الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصــــــايـــد ليـــــــل 】✿.. > …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«…
 

…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. }

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 08-17-2023
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
لوني المفضل Azure
 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 5 ساعات (02:51 PM)
آبدآعاتي » 3,248,102
الاعجابات المتلقاة » 7423
الاعجابات المُرسلة » 3691
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه
بيانات اضافيه [ + ]
785850 قصة - لعبة ُ الشطرنج



-
أقفُ على الجسر ، منذ ساعة ، لا أفعلُ شيئاً ذا قيمة ، غير أنني أنفخُ من دخان الأرجيلة الإلكترونية. أنظرُ إلى المدينة المضاءة في الليل. تعبرُ بقربي سيارات مستعجلة و ينبعثُ صداها من البعيد. القمرُ أصابهُ الخسوف في كبد السماء، فتشقق نصفه الأسفل و تلاشى كأنما التهمهُ الليلُ الجائع بنهمِ العتمةِ . أمدّ يدي و أتحسسُ برودة العِقد الفضي في جيبي، ربما لأذكّر نفسي بالموعد بعد ساعة و نصف من الآن. اشتريتُ تذكرتين للحفلة الموسيقية أيضاً، درجتُ في الآونة الأخيرة أن أبتاعَ نسختين من أي شيء، كتابان ، علبتا نوتيلا ، تذكرتان لأي حفلة عامة تُقام، إلخ ...
تتهادى على خدي نسائمٌ لطيفة. جُل ما أشمه رائحة التمباك الذي يمتزج بالهواء حولي، أحتاجُ أن أهدأ ، المزيد من التوتر لا يفيد. أخبرتُ سيدة محترمة قبل فترة التقيتُ بها في مطعم وسط جمعٍ من الأصدقاء ، و بينما نحن نتجاذب أطرافَ الحديث ، أنه من عادتي أن أشربَ فنجاناً كبيراً من القهوة إذا استعصى عليّ النوم. ضحكتْ من قلبها ثم بادرتني قائلة ً: " لماذا كل هذا القلق إذن ؟". لا شيء ، إنه فقط مغمّس في لُب الأفكار و ينبضُ بالخوف. أمرٌ أعقد من أن يفسّر أو يُعلل.
مشيتُ بإتجاه سيارتي، رفعتُ ذراع المكبح الآلي و ضغطتُ على الدواسة فانزلقت السيارة على الإسفلت ثم اختفتْ داخل النفق. قررتُ أن أطلبَ قهوة سريعة في ستاربكس ، لن تطول جلستي هناك ، سأقرأ الفصل الأخير من " مذكرات من العالم السفلي " لدستويفسكي بإهتمام و ظني أنه ليس بالكبير. و لحسنِ الحظ ، عثرتُ على طاولة فارغةبعد أن وقفتُ أمام الموظف أجيلُ عيني في أنواع القهوة المكتوبة على العارضة في الأعلى. جلستُ على الكرسي و بيدي عبوة القهوة الساخنة. أفرغتُ جيبي من محتوياته ، العِقد الفضي المنحوت بكلمة " Love " و التذكرتان المُجعدتان و مفاتيح و بعض الصرافة المتبقية.
مررتُ بنظري على سطور الرواية ، كم شتتني هذه الرواية و أضاعت صوابي لكنها ممتعة لأي شخص يعتقد أنه لا يستطيع أن يبدأ في حياتهِ من جديد. الإحساس المفرط في ثنايا الرواية عن التعساء و المهانين في الحياة يبعثُ في النفس الأمل أن تشرع من جديد و أن تنضو عنها بذاءات الواقع و انحطاط القيم. و لهنية ، لم أدرك أن شخصاً ما يقف خلفي إلى اللحظة التي حطّ فيها كفهُ الثقيلة على كتفي و هزّني.
- فرصة حلوة ! ، كيفك ؟ ، يا رجل لو قلنا مليون ليرة !. و قهقه بوجهه المجدور ناثراً من فمه نشيشاً من البصاق.
- جداً مبسوط برؤيتك. مصادفة ، لدي موعد بعد ساعة تقريباً ، و قلتُ لنفسي لا بأس بفنجان قهوة سريع ممكن أن يوقظني قليلاً و أتنشط. أنتَ كيف حالك؟ ما أخبارك ؟.
- لا سلام و لا كلام ! ، قم ، الظاهر أنك أصبحت خامل بعد فترة غيابك. و بدأ يصيح كعادته ، و قمتُ لكي لا تحدث فضيحة بسببه ، إذْ بدأت بعض الوجوه في المقهى تتطلعُ نحونا بفضول و استغراب.
- طيب على الأقل خبّرني إلى أين ؟.
- يوجد لعبة شطرنج ساخنة فوق. الشباب يتراهنون و أريدك أن تظهر لهم مهارتك في اللعب. أنا أعرفك من أيام المدرسة !
- كل شيء تبخّر ، لم أعد أمارس اللعبة مثل قبل . عدا أنني مستعجل و الوقت يمضي بسرعة.
و حانتْ منه نظرة إلى رواية دستويفسكي المطروحة على الطاولة، فقال مستنكراً ساخراً يملؤه العجب:
- طبعاً يا سيدي ، الذي يقرأ دستويفسكي رأسه سوف تتبخر بحالها. ماذا تبقى منكم أيها الشباب المثقف الغير نافع !
و ضحكتُ لأجله ، بينما كان يجذبني من ذراعي و يدفع بي على الدرج بإتجاه الطابق الثاني.
ضجّ الجمعُ المتكوم حول الطاولات و قد بشّ بعضهم و جاؤوا يسلمون و يرحبون.
كانت الصالة مفتوحة من الجوانب و ذات سقف بإضاءة ناعمة تنبعثُ من مصابيح متدلية كعناقيد العنب.
هتفَ واحدٌ لا أعرفهُ من قبل:
- يا رجل صاحبك صدّع رأسنا بك و كأنك ماغنوس كارلسن بجلالة قدره.
و أضافَ آخر بقربه و هو يطرق بخاتمه على سطح الطاولة فيصدرُ صوتٌ كالخدش الحاد:
- يمين أحاسب عليه ، أنا الأول يا شباب ، لن يستغرق مني الأمر أكثر من خمس دقائق !
و جلستُ لا أدري ماذا أفعل، حقاً لقد نسيتُ كيف يجري اللعب ، فالأمر الذي لا تمارسه يَصعُب عليك مع مرور الأيام.
اختار الخصمُ الحجارة البيضاء و بدأ بالخطوة الأولى. رددتُ في رأسي ، الوزير له كل الحركات و في كل الإتجاهات، الحصان على صور حرف " L " ، أما القلعة ف ..
سحبَ كرسيه أكثر نحو جسده و أركى ساعديه فوق الطاولة و بدأ يزرّ عينيه بتركيز كبير نحو الرقعة.
- حرّك الفيل أكثر يا رامي، قطري يسار ..
- لا تتدخل. الرجاء ، اترك اللعبة نزيهة. انظر بصمت.
و جالتْ أصابعهُ تنقلُ القطع من جهة إلى جهة و أنا أحاول أن أتدارك الوضع قدر المستطاع. كان ماهراً في اللعب ، لديه فطنة و نباهة عالية.
أدركتُ أنني تورطتُ بالمشاركة و لكن للأسف متأخراً. التجأتُ لخطة دفاعية أخرج بها بأقل الخسائر. لدي فيل و حصان و ثلاثة جنود منقوصين و بحوزة الخصم.
رشفَ القليل من القهوة ، و قد تهيّأ لي أنه احتفظَ بها بين شفتيه و لم يبلعها. جحظت عيناه و راحت كفه مشعرة تستكمل اللعب ..
شمّر قميصه. سمعتُ بعض الشباب يحّمسونه بتأوهات صاخبة مزمجرة. قبضَ على وزيري بأصابعه على حين غرّة ، فاستهجنتُ ذلك ، و كأنما لم أدرك الذي حدث إلا عندما لمحتُ ابتسامة ساخرة تعلو شفتيه و هو يردد :
- كش كش ، أو إذا أحببت أحكي لها بالإنجليزية ! ، صحتين. يا سعيد كم أخذت وقت هذه اللعبة؟.
و قام من مقعده مزهواً يمشي فارداً كتفيه و يتباطأ بخطوته على الأرض.
مسحتُ عرقي بالمنديل. لم يكن لدي معلومة كم استغرقَ اللعب من مدة. و فجأة ًجاء الرد من سعيد الذي لا أعرفه:
- ساعة بالضبط يا أمير ! ، و شخر بفمه و جعلَ يغنيّ و يصفق.
- ساعة كاملة ؟ . ندهتُ بداخلي. نظرتُ إلى ساعة يدي. صحيح ساعة كاملة ، و الآن ماذا بوسعي أن أفعل؟.
رأيتُ صديقي ذاك الذي لقيني أول الأمر يمدّ إلي بالهاتف المحمول و يقولُ:
- على فكرة. جاءك اتصال و أنا ضغطتُ على زر الصامت. أكثر من مرة رنّ ..
- شكراً ! هذا الذي كان ينقصني ، بالضبط هذا هو !.
و جمعتُ أغراضي على عجلٍ و ركضتُ نحو السيارة. تصفحتُ مذكرة الهاتف بقلق. اتصالات كثيرة وصلتني من صديقتها. لقد احتفلتا معاً بعيد ميلادها، ضاع الموعد و حضرتي ألعب الشطرنج. حدستُ أن لا جدوى ترجى من الذهاب. صففتُ السيارة إلى جانب الطريق و شغّلتُ الأضواء الرباعية. في حالة اتصالي الآن سوف ترد " ش " علي و تتهمني أنني لا أقدّر و أضيع الفرص دائماً. كان الشوق يلتهب بداخلي فأجريتُ الإتصال لكن سرعان ما جاءني الرد بالفصل. انشغل الخط فجأة ً. نظرتُ إلى مؤقّت السيارة فألفيتهُ يشير إلى العاشرة و النصف. محظوظٌ جداً أنا ، لا داعي لكي أجرب ، خبِرتُ خيباتي ! . و أحسستُ بالإعتصار يمورُ داخلي بالألم. أمسكتُ الهاتف من جديد و عزيّتُ نفسي بالنظر إلى تلك العينين ، الوجه الذي يبستم كأنما يرتجف ، إلى ذلك الشلال المحرّم الذي أخافُ عليه من نفسي. و أتذكرُ أول يومٍ التقينا فيه ، و أتذكرُ يوم افترقنا بصمتْ. لم أقل لها وداعاً و لم تفعل هي. فقط سيارة بيضاء غابت في شارع المدينة و مضيتُ خلفها أبحثُ سنتين كاملتين دون هداية.
و ها هي تظهرُ من جديد تحتفلُ بعيد ميلادها، أتراها ابتسمتْ ؟ ، غابَ الفرحُ في عينيها و اختبأ في دغلٍ صغير من الكحلِ الكثيف حول الأحداق ؟. مالتْ برأسها على كتفها مثل زنبقة و زمّت شفتيها النديّتين مضمرة ًنابينِ أحسُ بهما ، في الماضي العزيز ، يسقطانِ عن صدري. ماذا بدرَ مني حتى ... ؟
و اهتزّ الهاتف على غير وعي مني. وصلتني رسالة من صديقتها.
" أين أنت ؟. نحن غادرنا الكافيه قبل قليل ، انتظرتُ تظهر يا باشا ! ، الغلطة غلطتي في النهاية .. سنتجه الآن إلى ملتقى الرصد ، إذا أحببت تعال ، هذا الشيء يرجع لك بالتأكيد ..
ملاحظة : أحاول أن لا أشعرها أنك ستكون معنا."
مضيتُ أحاول أن ألحق بهما. كيف سأصل الملتقى ؟ ، إذا سلكت هذا الجسر سوف أعلق في الأزمة، إذا اخترت النفق ، أيضاً سأعلق في الأزمة ! ..
حللتُ المكبح الآلي فانزلقتْ السيارة على الإسفلت من جديد.
صادفتني بعض الأزمات و لكن الذي أخّرني هو بُعد المسافة. وصلتُ أخيراً ، ركنتُ السيارة في أول فراغ موجود في منطقة الإصطفاف. حملتُ الأغراض بحرص مثل الذي يحمل رضيعاً بين يديه و نزلتُ أجيلُ بصري في كل مكان. العتمة تفردُ ثوبها الواسع على الأرجاء. لا بد أني مجنون ! ، منْ يستطيع أن يرى وجه فتاتين وسط هذا الظلام ؟. سأرفعُ الهاتف و أحاول أن أكشف. حشد ضخم من الهواة و المهتمين و الخبراء انضموا إلى فعالية رصد القمر. و المثير حقاً في الأمر أن بعض الأشخاص كانوا يلتقطونَ صوراً في العتمة بواسطة تقنية الفلاش، فكنتُ أتمهلني كي أتبينَ الوجوه ، ثم أتهيب الإحراج فأتابع المشي من جديد.
هل عدلن عن رأيهن ، فعادتْ إلى منزلها ؟. لا أعرف. ربما لن أجدها هنا ، بات عبثاً أن أدورَ كمن ينشدُ الفراغ.
و فجأة ًأحسستُ بالمساحة الممتدة في العتمةِ إلى لا نهاية ، رقعة ً، و ذلكم القمر الأبيض المتماهي بالسواد حجراً على وشكِ السقوط. في تلك الحظة المدهشة بالضبط ، تناهى لسمعي صوتها تضحكُ بفرحٍ عارم .. فإذا بي أذوبُ في شيءٍ عميق و دافىء.



 توقيع : جنــــون


مواضيع : جنــــون


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصة قضية الشطرنج روح الندى …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… 10 01-03-2023 02:14 AM
قصة لعبة الشطرنج ضامية الشوق …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… 21 06-03-2017 01:57 AM
الحياة كلعبة الشطرنج ليتني طفلة …»●[مثاليــة أفلاطــون للمجتمـع الواحد]●«… 12 08-05-2009 03:46 AM
كيك الشطرنج ضحكة خجوله …»●[مهارتـــي في مطبخـــي]●«… 10 07-21-2009 06:14 AM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية