متلازمة الألم الناحي المركب

متلازمة الألم الناحي المركب
متلازمة الألم الناحي المركب أو ( Complex Regional Pain Syndrome) تعتبر حالة مرضية عبارة عن إحساس بالألم والالتهاب القوي وهذا الألم يرتكز في كل من الذراع أو الساق، تقوم متلازمة الألم الناحي المركب بتسبب أمراض قصيرة الأمد ومزمنة، كما سيكون المريض معرض للألم القوي أكثر بكثير من المعتاد عند لمس أي من المناطق المصابة، كما تشتمل الأعراض الأخرى هو حدوث تغييرات في لون البشرة ودرجة حرارة الجسم والتورم في كل من الذراعين أو الساقين.[1]

قد تتحسن متلازمة الألم الناحي المركب مع مرور الوقت، إلا أن في أغلب الحالات، تكون الأعراض شديدة أو تستمر لفترات زمنية طويلة، كذلك فأن الأعراض تتنوع وقد تختلف مع مرور الوقت ويكون هناك صعوبة إيجاد سبب محدد في بعض الحالات مما يصعب من علاج متلازمة الألم الناحي المركب، لهذا لا يوجد علاج سريع لهذه المتلازمة.

أسباب حدوث المتلازمة
الباحثون لم يستطيعوا معرفة ما هو سبب إصابة بعض الأشخاص بمتلازمة بينما لا يصيب بعض أخر بهذه المتلازمة، فيعتقد أن السبب يرجع إلى تفاعل الجهاز المناعي في كل من الجهاز العصبي المحيطي والمركزي، كما أن في أكثر من 90 ٪ من الحالات تحدث متلازمة الألم الناحي المركب بسبب صدمة في الأعصاب أو الإصابة في الأطراف وهذا ما يضر بكل من الألياف العصبية الحسية والذاتية، فتعتبر الألياف الصغيرة هي الناقل للألم والحكة ودرجة الحرارة للجسم، كما هذه الألياف هي المتحكمة في الأوعية الدموية الصغيرة وصحة للخلايا المحيطة، فيكون سبب الإصابة الأكثر شيوعًا هو مرتبط بحدوث كسر في العظام وبالأخص كسور الرسغ، فأن كسر العظم والضغط الناتج عنه يتسبب في ضيق يمكن أن يضر بالأعصاب.

يوجد بعض الإصابات التي من الممكن أن تتسبب في حدوث هذه المتلازمة:

الجراحة: يمكن أن يتسبب جراح العمليات أو الغرز في إصابة الأعصاب.
الالتواء: حين تتلف أحد الأنسجة الضامة فمن الممكن أن تتسبب في حركة مفرطة للمفصل وهذا يتلف الأعصاب المحيطة.
الحروق أو الكدمات أو الجروح: هذه الإصابات تسبب أضرار في الأعصاب الأساسية.
سبب غير معلوم: يمكن أن يصاب الشخص بهذه المتلازمة دون أسباب واضحة.
سوء صحة الأعصاب: يمكن أن يكون السبب هو مرض السكري لأن الأعصاب تكون أقل مرونة وغير قادرة على إصلاح نفسها، كما أنه من الصعب على الأشخاص الذين يعانون من أمراض الأعصاب المحيطية في إعادة نمو الخلايا العصبية كما أن كل من التدخين والعلاج الكيميائي السابق يمكن أن يجعل من الصعب على الأعصاب أن تتجدد وبالتالي حدوث المتلازمة.
مشكلات في الجهاز المناعي: يلعب جهاز المناعة بالجسم دورًا كبيرًا في حدوث الالتهاب ففي بعض الأشخاص الذين يعانون من متلازمة الألم الناحي المركب يكون لهم مستويات مرتفعة من المواد الكيميائية الالتهابية وتعرف بالسيتوكينات التي تساعد في ظهور أعراض معينة من متلازمة الألم الناحي المركب كما أن المتلازمة أكثر شيوعًا في الأشخاص المصابون بأمراض الالتهابات والمناعة الذاتية مثل مرض الربو.
الوراثة: يمكن أن تؤثر الجينات على عمليات الشفاء من الأمراض فقد اكتشف الباحثون أن هناك عائلات كاملة تعاني من متلازمة الألم الناحي المركب وعلى الرغم من أن هذا أمر نادر الحدوث، إلا أنه دليل على أنه قد يكون هناك عامل وراثي مع هذه المتلازمة. [2]
أعراض متلازمة الألم الناحي المركب
فرط الحساسية للمحفزات المؤلمة مما يزيد من الإحساس الطبيعي للألم.
قد يصاب العض بالخدر أو بالتنميل.
تورم الجلد: قد يحدث التورم اما في شكل متقطع أو يظل ثابتًا.
تأثر وظيفة الطرف المصاب: قد يحدث ضعف في القدرة على تحريك الطرف المتأثر أو يصلب الطرف بشكل متزايد كما قد تحدث صعوبة في الضغط على الطرف أو المفصل المصاب.
حدوث التغيرات في درجة حرارة الجلد: قد يحدث للجلد أرتفاع لأقصى درجاتك الحرارة أو الإحساس المفرط بالبرودة.
ظهور تغييرات في لون البشرة: قد يظهر لون البشرة شاحباً أو أرجوانية مثل كدمات زرقاء أو حمراء.
التغييرات في نسيج الجلد: قد تصبح البشرة دهنية وضعيفة كذلك تفوح منه رائحة العرق.
بداية التغييرات في نمو الأظافر والشعر: يحدث الكثير من التغييرات في نمو الشعر والأظافر أو عدم نموهم نهائياً.
نظرًا لأن أعراض هذه المتلازمة تتحسن مع مرور الوقت، فمن الأسهل أن يتم تشخيص الحالة في المراحل المبكرة، من المهم أن يتم استشارة الطبيب بعد فترة وجيزة من ظهور أعراض المتلازمة.

كيفية تشخيص المتلازمة
لا يوجد اختبار يشخص هذه المتلازمة، بل يعتمد التشخيص على التاريخ الطبي للشخص والأعراض الظاهرة، في بعض الأحيان قد يطلب الطبيب اختبارات للدم أو فحوصات العظام أو الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية أو فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي لاستبعاد الإصابات الأخرى التي لها ذات الأعراض لهذه المتلازمة.

ليس كل الاطباء على دراية بمتلازمة الألم الناحي المركب يمكن أن يؤدي ذلك إلى تأخير التشخيص أو يتم التشخيص خاطئ لهذه المتلازمة، ولهذا فمن المهم أن يتم إجراء أي تشخيص من قبل طبيب يكون على دراية بعلامات وأعراض متلازمة الألم الناحي المركب وقد يكون هذا طبيبًا بشرياً أو أخصائي علاج طبيعي أو معالج مهني.

علاج متلازمة الألم الناحي المركب
هناك أنواع رئيسية من العلاج:

العلاج الدوائي: وهو متمثل في الأدوية التي تخفف من الألم فيمكن أن تكون هذه الأدوية مثل العلاجات التي توصف كل من الصرع أو الاكتئاب ، وهي التي في بعض الأحيان تساعد في إدارة المتلازمة، على الرغم من أن هذا لا يعني أن الشخص مصاب بالصرع أو الاكتئاب.
العلاج الطبيعي: وهو المتمثل في جلسات العلاج الطبيعي أو العلاج المهني وقد يبدأ العلاج باستراتيجيات للحد من الألم والتورم كذلك جلسات ببعض الحركات اللطيفة كذلك بعض التمارين لتعديل العضلات ورجوع وظيفة الطرف.
الاستشارة والدعم النفسي: هو تلقي المساعدة من قبل شخص للمساعدة على التغلب على التوتر والاكتئاب والألم المزمن.
العلاج الموضعي: قد ينطوي هذا العلاج على استخدام مخدر موضعي يوقف بعض الأعصاب في الطرف المصاب.
زرع جهاز بالجسم: يتم عمل عملية لزرع جهاز يقوم بتوصيل الأدوية في جسم ، كما يساعد الجهاز على إدارة الأعراض، بما في هذا الألم، ومع هذا، يعد علاج الزرع هو الاجراء الأخير حين تفشل كل طرق إدارة الألم الأخرى.[3][4]
التكييف مع هذه المتلازمة
مع العلاج المبكر للمتلازمة، قد تبدأ الحالة تتحسن مع الوقت، وفي حالة بدأ العلاج مبكرًا بما فيه الكفاية فقد تختفي الأعراض تمامًا، فأن الأشخاص الذين يعانون من أعراض طويلة الأمد ففي الأغلب لا يستجيبون للعلاج وقد يستفيد هؤلاء الأشخاص من برنامج إدارة الألم الذي يهدف بشكل خاص إلى التعامل مع الألم المزمن للمتلازمة.[5]

نصائح لمرضى هذه المتلازمة
دراسة هذه المتلازمة تفصيلياً لمساعدتك على فهم حالتك.
محاولة إبقاء الجسم نشطًا مع استخدام عضو الجسم المصاب.
التعلم عن كيفية إدارة الألم.
معرفة طرق الاسترخاء للمساهمة في تحسين الأعراض.
المشورة فيما يخص إدارة النشاط للمساعدة مع الابتعاد عن تقليل النشاط على الرغم من وجود ألم.
استمرار في العلاج بإعادة التأهيل في المنزل.
الوصول إلى أي مجموعات للمساعدة في الحد من تطور الحالة.[6]

لا أشبه احد ّ! معجب بهذا