![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. } |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]()
|
![]() للتَّو انْتَهت منها المَرْأة التي تَكَفَّلَت بإلْباس مَلامحها النَّاعِمة بَعْضاً من أَلْوان هادِئة تُبْرِزها باحْتِرافٍ و فَن..شَكَرَتها بابْتسامة قَبْل أَن تُغادر الغُرْفة برِفْقَة ابْنة خالتها صَفاء التي تَكَفَّلَت بإيصالها لِباب المَنْزَل..،هي بَقِيَت لِوَحْدها أَمام المِرآة..تَتَمَعَّن بسِحْرها الفَريد،المُحْتَضِن بَيْن طَيَّاته أُنوثة تَسْلُب الأَلْباب و يَسيل منها لُعاب القُلوب الهاوِية الجَمال..،ابْتَسَمت برِضا و هي تَمس بأَطْراف أَناملها خُصْلة مُتَمَوّجة غَفَت على كَتِفَها بنُعومة..الْتَفَتت لِصَوْت صَفاء،:قَمَر قَمَر الصَّلاة على النبي اسْتَدَارت إليها مُشيرةً لِنَفْسَها و بتساؤل يَطْلب جَواب تَأكيد،:يعني أوكـي شكلي ؟ وَثَّقَت على الحَقيقة و هي تَقْتَرِب منها،:و عَشرة أوكي بعد "غَمَزت لها بعد أن تَوَقَّفَت أَمامها مُرْدِفة بخَبَث" صدقيني فيصل بيدوخ و بينسى نفسه من أَول نَظْرة قَشْعَريرة بارِدة أَحْيَتها نَبَضاتها الوالِهة و مَضَت تَتَفَرَّع بين حَواسها على إثْر ذِكْر اسْمه..لَم يَتَبَّقَ سِوى القَليل..ساعتان أو أَقَل و سَتُكون له..و سَيَكون لها..رَجُلها هي وَحْدَها..، ،:صَفاء مُمكن تتركينا شوي الْتَفَتت الإثنَتان للأمْر الجِدّي الكاشِفة عَنهُ أَنْفال الواقِفة قُرْبَ الباب من الدَّاخل..هَزَّت صَفاء رَأسها بالإيجاب ثُمَّ خَطَت تارِكة الغُرْفة للشَّقيقَتان..أَغْلَقَت أَنفال الباب..ثُمَّ تَحَرَّكَت للأريكة المَرْكونة في إحْدى زَوايا الغُرْفة..جَلَسَت و هي تُشير بجانبها قائِلة،:تعالي اهني ياسمين اسْتَجابَت ياسمين بِصَمْت..و فَوْر جُلوسها اسْتَدارت بكامل جَسَدها لأَنْفال مُسْتَفْسِرة بقَلَق،:شصاير ؟ ليش وجهش جذي ! تَداركت أَنْفال نَفْسَها.. و حاولت دون أن تَنتبه شَقيقتها الصُّغْرى أن تُنْثِر مَلامح طَبيعية تَنُم على الفَرح بين جَنبات وَجْهها الجامد..أَجابت بنَبْرة لا تُبْدي شَيء،:ما صاير شي "ابْتسامة حُب داعَبَت شَفَتيها مع احْتضان كَفَّها لِجانب وَجْه ياسمين بمَلَقٍ و حُب..هَمَسَت بصدق" طالعة قمر..تجننين نِصْف ابْتسامة شارَكت أَحْمر الشَّفاه تَذَوُّق شَهْد شَفَتَيها..فالإبْتسامة لم تَكْتَمِل لِعَدم اقْتناعها بقِناع التَّصَنُّع الذي ارْتَدَته أُختها على عَجَل..أعادت سُؤالها بوَجْسٍ بهِ لَحْنُ شَك،:شصاير أَنْفال ! كَرَّرَت بثِقة،:مو صاير شي "و بِنَبْرة مُبَطَّنة أَرْدَفَت" بس عندي سؤال ارْتَفَع حاجِبها بِعَدَم فَهْم،:سُؤال ! هَزَّت رَأسها و هي تَقول،:اي سؤال أَخْفَضَت حاجبها بالتَّوالي مع انْعِقاد ذراعيها على صَدْرها..و بهُدوء،:و شنو السُّؤال؟ تَقَلَّدَت عَيْناها بنَظَرات مُتَفَحِّصَة،تُنَبِّش عن جَواب تَعْتَقِد أَنَّ شَقيقتها سَتَتَسَتَر عَليه..نَطَق لِسانها صافِعاً وَعْي ياسَمين،:إنت واثقة من فيصل ؟ عَلَّا التَّعَجُّب حاجبيها و عَيْناها اتَّسَعَتا بذُهولٍ كَبير..،:نَعــم ! أَعادت بذات النَّبْرة،:إنتِ واثقة من فيصل ؟ سَيْطَرت على ملامحها عُقْدة مُسْتَنْكِرة،:أنفال شهالسُّؤال الغَلط..لا و بعد بليلة الملجة ! بَرَّرَت و هي التي بَقِيَت لأَيَّام تَتَقَلَّب على جَمْر حَديث أَحْمَد الواثِق،:ابي اتطمن على أختي فيها شي ؟ بذات الإسْتنكار قالت،:تتطمنين بهالسؤال الغريب ! يعني شنو واثقة منه ! وَضَّحَت بصَراحة تَعْلَم أَنَّها قَد تَجْرح هذه الرَّقيقة،:يعني واثقة إنّه يبيش و يحبش و قلبه مو متعلق بطليقته ؟ فَزَّتَ واقِفة و ذِكْر جِنان لَسْعة لَطالما هَدَّدَت بتَسْميم حُلْمَها..عَقَّبَت بصَوْت غَشَاهُ غَضَبٌ طَفيف و هي تُواجهها بظَهْرها،:أَنفال شهالحجي ؟ يعني لو كان للحين يبي طليقته ليش خطبني ؟ ليش ما رجعها له ! "استدارت مُرْدِفة بشك" شتبين توصلين له أَنفال ! وَقَفت تُقابلها مُجيبةً،:مابي أوصل لشي..بس يعني هو طالع من تجربة سابقة..و إنتِ تخوضين هالتجربة للمرة الأولى..فبغيت اتطمن على أختي حبيبتي..لا أكثر نَطَقَت بكلمات بلا إرادة منها خَرَجت مُذَيَّلة بالحِدَّة،:تطمني أَنفال..أنا و فيصل نعرف بعض عدل..و اثنينا واثقين من بعض و تفاهمنا على كل شي قبل لا نخطي هذي الخطوة..فارتاحــي اسْتَعانت أَنْفال بابْتسامة شاحِبة أَلْبَسَتها ملامحها البارِدة قَبْل شَفَتيها..اسْتَطاعت أن تَسْمَع بِقَلْبها تَرْجمة الكَلِمتان "تطمني" و "ارتاحي" كانَتا مُرادف لــ "لا تتدخلين"..لِذلك اجْتَرَعت رَغْبة أُخْتها و أَغْلَقَت على الباقي من حَديثها في قَلْبها..و بَيْن نَبْضٍ قَلِق و ضِلْعٍ انْحَنى من هَواجس الرُّوح..حَلَّقَ طَيْرٌ يَدْعو لها بالهنَاء و السَّعادة..تَمْتَمَت،:الحمدلله "أَرْجَعَت خُصلاتها خَلْف أُذْنها مُرْدِفة" بروح اتجهز " و بضحكة قَصيرة" طول اليوم أجهز في البنات و نسيت نفسي قابَلَت ضِحْكَتها بابْتسامة ظَلَّلَها العُبوس..تابَعَتها و هي تُغادر الغُرْفة حَتَّى اخْتَفَى طَيْفها..بَقِيَت لِثوانٍ مُتَسَمِّرة في مَكانها مُطْرقةً بتَفْكير..حَديث أَنْفال أَشْعَل فَتيل نيران أخْمَدَتها أَمْطار خِطْبة فَيْصل..هي تَعْتَرف أَنَّها لا زالت تَخْشى تِلْك الجِنان..و تَعْلَمُ جَيِّداً أَنَّها بالنِّسْبَة لِفَيْصَل لَيْسَت كَباقي النِّساء..فهي في كَفَّة..و نِساء العالم أَجْمَع في كَفَّة أُخْرى..لَكِنَّ الغُموض يَكْمن هُنا..في ماهِية الكَفَّة..فهي لا تدري أَهي كَفَّة كُرْهٍ و حِقْد..أم هي كَفَّةٌ عِشْقٍ و اشْتياق ! ,، وَسَط سَريرها كان جُلُوسها..أَو انْطواءَها..اخْتباءَها..أَو قَلَقِها ! مَضَتَ ثَلاث ساعات مُذ عادت من مَنْزل أُم مُحَمَّد..و مَضَت ثَلاث ساعات مُذ عَصَفَت بَكَيانها اعْترافات جِنان المُرْتَعِشة..اعْتَرَفَت بكُل شيء..لِسانها كَشَف لها كُل غُموضٍ و إبْهام..هي اسْتَعارَت كِتاب حَياتها من مَكْتَبَتِها المُدَجَّجة بِغُبار الإهْمال..الوِحْدة..البُعْد..الإهْتمام..الحُب و الصَّبابة..الأمان و الثِّقة..الإتِّهامات.. الفِراق..الحِرْمان و الغيــرة..نعم الغيرة..هي تَلَوَّت في حِضْنها بنَحيبٍ مُوْجِع زَرَعَ وَرَماً وَسَطَ فُؤادها..تَتضاعف انْقساماته كُلَّما أَفْرَغَت رُوحها آه مَحْروقة..ما هي إلا مُخَلَّفة من مُخَلَّفات الغيرة المُسْتَعِرة في ذاتها..هَمْسُها المُتَعَثِّر لم يُفارق مَسْمَعيها و هي تَتَساءَل بحَسْرة "،:احْتَـ ـرق قَلبه مثل حَرقة قَلبـ ـي ! تمنى إنّه ينحر روحـ ـه عشان ينقذها من الغيرة مثل ما قاعدة أتمنـ ـى ! كره الضحـ ـكة و كــ ـره السعادة و كره المُستقبـ ـل مثل ما كرهت ! حس بكل هـ ـذا يوم عرف إنّي صرت حلال لرجَّال غيـ ـره !" أَغْمَضَت و هي تَتَلَقَّفَ شَتات مَلامحها المُحْتَكِرها الذُّهول..أَيْن هي من كُل هذا..أين والدة جِنان..و والدها..و أين ناصِر من هذه الأَحْداث المُغَيَّبة عن واقعهم ؟! جِنان كادَت أن تَتَنَجَّس بِوَحْل الضَّياع لَوْلا رَحْمة رَبَّي..و ذاك الأَحْمد و الذي كان مُخْطِئاً و جِدَّاً إلا أَنَّه أَنْقَذَها..أَنْقَذَها و قَتَل ابْني..وَخَزات مُؤلِمة تَكالَبَت عَلى مُقْلَتَيها مُؤَجِّجَةً دَمْعها الذي ارْتَطَمَ بِخَدَّيها عازِفاً لَحْن عَطْفٍ على طِفْلَها الذي كَتَم قَهَره..عَجَباً أنَّ جِنان المُتَسائِلة كانت تَبْكيه بين أَحْضانها..كانت لِسانه الذي مَنَعهُ الكِبْرياء من الإفْصاح..كانت دَمَعَاته التي حَبَسَتها رُجولته قَسْراً خَلْف قُضْبَان القَسْوة..و كانت آهات غِيرته المُوَرِّثَها عِلَّة البكم..لِتَنْتَحِب بِصَمْتٍ في زاوية مُظْلِمة من زَوايا قَلْبه المُقَطَّع إلى أَشْلاء..و لَم يَكُن غَيْرها من أَفْرى حُجراته..على حَدِّ عِلم ابْنها الذي أَسَفاً أَنَّهُ لَم يَسْتَمِع..،كانت قَد اسْتَحَمَّت فَقَط و لَم تَتَجَهَّز بَعد..الماء يَحْتَضِن خُصلاتها القَصيرة نِسْبياً..و جَسَدها مُتَدَثِّر بثَوْبٍ مَنْزلي قُطْني..مُصْطَبِغٌ بزُرْقَة هي تَوْأماً لِزُرْقَة البَحْر..و يا لَيْت الرُّوح تَتَسِع بَحْراً يُعانِق بمَوْجه انْكِسارات رُجولتك و يُضَمِّدها برِمال شاطئه..لَيْت ! كَشَفَت عن زَفْرة ساخِنة حَمَلَت مَعها بَعْضَاً من آلامها المُعَزِّية قَهَر ابْنَها..نَظَرَت للسَّاعة المُعَلَّقة..كان تَقْتَرِب من الثَّامنة..حَرَّكَت عَدَسَتيها للمنضدة و المرآة هُناك..قَدَماها تَنْتَعِلان الثِّقْل..هي من البِداية لم تَكُن مُتَحَمِّسة لِهَذا الزَّواج..و بَعْدَ حَديث جِنان المَجْنون..انْتَحَرَ أَضْعَف ضَوءٍ للحَماس في رُوحها..و الأَهم من ذلك..جِنان..جِنان الآن حُــــرُّة...لَيْسَت لأي رَجُل..و فَيْصَل يَمْضي نَحْو حَياة جَديدة و لا عِلْمَ لهُ بأنَّها قَد تَحَرَّرَت..و هُو..هُو اعْتَرَف لها بحُبّه..و جِنان كَشَفَت عن هذيانه به..،هُما مِثْل جُرْأة أَلْوانٍ صارِخة..تَتَراقَص على وَرَقةٍ بَيْضاء..يَرْسُمان سَماءً و أرْض..يَتَمازَجان بلَهْفة و اشْتِياق عن بُعْد..بُعْدٌ ما هُو إلا خَطَّاً مُتَعَرِّج من سَواد انْتَصَف الصَّفْحة..وُلِد من اخْتلاطٍ مُهْمَل للأَلْوان..اخْتِلاطٌ خاطِئ و مُتَهَوِّر..و هي الفُرْشَاة المُبْصِرة حِكاية هذه اللَّوْحَة..فهل تَرْسم البَحْر و تُغْرِق خَطَّ السَّواد ؟ أَم أَنَّها تُحيي مَكانه بُسْتَاناً من حَياة جَديدة..تَحْتَوي الأرْضَ جُذوره الحَديثة المَنْبَت..و تُسْقيه السَّماء بِعَذْبِها المُتَلَهِّف إلى مُعانَقة الإسْتقرار ؟ أَخْفَضَت رَأسها مع ارْتفاع يَدها لِوَجْهها..ضَغَطَت بطَرَف سَبَّابتها على مَدْمَع عَيْنيها..صُداعٌ حاد يَفْتك بِرَأسه..مُنذ أَشْهُر و عَقْلَها تُحوم أَفْكاره حَوْل مَوْضوع واحد..فَيْصَل و جِنان..و كُل الحُلول مِنها قَد اعْتَذَرت..كانت تائِهة عندما كانت عَمْياء عن الحَقيقة..و أَصْبَحَت الآن أَكْثَر تَيْهاً بَعْد أن تَجَلَّى لها كُلُّ ما خَفِيَ..لَحْظَتها تَمَنَّت لو بَقِيَت على جَهْلِها لَما شَعَرَت بحِمْلٍ ثَقيل يَتَّكئ على ظَهْر أُمومتها..فهل تَهْدي بِكْرها المُتَيَّم حَبيبة عُمْره ؟ طَرْق الباب اقْتَطَع قافِلة هَواجسها..نَطَقَت بلَحْنٍ مُرْهَق،:دخلي جُود تَراجعت للخَلْف مع دُخول جُود..أَرْخَت رَأسها لِمَسْنَد السَّرير و الإغْماض لا زال يَفْصِل بَصَرها عن الواقِع المَأهول بالألْغام المُهَجِّرة رُوحها عن وَطَن الرَّاحة..داعَب مَسْمَعيها صَوْت جُود المُشاغِب نُعومته بِضْع قَلَق،:ماما شنو فيش ؟ أَزاحَت جِفْنَيْها ببطءٍ مُتْعَب..كَما رِياح شَتْوِيَّة،تُزيح أَوْراق الخَريف عن جِثَّة زَهْرٍ مَسْلوب الحَياة..ابْتَسامة شاحِبة شَدَّت شَفَتيها الصَّغيرتين هامِسةً بخُفوت،:ما فيني شي يُمَّه..صُداع بس..من المحاتاة ارْتَخى حاجباها بعَطْفٍ حَنون مع مُعانَقة كَفِّها لساعد والدتها القَريب..،:ماما لا تحاتين..إن شاء الله ربي بيتمم على خير بتَنْهيدة حَلَّقَ مَعها الدُّعاء..،:آميــن يارب "اسْتَطْرَدَت و هي تَتأمَّل زينتها البَسيطة" شهالحلاة حَبيبتي ضَحَكَت بخِفَّة و رَأسها يَميل بنعومة،:طالعة على أمي الجَميلة "لامَست خُصلات شَعْرها مُرْدِفة" ماما شرايش أنا أجفف شعرش ؟ و هي تَعْتَدِل في جُلوسها،:ايـه يُمَّه إذا ما عليش أمر..تسوين خير وَقَفت مُتَّجِهة لِحَيْث يَقْبع جهاز تَجْفيف الشَّعر و هي تَقول بوِد،:حاضرين لأم فيصل ,، رَبْطَة عُنُق اصْطَبَغَت بَدَمِ غَزالٍ شَريد..كانت هِي الغَزال المُشَرَّد عن أَرْضه المَيِّتة..و دَمُ الفِراق لَوَّن الرَّبْطة التي أَكْمَلت جِهازه لِليْلة المُنْتَظَرة..لَيْلة اقْتران رُجولته بأُنْثى تُناقضها خَلْقَاً و خُلُقاً...لِيَنْسى..فهو عليه أن يُعْمي عَيْناه عن رَبيع الجِنان..و يُخْنِق أَنْفاسه حَتَّى لا تَخْتَلِط بشَذاها الأَذْفَر..و يَصُم آذانه عن هَمَسَاتها المُتَطَيِّبة بغَزَلٍ رَقيق..لَهُ وَحْده..، ، وَجْسٌ هائِم عَبَرَ جِسْر قَلْبها حَتَّى حَطَّ بِجِنْحَيه على سُور قَلْبه،:يــاخــي طولك له هيبة..مادري هُو غيمة مطر حانية..لو شَجَرة رَبيع تظلل حياتي..و عيونك " بطَرَف إبْهامها داعَبَت أَهْدابه كما لَو أَنَّها تُناغيها" رمشك كأنّه وَتَر..ويا كل رَفَّة يعزف موسيقى سعادتي "هَبَطَت إبْهامها من صُرْحا الجَمال المُعانِقان ملامحها الذائِبة،ماسَّةً شَفَتيه المُطْبَقَتان بسَكَر" و ابْتسامتك..أَجمل و أحلى دَليل على إنَّ الدّنيا بخير..ابتسامتك بروحها موسم يجمع شمس الصيف،ليالي الشتا و نجومها..رَخاء الخريف..و دفا الرَّبيع و زهوره "مالَ رَأسها بالتَّوالي مع مَيَلان شَفَتيها بابْتسامة ضاحِكة،و هي تَرْدِف باعْتراف مَرِح و يَداها تَحْتَضِنان عُنُقه..سامِحَتان لأَناملهما بتَحَسُّس تُفاحة آدم النَّافِرة" عاد بَحَّـة صوتك حالة خاصة..كل ما تنتصف حَجيك..تنتصف حواسي رعشة تبهذلني..تربكني من فوقي لتحتي..أنسى نفسي و الدّنيا اللي أَنا فيها غادَرَت قَلْبَها تَنْهيدة والِهة..رَفْرَفَت من بين أَضْلاعها لِتَمْتَصَّها حَواسه المَشْدوهة لِحَديثها...اللَّذيــذ ! ازْدَرَد ريقه بصُعوبة..اصْطَفَقت أَهْداب يُمْناه مُحاوِلاً أن يَنْتَشِل ذاته من هذا الخَدَر المُثير..مَرَّرَ لِسانه على شَفَتيه و هُو يُخْفِض رأَسه قَليلاً،مع ارْتفاع يَده داعِكاً صِدْغه و ما بَيْن حاجيبه بِسَبَّابته..بحَركاته هذه يُخْفي بِضْع شَذراتٍ من خَجَل باغتته..هَمَسَ بتَلاعُب و هُو يَقْرص خَدَّها،:إخْتي..عفستين قصيدة الغزل هذي من أَوَّل كلمة..غَزَل صَريح و ياخي! ما تضبط خُــوش ! , ابْتَسَم بِمَرارة للذكْرى المُوْجِعة ضِعْف جَمالِها..لَيْت الحاضِر يُجْهِضه و يُعيده لأَصْلاب ماضٍ بَيْن جَنَباته يَقْبَعُ الأَمان..هُو مُنْتَمٍ للماضي..يَحْمل اسْمه و يَقْتات على ذِكْرياته..هُو مُوالٍ للماضي بدمه و روحه و ذاته..فَكَيْف يَقْبل بِزَجِّهِ لَقيطاً على عَتَبات حاضِرٍ يَقْهر يُتْمه ؟ الْتَفَت للوَقْت المُعَكّر صَفْو لَحْظات وداعه مع الذِّكْرى..لم يَتَبَّقَّ إلا القَليل..يَجِب أن يَسْتَعْجِل..رَتَّبَ خُصُلات شَعْره سَريعاً..ارْتَدى ساعته و من ثُمَّ مِعْطف بَذلته السَّوْداء..رَشَّ بَعْضاً من عِطْره الرُّجولي..حَمَل مفاتيحه و هاتفه..ثُمَّ غادَر الغُرْفة و الجَناح بأكْمله..،اسْتَقَرَّ في الطَّابق الثَّاني..وَصَلتهُ أًصْواتٌ من غُرْفة نُور استْطاع أن يُمَيّزها..صَوْت أَدْراج..ارْتطام عُلُب بالمِنْضَدة..و صَوْت نُور و حَنين..ابْتَسَم بِخِفَّة..فهذا الإزْعاج يُضْفي قَليلاً من الفَرَح على الأَجْواء الباهِتة..،خَطَى ناحِية غُرْفَة والديه،وَ قَبْلَ أن يُمْسِك بالمِقْبَض..فُتِحَ الباب لِتَظْهَر جُود التي ابْتَسَمَت بسِعة ابْتسامة مَهَّدَت للتَّعْليق..دَلَف للدَّاخِل بسُرْعَة و هُو يُنادي والدته قَبْل أن تُعَلّق شَقيقته بإحْدى تَعْليقاتها الغَبِيَّة و الذَّكِيَّة في الوَقْت نَفْسه..وَصَلتهُ ضِحْكَتها الخَبيثة و هُو يَبْتَعِد للدَّاخِل..تَجاهلها عندما قابَل والدته الجالِسة أمام المِرْآة تتَزَيَّن..نَطَق بحُب،:الله الله شهالجمال أم فيصل ابْتَسَمت لهُ و هي تُسَمّي على طَلَّته بعَيْنيها الحانِيَتين،:حبيبي إنت الجمال كله عندك..الله يحميك و يحرسك وَقَفَ خَلْفَها..انْحَنى و أَهْدى رَأسها قُبْلة مُشَبَّعة بمعاني الحُب و المَوَّدة..تَساءَل و هو يَسْتقيم في وقوفه،:جاهزة يُمَّه ؟ أَجابت و هي تَرْتَدي أَساور الذَّهَب اللَّامِعة،:اي حَبيبي..بس تعال معاي تَحت خل أَبَخْرك ، على الطَّرف الآخر مَرَّرت الفُرْشاة على وَجْنتيها قَبْل أن تَنْطق برِضا،:خَلَّصنــا عَقَّبَت بعد أن فَتَحَت عَيْنيها لِتُبْصِر انْعِكاس وَجْهها المُزَيَّن بنعومة،:يعطيش العافية حَنيــن و هي تُرَتَّب أَدَوات التَّجْميل في حَقيبتها الخاصَّة مع دُخول جُود،:حاضرين عُمري عَلَّقَت جُود بسُخْرِية،:أختي حبيبتي متى بتتعلمين تحطين مكياج مثل العالم و النَّاس؟ أَجابت نور باسْتعجال و هي تَتَّجِه لِغُرْفَة مَلابسها،:بعدين بعدين جُـوود الْتَفَتت لحَنين تُواصِل هِوايتها،:و إنتِ مَدام حَنين جاية تزاحمينا في السَّيارة..متى بتدلين المناطق..البحرين نتفة و ما تدلين..لو تعيشين في أمريكا شبتسوين ! بعَدَم اهْتمام قالت و يَداها تُواصِلان تَجْميع أَدواتها،:يصير خير بعدين إذا عشت في أمريكا باقْتراح أَضافت،:ليش ما رحتين مع زوجش ؟ هو بيروح مجلس الرجال اللي هو في بيتهم أَساساً الْتَفَتَت لها بحَنَق،:جُوودو بلا نحاسة..أدري بسَّام بيروح..بس مابي ادخل بروحي على الناس استحي اقْتَرَحَت رَأي آخر بمُشاكسة،:انزين جان رحتين مع أمش رَنَت لها بطَرَف عَيْنها قائِلة،:أنا جذي جذي بجي بيتكم أمكيج نُور..فاروح معاكم مرَّة وحده "رَفَعت جِذْعها واقِفة باعْتِدال و هي تَشْد ظَهْرها..هَمَسَت و مَلامح أَلَمٌ بَسيط تَعْلو وَجْهها" آآه ظهري اقْتَرَبَت منها غامِزةً،:لا يكون حامل حَنينو اتَّسَعَت عَيْناها باسْتنكار،:شدَخــل جُوود "أَشارت لِفَمها آمِرةً" أقوول سكتي سكتي أحسن و لبسي عبايتش بسرعة لا نتأخر على النَّاس ,، اسْتَجَاب لاقْتِراح والدته التي نَصَحته بمُرافَقة زَوْجته لِتَناول طَعام العَشاء في الخارج..فعلى حَدّ قَوْلها فــ"لازم تغيرون جو شوي"..خاصَّة بَعْد أن لازَمَتهُ زَوْجَته طَوال فَتْرة مَرَضه و تَعِبه..فهي تَسْتَحِق هذا العشاء كَتَقْديراً بَسيطاً على اهْتمامها و حَرْصِها..،ابْتَسَم بِخِفَّة و هُو يُراقبها كَيْف تَتَلَفَّت على الأَنْحاء مُتَأَمِّلة بِدِقَّة..نَطَقَت بإعْجاب..،:جَميــل المَكان " و هي تُشير للأشْجار.. الاَزْهار المُلْفِتة و النَّهْر الإصْطناعي الصَّغير" يجنن..يجيب الرَّاحة النَّفْسِيَّة عَقَبَ،:يعني أَوَّل مَرَّة تجين هَزَّت رَأسَها مُؤَكِّدة،:ايــه أوَّل مَرَّة اتَّسَعت ابْتسامته و هُو يَشْبك كَفَّيه بالقُرْب من ذِقْنه،:زيــن..الحمد لله إنَّه عَجَبش رَدَّت لهُ الإبْتسامة بِخَجَل رَقيق أَسْعَدَ حَواسه..لا يُريد أن يَرى على وَجْهها غَيْر الإبْتسامات..السَّعادة..الرَّاحة و الخَجَل..اكْتَفَت من أَعْلام الحُزْن و غِرْبان الكآبة النَّاعِقة حَوْلها مُزَعْزِعة أَمان رُوحها..،تَصَفَّحا قائِمة الطَّعام لِدَقائق..قَبْل أن يُمْلِيان على النَّادل طَلَبهما..و خِلال انتظارهما للأَطْباق تَجَاذَبا أَطْراف حَديثٍ هادئ..تَفاوَتت مَوْضوعاته بين والدته و والدتها..قَرار دراستها..و خِطْبة مَلاك..، اسْتَأذَنت و هي تُحَرّك المِلْعَقة في طَبَق الحَساء السَّاخِن،:يوسف..يصير اسألك سُؤال ؟ هَزَّ رَأسه،:أَكيد يصير قالت بحَذَر،:إذا ضايقك عادي لا تجاوبني و بنغير الموضوع أَخْفضَ المِلْعَقة قائِلاً بابْتسامة خَفيفة أَرادَ بها أن يُطَمئِن تَرَدُّدها،:ما عليـه أَرْخَت جِفنيها مُفْصِحةً عن سُؤال وُلِد حَديثاً من رَحْمِ أَفْكارها،:من متى و إنت تتعالج نَفْسِياً ؟ صَمْتٌ دامَ لِثوانٍ انْقَبَضَ لهُ قَلْبها..تَصَلَّبَ جانِب وَجْهها و في جَوْفِها بَدأت ذاتها بتَوْبيخها على فِعْلتها..غَبِية..بالطبع سيُضايقه هذا السُّؤال الأبْله..أَسَتَعْتَقِد أَنَّهُ سَيُــ ،:حُـــور..طالعيني رَمَشَت برِتْمٍ سَريع و هي تُحاول أن تَسْتَوْعِب طَلَبه الهادئ..عادَ صَوْته،:طالعيني رَفَعت عَيْنيها لِتُعانِق بَصَرها ابْتسامته السَّمْحَة..تَسارَعَت نَبَضاتها و هي تَلْتَقي مع عَينيه..هُو أَجاب بنَبْرة طَبيعية تَخْلو من الضَّيق الذي اعْتَقَدَته،:يمكن بعد أكثر من سنة من الحادث..في البداية أمي ودتني لشيخ يقرا علي..عشان الكوابيس اللي تجيني وو الأشياء الثانية..ارتحت فعلاً و قَلَّت الكوابس بشكل كَبيــر بــس قَطَع كَلِماته و هو يَتَراجع للخَلْف و يده ارْتَفَعت داعِكاً بأًصابعها جَبينه..تَساءَلت هي باهْتمام،:بس شنو ؟ زَمَّ شَفَتيه بابْتسامة مُحْبَطَة..و من تَرَسُّبات الماضي الوَحْشي بانَت تَنْهيدة مُنْهَكة..أَجاب و هُو يَبْسط كَفّه فَوْق فَخْذه،كأنَّما يعلن عن اسْتسلامه لِحيرته مما صَدَر و لازال يَصْدر من ذَّاته المُعَقَّدة،:صارت أشياء ما اقدر أتطرق لها اللحين..فاضطَّرَ عمي إنَّه ياخذني لطبيب نفسي رَدَّدَت بهمس،:عمي.."بصَوْت واضح تَساءَلت بشك" قصدك أبوي ؟ هَزَّ رأسه إيجاباً،:ايــه..أبوش ,، أَتَمَّ مُوافقته بتَوْقيعه على العَقْد الذي جَعَلَها حَليلته..زَوْجته و شَريكة حَياته..حُلم..حُــلم..يَشْعُر بأنَّ التَّخَبُّط يُغْرِق حَواسه في هذه اللحْظة..أَصْبح كُل شيء حَقيقة..كان الأَمْرُ فِكْرة..أَنْبتتها بُذور خِيانة جِنان وَسَط قَلْبه المَشروخ...و الآن صَيَّرَها رَدُّ الإعْتبار نَبْتة حَيَّة ذات وُجودٍ و كَيان..نَبْتة ستُرافقه مَدى العُمْر..و عَليه أن يُحْسِن رِعايتها..،التَّبْريكات المُتَهافِتة عَليه أَنْقَذَتهُ من الضَّياع بين جُدْران مَتاهة قَلْبه الباكي في الوَقْت الحالي..،رِجال عائِلته..أَصدقائِه..زُملائِه و جَميع معارفه و معارف والده.. وآخرين يَلْتقي بهم للمَرَّة الأولى..الجَميع كان يُبارك له بوِد مُتَمَنِّياً له حَياة سَعيدة و ذُرِّيَّة صالِحة..و هذا..هذا أَيْضاً..ها هُو يَقْتَرِب منه..بالَّطَّبع سَيكون هُنا..فهُو أَصْبَح "عَديله" الآن..أَلْبَس نَفْسَه جُموداً مُسْتَفِز اسْتِعداداً لمُحادَثته..ذاك تَوَقَّفَ أَمام والده..بارَكَ لهُ ببشاشة و ابْتسامة واسِعة..قَبْل أن يَخْطو خُطوة لِيُواجهه..تَقَلَّصَت ابْتسامته بطَريقة غَريبة..وَ لَم يَتَبَقَّ منها سِوى أَطْيافٌ كَئيبة أثارت اسْتغرابه و لكن لم تُأثّر في جَليده..ذاك مَدَّ يَدهُ و هُو صافَحهُ بمُجامَلة..عُقْدة خَفيفة شاغَبَت ما بين حاجيبه عندما شَعرَ بضَغْطِه على كَفّه..و قَبْل أن يَسْتَوْعِب..مالَ ناحِيته مُقَرّباً رأسه منه..هَمَس عند أُذُنه،:ما توقعتك متهور هالكثر ! أَبْعَد رأسه عنه و هَو يَرد على هَمْسه بِهَمْسٍ مُقَلَّداً بحِدَّة حاقِدة،:أخ أحمد احترم نفسك و ماله داعي إسْلوب الإسْتفزاز هذا..احنا بين ناس بذات الهَمْس قال كاشِفاً عن نِيَّته،:أبداً مو قصدي استفزك..بس مستنكر..واجد مستنكر..توقعت إنّك ما تضيعها من إيدك للمرَّة الثانية زادَت عُقْدة حاجيبه و جَرَسُ إنْذار عَلا صَوْته وَسَط ازْدحام رُوحه،:شقاعد تخرف إنت ! أَجاب صَراحةً ذابِحاً فَيْصَل من الوَريد إلى الوَريد،:جِنــان..توقعت ترجعها لذمتك بعد ما تطلقنا
|
|
![]()
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
Loading...
|