12-11-2010
|
#4
|



علم البديع
عند دراسة تاريخ نشأة (علم البديع)، يظهر أنه لم يكن يشكّل فنّاً مستقلاً، بل كان ممتزجاً بعلمي المعاني والبيان، ثم بدأ هذا العلم يتخصص في مسائل معينة، إلى أن استقر على يد بدر الدين ابن مالك(1) في كتابه (المصباح)، وأصبح يُطلق ويراد به: "العلم الذي يوشّى به الكلام بأوجه الحسن، وقد يكون ذلك الحسن من جهة اللفظ، وقد يكون من جهة المعنى، ومن هنا فلقد قسموا مباحث هذا العلم إلى قسمين: أولاً: المحسنات المعنوية، ثانياً: المحسنات اللفظية"(2).
والمحسنات المعنوية كالطباق، والتورية، والمشاكلة واللف والنشر، وغيرها، أما المحسنات اللفظية فهي كالجناس، والسجع، ورد العجز على الصدر.
و(علم البديع) تابع لعلم المعاني لا يُقدّم عليه؛ ذلك أن بلاغة الكلام ترجع إلى معناه، لا إلى لفظه، كما صرّح الشيخ عبد القاهر في أكثر من موضع في كتبه.
وإذا قُدّم تزيين الكلام وتحسينه على حساب المعنى، فإنه يخرج متكلفاً، لا يؤثر في السامع، ولا يتجاوز أذنه؛ لذلك قال الشيخ عبد القاهر في (أسرار البلاغة): "وعلى الجملة فإنك لا تجد تجنيساً مقبولاً، ولا سجعاً حسناً، حتى يكون المعنى هو الذي طلبه واستدعاه وساق نحوه، وحتى تجده لا تبتغي به بدلاً، ولا تجد عنه حوَلاً، ومن ههنا كان أحلى تجنيس تسمعه وأعلاه، وأحقه بالحسن وأولاه: ما وقع من غير قصد من المتكلم إلى اجتلابه، وتأهّب لطلبه، . . . "(3).
فليست المحسنات في الكلام البليغ مقصودة لذاتها، وإنما هي تبع للمعاني، تزيد الكلام حسناً إنْ كان صحيح المعنى، سليم التركيب.
_____________
يتبع
|
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
|
|
أدوات الموضوع |
|
انواع عرض الموضوع |
العرض الشجري
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
 |
|