ديوان الشاعر أبو العلاء حرز

دمعة شهيد


وطنى
ياحاضن وحدتى وهمى
أحفر أخاديدك
وأبنى متاريسك
قلاع للحزن من دمى
على شطوط البدن
تظهر تجاعيدك
تتصافى وتتجافى
وتتعافى على دمعى
تسيل على الوجنة تتعاجب
وتتسـابق وتتمـايل
وتقتلنى وتعصرنـى
يمـوج الموت على خدى
ودم الخل فى يدى
وأحضن لياليها
بعطر حزنه الوردى
يتـوه الفرح فى ظـنى
وصوت القهرعلى سمعى
غناويها
وطن ريـح ومجاريـح
مايقـدر عليك النـوح
ويسبـح فى مداك عمرى
مابين الدمـعه والدمـعه
أقول موال
وذكرى تجـرى مخنـوقه
ليال طوال
يطـوى الفـرح أوراقه
وأهـدابه واحـداقه
تخبـو بالعيـون شمـعه
ينـام الجفـن يتثـاقل
ويتمـايل على دمعـه
وبرمـوشه وبحـروفه
يوشـوش لها بخـوفه
على وطنى
ويتمدد جسد فانـى
وعمرة فى يوم
ماكان جانـى
ورصاص الغدر فى حلقه
ودمع عيونه وجدانـى
فى قلب ميدانه محروسه
بقرأنه وأنجـيله
ومرسومه على صدرى
ومسجونه فى حرمانـى
بكف يدى أحملها
واطمنها
أواريها ثرى قلـبى
وأغنيـها لاولادى
وأسقيها ضنى عمرى
وأحكيها لآحفادى
يادمعه حايره من شوقى
لشط البحر مشتاقه
يطل الجرح من فوقى
والدنيا تزهو براقـة
وأسمع فيها صدى صوتى
يقول الدنيا فراقـة
وفى شروقى وفى غروبى
يطق الدم بعروقى
يفر من شرايينه
يئن الجرح فى نوحه
وسيف الصبر يجرحنى
ويذبحنى
فى ظل شجرة مقطوعه
وموجوعه
ومصلوبه على الشطـئان
يقوم البحر من نومه
ويغسل دمعتى بملحه
تعود البسمه للوجنة
ودمع الحُـر يحميها
يلملم دمعه أسرارة
ويرسلها مع خيله
ويدفن فيها اخبارة
ويعلن على الملاء سيرة
ويظهر فى المدى ضى
قناديل فى بحر بتلالى
وتعكسها مرايا الحـى
على جرحى وعلى دارى
يلوح فى الافق طيفه
وبسمه عشق على وجهه
رافع فى الفضاء سيفه
يهتف باسمك بلادى
سألت عنه وأنا سارى
ودمه الوردى على كفى
قالوا مات بشهامه
ومازلت بخوفـى حى

أبو العلاء حرز
28/11/2011