تناول الحمضيات يقلل خطر الاكتئاب بنسبة 20%

فوائد الحمضيات
تناول الحمضيات يقلل خطر الاكتئاب وفقا لما كشفته دراسة حديثة أُجريت على آلاف الأشخاص، وجدت أن الفاكهة المنعشة مثل البرتقال والليمون والغريب فروت لا تمنح الجسم الفيتامين C فقط، بل تدعم أيضًا صحة الأمعاء والمزاج. ووفقًا للبحث، فإن تناول الحمضيات يقلل خطر الاكتئاب من خلال تعزيز نمو بكتيريا نافعة في الأمعاء تساهم في إنتاج نواقل عصبية مسؤولة عن الشعور بالراحة.

يُعاني ما يقارب 280 مليون شخص حول العالم من الاكتئاب السريري، وهي حالة نفسية تؤثر على المزاج، والشعور بالذات، ونوعية الحياة. اللافت أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة تصل إلى 50% مقارنة بالرجال، وقد يعود ذلك إلى عوامل عدة تشمل التغيرات الهرمونية، والضغوط الاجتماعية، وبعض السمات البيولوجية.

ورغم تنوع أسباب الاكتئاب، فإن الدراسات تُشير إلى أن التغييرات في نمط الحياة، مثل تحسين النوم وممارسة الرياضة وتناول طعام صحي، قد تساعد على تقليل خطر الإصابة. ومؤخرًا، كشفت دراسة نُشرت في مجلة Microbiome أن تناول الحمضيات يقلل خطر الاكتئاب بنسبة تصل إلى 22%.

تناول الحمضيات يقلل خطر الاكتئاب
أجرى باحثون من كلية الطب في جامعة هارفارد ومستشفى ماساتشوستس العام تحليلًا لبيانات أكثر من 32,000 امرأة، تمت متابعتهن على مدى 14 عامًا. جُمعت معلومات عن استهلاك البرتقال، والليمون، والجريب فروت، وعصائرها، عبر استبيانات غذائية دورية.

وأظهرت النتائج أن النساء اللواتي تناولن برتقالة واحدة يوميًا انخفض لديهن خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 22%، مقارنة بمن لم يتناولن الحمضيات بانتظام. وأكدت الدراسة أن تناول الحمضيات يقلل خطر الاكتئاب من خلال دعم ميكروبيوم الأمعاء، إذ تزداد أعداد بكتيريا مفيدة تُعرف باسم Faecalibacterium prausnitzii، والتي تساهم في إنتاج السيروتونين والدوبامين.


لا أثر مماثل للفواكه الأخرى
اللافت أن الباحثين لم يجدوا نفس التأثير مع فواكه أخرى مثل التفاح أو الموز، ولا حتى عند جمع إجمالي استهلاك الفاكهة والخضار. فقط الحمضيات —البرتقال واليوسفي والكليمنتين والبوملي والكمكوات— أظهرت صلة وثيقة بتحسن المزاج، ما يعزز من فرضية أن تناول الحمضيات يقلل خطر الاكتئاب من خلال مسارات فسيولوجية خاصة بها.

وماذا عن الرجال؟
لتأكيد النتائج، حلل الفريق البحثي بيانات لأكثر من 300 رجل ضمن دراسة منفصلة حول نمط الحياة. وتكررت النتيجة: الرجال الذين لديهم مستويات أعلى من بكتيريا F. prausnitzii في أمعائهم كانوا أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب، مما يعني أن تناول الحمضيات يقلل خطر الاكتئاب لدى الجنسين.

لماذا بكتيريا F. prausnitzii مهمة؟
تُعتبر هذه البكتيريا من العناصر الأساسية في الحفاظ على توازن الأمعاء، وتُظهر الأبحاث أنها:

تقلل الالتهاب.
تدعم الجهاز المناعي.
تُحسن الهضم.
تقلل احتمالات الإصابة بأمراض مزمنة مثل القولون العصبي، والسمنة، والسكري من النوع الثاني.
وقد لوحظ انخفاض مستويات هذه البكتيريا في أمعاء المصابين بالاكتئاب، ما يؤكد العلاقة العميقة بين صحة الأمعاء والصحة النفسية. لذلك، فإن تناول الحمضيات يقلل خطر الاكتئاب لأنه يعزز وجود هذه البكتيريا.

علاقة الحمضيات بالوقاية من الخرف
الحمضيات لا تحسن المزاج فقط، بل قد تُفيد في الوقاية من أمراض الذاكرة. فقد أظهرت دراسة يابانية نُشرت في British Journal of Nutrition أن الأشخاص الذين تناولوا الحمضيات يوميًا كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 23% خلال ست سنوات، مقارنة بمن تناولها بشكل متقطع. ومع أن هذه النتائج تحتاج إلى مزيد من البحث، فإنها تُضيف سببًا آخر يجعلنا نقول: تناول الحمضيات يقلل خطر الاكتئاب، وربما يُفيد الدماغ على المدى الطويل.

كلمة من موقع صحتك
لم تعد جملة "تناول الحمضيات يقلل خطر الاكتئاب" مجرد افتراض، بل نتيجة علمية مدعومة بأبحاث موسعة. من خلال تأثيرها على بكتيريا الأمعاء المفيدة وإنتاج النواقل العصبية، تُقدّم الحمضيات دعمًا نفسيًا حقيقيًا.

ولأن تناول الحمضيات يقلل خطر الاكتئاب بطريقة طبيعية وغير مكلفة، فقد يكون من الحكمة إدخال هذه الفواكه إلى النظام الغذائي اليومي. في عالم متوتر وضاغط، فإن برتقالة واحدة يوميًا قد لا تبدو كافية لحل جميع مشكلاتنا النفسية، لكنها خطوة بسيطة نحو التوازن.. ولنتذكر دائما أن تناول الحمضيات يقلل خطر الاكتئاب.