08-23-2011
|
#2
|
من كتاب خزانة الأدب
بسم الله الرحمن الرحيم
نحمدك يا من شواهد آياته غنية عن الشرح والبيان، ودلائل توحيده متلوة بكل لسان. صل وسلم على رسولك محمد المؤيد بقواطع الحجج والرهان، وعلى آله وصحبه الباذلين مهجهم في نصر دينه على سائر الأديان. صلاة وسلاماً دائمين على ممر الأزمان.
أما بعد فيقول المفتقر إلى معونة ربه الهادي، عبد القادر بن عمر البغدادي: هذا شرح شواهد "الكافية لنجم الأئمة"، وفاضل هذه الأمة، المحقق محمد بن الحسن، الشهير بالرضي الأستراباذي، عفا الله عنه ورحمه. وهو كتاب عكف عليه نحارير العلماء، ودقق النظر فيه أماثل الفضلاء؛ وكفاه من الشرف والمجد، ما اعترف به السيد والسعد؛ لما فيه من أبحاث أنيقة، وأنظار دقيقة؛ وتقريرات رائقة، وتوجيهات فائقة؛ حتى صارت بعده كتب النحو كالشريعة المنسوخة، أو كالأمة الممسوخة؛ إلا أن أبياته التي استشهد بها -وهي زهاء ألف بيت- كانت محلولة العقال ظاهرة الإشكال لفحوص معناه وخفاء فظرها وقد انضم إليها التحريف، وبان عليها أثر التصحيف. وكنت ممن مرن في علم الأدب، حتى صار يلبيه من كثب؛ وأفرغ في تحصيله جهده، وبذل فيه وكده وكده؛ وجمع دواوينه، وعرف قوانينه، واجتمع عنده بفضل الله من الأسفار، ما لم يجتمع عند أحد في هذه الأعصار؛ فشمرت عن ساعد الجد والاجتهاد، وشرعت في شرحها على وفق المنى والمراد. فجاء بحمد الله حائز المفاخر والمحامد، فائقاً على جميع شروح الشواهد؛ فهو جدير بأن يسمى: "خزانة الأدب، ولب لباب لسان العرب" وقد عرضت فيه بضاعتي للامتحان، وعنده يكرم المرء أو يهان: على أنني راض بأن أحمل الهوى وأخلص منه لا علـي ولا لـيا
وقد جعلته هدية لسدة هي مقبل شفاه الأقيال، ومخيم سرادق المجد والإقبال: حضرة سيد ملوك بني آدم، وواسطة عقد سلاطين العالم، ملك ألبس الدنيا خلع الجمال والكمال، وأحيا داثر الأماني والآمال. حامي بيضة الإسلام بالصارم الصمصام وناشر أعلام الشريعة الفراء والملة الحنيفية البيضاء، ومرغم أنوف الفراعين، ومعفر تيجان الخواقين، خليفة رب السموات والأرضين، ظل الله على العالمين، وقطب الخلافة في الدنيا والدين، خادم الحرمين الشريفين، وسلطان المشرقين، الغازي في سبيل الله، والمجاهد لإعلاء كلمة الله، ألا وهو السلطان ابن السلطان، السلطان الغازي "محمد خان" ابن السلطان "إبراهيم خان"، نخبة آل عثمان. خلد الله ظلال خلافته السابغة الوارفة، وأفاض على العالمين سجال رأفته المترادفة. ويسر له النصر المتين، وسهل له الفتح المبين، بجاه حبيبه ورسوله محمد الأمين. آمين
|
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
|