![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. } |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#3 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]()
|
![]()
السادسة مساء ..
فتحت يُمنى عيناها على صوت الهاتف , لتأخذه وترد على المتصلة . حسناء التي أخبرتها أنها تنتظرها بالأسفل , حتى تذهبان إلى السوق . تجهزت يُمنى على وجه السرعة , وتوضأت قبل الخروج . كانت متحمسة جدا لشراء المستلزمات . إلا أن فكرة الاختلاط بالناس في الخارج , تخيفها جدا . لذا بعد أن ارتدت عباءتها وحذاءها , وحملت حقيبتها والنقاب .. جلس فجأة بالقرب من الباب . ترتجف مغمضة عينيها . حتى أتاها اتصال آخر من حسناء , أجفلها وجعلها تعود إلى الواقع , لتجيب وتقول / حسناء تكفين تعالي خذيني من عند الباب , أخاف أنزل لوحدي . حسناء بدهشة / شوفوا البزر , ترى كلها خطوتين وتوصلين المصعد .. تضغطين على g وبس تخرجين من المصعد الباب قدامك , خايفة من إيش ؟ وقفت يُمنى تسند يدها على الحائط / تكفين حسناء , أخاف يكون في أحد في المصعد . تنهدت حسناء / تعالي من السلم أجل , والله ما فيني حيل أطلع لك , تكفين يُمنى والله تعبانة من الدوام وما نمت زين من أمس . هزت يُمنى رأسها بإيجاب / طيب يلا ثوانِ بس . أغلقت الخط , ومسحت وجهها بقوة بعد أن أدخلت الهاتف داخل الحقيبة . ارتدت نقابها .. وخرجت بخطوات مترددة , بعد أن نظرت إلى الممر ولم تجد أحدا . أقفلت الباب خلفها واتجهت ناحية السلم , وهي تذكر الله ألف مرة , وتدعوه أن لا تقابل أحدا أمامها . هذه الحمقاء حسناء .. ما الذي جعلها تترك منزل عائلتها وتسكن في العمارة الخاصة بموظفي العيادة ..! حين وصلت إلى المنتصف بالضبط .. توقفت في مكانها , وهي ترى شابا يصعد نفس السلم . ارتجفت عيناها وهي تنظر إليه بخوف , ثم تلتصق بالحائط . استغرب الشاب من حركتها . إلا أنه تجاهلها وصعد بخطوات واسعة . أغمضت عيناها براحة , وجلست في مكانها . بعد أن شعرت بصداع خفيف . نعم يُمنى .. ليس كل الشباب أو الرجال سواسية . يوجد الكثير مثل هذا الذي تجاهلك للتو ومر من جانبك دون أن ينظر إليك . ويوجد الكثير مثل مساعد المراعِ جدا لخاطر الجميع . ويوجد أيضا الكثير مثل عايض , الذي لم يتغير ولم يفكر في فتاة أخرى سواها هي , من كانت زوجته ذات يوم . ذكرت الله وهي تقف مرة أخرى . وتعدل حجابها وتكمل النزول , مخفضة رأسها . حتى وصلت أخيرا إلى سيارة حسناء . ركبت وألقت السلام , ثم نظرت إليها متعجبة / بسم الله حسناء شوفي عيونك كيف محمرة , ليش ما نروح بكرة ؟ حركت حسناء السيارة / عادي يا روحي , انتي مو متحمسة ؟ يُمنى بضحكة / الا بموت من الحماس وربي , بس عاد ما أبيك تتعبين كذا وتحملين نفسك فوق طاقتك . ابتسمت لها حسناء / كل شيء يهون لعيون حرم عايض . اتسعت عينا يُمنى بدهشة , لتضربها على ذراعها بقبضتها / حسناء والله بزعل منك وش هالكلام ؟ مثلت حسناء الصدمة / ما عرفناك لك ياخي , زعلتِ يوم قلت إني باخذه , وتزعلين لو نبيك تأخذيه بعد , وش فيك ؟ يُمنى بحدة / ما فيني شيء اسكتي . ضحكت حسناء وهي تنظر إليها بطرف عينها . لتكبر الله بصوت عالِ حين ارتفعت أصوات المؤذنين لصلاة المغرب في الخارج . أوقفت السيارة أمام متجر كبير .. للتجها ناحية مصلى النساء أولا . بعد ساعة .. وبعد أن انتهوا من شراء الرداء الخاص بالمرحلة المتوسطة , والحذاء والحقيبة . اتجهوا إلى المكتبة الكبيرة الموجودة في نفس المتجر . كانت يُمنى تمسك بيد حسناء طوال الوقت , بل وتشد عليها بقوة . حين يمر من جانبهم أحد ما .. التصقت بحسناء واقتربت منها أكثر . كانت حسناء تتفهمها , ولم تغضب أبدا . فيُمنى لم تخرج من المنزل منذ عشر سنوات إلا إلى الأماكن القريبة جدا . كيف وهم بسوق مليء بأنواع من البشر المختلفين . وفي هذا الوقت من السنة , حيث يخرج الجميع يتقضون من أجل المدرسة أو الجامعة . تأففت حسناء وهي ترى هذا الجميع الكبير بجانب الدفاتر والأقلام والأدوات المدرسية المهمة والمعروفة . أمسكت بذراع يُمنى جيدا , وجذبتها معها حتى ابتعدتا عن ذلك الازدحام إلى بقعة أقل ازدحاما , حيث الأجهزة الالكترونية . حسناء / وتقول نأجل الطلعة , لو جيتِ بكرة ولا بعد بكرة كانوا بيسحقونك ولا يهتمون , يلا اختاري لك جهاز لا بتوب , ولا أقول لحظة بشوف لك المواصفات . يُمنى / ما احتاج لابتوب , وماأعرف له أساسا . حسناء وهي تمشي ببطء وتقرأ مواصفات الأجهزة المعروضة / بتحتاجين الحين الدراسة مش مثل قبل , بيكون عليك بحوثات وواجبات ونشاطات منزلية ما راح يمديك تسوينها بسهولة بالجوال , وأنا بعلمك لا تشيلين هم . وقفت يُمنى في مكانها تنظر إليها بملل . لقد تعبت جدا . ألم تتعب حسناء بعد ؟ شهقت وهي ترى حسناء تصطدم بأحدهم كان قادما من الجهة الأخرى . ولم تنتبه إليه حيث كانت تمشي وهي تنظر إلى الأجهزة . بينما الآخر ينظر إلى هاتفه , ويحمل بيده الأخرى كوب قهوة مليئة . لذا حين اصطدما وقعت القهوة على الأرض , بعد أن سقط بعضا منها على عباءة حسناء . وبالطبع .. على الشخص المتأنق جدا . بثوبه الأبيض الناصع , وغترته المرتبة والمكوية جيدا . ظل الاثنان ينظران إلى الأرض بصدمة , وغضب .. إلا أن الاشتعال المبدئي كان من جهة حسناء بالطبع , التي أطلقت لسانها بغضب / ماشاء الله تبارك الرحمن , لا أبد ما عندك عيون , ما تشوف , ولا ايش رايك تمشي وانت مغمض ؟ هااا ؟ رد الآخر بنفس نبرتها / انتي العميا مو أنا , في أحد يمشي على جنبه وما يطالع الطريق ؟ تكتفت حسناء / لا والله ؟ وليش حاطين الأجهزة كذا بحيث ما نشوفها إلا من الجنب ؟ يا موظف ؟ تنحنح وهو يمسك ببطاقته , قبل أن يكمل / بس برضوا المفروض تكونين منتبهة , تدرين المدير قد إيش معصب من غيابي , واليوم جاي متكشخ عساه يرضى , عاجبك منظري الحين . صمتت حسناء بدهشة , قبل أن تمد يدها نحوه بسرعة خاطفة وأمسكت بالشريط الحامل للبطاقة وسحبتها حتى صارت البطاقة بيدها وشهقت . قذفت عليه بطاقته التعريفية مرة أخرى , لتنحني وتأخذ كوب القهوة الذي فيه القليل منها , ورفعتها وتسكب الباقي عليه / صدق انك ما تستحي , ذاك اليوم عطلتني عن الروحة للديرة , واليوم قاعد تسوي لي مشاكل عشان القهوة ؟ يعني لا سن صاحي ولا عيون ؟ أجفل بدر من حركتها أولا , ومن معرفتها ثانية . ظلّ ينظر إليها بدهشة وذهول , ثم ضحك بغير تصديق / آسف آسف , أنا ما أدري شلون ما عرفتك يا أم عيون حلوة يا دكتورتي يا جميلة , يا منقذتي يا ……… كانت حسناء تنظر إليه بعينين متسعتين , قبل أن تلتقط الكوب مرة أخرى وتقذفه عليه , ليبتعد إلى الوراء وهو يضحك / يا جليل الحيا . بدر / آسف والله آسف خلاص أنا الغلطان , ولو كنتي انتي غلطانة بعديها لأنك انقذتيني . التفتت حسناء إلى من أمسكت بذارعها من الخلف / هاااه ؟ وش تبين انتي بعد ترى أعصابي رايحة فيها . تفاجأت يُمنى من ردة فعلها , لتقول بنبرة منخفضة / خلينا نخلص بسرعة ونروح , مو قادرة أتحمل أكثر , بعدين إيش فيكم انتوا ؟ تعرفينه ؟ نظرت إليه بغضب / أعرفك ؟ إيه أعرفه خلعت ضرسه , وبما إنك موظف هنا سو فينا خير وهات جهاز مواصفاته عالية وتناسب المبتدئين . شهقت يُمنى من نبرة حسناء الغير مقبولة بالنسبة إلى شخص غريب . ولكن ردة فعل بدر كانت أغرب / ابشري ثوانِ بس , إذا تعبانين يا دكتورة تقدرون ترتاحون هناك عند الطاولات حقت الكتب . قالها ونوى الابتعاد , إلا أن حسناء أوقفته مرة أخرى بنبرة آمرة / لو سمحت , جيب لنا مرة وحدة كل الأغراض اللي ممكن تحتاجها بنت في أول متوسط . يُمنى بنبرة مستنكرة / حسنا ! خلاص ياختي أنا بدور وش هالوقاحة مع الموظف ؟ حسناء / مريضي هذا يدري لو ما سمع كلامي ما ارح أعالجه زين في المراجعة . ضحك بدر / مو مشكلة يا دكتورة ارتاحوا هناك بجيب لكم كل شيء . تنحنحت حسناء وهي تمشي بكبرياء وخطوات واثقة . مر بعض الوقت , قبل أن يأتيهم بدر حاملا معه سلة بها جميع الأدوات المدرسية , ويُمنى تنظر إليه بذهول / وهذي كل الأغراض اللازمة , وبالتوفيق لأختك في دراستها . حسناء / مو اختي , بنت اخوي . نظرت إليها يُمنى بدهشة / مين بنت أخوك ؟ حسناء / انتي , لا قصدي انا عمتك , لا لحظة .. انتي عمتي وانا بنت اخوك . هزت يُمنى رأسها بملل / الله يعين لو كنتِ صدق تعالجين مرضى , يلا نمشي ؟ وقفت حسناء تحت أنظار بدر المذهولة / الحين هذي عمتك وانتي بنت أخوها ؟ اللي يشوفكم من بعيد بيقول أم وبنتها . ابتسمت يُمنى على ردة فعل حسناء حين شهقت / ايش قصدك أنا لهالدرجة كبيرة ؟ بدر بابتسامة / آسف آسف , ولكم خصم خاص مني . حسناء بدهشة / من جد ؟ كم بتخصم مثلا ؟ وكيف يعني وش دخلك ؟ انحرج بدر كونه أخبرها سابقا أنه معاقب من المدير / محل أبوي . صفقت حسناء بمرح / يا ليت كل مرضاي عندهم محلات والله يمديني أشتري أشياء كثيرة بأقل الأسعار . ضحك بدر وحمل الأشياء ليسير أمامهم . ويُمنى تنظر إلى الاثنين بذهول وغير تصديق . أمسكت بذراع حسناء وقرصتها / والله انك صدق ما تستحين على وجهك , لا تقولين انك عادية كذا مع الكل ! يعني مو عشان أبوك سمح لك تسكنين لوحدك وبعيدة عنه تأخذين راحتك كذا ؟ حسناء بغيظ / لحظة وش الغلط اللي سويته ؟ وإيه أنا كذا مع الكل , بعدين هو أصغر مني بكثير لو كان أكبر مني كنت احترمته واسكتي يا بزر . تنهدت يُمنى بضيق . لم يعجبها الوضع إطلاقا . أصبحت كمن يرى الدنيا ويخرج إلى الخارج لأول مرة ! وسنوات سجنها كانت منذ بداية عمرها وليست عشر سنوات فقط . ______ نزل من حجرته منهك القوى بسبب نومه الطويل , منذ الثانية مساء وحتى الآن .. والساعة تشير إلى الثامنة . فالجميع كان نومهم قليلا في الديرة , ثم الأجواء الحارة تجعل الواحد متعبا بحق . جلس على احدى الآرائك في الصالة , ينادي العاملة ويطلب منها أن تحضر له بعض الطعام . حين رنّ الهاتف الأرضي , أخذ السماعة ليرد بهدوء / هلا . خفق قلبه بعنف وهو يسمع هذا الصوت / السلام عليكم . اعتدل بجلسته وكأنها تراه ,ورد بارتباك / وعليكم السلام يا هلا , نوف ؟ نوف بنبرة باكية / إيه نوف , مين إنت ؟ ابتسم بألم , هل حقا حتى الآن لا تعرف أن تميز صوته من صوت أخيه / عاطف . كأنه سمع صوت تنهيدة ضيق , حين قالت / طيب وين لينا ؟ أدق عليها من الصبح ولا ترد . عاطف / مدري وينها أنا دوبي صحيت , نوف فيك شيء ؟ بكت نوف فجأة / تكفى عاطف جيبها عندي أنا احتاجها , الله يخليك عاطف . عقد عاطف حاجبيه , وقلبه يكاد يقفز من بين ضلوعه خوفا عليها / عسى ماشر نوف وش فيك ؟ شرحت له نوف ما حصل اليوم في الصباح الباكر . وهي تشهق وتبكي , أنهت حديثها بـ / الحين عندي رجل صناعية والثانية مشوهة . لتضحك بسخرية وألم . أغمض عاطف عيناه بضيق , متألما عليها / ما عليه نوف , أكيد بتتعالجين وتطيبين . نوف / طيب بتجيب لينا ؟ عاطف / وينك انتي الحين ؟ في البيت ولا المستشفى . نوف / لا رجعوني البيت , الحرق كان سطحي والمسعفين وصلوا بسرعة , لو ما كب علي عمر الموية يمكن ما تشوه جلدي . عاطف / يلا ربع ساعة وتكون عندك لينا . وضع عاطف السماعة في مكانها , ليركض إلى الأعلى .. ويدخل غرفة لينا وضحى , بعد أن طرق الباب وأذنت له ضحى . حيث كانت تجلس على جهازها وأمامها الكثير من الأكلات الخفيفة , نظرت إليه بتساؤل / بسم الله عطوف وشفيه وجهك كأنك خايف عسى ماشر ؟ تجاهلها عاطف ليتجه نحو لينا النائمة . سحب منها البطانية , وأمسك بيدها ليوقفها وهي نائمة / قومي بسرعة قومي . فتحت لينا عيناها بصدمة ودفعته وهي تجلس / وش فيك يالهمجي ليش تصحيني كذا ؟ أوقفها عاطف مرة أخرى / نوف من متى تتصل وما تردين عليها ؟ يلا البسي عبايتك وانزلي لي , يلا . لينا بلهفة / ليه وش فيها نوف ؟ عاطف / تعبانة وتبيك الحين , يلا . خرج بسرعة كما دخل , ليتجه إلى غرفته ويبدل ملابسه . تبادلت ضحى النظرات مع لينا المتعجبة . ابتسمت الصغيرة بمكر , ملامح عاطف لم تكن عادية . بينما لينا أسرعت لتبدل ملابسها وترتدي عباءتها . توقف عاطف أمام محل ورود , ثم محل شوكولاتة . ولينا متعجبة منه ومن استعجاله في التحرك . حتى وصلا أخيرا إلى منزل الخالة بعد نصف ساعة . حين طرقا الباب , فتح لهما عمر واستغرب , ليرحب بعاطف ويدخله إلى المجلس . بعد أن أخبر لينا أن نوف في غرفة والدته . أسرعت إلى الغرفة , واندفعت ناحيتها لتجلس أمامها بخوف / نوف حبيبتي إنتي بخير ؟ فتحت نوف عيناها بوهن , لتقول بعتاب / ليش ما رديتي علي ؟ لينا / آسفة يا نوف والله كنت نايمة والجوال مو جنبي . جلست نوف بصعوبة / مو مشكلة , اهم شيء جيتي , عاطف جابك ولا ؟ لينا / إيه هو , كيف حاسة الحين ؟ نوف / والله بموت يا لينا , تعبانة مرة .. مو من الحرق , قلبي يعورني على عمر . لينا / وش صاير ؟ نوف بغصة / تخيلي يفكر يطلق هيفاء ؟ والسبب أنا . نظرت إليها لينا بذهول , لتبتلع ريقها وتكتفي بالصمت . ليس لديها أي رد . ابتسمت نوف بسخرية من ردة فعلها , لتسند ظهرها على المخدة . والهم في قلبها يزيد أكثر .
|
|
![]()
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
Loading...
|