صندوق العائلة.. ضرورة أم ترف..؟!

يشكل صندوق العائلة أهمية كبيرة للعائلات العادية، دون التشعب في بقية الأقارب والمعارف، حتى يتمدد ويصل ليكون على مستوى القبيلة؛ لأن صندوق القبيلة له تنظيمات وترتيبات من جهات رسمية خاصة به..! ولكن صندوق العائلة قد يكون بشكل مصغر، ولا بأس أن يكون منطويًا تحت تلك التنظيمات والترتيبات الرسمية؛ حتى يعمل في النور، ويحقق الفائدة المرجوة منه..! وهو له فوائد جمة، لا تخفى على أحد، من مساعدة المحتاجين من العائلة، أو في دفع دية عند الحوادث -لا قدر الله-، أو مصاريف علاج أو غيرها..!

ما دعاني للكتابة عن ذلك هو ما نسمع عنه من اختلافات بسيطة في وجهات النظر عن تلك الترتيبات التي تكون بين العائلة الواحدة، كالأب والجد والأبناء من ذكور وإناث، وأعمام وأخوال، كلهم داخلون في صلب العائلة الواحدة، وأحيانًا يكون الاتفاق على مبلغ شهري معيَّن، كأن يكون 500 ريال أو 1000 ريال، بحسب ما تتفق عليه هذه العائلة أو تلك، وعلى الجميع الامتثال دون النظر لحالة بعض أفراد تلك العائلة المادية من حيث الاستطاعة من عدمها؛ إذ يمثل ذلك المبلغ البسيط في نظر البعض هاجسًا وحِملاً كبيرًا عليه، ولبعضهم لا شيء يذكر؛ فهو يدفعه بكل سهولة، دون أن يربك ميزانيته الشهرية؛ ولذلك من غير المعقول ولا المقبول أن يتساوى الجميع في مقدار ذلك المبلغ أيًّا كان، مثل الذي ذكرته آنفًا أو قريبًا منه، أو أكثر بحسب المتفق عليه..! فقد يكون بين أفراد العائلة مليونير -ما شاء الله-، أو يكون دخله الشهري كبيرًا جدًّا -ما شاء الله-، وقد يكون بعضهم دخله بسيطًا، لا يتعدى 5 آلاف ريال، أو أقل، أو أكثر بقليل.. فهل من الإنصاف أن يتساوى الجميع في دفع مبلغ واحد..؟! أعتقد أن المساواة بينهم بالمبلغ الشهري نفسه المتفق عليه في دفعه فيه غبن كبير لهم..!!

نتمنى من القائمين على مثل تلك المساهمات العائلية -إن صحت التسمية- أن يراعوا أحوال أفراد عائلتهم من حيث مقدار الدخل، قَلَّ أو كَثُر لبعضهم، ممن يتقاضون معاشًا من الضمان، فهل يُعقل أن تتم مساواتهم مع من دخولهم الشهرية عالية، وقد تكون عالية جدًّا لبعضهم -ما شاء الله تبارك الله-؟! ولذلك من الحلول أن من يكون دخله بسيطًا (يا دوب يكفي معيشته)، أو قد يكون راتبه جيدًا، ولكن الديون كسرت ظهره -نسأل الله السلامة والعافية- يتم إعفاؤهم من دفع ذلك المبلغ، أو على الأقل لا تتم مساواتهم بأولئك..؟! كأن يدفعوا 100 بدلاً من 500 أو 200 فيما لو زاد المبلغ المتفق عليه في العائلة، أو يُعفَوا نهائيًّا تقديرًا لظروفهم التي ذُكرت!! ومن يكون في منزلة رجال الأعمال، أو من يكون راتبه ضخمًا -ما شاء الله-، يُطلب منه دفع مبلغ أعلى؛ لأن وضعه أفضل بمراحل من أولئك، بل لا مقارنة البتة فيما بينهم..!! نتمنى مراعاة ذلك، ووضعه في الحسبان أمام مسؤولي تلك الصناديق العائلية؛ لأن منهم الأيتام، ومحدودي الدخل، ومن يعيشون على الضمان، مراعاة وتقديرًا لوضعهم المادي لا أكثر. والله الموفق لكل خير سبحانه.