العقلية القوية أساس الفكر الريادي

اذا كان طريق رواد الأعمال مليئًا بالصعوبات ومفعمًا بالتحديات، فإن العزيمة القوية التي لا تلين، والإرادة الصلبة هي أحد المتطلبات الجوهرية لريادة الأعمال، ومن ثم ليس بغريب أن تكون العقلية القوية أساس الفكر الريادي، من جهة كونها تمكّنهم من تخطي التحديات، والعبور سريعًا من أي كبوة أو انكسار.

ونرصد فيما يلي أهم سمات تلك العقلية القوية التي يتمتع بها، أو بالأحرى التي يجب أن يتحلى بها رواد الأعمال إن هم أرادوا أن يظفروا بالنجاح وأن يحققوا أهدافهم.



لا وقت للأسف
ما جدوى التأسف على ما فات أو التذمر من الظروف الحالية؟! لا جدوى بالطبع؛ لذلك فإن أصحاب هذه العقلية القوية لا يضيعون أوقاتهم في مثل هذه الأمور، وإنما يأخذون زمام المبادرة، ويشرعون في محاولة تغيير الواقع وظروفه وشروطه.

وبدلًا من التأسف والتذمر وإضاعة الوقت فيما لا جدوى منه، فإن هؤلاء القوم يتحملون مسؤولية دورهم في الحياة، ويفهمون أن الحياة ليست دائمًا سهلة أو عادلة، ومن ثم يبذلون قصارى جهودهم للوصول إلى ما يريدون.



لا خجل من التغيير
التغيير ليس ضرورة بل مطلب، والأشخاص الأقوياء ذهنيًا لا يحاولون تجنب التغيير، وإنما يرحبون به طالما كان إيجابيًا، ناهيك عن كونهم على استعداد لأن يكونوا مرنين، إنهم يفهمون أن التغيير أمر لا مفر منه، ويؤمنون بقدراتهم على التكيف.

وبما إنهم قادرون على التكيف فهم قادرون على كل شيء آخر؛ فمن استطاع أن يتكيف مع الظروف الصعبة صار بإمكانه العبور منها بسلام، قلب دفتها لصالحه، والعثور على فرص من خلالها أيضًا.

يملكون أنفسهم
إذا كنا نقول إن العقلية القوية أساس الفكر الريادي فمن المؤكد أن أبرز سمات هذه العقلية تظهر في كون أصحابها لا يسمحون لأحد بالسيطرة عليهم، ولا يتركون أنفسهم دمية في يد الظروف أو الناس، وإنما هم دائمًا مبادرون، يفعلون ما يرونه صوابًا، حتى ولو خالف الجميع، وهل ريادة الأعمال سوى سباحة ضد التيار؟!

وعلى الصعيد ذاته، فإنهم لا يهدرون طاقاتهم فيما لا يمكنهم السيطرة عليه، وإنما هم مكرسون لما يمكنهم التحكم فيه، ثم محاولة التفكير في الحصول على أكبر قدر من خلال ذاك الذي بإمكانهم السيطرة عليه.

العقلية القوية



إرضاء الجميع!
لا يهدر الأقوياء ذهنيًا وقتهم في محاولة إرضاء الجميع؛ فتلك غاية لا تُدرك، والذي يحاول أن يرضي الكل لن يرضي أحدًا في نهاية المطاف، وعلى الرغم من أنهم يسعون إلى أن يكونوا لطيفين ورقيقين، ولكنهم أيضًا قادرون على التعبير عن انزعاجهم من بعض الناس، والوقوف في وجوههم.

لا ضرر من المخاطر المحسوبة
لا يخوض الأقوياء ذهنيًا، أصحاب تلك العقلية الريادية القوية، غمار مخاطر متهورة أو حمقاء، ولكنهم لا يمانعون، في الوقت ذاته، من خوض مخاطر محسوبة؛ لذا يقضي الأشخاص الأقوياء ذهنيًا وقتًا كافيًا في تقييم المخاطر، وتحديد الفوائد التي من المحتمل الحصول عليها قبل اتخاذ قرار كبير، ناهيك عن كونهم يحيطون بشتى الجوانب السلبية المحتملة قبل أن يتخذوا إجراءً.



لا جدوى من الماضي
لا يضيع الأشخاص الأقوياء ذهنيًا الوقت في التفكير في الماضي، وتمني أن تكون الأمور سارت على غير ما سارت عليه، إنهم يتأملون ماضيهم أملًا في الحصول منه على الدروس المستفادة التي تمكنهم من إدارة حاضرهم على نحو جيد، وصناعة مستقبل مزهر.

العمل الشاق ضريبة النجاح
يمكن للأشخاص الأقوياء ذهنيًا تقدير نجاح الآخرين في الحياة والاحتفال به، ولا يشعرون بالغيرة أو عندما يتفوق عليهم الآخرون، فهم يدركون أن النجاح يأتي مع العمل الشاق؛ ولذلك تراهم على أهبة الاستعداد للعمل بجد؛ من أجل فرصتهم الخاصة في النجاح.

الفشل لا يعني الاستسلام
لا يعتبر الأقوياء ذهنيًا الفسل سببًا للاستسلام، وإنما ينظرون إليه باعتباره فرصة للنمو، وخطوة على طريق النجاح، وهم على استعداد للفشل مرات ومرات قبل تحقيق النجاح والوصول إلى أهدافهم المرجوة.

وما من شك في أن هذه ليست كل سمات الذهنية الصلبة، ولكن هذه الصفات التي ذكرناها تؤكد أن العقلية القوية أساس الفكر الريادي عن حق، وأنها أمر ضروري في عالم محفوف بالمخاطر والصعوبات مثل عالم ريادة الأعمال