ورقـــه ومحــبره وريــشه

ورقـــه ومحــبره وريــشه

يجلس على طاولته القديمه كل ليله والتي جار عليها الزمن
ومقعدا قد احدودبة قدماه من اثر الجلوس ويسمك بريشته التي
لم يبقى بها سوى رويشات متهالكه يغمس ريشته في محبرته ولا

يكاد يخرجها الا وقد ابتلت اصابعه فهو لا يجيد استخدامها
ولا عادت قواه تستطيع التركيز يجذب يديه برفق وقطرات الحبر قد
تركت اثرا على طاولته وكأنها قطرات دم تحكي وتتكلم عن ماضي
قد عاشه بحلوه ومره وتقع يده على ورقة قد تهالكة واصفر لونها

وضع ريشته بأعلى الوقه وتوقف لا يدري ماذا يكتب ايكتب عن ماضيه
البائس ام مستقبله القادم ام ينسج قصة من خياله... ذالك الخيال
الخرف والمتناقض الافكار اليد ترتجف والعين لا تكاد ترى سوى موضع
كتابتها وكل ما حوله اصبح من الماضي البعيد الذي لا يتذكر فيه سوى

خيوطا واطيافا لا يستطيع الامساك بها... ترك ريشته جانبا ومد يده
الاخرى وتناول علبة السجائر ويداه ترتجفان واخرج سيجارة واشعلها
واخذ منها شهيقا عميقا بقدر عمق الماضي الذي عاشه وازفر دخانا
كثيفا بحجم المستقبل الذي ينتظره ملاء ارجاء المكان بدخانه وحلقت

غيمةعلى طاولته غيمة حزن مازجتا الماضي بالحاضر والمستقبل وتذكر
ماضيه الحزين وحاضره البئيس ومستقبله الذي تفائل بحزنه قبل قدومه
فقرر في النهايه ان يكتب عن الحزن ذالك الحزن الذي مر به جميع
البشر ولو كانت للحظات او سويعات قليله وعندها اسند ظهره على كرسيه
واغمض عينيه واخذ يفكر ماذا سيسطر لنامن حكايه غموض قدعاشها طيلة حياته.

نسج من خيالي نثرته لكم واتمنى ان يروق لكم.

بقلمي // هــدوء رجــل