صاحب الجمل الأحمر

لم يكن يملك غير ذلك الجمل عندما وصلت رسالة القائد ابو عبيدة عامر بن الجراح للخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ، فقرر أن يركب بعيره ويصطحب خادمه وأن يحمل على ظهر البعير قلة ماء وقليل من السويق والتمر ، ولم يكن لديه من الملابس سوى ذلك الثوب المرقع فلم يأنف من لبسه ومضى في سيره من المدينة المورة عاصمة الدولة إلى بيت المقدس ليستلم المدينة من أهلها الذين رفضوا الاستسلام إلا لمن تنطبق عليه أوصاف كتبهم وهي علامات لا تنطبق إلا على عمر
قرر عمر أن يتقاسم الطريق مع خادمه فتارة يركب عمر وتارة يركب الخادم ولم يكن مع هذا الرجل الذي تسيطر جيوشه على العراق وفارس والجزيرة ومعظم الشام موكب يسير معه ( فيالها من عظمة الإسلام )
وعندما اقترب من القدس لبس قادة الجيش الإسلامي أفضل مالديهم وركبوا خيولهم بينما النصارى على أسوار مدينة القدس يترقبون هذا الرجل العظيم الذي هزم الفرس والروم 0
وعندما اقترب الركب منهم إذا به رجلان راكب وماشي فقد كان الدور أن يمشي الخليفة ويركب الخادم ووصل الجمل الأحمر حتى وجد ( مخاضة )طين فنزل عمر في الطين يحمل نعليه ويقود البعير والخادم راكب ، عنده تقدم القائد أبو عبيدة نحو الخليفة مسرعا ومعه راحلة أفضل وثوب أجمل فناولها الخليفة مما أغضب عمر وقال لو غيرك قالها ياأبا عبيدة (( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمتى ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله )) ومضى بما كان عليه وعندما رأى
كبير قساوسة النصارى المنظر أمر بفتح ابواب المدينة للمسلمين فكان ذلك الفتح العظيم