بصمات خيـــال الطيـــر ...

لنبقى على قطع من الحب بداخلنا ، وإن كانت خالية من السكر
فالحب لا يقتصر دوما على اشتهاء ما هو حلو ، وجميل
بل قد نعشق شيئا ذو مذاق مر ، ومع ذلك قد يجلب لنا السعادة
وقد نعجب بأشياء متعبة ، ومع هذا قد تشعرنا بالراحة
وقد تروقنا أشياء معقدة ، لكنها قد تمنحنا الطمأنينة
وقد ندمن أمورا مضرة ، مع أنها قد تهبنا قدرا من المزاج الجيد
وقد نندهش أحيانا بشخص ليس بيننا وبينه ثمة شيء متشابه ، أو مشترك لكنه يستفز أحاسيس جميلة في أعماقنا
وقد نقرأ بشغف أحداثا تتسبب لنا بالألم ، والحزن ورغم هذا لا نكف عن متابعتها ، كونها تترجم شيئا ما لا نستطيع البوح به
وقد نسعد لرؤية سحب سوداء ، وانتظار رعد مرعب ، لأنها تروقنا وبشدة ، ربما لتعلق بعض من ذكرياتنا بفصل الشتاء ، وقطرات المطر
وقد نشاهد أفلاما مرعبة ، ربما لأنها تشعرنا بالإثارة والحماسة ، بينما قد يفر البعض منها
وقد نتابع أخبار دامية ، ربما أيضا لأننا ألفنا تلك الأخبار وتلك السيناريوهات ، أو ربما لأننا نحتاج منها لطاقة تثير الرحمة بداخلنا ، في حين أنه قد يتجاهلها البعض ولا يستسيغها
وقد نعشق العتمة ، وتروقنا الوحدة ، بينما يحب البعض النوم باكرا ، ورؤية الشمس ، والإختلاط مع البشر
وقد نقرأ قصصا عن الموت ، لنشعر بقيمة الحياة ، لكن البعض الأخر قد يقرأ قصصا عاطفية ، ليملأ فراغا سببه رحيل أحدهم ، أو لشعوره بالوحدة ، أو لتمنى حياة كما في الحكايات ، أو ليعزى نفسه بوجود حب يدوم
وقد نفضل اللون الأسود لأنه قد يمنحنا قوة ، وراحة ، وانسجام مع أنفسنا ، برغم أنه عند البعض الأخر رمزا للحداد ، والحزن
فالحب أشمل من أن يحتويه شيء جميل ، أو مبدع ، أو متأنق ، أو متكامل ، لأنه مرتبط بمزاجية الفرد، فما نحبه قد لا يروق لغيرنا ، وما نشعر بأنه قد يهبنا المتعة ، قد لا يستمتع به الأخرون، وما يجلب لنا السعادة قد يجلب للبعض الحزن ، وعدم الرضا
الإختلاف في الحب شيء جميل ، ومقدار المتعة يتعلق دائما بما نهوى ، وما نفضل ، وما نحتاج
لذا إستمتعوا بما تحبون ، فأنتم وحدكم من تقرروا ما يجلب لكم الفرح ، وإن كان شيئا غير مكتمل، وبعيد كل البعد عن الجمال ، ولا يمت بأية صلة لما هو مألوف...