![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
…»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… { .. كل مايختص بأمور ديننا ودنيانا و يتعلق بأمور الدين الحنيف لأهل السنة و الجماعة فقط .. } |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#12 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() ![]()
|
![]()
قوله تعالى : "يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون" .
قوله سبحانه وتعالى :"يا أيها الناس اعبدوا ربكم" قال علقمة و مجاهد : كل آية أولها : يا أيها الناس فإنما نزلت بمكة ، وكل آية أولها "يا أيها الذين آمنوا" فإنما نزلت بالمدينة . قلت : وهذا يرده ان هذه السورة والنساء مدنيتان وفيهما يأيها الناس . وأما قولهما في "يا أيها الذين آمنوا" فصحيح . وقال عروة بن الزبير : ما كان من حد أو فريضة فإنه نزل بالمدينة ، وما كان من ذكر الأمم والعذاب فإنه نزل بمكة . وهذا واضح . و يا في قوله "يا أيها" حرف نداء . أي منادى مفرد مبني على الضم ، لأنه منادى في اللفظ ، و ها للتنبيه . الناس مرفوع صفة لأي عند جماعة النحويين ، ما عدا المازني فإنه أجاز النصب قياساً على جوازه في : يا هذا الرجل . وقيل : ضمت أي كما ضم المقصود المفرد ، وجاءوا بـ ها عوضا عن ياء أخرى ، وإنما لم يأتوا بياء لئلا ينقطع الكلام فجاءوا بـ ها حتى يبقى الكلام متصلا . قال سيبويه : كأنك كررت يا مرتين وصار الإسم بينهما ، كما قالوا : ها هو ذا . وقيل : لما تعذر عليهم الجمع بين حرفي تعريف أتوا في الصورة بمنادى مجرد عن حرف تعريف ، وأجروا عليه المعرف باللام المقصود بالنداء ، والتزموا رفعه ، لأنه المقصود بالنداء ، فجعلوا إعرابه بالحركة التي كان يستحقها لو باشرها النداء تنبيهاً على أنه المنادى ، فأعلمه . واختلف من المراد بالناس هنا على قولين : أحدهما : الكفار الذين لم يعبدوه ، يدل عليه قوله : "وإن كنتم في ريب" . الثاني : أنه عام في جميع الناس ، فيكون خطابه للمؤمنين باستدامة العبادة ، وللكافرين بابتدائها . وهذا حسن . قوله تعالى : "اعبدوا" أمر بالعبادة له . والعبادة هنا عبارة عن توحيده والتزام شرائع دينه . وأصل العبادة الخضوع والتذلل ، ويقال : طريق معبدة إذا كانت موطوءة بالأقدام . قال طرفة : وظيفا وظيفا فوق مور معبد والعبادة : الطاعة . والتعبد : التنسك . وعبدت فلاناً : اتخذته عبداً . قوله تعالى : "الذي خلقكم" خص تعالى خلقه لهم من بين سائر صفاته إذ كانت العرب مقرة بأن الله خلقها ، فذكر ذلك حجة عليهم وتقريعاً لهم . وقيل : ليذكرهم بذلك نعمته عليهم . وفي أصل الخلق وجهان : أحدهما : التقدير ، يقال خلقت الأديم للسقاء إذا قدرته قبل القطع ، قال الشاعر : ولأنت تفري ما خلقت وبعـ ض القوم يخلق ثم لا يفري وقال الحجاج : ما خلقت إلا فريت ، ولا وعدت إلا وفيت . الثاني : الإنشاء والاختراع والإبداع ، قال الله تعالى : "وتخلقون إفكا" . قوله تعالى : "والذين من قبلكم" فيقال إذا ثبت عندهم خلقهم ثبت عندهم خلق غيرهم ، فالجواب : أنه إنما يجري الكلام على التنبيه والتذكير ليكون أبلغ في العظة ، فذكرهم من قبلهم ليلعموا أن الذي أمات من قبلهم وهو خلقهم يميتهم ، وليفكروا فيمن مضى قبلهم كيف كانوا ، وعلى أي الأمور مضوا من إهلاك من أهلك ، وليعلموا أنهم يبتلون كما ابتلوا . والله أعلم . قوله تعالى : "لعلكم تتقون" لعل متصلة باعبدوا لا بخلقكم ، لأن من ذرأه الله لجهنم لم يخلقه ليتقي . وهذا وما كان مثله فيما ورد في كلام الله تعالى من قوله : "لعلكم تعقلون" ، و "لعلكم تشكرون" ، و "لعلكم تذكرون" ، "لعلكم تهتدون" فيه ثلاثة تأويلات . الأول : أن لعل على بابها من الترجي والتوقع ، والترجي والتوقع إنما هو في حيز البشر، فكأنه قيل لهم : افعلوا ذلك على الرجاء منكم والطمع أن تعقلوا وأن تذكروا وأن تتقوا . هذا قول سيبويه ورؤساء اللسان . قال سيبويه في قوله عز وجل : "اذهبا إلى فرعون إنه طغى * فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى" قال معناه : اذهبا على طمعكما ورجائكما أن يتذكر أو يخشى . واختار هذا القول أبو المعالى . الثاني : أن العرب استعملت لعل مجردة من الشك بمعنى لام كي . فالمعنى لتعقلوا ولتذكروا ولتتقوا ، وعلى ذلك يدل قول الشاعر : وقلتم لنا كفوا الحروب لعلنا نكف ووثقثتم لنا كل موثق فلما كففنا الحرب كانت عهودكم كلمع سراب في الملأ متألق المعنى : كفوا الحروب لنكف ، ولو كانت لعل هنا شكا لم يوثقوا لهم كل موثق ، وهذا القول عن قطرب و الطبري . الثالث : أن تكون لعل بمعنى التعرض للشيء ، كأنه قيل : افعلوا ذلك متعرضين لأن تعقلوا ، أو لأن تذكروا أو لأن تتقوا . والمعنى في قوله "لعلكم تتقون" : أي لعلكم أن تجعلوا بقبول ما أمركم الله به وقاية بينكم وبين النار . وهذا من قول العرب : اتقاه بحقه إذا استقبله به ، فكأنه جعل دفعه حقه اليه وقاية له من المطالبة ، ومنه قول علي رضي الله عنه : كنا إذا احمر ابأس اتقينا بالنبي صلى الله عليه وسلم ، أي جعلناه وقاية لنا من العدو . وقال عنترة : ولقد كررت المهر يدمى نحره حتى اتقتني الخيل بابني حذيم
|
|
![]()
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
Loading...
|