![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
![]() |
![]() |
…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. } |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
#10 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]()
|
![]() حاولت أن أصف لكم بعض الذي قاسيته في ذلك السجن الذي قضيت فيه فترة شبابي اليافع ... و التي ضاعت سدا ... فترة جافة قاسية أكسبتني جفافا و خشونة لم أولد بهما و لم أتربى عليهما و غيرت في بعض طباعي ، و بدأت أدخن السجائر كان الحارس يتصدق علينا بسيجارة واحدة ، ندور بها فيما بين شفاهنا جميعا ... و تقتسم همومنا و نقتسم سمومها .... و مر عام آخر ... و أكثر ... ألمّ المرض بصديقي نديم من جراء التعذيب المستمر ... كان على فراشه ، و كنت اعتني بجروحه و إصاباته التي لم شملت حتى أطراف أصابعه ... " وليد .. " " نعم يا عزيزي ؟ " " يجب أن تخرج من هنا ... " قال نديم ذلك ثم رفع يده و مسح على رأسي ، ثم وضعها فوق كتفي . " يجب أن تخرج من هنا يا وليد و إلا لقيت حتفك " " إنني هالك لا محالة ... لا جدوى و لا أجمل ... " " افعل شيئا يا وليد و غادر هذا المكان ... إنك لا زلت شابا صغيرا ... " كنت الأصغر سنا بين الجميع ، و أكثرهم تذمرا و شكوى ، و بكاءا ، إلا أنني هدأت و استسلمت لما فرضته الأقدار علي ... و لم يعد الأمر يفرق معي ... ابتسمت ابتسامة استهتار و سخرية ، و يأس ... نديم كان ينظر إلي بعين عطف شديد و محبة أخوية ... قال : " اسمعني يا وليد ... لدي مزرعة في المدينة الشمالية ، حيث كنت أعيش مع ابنتي و زوجتي ... متى ما خرجت من هنا ... فاذهب إليهما و أخبرهما بأنني كنت أفتقدتهما كثيرا و أنني بقيت على أمل العودة إليهما دون يأس لآخر لحظة في حياتي ... " " نديم ... " قاطعني قائلا : " لا تنس ذلك يا وليد ... و إن احتاجتا مساعدة منك ... فأرجوك ... ابذل ما باستطاعتك " أقلقتني الطريقة التي كان نديم يتحدث بها ، هززت رأسي و قلت : " لماذا تقول ذلك يا نديم ...؟ " و انتظرت أن يجيب لكنه لم يجب ... و تحركت يده الممدودة على كتفي ، ثم هوت للأسفل ... و ارتطمت بالفراش ... و سكنت سكون الموت ... إنا لله ... و إنا إليه راجعون .... بعد سنتين من ذلك ... و في أحد الأيام ... و فيما أنا مضطجع على سريري بكسل و عدم إكتراث ، أدخن بقايا السيجارة بلا مبالاة ، و انظر إلى السقف و أرى الحشرات تتجول دون أن يثير ذلك أي اهتمام لدي ... إذا بالباب يفتح ، ثم يدخل بعض الضباط معظم زملائي وقفوا في قلق ... أما أنا ، فلم أحرك ساكنا ... و بقيت أراقب سحابة الدخان التي نفثتها من صدري ترتفع للأعلى ... و تتلاشى ... " وليد شاكر " هتف أحد الضباط ... فقمت بتململ و التفت إليه ببرود لم يعد يهمني إن كان لدي أي درس جديد في الضرب أو غيره ... عاد الضابط يهتف بحدّة : " وليد شاكر " نهضت عن فراشي و وقفت ازاء الضباط و أجبت بضجر : " نعم ؟ " و أقبل بعضهم نحوي ، فرميت بالسيجارة أرضا و سحقتها باستسلام ... أمسكوا بي و قادوني نحو الباب ، فسرت بخضوع تام ... عندما صرت أمام الضابط الذي ناداني ، رمقني بنظرة احتقار شديدة و هي نظرة قد اعتدت عليها و لم تعد تؤثر بشعوري ... قال : " وليد شاكر ؟ " أجبت : " نعم أنا ، و لا علاقة لي بالسياسة ، أرجو أن تتاكد من ذلك جيدا " رفع الضابط يده و صفعني على وجهي صفعة قوية كادت تكسر فكي ... ثم قال : " هذه تذكار " التفت إلى زملائي و عيني تقدح بالشر ، و قابلتني نظراتهم بالتحذير ... فكتمت ما في صدري ، ثم قلت : " ثم ماذا ؟ " ابتسم الضابط ابتسامة خبيثة دنيئة ، ثم قال : " لاشيء ! فقط ... أفرجنا عنك "
|
|
![]()
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
Loading...
|