الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصايدلــيل الإسلامية】✿.. > …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… > الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية
 

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 06-06-2023
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
لا أخشى عليك

..................من نسآء الكون

بــل أخشى عليك

من #

طفلة
تشبهني

مشآكسَة ، ثرثآرة ، مجنونة ، وتحبكَ كثيراً كثيراً
لوني المفضل Azure
 عضويتي » 752
 جيت فيذا » Feb 2010
 آخر حضور » منذ 11 ساعات (10:58 PM)
آبدآعاتي » 3,247,915
الاعجابات المتلقاة » 7416
الاعجابات المُرسلة » 3685
 حاليآ في » » 6ـلىآ رَصيـﭮ الـجنـﯛטּ εïз ••
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الترفيهي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط
 التقييم » جنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond reputeجنــــون has a reputation beyond repute
مشروبك   star-box
قناتك mbc
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي اختلاف التضاد في التفسير وكيفية الترجيح آية: ﴿ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ﴾ نموذجًا



اختلاف التضاد في التفسير وكيفية الترجيح
آية: ﴿ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ﴾ نموذجًا


من المهم للمهتم بالتفسير، والباحث فيه، معرفة معنى الخلاف في القرآن وأسبابه وأنواعه؛ كي يزداد فهمه، ويرسَخَ علمه، ويكون دائمًا على بصيرة؛ قال د/ مساعد الطيار في تفسير جزء عم ص: 9، 10: "والاختلاف الوارد في التفسير: إما أن يرجع إلى معنًى، وإما أن يرجع إلى أكثر من معنًى، وهذا ما سأذكر تفصيله.



أولًا: الاختلاف الذي يرجع إلى معنًى واحد:

يرِد في هذا القسم ثلاثة أنواع من الاختلاف؛ وهي:

النوع الأول: أن يذكر من الاسم العام أمثلة له، فتكون كلها عائدةً إلى معنًى واحد، وهو المعنى العام؛ ومن أمثلته: تفسير قوله تعالى: ﴿ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ ﴾ [الانفطار: 5]، وقوله تعالى: ﴿ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ﴾ [البروج: 3]، وقوله تعالى: ﴿ النَّجْمُ الثَّاقِبُ ﴾ [الطارق: 3]، وقوله تعالى: ﴿ وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى ﴾ [الأعلى: 3]، وقوله تعالى: ﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ﴾ [الشرح: 7]، وغيرها.




النوع الثاني: أن يفسر اللفظ بألفاظ متقاربة، وكلها تعود إلى معنًى واحد؛ ومن أمثلته: تفسير قوله تعالى: ﴿ وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ ﴾ [الانشقاق: 17]، وقوله تعالى: ﴿ وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ ﴾ [الانشقاق: 18]، وغيرها.




النوع الثالث: أن يحتمل المفسر أكثر من وصف، فيذكر كل مفسِّر وصفًا من هذه الأوصاف، كلها تعود إلى معنًى واحد؛ مثل تفسير قوله تعالى: ﴿ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ﴾ [النبأ: 2]، وتفسير قوله تعالى: ﴿ وَكَأْسًا دِهَاقًا ﴾ [النبأ: 34]، وقوله تعالى: ﴿ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ﴾ [التين: 1]، وغيرها.



وهذه الأنواع كلها تدخل في اختلاف التنوع؛ لأن الآية يمكن أن تُحمَل على جميع المعاني الصحيحة الواردة فيها، بلا تعارض ولا تناقض، وإن قُدِّم أحدها في الترجيح، فعلى سبيل اختيار القول الأَولَى، دون اطِّراح غيرها من الأقوال، والله أعلم.



ثانيًا: الاختلاف الذي يرجع إلى أكثر من معنًى:

وهذا الاختلاف نوعان، وذلك بحسب احتمال الآية له:

النوع الأول: أن تحتمل الآية الأقوال الواردة فيها، ويدخل بذلك في اختلاف التنوع؛ ومن أمثلته: تفسير قوله تعالى: ﴿ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ ﴾ [الانشقاق: 19]، وقوله تعالى: ﴿ ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ﴾ [عبس: 20]، وغيرها.



ويكثُرُ في هذا النوع ما يرِد من أوصاف تحتمل أكثر من موصوف، فيحملها المفسر على أحد هذه الموصوفات، ويحملها غيره على موصوف آخر؛ ومن أمثلته: تفسير قوله تعالى: ﴿ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ ﴾ [النبأ: 38]، وقوله تعالى: ﴿ وَالنَّازِعَاتِ ﴾ [النازعات: 1]، وما بعدها من الأوصاف، وقوله تعالى: ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ﴾ [التكوير: 15]، وغيرها.



النوع الثاني: ألَّا تحتمل الآية الأقوالَ الواردة فيها؛ وذلك بسبب التضاد، وهو أنك إذا حملت الآية على قول انتفى الآخر؛ كاختلافهم في تفسير (القَرء) من قوله تعالى: ﴿ وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ ﴾ [البقرة: 228]، وهذا النوع قليل في التفسير الوارد عند السلف"؛ [انتهى كلامه حفظه الله].



ومن هذا القليل الاختلاف الحاصل في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ﴾ [الجن: 16].



ذكر جُلُّ المفسرين أن في المسألة قولين؛ منهم الثعلبي والواحدي، والبغوي وابن عطية، وابن كثير وابن عاشور، وزاد الطبري رحمه الله قولًا ثالثًا؛ وهو يرجع في معناه بدرجة كبيرة لأحد هذين القولين.



أوجز ابن كثير في نقله القولين؛ فقال رحمه الله: "وقوله: ﴿ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا * لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ﴾ [الجن: 16، 17]، اختلف المفسرون في معنى هذا على قولين:

أحدهما: وأن لو استقام القاسطون على طريقة الإسلام، وعدلوا إليها، واستمروا عليها، ﴿ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ﴾ [الجن: 16]؛ أي: كثيرًا، والمراد بذلك سعة الرزق؛ كقوله تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ﴾ [المائدة: 66]، وكقوله: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الأعراف: 96]، وعلى هذا يكون معنى قوله: ﴿ لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ﴾ [الجن: 17]؛ أي: لنختبرهم؛ كما قال مالك، عن زيد بن أسلم: ﴿ لِنَفْتِنَهُمْ ﴾ [الجن: 17]: لنبتليهم، من يستمر على الهداية ممن يرتد إلى الغواية.



ذكر من قال بهذا القول: قال العوفي، عن ابن عباس: ﴿ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ ﴾ [الجن: 16]؛ يعني بالاستقامة: الطاعة، وقال مجاهد: ﴿ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ ﴾ [الجن: 16]، قال: الإسلام، وكذا قال سعيد بن جبير، وسعيد بن المسيب، وعطاء، والسدي، ومحمد بن كعب القرظي.



وقال قتادة: ﴿ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ ﴾ [الجن: 16]، يقول: لو آمنوا كلهم لأوسعنا عليهم من الدنيا.



وقال مجاهد: ﴿ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ ﴾ [الجن: 16]؛ أي: طريقة الحق، وكذا قال الضحاك، واستشهد على ذلك بالآيتين اللتين ذكرناهما، وكل هؤلاء أو أكثرهم قالوا في قوله: ﴿ لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ﴾ [الجن: 17]؛ أي: لنبتليهم به.



وقال مقاتل: فنزلت في كفار قريش حين مُنِعوا المطر سبع سنين.



والقول الثاني: ﴿ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ ﴾ [الجن: 16]: الضلالة، ﴿ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ﴾ [الجن: 16]؛ أي: لأوسعنا عليهم الرزق استدراجًا؛ كما قال: ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾ [الأنعام: 44]، وكقوله: ﴿ أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [المؤمنون: 55، 56]، وهذا قول أبي مجلز لاحق بن حميد؛ فإنه في قوله: ﴿ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ ﴾ [الجن: 16]؛ أي: طريقة الضلالة؛ رواه ابن جرير، وابن أبي حاتم، وحكاه البغوي عن الربيع بن أنس، وزيد بن أسلم، والكلبي، وابن كيسان، وله اتجاه، ويتأيَّد بقوله: ﴿ لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ﴾ [الجن: 17].

قلت: وقوله وله اتجاه يُشْعِر بأنه مالَ إلى القول الأول، لكنه لم ينفِ أن القول الثاني متجه، وله حظ من النظر، والله أعلم".



أما الطبري، فقد رجح أن الطريقة هي طريق الاستقامة والحق؛ فقال: "يقول تعالى ذكره: وأن لو استقام هؤلاء القاسطون على طريقة الحق والاستقامة، ﴿ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ﴾ [الجن: 16]، يقول: لوسعنا عليهم في الرزق، وبسطناهم في الدنيا؛ ﴿ لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ﴾ [الجن: 17]؛ يقول: لنختبرهم فيه"، ولم يذكر هنا مرجحًا، مع أن عادة الطبري ذكر المرجحات.



أما الثعلبي، فقد ذكر القولين، لكنه لم يرجح، وذكر آيات أربعًا كنظائر في كلٍّ من القولين؛ فقال رحمه الله في نظائر القول الأول: "ودليل هذا التأويل قوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ﴾ [المائدة: 66]، وقوله سبحانه: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الأعراف: 96]، وقوله تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ [النحل: 97]، وقوله تعالى: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ﴾ [نوح: 10، 11]؛ الآيات".



ثم قال: "وقال آخرون: معناها وأن لو استقاموا على طريقة الكفر والضلالة، وكانوا كفارًا كلهم، لأعطيناهم مالًا كثيرًا، ولوسعنا عليهم؛ لنفتنهم فيه عقوبة لهم واستدراجًا، حتى يُفْتَنُوا فيعذبهم.



ودليل هذا التأويل قوله سبحانه: ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: 44].



وقوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ ﴾ [الزخرف: 33].



وقوله سبحانه: ﴿ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ ﴾ [الشورى: 27].



وقوله سبحانه وتعالى: ﴿ كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى ﴾ [العلق: 6، 7]".



أما الواحدي رحمه الله في البسيط، فقد رجح القول الأول؛ وهو طريقة أهل الإيمان؛ وقال: "وهذا الذي ذكرناه في تفسير هذه الآية هو قول أكثر المفسرين؛ سعيد بن المسيب، وعطاء، وعطية، والضحاك، والحسن، ثم ذكر من قال بالقول الثاني؛ وهم الربيع، وزيد بن أسلم، والثمالي، وأبو مجلز، واختيار الفراء وابن كيسان"، ثم ذكر مرجِّحًا، فقال: "قال أبو إسحاق - يعني الزجاج في كتابه معاني القرآن وإعرابه - والذي يُختار أن يكون يعني بالطريقة طريقة الهدى؛ لأن الطريقة معرفة بالألف واللام، فالأوجب أن يكون طريقة الهدى، والله أعلم".



وقال في الوسيط: "والضمير يعود على القاسطين، سواء أكانوا من الإنس أم من الجن، والماء الغدق: هو الماء الكثير، يُقال: غدِقت عين فلان غدقًا – كفرِح - إذا كثُر دمعها فهي غدقة، ومنه الغيداق للماء الواسع الكثير، والمراد: لأعطيناهم نعمًا كثيرة.



أي: ولو أن هؤلاء العادلين عن طريق الحق إلى طريق الباطل، استقاموا على الطريقة المثلى، التي هي طريق الإسلام، والتزموا بما جاءهم به النبي صلى الله عليه وسلم من عند ربه... لو أنهم فعلوا ذلك، لفتحنا عليهم أبواب الرزق، ولأعطيناهم من بركاتنا وخيراتنا الكثير... وخص الماء الغدق بالذكر؛ لأنه أصل المعاش والسَّعَة".



أما البغوي رحمه الله، فذكر القولين دون أن يرجح.



وابن عطية رحمه الله قال: "الضمير في قوله تعالى: ﴿ اسْتَقَامُوا ﴾ [الجن: 16]: قال أبو مجلز، والفراء، والربيع بن أنس، وزيد بن أسلم، والضحاك بخلاف عنه: هو عائد على قوله سبحانه: ﴿ فَمَنْ أَسْلَمَ ﴾ [الجن: 14]، ﴿ الطَّرِيقَةِ ﴾ [الجن: 16] طريقة الكفر، لو كفر من أسلم من الناس، لأسقيناهم ماءً؛ إملاءً لهم واستدراجًا، وقال ابن عباس، وقتادة، وابن جبير، ومجاهد: الضمير عائد على (القاسطين)، والمعنى: على طريقة الإسلام والحق؛ وهذا المعنى نحو قوله تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ ﴾ [المائدة: 65]، وقوله تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ﴾ [المائدة: 66]"، ثم مال إلى القول بأنها طريقة الإيمان؛ فقال: "وهذا قول أبين؛ لأن استعارة الاستقامة للكفر قلقة".



أما ابن عاشور رحمه الله؛ فقال: "وضمير (استقاموا) يجوز أن يعود إلى القاسطين، بدون اعتبار القيد بأنهم من الجن، وهو من عود الضمير إلى اللفظ مجردًا عن ماصدقه؛ كقولك: عندي درهم ونصفه، أي: نصف درهم آخر، ويجوز أن يكون عائدًا إلى غير مذكور في الكلام، ولكنه معروف من المقام؛ إذ السورة مسوقة للتنبيه على عناد المشركين وطعنهم في القرآن، فضمير (استقاموا) عائد إلى المشركين، وذلك كثير في ضمائر الغيبة التي في القرآن، وكذلك أسماء الإشارة كما تنبهنا إليه ونبهنا عليه، ولا يناسب أن يُعاد على القاسطين من الجن؛ إذ لا علاقة للجن بشرب الماء.



والاستقامة على الطريقة: استقامة السير في الطريق، وهي السير على بصير بالطريق دون اعوجاج ولا اغترار ببنيات الطريق.



والطريقة: الطريق، ولعلها خاصة بالطريق الواسع الواضح كما تقدم آنفًا في قوله: ﴿ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا ﴾ [الجن: 11].



والاستقامة على الطريقة تمثيلٌ لهيئة المتصف بالسلوك الصالح، والاعتقاد الحق، بهيئة السائر سيرًا مستقيمًا على طريقة؛ ولذلك فالتعريف في الطريقة للجنس لا للعهد.



وقوله: ﴿ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ﴾ [الجن: 16]: وعد بجزاء على الاستقامة في الدين جزاءً حسنًا في الدنيا، يكون عنوانًا على رضا الله تعالى، وبشارةً بثواب الآخرة؛ قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97].



وفي هذا إنذار بأنه يوشك أن يُمْسِكَ عنهم المطر؛ فيقعوا في القحط والجوع، وهو ما حدث عليهم بعد هجرة النبيء صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ودعائه عليهم بسنين كسني يوسف؛ فإنه دعا بذلك في المدينة في القنوت؛ كما في حديث الصحيحين عن أبي هريرة، وقد بينَّا ذلك في سورة الدخان، وقد كانوا يوم نزول هذه الآية في بُحْبُوحة من العيش، وفي نخيل وجنات، فكان جعل ترتب الإسقاء على الاستقامة على الطريقة، كما اقتضاه الشرط بحرف (لو)، مشيرًا إلى أن المراد: لأدَمْنَا عليهم الإسقاء بالماء الغدق، وإلى أنهم ليسوا بسالكين سبيل الاستقامة، فيوشك أن يمسك عنهم الري، ففي هذا إنذار بأنهم إن استمروا على اعوجاج الطريقة، أمسك عنهم الماء، وبذلك يتناسب التعليل بالإفتان في قوله: ﴿ لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ﴾ [الجن: 17] مع الجملة السابقة؛ إذ يكون تعليلًا لِما تضمنه معنى إدامة الإسقاء، فإنه تعليل للإسقاء الموجود حين نزول الآية، وليس تعليلًا للإسقاء المفروض في جواب (لو)؛ لأن جواب (لو) منتَفٍ فلا يصلح لأن يُعلَّل به، وإنما هم مفتونون بما هم فيه من النعمة، فأراد الله أن يُوقِظَ قلوبهم بأن استمرار النعمة عليهم فتنة لهم، فلا تغرنهم؛ فلام التعليل في قوله: ﴿ لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ﴾ [الجن: 17] ظرف مستقر في موضع الحال من ﴿ مَاءً غَدَقًا ﴾ [الجن: 16]؛ وهو الماء الجاري لهم في العيون، ومن السماء تحت جناتهم، وفي زروعهم، فهي حال مقارنة.



وبهذا التفسير تزول الحيرة في استخلاص معنى الآية وتعليلها".



وهذا الاختلاف كما يظهر هو اختلاف تضاد، لا تنوع؛ وسببه:

1- مرجع الضمير في "استقاموا".



2- وكذلك لفظ "الطريقة" لفظ متواطئ، قد يُستخدم في الخير، وقد يُستخدم في الشر؛ فالله تبارك وتعالى قال: ﴿ قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى ﴾ [طه: 63]، وقال: ﴿ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا ﴾ [طه: 104].



ويُلاحَظ أن لكل قول أنصارًا كثرًا، لكن الواحدي قال: "وهذا الذي ذكرناه في تفسير هذه الآية - يعني القول الأول وهو طريقة أهل الإيمان - هو قول أكثر المفسرين".



الترجيح:

أولًا: نقل الواحدي عن أبي إسحاق الزجاج أنه قال: "والذي يُختار أن يكون يعني بالطريقة طريقة الهدى؛ لأن الطريقة معرفة بالألف واللام؛ فالأوجب أن يكون طريقة الهدى، والله أعلم".



ثانيًا: مال ابن عطية إلى القول بأنها طريقة الإيمان؛ فقال: "وهذا قول أبين؛ لأن استعارة الاستقامة للكفر قلقة".



ثالثًا: رجح ابن عاشور القول الأول، وقال في قضية عود الضمير: "وضمير (استقاموا) يجوز أن يعود إلى القاسطين بدون اعتبار القيد بأنهم من الجن، وهو من عود الضمير إلى اللفظ مجردًا عن ماصدقه؛ كقولك: عندي درهم ونصفه، أي: نصف درهم آخر.



ويجوز أن يكون عائدًا إلى غير مذكور في الكلام، ولكنه معروف من المقام؛ إذ السورة مسوقة للتنبيه على عناد المشركين وطعنهم في القرآن، فضمير (استقاموا) عائد إلى المشركين، وذلك كثير في ضمائر الغيبة التي في القرآن، وكذلك أسماء الإشارة كما تنبهنا إليه ونبهنا عليه".



وقال أيضًا:

"والاستقامة على الطريقة: استقامة السير في الطريق، وهي السير على بصير بالطريق دون اعوجاج ولا اغترار ببنيات الطريق.



والطريقة: الطريق، ولعلها خاصة بالطريق الواسع الواضح كما تقدم آنفًا في قوله: ﴿ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا ﴾ [الجن: 11].



والاستقامة على الطريقة تمثيلٌ لهيئة المتصف بالسلوك الصالح، والاعتقاد الحق، بهيئة السائر سيرًا مستقيمًا على طريقة؛ ولذلك فالتعريف في الطريقة للجنس لا للعهد.



وقوله: ﴿ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ﴾ [الجن: 16]: وعد بجزاء على الاستقامة في الدين جزاءً حسنًا في الدنيا، يكون عنوانًا على رضا الله تعالى، وبشارةً بثواب الآخرة؛ قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97].



وفي هذا إنذار بأنه يوشك أن يُمْسِكَ عنهم المطر؛ فيقعوا في القحط والجوع، وهو ما حدث عليهم بعد هجرة النبيء صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ودعائه عليهم بسنين كسني يوسف؛ فإنه دعا بذلك في المدينة في القنوت؛ كما في حديث الصحيحين عن أبي هريرة، وقد بينَّا ذلك في سورة الدخان، وقد كانوا يوم نزول هذه الآية في بُحْبُوحة من العيش، وفي نخيل وجنات، فكان جعل ترتب الإسقاء على الاستقامة على الطريقة، كما اقتضاه الشرط بحرف (لو)، مشيرًا إلى أن المراد: لأدَمْنَا عليهم الإسقاء بالماء الغدق، وإلى أنهم ليسوا بسالكين سبيل الاستقامة، فيوشك أن يمسك عنهم الري، ففي هذا إنذار بأنهم إن استمروا على اعوجاج الطريقة، أمسك عنهم الماء، وبذلك يتناسب التعليل بالإفتان في قوله: ﴿ لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ﴾ [الجن: 17] مع الجملة السابقة؛ إذ يكون تعليلًا لِما تضمنه معنى إدامة الإسقاء، فإنه تعليل للإسقاء الموجود حين نزول الآية، وليس تعليلًا للإسقاء المفروض في جواب (لو)؛ لأن جواب (لو) منتَفٍ فلا يصلح لأن يُعلَّل به، وإنما هم مفتونون بما هم فيه من النعمة، فأراد الله أن يُوقِظَ قلوبهم بأن استمرار النعمة عليهم فتنة لهم، فلا تغرنهم؛ فلام التعليل في قوله: ﴿ لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ﴾ [الجن: 17] ظرف مستقر في موضع الحال من ﴿ مَاءً غَدَقًا ﴾ [الجن: 16]؛ وهو الماء الجاري لهم في العيون، ومن السماء تحت جناتهم، وفي زروعهم، فهي حال مقارنة.



وبهذا التفسير تزول الحيرة في استخلاص معنى الآية وتعليلها".



رابعًا: دلالة السياق؛ لأن الله قال بعد: ﴿ لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ ﴾ [الجن: 17]؛ مما يُشْعِر أن الطريقة تعني طريقة أهل الإيمان؛ لأنهم لو استقاموا أنعمنا، وإن أعرضوا عذَّبناهم.



وقال ابن عاشور ما يشعر بذلك: قال: "وجملة: ﴿ لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ﴾ [الجن: 17] إدماج فهي معترضة بين جملة: ﴿ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ ﴾ [الجن: 16]؛ إلخ، وبين جملة: ﴿ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ ﴾ [الجن: 17]؛ إلخ.



ثم أكدت الكناية عن الإنذار المأخوذة من قوله: ﴿ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ ﴾ [الجن: 16]؛ الآية، بصريح الإنذار بقوله: ﴿ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا ﴾ [الجن: 17]؛ أي: فإن أعرضوا، انقلب حالهم إلى العذاب، فسلكنا بهم مسالك العذاب".



خامسًا: عادة القرآن أن لفظ الاستقامة لا يكون إلا مع الهدى؛ قال القرطبي رحمه الله: "والأول أشبه؛ لأن الطريقة معرفة بالألف واللام، فالأوجب أن تكون طريقته طريقة الهدى، ولأن الاستقامة لا تكون إلا مع الهدى؛ وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أخوف ما أخاف عليكم ما يُخرِج الله لكم من زهرة الدنيا، قالوا: وما زهرة الدنيا؟ قال: بركات الأرض...))؛ وذكر الحديث، وقال عليه السلام: ((فوالله ما الفقرَ أخشى عليكم، وإنما أخشى عليكم أن تُبْسَطَ عليكم الدنيا، كما بُسِطَتْ على مَن قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتُهْلِككم كما أهلكتهم))".



 توقيع : جنــــون


مواضيع : جنــــون


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وقفات مع قوله تعالى: ﴿ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ ﴾ نجم الجدي الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية 9 06-17-2023 09:13 PM
الآية: ﴿أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ جنــــون الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية 14 09-08-2022 12:45 AM
وقفات مع القاعدة القرآنية: ﴿ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [البقرة: 20] لا أشبه احد ّ! الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية 25 02-10-2021 02:10 AM
﴿وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا ﴾ فزولهآ الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية 30 05-10-2015 07:35 AM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية