منذ أسبوع واحد
|
|
كابوس
في تلك الليلة الموحشة ، في الهزيع الأول من الحزن .. انتبهَت من نومِها على صدى بكاء طفل ..
نهضت !! .. و مشت كالسكارى .. تتلمّس في غمار تشتتها بين الواقع و الحلم ، باحثة عن الباب لتَتَتبّع الصدى ..
تعثّرت أصابعها التي فقدتها في حريقٍ مفتعل .. بعد أن اشتعل كفّيها و هي تجاهد لانتشاله من جحيم السرير المحترق ، فاحت رائحة الموت من أظافرها
تمعّنت في طيفٍ خاطِفٍ اخترق الدخان و اتخذ سبيلاً مغايراً لما ظنّت .. مندفعاً نحو ألسنة اللهب كمن يلوذ بها ..!!
أين أنت أيها الباب اللعين ؟؟!! ..صاحت لتستكين في أحضان السؤال الحائر و صوت البكاء يهدم صبرها ..
في ظلّ عجزها عن العثور على مخرج من هذا الكابوس الأزليّ .. سدّت أذنيها بإصبعيها .. فَعلى الصوت و تحول البكاء إلى نشيج ..
تكوّمت وسط فراغ سجن وحدتها الانفرادي .. تناهى إلى سمعها صوتاً يسألها : لعلكِ جديرة بهذا العذاب .. ما الذي يضعفكِ أيتها القوية التي تحدّت الخوارق ؟!
نزعت إصبعيها من أذنيها ..علّها تختبئ منه ، صرخت : من أنت ؟ سمعت وقع خطوات تقترب .. و مفتاح يدور .. في قفلِ بابٍ لم تعثر عليه حتى الآن ..
اندفعت نحو ما حسِبته باباً ..فإذا به رجل الطيف الذي ظنت أن اللهب التهمه ، برجاءٍ سألَته مجدداً : من أنت ؟؟؟!!!
فأجابها : تيه الخطى .. جئتُ لأخبرك أن الطفل معي .. مسحت دموعها .. فتحت ذراعيها .. فوسّده على صدرِها ! .
منقول
|