![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. } |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#5 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]()
|
![]()
بعد ان انتهوا , وحان وقت دفع المبلغ .
أخرج عاطف محفظته , ليشهق / نسيت فلوسي وبطاقتي في البيت . نظر إليه عائض بصمت , ونظرات حادة / احلف . ازدرد ريقه وأخفض رأسه , كأنه نادم ومُحرَج .. ليقول بهدوء / خلاص انت ادفع الحين , إذا رجعت البيت برجع لك , صدقني . ضربه عائض على رأسه / ماهي أول مرة يا حمار , أدري انك متعمد , بس دواك عندي . ضحى / إيه والله متعمد , شفته يخرج الفلوس والبطاقة ويحطها في الدرج قبل لا يجي . رمقها عاطف بنظرة حارقة لتبتلع لسانها . كتم عائض ابتسامته , ليخرج المبلغ من جيبه ويدفع . ليضرب عاطف على رأسه من الخلف بقوة / آخر مرة , لا وعازم الجيش كله . كتم ضحكته هو الآخر , وقلبه يتراقص فرحا لأنه لم يضطر للدفع . خرجوا من المقهى متجهين إلى السوق . فاجأ عائض نجد , حين افترق الجميع وأصبح هو معها , حين سأل / يُمنى وش تحب ؟ رفعت أنظارها إليه بدهشة / إيش ؟ تحاشى النظر إليها , متظاهرا بالإنشغال بما بيده / أقول يُمنى وش تحب ؟ أبي أشتري لها شيء , بما إني بروح بعد هالفترة الطويلة . فغرت فمها بذهول , لتمسك بذراعه وتسحبه معها إلى الخارج , حتى أجلسته على مقعد وجلست بجانبه / احلف , بتروح ؟ هز رأسه بإيجاب / أبوي يبيني أروح , غصبا عني . نظرت إليه بصمت لبعض الوقت , ثم قالت / طيب , يبيك تروح غصب , بس .. بس خلاص ما لك دخل فيها , إيش اللي إيش تحب يُمنى وتبي تشتري لها ؟ رمقها بنظرة غريبة , لتسأل بصدمة / لسه تحبها ؟ تنهد بضيق / ما نسيتها أبد . أشفقت عليه نجد / يا روحي يا عايض , المفروض تنساها من أول , خلاص هي ما عاد تبيك ولا من نصيبك . أجابها بهدوء / حاولت أقنع نفسي بهالشيء من خمس سنين , بس .. ما قدرت , وظنيت إني نسيت , بس كل ما رحتوا انتوا للديرة أرجع أفكر فيها مثل قبل , والحين عاد وأنا رايح بعد هالمدة ! عضت شفتها بحزن / طيب عايض روح , بس لا تأخذ لها شيء ترى مو من صالحك إذا تقدمت أي خطوة , ما دام مافي أمل ترجعون لبعض . نظر إليها بحدة / ليش مافي أمل ؟ نجد تكفين على الأقل انتي اوقفي معي , تعبت ترى . نجد / لأنك تعبت يا عايض ما أبيك تتأمل زيادة وتنجرح , يُمنى جاها اللي يكفيها , لا ترجع تدخل في حياتها مرة ثانية , تراها بالقوة رجعت وقفت على رجولها , حتى لو كنت أخوي , أنا ما أرضى عليها , سامحني . تنهد هو الآخر بضيق / تتوقعين عايض ممكن يأذي يُمنى بيوم من الأيام ؟ تعرفين قد إيش أحبها , وقد إيش أخاف عليها حتى من نفسي . نجد بإصرار / يا حبيبي يا عايض والله عارفة إنك مستحيل تأذيها , بس هي خلاص , ما تثق بأي أحد غير مساعد , مستحيل تسمح لأحد يدخل حياتها مرة ثانية , لا انت ولا أي أحد غيرك . اكتفى بالصمت , وعيناه تنظران إلى الفراغ أمامه . يعرف هذا الشيء جيدا . ولكنه غير قادر على نسيان تلك المخلوقة . لكم يغار من مساعد , ويحقد عليه لقربه من يُمنى إلى هذه الدرجة . حتى أنه لازمها طوال حياتها . وقف بابتسامة باهتة / ما عليك نجد ,خليني اشتري الهدية وانتي أعيطها اياها , ما راح تعرف انها مني . وقفت متكتفة / ما راح أقول لك وش تحب , بلاش تسوي هالحركة الغبية عويض . نظر إليها بحنق / لا تقولين , أنا أعرف أكثر منك هي وش تحب . تنهدت نجد بضيق وهي تنظر إلى قفاه . __________ في اليوم التالي .. لم تصل عقارب الساعة إلى الواحدة ظهرا , إلا وقد امتلأ المنزل بالضيوف . اخوة يٌمنى وأبناءهم , وأعمامها وعماتها . أصبح البيت يضج بأصوات النساء وضحكاتهم , وصراخ الأطفال . الآتون من بعيد , جلسوا يرتاحون في المجالس . أما الفتيات الشابات , فقد أتوا منذ الصباح الباكر ليساعدوا يٌمنى وبشرى . الجميع يعمل على قدم وساق . حتى الشباب في الخارج . بعد مُضي ساعتان من تناولهم الغداء , جلسوا يتسامرون ويضحكون . بعض البنات لا زالوا يعملون في المطبخ , ينظفن الصحون ويرتبن المطبخ . بينما جعلوا يُمنى تخرج من المطبخ رغما عنها , هي وسمية وبشرى . المتعبات بحق . كان الجميع معتادا على سمية , وأحاديثها التي لا يمل منها . جلست مع النساء تتحدث إليهن وتضحك . أما يُمنى , فكانت تجلس مع بنات عمومتها واخوتها بصمت . تستمع إليهن ولا تشارك بأي تعليق , كعادتها . تنبهت فجأة , وهي تسمع جميلة ابنة عمتها تقول / غريبة هنادي جاية لوحدها مع خالي , لينا وخواتها ما جوا لسه , ماهم جايين ؟ ردت هديل / إلا , كلمت ضحى من شوي , تقول اضطروا يوصلون نوف بنت خالتهم عند خالتهم الثانية سعاد عشان كذا تأخروا . سمر الواقفة بجانب النافذة تتأمل من بالخارج , وبيدها كوب قهوتها , شهقت / الطيبين عند ذكرهم وصلوا . لتشهق مرة أخرى وتقول بصوت أعلى / وحزروا مين جايبهم ؟ عايض . نظر إليها الجميع بدهشة , وعمّ الصمت . لتتجه الأنظار إلى يُمنى , المتظاهرة بالانشغال بهاتفها وعدم سماعهم . بينما قلبها يخفق خلف ضلوعها بقوة . نظرت بشرى إلى الجميع بحدة , ليفهمها الجميع ويعودون إلى الحديث مجددا . وقفت يُمنى / بروح أجهز لهم القهوة . قالتها وابتعدت . وهي تغمض عيناها وتتنهد . كأنها ترى من ظهرها نظرات الشفقة المصوبة نحوها . كانت يداها ترتجفان , وهي تحاول وضع الأكواب الصغيرة على الصينية . حين أتت بشرى من خلفها / عنك , أنا بسوي . ساعدنها الباقيات في تجهيز صينيتين . تنظر إليها بشرى بطرف عينها , حين جلست وأخفضت رأسها .. وهي تقبض على الهاتف بقوة . نبهتها بعد ان انتهت / يلا يُمنى . وقفت يُمنى وذهبت خلف بشر التي حملت الصينية عنها , حين اقتربت من باب المجلس . تنفست بعمق لتخفف من توترها , ثم دخلت . لتبتسم للفتيات . اقتربت منهن , ليصافحنها ويسلمن عليها بحب . كما فعلن طوال الخمس سنوات الماضية . وأثبتن لها أن خلافها مع عائض , لم يغير شيئا من مودتهم وحبهم لها . كان هذا الظاهر أو الواضح بالنسبة للجميع , الجميع بلا استثناء . سواء اخوتها أو غيرهم من أقاربها , بما فيهم شقيقات عائض . أما بالنسبة ليُمنى .. ترى تصرفاتهم وتعاملهم الأكثر من لطيف معاها , ليس سوى قشرة .. لفت شفقتهم وحزنهم عليها . لذلك لا تأبه لشيء . ولا يهمها أي أحد , غير سمية ومساعد وبشرى . وهديل ربما . أما البقية , ليسوا سوى أناس أشفقوا عليها , فعاملوها بإحسان , زائد عن الحد . _______ في مجلس الرجال .. دخل عائض , وراءه أخيه عاطف .. ليعم الصمت فجأة . حزّ بخاطره ردة فعلهم , إلا أنه تجاهل ذلك . وسلم بصت عالِ , ببشاشته المعهودة . ثم صافح الجميع , وقبل رؤوس الكبار احتراما لهم . بينما عاطف صافح الجميع بسرعة , وهو مخفض رأسه .. حين انتهى جلس في آخر المجلس , يحاول أن يخفي وجهه عن الجميع . حين وصل عائض إلى مساعد , نظر إليه الآخر بعتاب , ليضغط على كفه / ما توقعت هالشيء منك عايض , قطاعة مرة وحدة ؟ ابتسم له عائض / آسف , كنت مجبور . تنهد مساعد / ودي أعاتبك النهار بطوله , لكن ما دام جيت الحين , بنسى .. اشتقنا لك ياخي . عانق عائض بقوة , وربت على ظهره , ليهمس / أتمنى مرة ثانية ما يفرقنا أي شيء يا عايض . أومأ برأسه , يكتم في نفسه الألم .. ليكمل السلام على البقية . جلس أخيرا بجانب عاطف , متجاهلا نظراتهم المصوبة نحوه . ____ في آخر الليل , جلس الجميع في الحوش الخارجي . النساء والفتيات في جهة , والرجال مع الشباب في جهة أخرى . نام البعض من تعب السفر والطريق . حاولوا الفتيات أن يجعلوا يُمنى تخرج وتجلس برفقتهم , إلا أنها رفضت رفضا قاطعا . بالرغم من اصرارهم الشديد , إلا أنهم لم يتمكنوا من اقناعها . حتى تعللت بالتعب بسبب استيقاظها في وقت مبكر . لتصعد إلى حجرتها , وتقفل الباب من الداخل كالعادة . بدلت ملابسها , لترتدي بيجامة سوداء . أفردت شعرها الطويل , ورفعت الأمامي بتاج أسود كذلك . لتقف بجانب النافذة , وتزيح الستارة قليلا . تحت نافذتها , كانت مجموعة الشباب .. مساعد , بجانبه عاطف .. صاحب الصوت العذب , الذي لا يتركوه إلا إن غنى لهم شيئا . وبعد أن يشبع أسماعهم الجائعة لأصوات خالية من التأثيرات الموسيقية , يقولون مازحا أن صوته بشعا جدا . بجانب عاطف , هو .. ثم الأخرون . صارت تسمع صوت دقات قلبها في حجرتها الهادئة . لترفع كفها وتضعها على قلبها . وهي تتأمل ملامحه التي اشتاقت إليها كثيرا . يا له من قاسِ .. كيف امكنه الغياب طوال خمس سنوات ؟ كيف تمكن من الغياب عن أنظارها ..! ودون شعور , نطقت بتلك العبارة بهمس , وعيناها تلمعان بالدموع / ليش يا عايض ؟ وكأنه سمع صوتها ورجاءها , ليرفع رأسه , وتسقط عيناه بعينيها . ظلت واقفة في مكانها , تتأمله .. وعيناه الملهوفتان . حتى شعرت بأحد الجالسين انتبه إلى عائض وهو ينظر نحو النافذة , فاختفت من أمام عينيه بسرعة البرق . _____ انتهى الفصل
|
|
![]()
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
Loading...
|