيع
لا كان لي قلبي إذا لم تعشْ في خفقةٍ منه قلوبُ الجميعْ
...
أللفظةُ الحلوةُ يلهو بها مستغرقٌ في حلمٍ دافئِ
لم يستطعها زورقٌ مُجهَدٌ يصارعُ الموت إلى الشاطئِ
لم أستطعها .. بيننا أمةٌ تضجّ بالمأساة يا قارئي !
أبياتُ شعري صَرخاتٌ على شفاهِ هذا الموكب الظامئِ
لا فَرْقَ .. والموكب في زحفه لا فرق .. بين المَيْتِ والهادِئ
...
أللفظةُ اللمساءُ مثل الدّمَى تصُبّ في الآذان شكوى الترف
أمقتها .. أمقُتُ تزييفَها أصالة الحب ، وعطر الشرفْ
أمقتُها .. تحمل لي قصةً عن سُهْدِ جفنٍ بالأسى ما انطرفْ
لي هَدَف من كل حرفٍ ، بلى وأضلعي المحترقات الهدَفْ
الشعر في معركتي قطرةٌ تبلّ في الساحة جرحاً رعف
...
الشعر .. لا ، لم يكُ أغرودةً يوماً ، ولا قيثارةً تحلمُ
هو الحياةُ انطلقتْ نغمةً تبني كما تختار أو تهدمُ
الشعر أن أخلقَ في ثورتي من كل قاعٍ ذروةً تلهِمُ
أن أبنيَ الكونَ كما أشتهي غدي الجميلُ المشرق الأكرمُ
الشعرُ بعض الله .. في وهجهِ يُضاء هذا العالم المُظلِمُ
دعني لأبياتي التي حطّمت جناحها وهي ترودُ القِممْ
لن أبلغَ الذروة ، حسبي إذا رنوتُ إني بالأعالي حُلُمْ
حسبي شعوري إنني نبضةٌ يُحسُّها الماضون في المزدحَمْ
يا رائدي الذروة .. إني لكم يا زارعي البِشْرِ بقلب الألم
أحبكم .. يا من تمزّقْتَمُ لكي تضيئوا كوّة في العدمْ
|
|
|
03-13-2009
|
#24
|
نشيد للدولة العربية
منَ المحيطْ إلى الخليجْ
من المحيطِ الهادرِ
إلى الخليجِ الثائرِ
لبيكَ .. عبد الناصر
.
تفَجّري يا أرضُ باللّهَبْ
وأشرقي يا دولة العرب !
مواكباً مواكباً نسير كالرعودُ
للشعب، للقوافل السمر ، لنا الخلودُ
إلى الجحيم هذه الأسوارُ والحدود
.
يا وطني الكبيرْ ..
هل تسمعُ النفير ؟
.
من المحيط الهادرِ
إلى الخليجِ الثائرِ
راياتُ عبد الناصرِ
.
تمَوّجي يا أرضُ باللّهَبْ
وأشرقي يا وحدةَ العرّب
.
عُدنا إلى التاريخ عدنا .. ضمّنا لواءْ ..
نفديه – إنْ عَزّ الفدَا – نحميه بالدماءْ
لنا السماءُ والثرى ، والماءُ والفضاءْ
.
والموكب الأخضرْ
والفارس الأسمَرْ
.
من المحيطِ الهادرِ
إلى الخليج الثائرِ
لبيّك .. عبد الناصر
.
تفجّري يا أرضُ باللهبْ
وأشرقي يا دولة العرَبْ !
.
إلى تخوم الوحدة الكبرى ، إلى الغدِ
لبّيكِ كل بقعةِ من وطني المهدّدِ
لبيك .. أقوى من طغاةِ الأرض
زندي ويدي ..
.
الأرض للأحرارْ
والنصر للثوارْ
.
من المحيط الهادرِ
إلى الخليج الثائرِ
رايات عبد الناصرِ
.
تدفّقي يا أرض باللّهبْ
وأشرقي يا أمةَ العربْ
|
|
|
03-13-2009
|
#25
|

في عيد الوحدة
أنا في هدرة الحناجر ، أنسابُ هتافاً ملءَ الدجى ، ودويا
أنا في زحمة الجماهير ، لا أملكُ إلا الدموع في مقلتيّا
الأهازيج تُرعش الأفق حولي وتصبّ الحياة في مسعميا
أنا في زحمة الطريق ، وغابٌ من زنودٍ سُمْرٍ يرِفّ عليا
الأغاريد .. أي كأسٍ أديرت في حنايا الدجى ، وأي حميّا !
فرحةُ الضائعين عادوا مع الفجر يصوغونه ضحىً أبديا
فرحةُ الشعب ، شعبنا وهو يطوي ظلمات العصر والذل طيّا
وعنانُ التاريخ في قبضتيْه يا عناني انطلقْ ، ودعْ فبضتيّا
أنا في سكرةٍ مع الشارع النشوان ، ازجي ، مرنّحاً ، قدميا
أنا في سكرة دفنت بها الليل ، وصنت الصباح في جانحيا
أطفأوا النور ألف عام بعينيّ ، ولموا الأفراح عن شفتيا
لا تلمني ، فلن أعدّ حياتي في دورب الضياعِ والذلِ شيّا
منذ يومين قد وُجدت ، فعمري يوم أعلنتُ مولدي العربيا
...
أنا في زحمة الحناجر أنسابُ جنوناً حينا ، وحيناً ذهولا
لحظاتٌ .. والليل يرقص ، والأضواء تعلو مدينتي إكليلا
وعلى الأفق نجمةٌ هزّها العيدُ فروّت جاراتها تقبيلا
لحظاتٌ .. غنَّيتُ في حلمها شعري وصارعتُ ليلَها مغلولا
يا ليالي الضياع ، والقيد ، زولي نحن باقون وحدةً لن تزولا
وحدة .. تلهم الكواكبَ مسراها وتمشي في القفر ظلاً ظليلا
وحدة .. في السماء والأرض منها لهبٌ يغسل الأذى والدخيلا
وحدة .. تَفْجُرُ الينابيع في الكون فراتاً يسقي العطاش ونيلا
وحدة .. تجمع المشرّد بالأهلِ ، عناقاً بعد الفراق طويلا
وتلمّ المعذبين بأرضي موجةً لن تضلّ بعدُ السبيلا
يا ليالي الضّياع والذل غوري تحت أقدامنا رعيلا رعيلا
عربيّ الشعاع هذا الضحى المتلعُ جيداً إلى الخلود أصيلا
سلبتنا الدنيا قناديلنا الزهرَ ، فعدنا .. نُحيلها قنديلا
...
أين أهلي ؟ أضمُهم وأدقّ الكأس نخبَ انطلاقهِ العملاق
منذ يومين قد وُلدتُ ، فصبِّيني نشيداً يا روعةَ الإشراقِ
أين أهلي على الذرى الشمّ في لبنان ؟.. تحلو في العيد كأس التلاقي
أينَ أهلي.. في القدس، فوق الضفاف الخضر، ضجّت في صدرهم أشواقي
أين بغداد معقلُ الصيِّد من قومي تدكّ الأسوارَ بين العناقِ
لكأني أجرّ خلفي حطاماً من عقال في زندها ووثاقِ
العراقُ الحبيبُ .. طال دجاه أنا أدرى بصاعقات العراقِ
أين أهلي فالعيد في كل صدرٍ زغرداتٌ تضيء في الآفاق
خذ جناحي في الشرق واترك جناحاً لي على الأطلسي .. لفّ رفاقي
يا صقورَ الجزائر السمر ، عيدي وقصيدي لكم ، ووهج احتراقي
يا دويّ الرصاص زغرد على "الأ هراس"..باقٍ عرسُ العروبة باقِ
لن نردّ السيوف في الغمد حتى نلتقي تحت بندنا الخفاقِ
...
وأزيحُ العصورَ عني ضباباً في ضباب ، وغمةً كالجبالِ
ويلوحُ التاريخ تاريخ قومي شعلاً من حضارةٍ وجلالِ
همدت ، ريثما نعدّ لها الخلد ، ونُلقي قيادها لجمالِ
فاشهديه يا أرضُ ميلادَ شعبي وتملّيْ مواكب الأبطالِ
ينسجون الحياة عزاً ، ويمضون ، فمن ريشهم شموخُ الأعالي
قد طلعنا يا أرض.. وحدتنا الكبرى مصيرٌ في قبضة الأشبال
قدَرٌ عودةُ الربيع إلى الدنيا ، فدقِّي السدود للشلالِ
قد طلعنا ، فاي سدّ كسيح سيعوق انتفاضةَ الأجيال !
...
اسمرَ النيل .. في حنايا بلادي ظمأ ، والمعينُ دفقُ زُلالِ
إسقنا النصرَ ساحةً بعد أخرى من نضال مظفَّرٍ لنضالِ
لك منا العيون تنزل فيها بسمات يُشرقن بالآمالِ
لك منا الزنود يا حاطم الأغلال ، فاضرب بقيةَ الأغلالِ
الملايين في ثرى الضاد حُلْمٌ يتحدى بالأسمر الرئبالِ
هات لي اخوتي .. فروعةَ عيدي فوق شعري غداً وفوق خيالي
يوم أمشي .. في الأطلسيّ يميني دون حدٍّ ، وفي الخليج شمالي
|
|
|
03-13-2009
|
#26
|

عبد الناصر في حلب
ناجاك شعري دفقةً من ضياءْ وثورةً .. فجّرها الأنبياءْ
جمال .. يا أغنيةً حلوةً شق بها شعبي عنان الفضاءْ
يُقَطِّع الإعياءُ أنفاسه ولا يَملّ اسمك حلوة الحداءْ
جمال .. يا أسطورةً من هوىً تموج في أرضي ، ومن كبرياء
ما أنتَ ؟ تاريخٌ غفا حقبةً ثم تمطّى عن جوابِ السماءْ
ما أنت؟ ميلادٌ سفحنا على دروبه الدمعَ ، وخضنا الدماء
ميلادُ شعبٍ ملّ قتلَ الدجى يبحث عن معجزةٍ ، عن رجاءْ
عن بطلٍ .. يصهر تاريخنا في بسمة ثائرة ، في نداءْ ..
عن أسمرٍ .. من قلب صحرائنا يفجّر الصحراء ظلا وماء
ألفٌ من الأعوام غُبْرُ الخطى سودٌ ، أناخت فوق رأسي ، ظماءْ
نفضتُها عني ، وعن أمتي في طلّة الأسمر .. هذا المساءُ
أأحبس الدمعة في مقلتي ؟ للفرح الطاغي دموعُ الإباء
...
يا أملَ الأجيال .. حوِّم على تخوم هذا الوطن الثائرِ !
حَوِّمْ .. فهذا الموج – أنّى تسِر- تعانق الزاخر بالزاخر
أنى تَسِرْ .. فالشعب يا أسمري إعصارُ حبٍّ كاسحٍ هادر
لَوِّحْ له.. في كل إيماءةٍ مستقبلٌ أكثر من زاهر
إبسم له.. في كل إطلالة حضارةٌ في فجرها الظافر
عدنا إلى التاريخ .. يا أسمري عدنا .. كصوت القدَر القاهر
بين المحيطين .. لنا طلعةٌ بألف فجر عَبِقٍ ناصرِ
بين المحيطين .. لنا أمةٌ مدت إلى الخلد يديْ قادرِ
بين المحيطين .. لنا دولةٌ رايتها في قبضَتيْ ناصرِ
يا روعة البركان .. فوق الرؤى وفوق خَلْج الشعرِ والشاعر
لن يهدأ الزحفُ .. وفي أمتي ظلٌ "لعلجٍ" غاصبٍ غادر
لن يقفَ الزحفُ ، وفي أمتي عرش "لعبد" قَزَمٍ فاجرِ
...
يا أملَ الأجيال.. إنّا هنا نضمّ بالروح جناح البَطَلْ !
نحرس بالأكباد أحلامه نوقظها في كل صدرٍ شُعلْ
إنّا هنا.. فاملأ رحاب المدى بنا ، ونَضِّرْ شامخات القُلل
إخوتنا خلف سدود الدجى يرنون ، والفجرُ وأنتَ الأمَلْ
إخواتُنا الثوار .. يا اسمري بها درات النيل شدّوا المُقَلْ
بالشام ، بالوحدة ، عملاقها مدّ إلى الشمس يداً واكتحلْ
إخوتنا الثوار .. باسم الضحى باسم جمالٍ ، يصفعون الأجلْ
دماؤهم في الساح أنشودةُ السفح إذا غنّى ، وعطرُ الجبَل
إخوتنا في القدس ، في دجلةٍ ينازلون البغي ، انّى مَثَلْ
يصارعون الغدْرَ مستشرياً يرنون ، والنصر وأنت الأملْ
ويلفظ الثائرُ أنفاسه وزادُهُ في النزع طيفُ البطل
بين المحيطين.. لنا وقفةٌ ودولةٌ جبارةٌ .. لا دُوَلْ
|
|
|
03-13-2009
|
#27
|

لبنان الثائر
وقفةٌ في مدارج الفجر تنفضْ سحبَ الليل عن جبين الضادِ
ونلُمّ الخيوط فوق الذرى السمرِ ينابيعَ ثورةٍ وجهادِ
وقفةً يا هدير نَدْرُجْ مع النور توشّي أولى خطاه بلادي
لمحةً يا جراح لبنان نخْطَف قصة المجد من فم الروّادِ
العصور العمياء تكتسح التاريخ ملءَ الذرى وملءَ الوهادِ
وبلادي ، أمّ الينابيع ، تذوي فوق أرجائها شفاه العوادي
والبقايا من روعة الألق الما ضي تشدّ السواد فوق السوادِ
العصور العمياء ، ألفٌ من الاعـ ـوام جفّ السنا ، وضلّ الحادي
وأفاقت أولى الخطى تزحم المو تَ على رعشة الشعاع الهادي
أين ماجت دنيا العروبة بالفجر ، وغنّت طلائع الأمجاد ؟
أين جسّدتُ أمتي لهباً بكراً ، وأبصرتُ دفقة الميلادِ ؟
لا تسلني ، وادرج معي في الذرى السمر ، على كل مَشْرَفٍ أو وادي
هدأةً ، يا دويّ لبنان ، فألامس قصيدٌ مُجَنَّحُ الأبعادِ
لمحة ، استعرْ من الوثبة الأولى وميضاً أحدو به إنشادي
من سقى دوحةَ العروبة ، والآ فاق غبْرٌ ، إلى الضياء صوادِ !
من رمى النور في عيون الحيارى فأفاقت على الحياة بلادي !
حملت كل أرزة جمرةَ البعث ، وشقّت بالنار صمت الرمادِ
وحدانا لبنان ، فانطلق الركبُ ، وماجت حواضرٌ وبوادي
كلّ صخرٍ لنا عليه نشيدٌ عربيّ يهز دنيا جمادِ
قبل شمعون ، كنتِ يا شامخاتِ الأرز نبعي ، وفجريَ المتهادي
قبل شمعون ، كنت الصيحةُ السمـ ـراء تجلو مفاخرَ الأجدادِ
قبل شمعون ، قبل قافلة العبدان ، كان اسمه عرينَ الضادِ
كان لبنان معقلي ، وسيبقى ملتقى إخوتي ، ومهوى فؤادي
...
يا سفوحَ العبير ، يا هَضبات الورد ، ماذا على سفوح العبيرِ !
أيحيلون جنة الله وكراً لدخيلٍ ، ومرتعا لاجيرِ !
أيكمّون بالرصاص فم الورد ، إذا قال : لم أكن للنيرِ !
فاذا موطن الاغاريد مأوى كل لص ، وشائه موتورِ
لفحيح الاحقاد ، للشوك يا لبنان ، لا للندى ولا للزهورِ
قسما ، ما استطبتُ كأسي على النبع ، ونبعي مخضّبٌ بالشرور
أيّ حريةٍ يغني بها "ألعبدُ" ، على باب غاصبٍ مسعورِ !
أي حرية، سلوا طلقاتِ النار عنها غدراً وراء الظهورِ
وانسحاب الخُطى على العتماتِ السود خوفا من عاصفات النور
في دماء المتنيّ* قصةُ لبنان، خذوها عن الدم المهدورِ
إروها ، لا تُشحْ بوجهك يا سفّاح ، جرح الشهيد لحن العصور
إروها ، واستمعْ صداها جموعا هادرات ، وثورة كالسعير
إستمعْ غضبة الجماهير تمْلي بدماها قصيدةَ التحريرِ
في حنايا الهضاب ، في الشاطئ الرجـ ـراج بركان وثبتي ونشوري
هو منا ، ونحن منه الدم المسـ ـفوك فوق الثرى ، ثرانا الطهور
الاباةُ المصممون اباتي والصقور المزمجرون صقوري
وجراحي على عمانٍ جراحي في حنايا صيدا ، وجبهة صور
دمنا تصرخ الملايين فيه يا عصور الضياع والذل ثوري !
يا حماة الدجى ، تشققتِ الأرض ، ومادت عن ألف فجرٍ منيرِ
عربي الهدير.. لن تحجبوه بركامٍ من ناصلاتِ الستور
يتحدى الصباح مهزّلةَ التزوير ، إن الصباح فوق الزورِ
وطني للزنابق البيض ، فألقوه جحيماً ، ودمدماتِ نسور
يصمتُ الشعبُ كالجبال ، وتبقى بيد الشعب حاسماتُ المصير
...
يا دماءً تكاد تلفَحُ وجهي بلهيب الصمود والعنفوانِ
يا دم الشعب ، فات أعداءَ شعبي إذا اراقوكَ قصةُ البركانِ
جرحُ عدنان* ما يزال على الشام انطلاق التاريخ من عدنانِ
جدّدته على شوارع بيروت ، كهوف الاحقاد والاضغانِ
يهزم الصبحُ كل وكرٍ بنته في الدياجير غُلةُ الثعبانِ
ويطلّ الضحى على اثنين في الميدان : شعبي والنصر في الميدان
قُدماً يا بنودنا في الهضابِ الشمِّ ، إنا في الصدر خافقتانِ
قُدما لن تكون يا أسمر الارز وحيداً في زحمة الطوفانِ
الثرى والسماء حولك اهلٌ وقلوبٌ على الجراح حَوَانِ
وسيوف الصقور إخوتك الاحـ ـرار عطشى إلى النزل ، روانِ
الثرى والسماء أهلك ، فاسخَرْ من حراب هممنَ بالعدوانِ
عرفتها الدنيا على بور سعيدٍ كيف باءت بالعار عار الزمان
كيف رُدّت كسيحةً وثبةُ الغدر ، ودُقّت مخالبُ القُرْصانِ
تنشق الكبرياءُ عطركَ يا لبنان ، فاشمخ به على نيسانِ
للهوى باسقاتُكَ الخضر للمجد ، ولن تنحني لسوط جبانِ
والاشمّ الراسي على قدميه - قَدَرٌ ذاك – مصرعُ الطغيان
قَدرٌ ان تهلّ في جَنبات البيد دنيا جديدةُ الألوانِ
أرزُ لبنان نفحةٌ في سماها ينسج الحبَ نولُها والاغاني
قدرٌ أن يموج في أرضنا الخضراء فجرٌ للضاد ، لا فجرانِ
في عُمانٍ ، وفي الجزائر منه عاصفاتٌ يزأرن في لبنانِ
أمة تصنع الحياة، ويخشى رعشة النور صانع الاكفانِ
بيديك المصير يا هدرة الشارع ، فامضي في الساح ملءَ العنان
يصمت الشعب كالجبال ، ويبقى بيد الشعب مصرع الطغيانِ
|
|
|
03-13-2009
|
#28
|

على هامش رسالة من بغداد
وختم الصديق الثائر كتابه بهذه الحاشية: "انني أجهل عنوانك..ليت شعري!.. أتصلك هذه الرسالة أم لا"؟
...
بَلى ، هذه قهقهات الرفاق ، وعطْرُ الزغاريد في مسمعي
بَلَى ، هذهِ خطوات الفهود ، تجُرُّ الصباحَ إلى المَطْلعِ
بَلَى ، يا رفيق الهوى والسلاح ، معي ، في دمي أنت تحيا ، معي
أتخشى إذاً أن تضل الطريق ، أتخشى ، وقلبك في أضلعي !
وهل همست جمرةٌ في نشيدي لو أني لِبَلواكَ لم أجزعِ
لو أني بنارك لم أحترقْ لو أني بكأسكَ لم أكرعِ
كتابُكَ يا ثائري في يدي سطورٌ تُسابقها أدمعي
أضُمّ بها أرج الثائرين بغُلّة عطشان لم تُنْقَعِ
أقَبّل فيها تُرابَ العراقِ ، وأحنو على جيده المُتْلَع
وأغرق في موجةٍ من ضياءٍ ، على الشط ، في سكرةٍ لا تعي
بَلَى ، فهذه قهقهات الرفاقِ ، وعطر الزغاريد في مسمعي
...
بَلَى ، يا رفيق الهوى والسلاح ، تهاوت سدود الدجى بيننا
فَشُدّ الجناحَ على لفظةٍ هناك ، تزقزق وتمرح هنا
سدى حرّموا همسات الشفاه ، سدى عَقلوا بالدم الالسنا
سدىً ، صبغوا بالنجيع العراق ، فما شمخ النخل الا لنا
ولا غمغم الشطّ إلا بما يجلجل في صدرنا من منى
تلين الضفاف لأقدامنا فهل وجدوا مَسّها ليِّنا ؟
سلوا نسمَات المساءِ الكُسالى وقد زلزلت في الصباح الدنى
ألم تَنْتَفضْ زعزعاً كاسحاً ألم تنطلق قدراً مؤمنا ؟
لعينيكِ يا صيحة الخالدين ، تفجر قبل الشروق السنا
لعينيك يا أمةً باسمها بها ، لم أزل أتحدّى الفنا
تمطّيْ على عتبات المحيط ، وَ لُمِّيه في وحدةٍ موطنَا
أخا الفجر ، يسكرنا وهْجُه ونقرأ فيه كتابَ الغدِ
كتاب العروبةِ للظامئين خطىً تستريح على مورد
خطى تحمل العبءَ لا تشتكي وبالدم في دربها تهتدي
عقدنا ببغداد أبصارنا تباركت بغداد من مَقْعدِ !
هدمت عصوراً على اهلها وكنت مع النصر في الموعدِ
فيا للطّغاةِ ، وتاريخهم كأنّ الطواغيتَ لم تولَدِ
ودِدْتُ لو أني حشرت العبيد بحبلٍ من اللهَبِ الاسودِ
وفتحْت بالنار أجفانهم بساح الرشيد على مَشْهَدِ
بقايا العروش على أرضنا بقايا من العار لم تحصد
لنا جولةٌ في الضحى ، لم تنم أعاصير بغداد ، لم تخْمَدِ
لنا جولةٌ يا قلاع العبيد ، فهزي الخيانة واستنجدي !
|
|
|
| | | | | | | |