ديوان الشاعرة/منتهى القريش

بين الريح وبين الماء

بين الريح وبين الماء
تتراقص كل الأسماء
يأتيني صوتك أعرفه
يزرعني فوق الرمضاء
يحملني.. يرميني.. يلقفني
يبعثرني قطعاً أشلاء
يجمعني.. شعراً يكتبني
يرسمني.. أرضاً وسماء

يا من ينفثني في الريح دوائر
وأنا أرسمه حباُ ونقاء
تعلمتك مذ أيقنت العشق
أسكنتك كل فصولي
أعطيتك من عمري زمناُ
حبك أججني
أنطق أشيائي الصماء

هل تعرفني؟
أنا أنثى أتعبها التجريح
أنا من موج البحر تعلمت جنوني
أنا من تعبي
من أرقي
من حزني
تعلمت معان أخرى للأشياء

لا تسألني عن اسمي
عن عنواني
عن وطني
عن مدن سكنتني .. لم أعرف كيف أغادرها
عن وجهي
عن جسدي
حدودي.. أمكنتي
ارسم خارطتي كيف تشاء

أشرعت بوجهك أبوابي
ونوافذ ليلي وكتابي
فادخلني.. اقرأني
ازرعني بين الحرف فواصل أو أزهار
دثرني.. زملني
تتعرى أمكنتي بين يديك
كن لي دفئا.. برداً .. ناراً... حضنا ورداء

يا أنت .. اغمض جفنيك على جسدي
فأنا ما زلت هناك
أتمشى فوق العشب النابض في صدرك
افتش في كل زواياك
هذيانك يعصف بي
يا رجلا يرسمني امرأة
يحملني.. يرميني..يلقفني
يبعثرني قطعا أشلاء

اجمعني .. لملم أشلائي
ازرعني.. فوق خطوط الكف رياحينا
هدهد أرقي .. غني لي حيناً
ارسم فوق جبين الخوف.. أنينا..
سأنام أنا حيث أكون..
بين يديك .. امرأة لا يشبهني الا وجهي
أنثى .. أنثى .. أنثى غيداء

يا رجلا يكسر أصفاد الغربه
تسألني عنك أمكنتي
وحيث أتيت..تتلاشى أزمنة التجريح
سألتك باسم العشق المصلوب على جدران المنفى
ابقى قربي.. ساعدني.. بدد خوفي
وبين الريح .. وبين الماء
علمني..
كيف اقترف العشق بين يديك
عشقاً وكفى
لا قيداُ يحكمه أو أسماء....