الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصــــــايـــد ليـــــــل 】✿.. > …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«…
 

…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. }

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 12-17-2019
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
لوني المفضل Aliceblue
 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 2 أسابيع (06:13 PM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11619
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي ذات مقيدة حول عنق إمرأة / 45 الفصل الاول



بسم الله الرَّحْمن الرَّحيم
تَوَكَّلتُ على الله

الجزء الخامس و الأَرْبعون
الفَصْل الأَوَّل

قَبْلَ ساعات
لم تَهْتَدِ إلى جَوابٍ حَتَّى الآن..مُنذ أن عادت البارحة و هي مُقْحِمة حواسها في هذا النّزاع الفِكْري..العَقْلَ يُشَجّعها على المُوافَقة..لكن القَلْب يَشْهَر سَيْفه رافِضاً قُبولها خَطيئة الإمْتزاج بهذا المَحْلول الآسِن..فارْتباطها قد تَعَدَّى المُسْتَحيل بوَصْفٍ اسْتَعْصى على اللُّغة أن تَلِده..و التي اعْتَذَرت و أَبْقَتهُ أَبْكماً وَسَطَ رَحْمِ الصَّمْت..،فأَنتِ أَرْضٌ مُغْتَصَبة مَلاك..بَيْدَركِ طالتهُ أَيْدٍ نَجِسة شَوَّهت جَماله..فكَيْف تَقْتَرِن أُنوثتك برَجُل ؟ كيف سَتَعيشين..و بأيّ الوُجوه سَتَعيشين ؟ بل كَيْف ستَمْضي رُوحكِ للمُسْتَقْبل و هي مُحْتَلَّة بجَيْش الماضي الأَهْوَج ؟ لستِ عَذْراء لتَحْلُمي بحَياةٍ تَرْتَدي ثَوْبَ الزَّواجِ..و الحُب...إن وُجِد..،اتَّكَأت بمِرْفقها على الطَّاوِلة..و خَدَّها اتَّخَذَ باطن كَفَّها وسادة لهُ ليَبوح لها عن الحيرة المُتَجَذّرة في نَفْسِها..بَعْثَرَت حَبَّات الأَرُز بطَرف المِلْعَقة و مَسيرُ الأَفْكار لم يَنْتَهِ بَعْد..،هُو أَكَّدَ أن ارْتباطهما المِفْتاح لقَضِيَّة والدها المُبْهَمَة..و هي مُنذ لقاءَهما الأَوَّل أَيْقَنَت أنَّ غَبَشُ عَيْناه يَحْوي بطريقةٍ أو بأخرى سِر حادثة والدها..لذا اقْترابها منه سيَكْشف لها أُمور عَديدة..و هذا الإقْتراب إذا تَطَلَّبَ أن يَكون مُصَفَّى من شُبهات فيُفَضَّل أن يَعْتَمِر قُلنسوة الزَواج..لكن مَلاك..لستِ أًنْثى طَبيعية..و هذا الإنْدماج سَيَكون كالإنْتحار !
،:مَلاك !
رَمَشَت بخِفَّة فاصِلة حواسها عن زَوْبَعة المَوْت و البَقاء..فارْتباطها به مَوْتٌ مُحْتَم..نَظَرَت لوالدتها لتُجيب ببحَّة،:نعم يُمَّه
أَشارَت لصَحْنها بقَلَقٍ طالَ ملامحها،:ليش ما تاكلين ؟
أَوْضَحَت و هي تَلْتَقَط بضع حَبَّات أرز بالمَلْعقة،:سرحت شوي "رَفَعت المَلْعقة لفَمها لتَقُول بابْتسامة ناعِمة" هذاني آكل
نَطَقَ يُوسف الذي كان يُراقبها مُنذ عَوْدتها البارحة من منزل زَميلتها..حَيْثُ اسْتَشَفَّ بوادر تَغَيُّر،:ملاك.. المغرب بعد ما أرجع من بيت عمي بكلمش في موضوع
قالت والدته باعْتراض أَوْجَسَ مَلاك،:لا يُوسف..مو اللحين
عَقَّبَ بإصْرار وَشْوَش لشَقيقته بماهية المَوْضوع،:بلى يُمَّه..اللحين



بالكاد اسْتَطاعَت أن تُسَيْطر على ضِحْكَتها لكي لا تَنْفَجِر أمام الجَميع و هي تُبْصِر وَجْه جُود المَحْموم برَغْبة الحَديث..لكن وُجود جِنان معهم يَقِف لها بالمِرْصاد..فهي تُريد أن تَسْرد عليها أَحْداث خِطْبة فَيْصل بالتَّفْصيل المُمل..لكن بالطَّبع هذا مُسْتحيل أمام طَليقته..،كانت تُشارك عائلتها الإجْتماع الحَميمي بعد الإنْتهاء من وَجْبة الغَداء..و هذا الدّفء النَّقي أَنْقَذَها من غَرِقها قبل ساعات..فهي نَجَحت في صَد أي هاجس يُثير غُبار الكابوس و يُخْنقها..،كانت مُنْتَبِهة لِحَديث فَيْصَل عن مَدْرسة جَنى..إلَّا أنَّ رَنين هاتف والدها شَتَّتَ انتباهها..لَحِقَتهُ بفُضول و هُو يُغادر غُرْفة الجُلوس الجامعة أَجْسادهم إلى غُرْفة أَخْرى..راودها خاطِر لإتّباعه و التَّنَصُّت عليه..لكنَّها بسُرْعة نَهَرَت نَفْسَها..ليَست من شِيمِكِ نُــور..،عادت ببصرها إلى جُود التي يبدو أنَّها اسْتَسْلَمت مُتَنازلة عن رَغْبتها الجامحة و اندمجت معهم في الحَديث..لو كانت تَمْتَلك جُرْعة فُضول مثلها لتَجَرَّأت و اسْتَرَقت السَّمع على مُكالمته..،

،

نَطَق و كأنَّ كلماته الخَلاص الأخير لابْنته،:ارتباطها فيه بينهي كابوسها..بيخليها تعتاد عليه.. و لو صار و راودتها ذكرى ذيك الليلة ما بتتعذب من تأنيب الضَّمير..لأن طَلال هُو نفسه اللي عقلها يصَوّر لها المشاهد معاه
عَقَّبَ يُحاول أن يُدافع عن كرامة صَديقه،:ليش اللحين توافق ؟ بعد ما رمت عليه كلام كسره و جرح قلبه اللي يحبها !
قالَ داقَّاً باب الماضي،:يمكن جرحها له يخلي كَفَّتهم متوازنة..مع إنَّ مافي أي غلط في الدنيا يوازي غلطته "زَفَرَ و هو يَمس أَعْلى أَنْفه ليُرْدِف بجِديَّة" اسمعني رائد..أنا حتى بعد اللي سواه في بنتي ما كرهته..شايل عليه في قلبي بس بعدني أحبه..محبته من محبة أبوه الله يرحمه،و اللي وصاني عليه..و أنا والله ابي هالزواج عشان الإثنين مو بس عشان بنتي..ابيه يعيش حياته و يستقر..مثل ما ابي بنتي تتحرر من الذكرى و تعيش بسلام
و الحيرة تَجوس طُرق صَوْته،:مـادري ناصر..مادري مـــادري
اسْتَأنف إقْناعه مُزيحاً السّتار عن لَوْحة الحُلْم الذي قَضى طَلال سنين عُمْره ليَرْسمها بكُل خَلِيَّة في وُجوده،:رائد إنت قد تكون أَقرب مني له في هالموضوع..أكيد تدري شكثر يحبها و شكثر تمناها..ساعدني عشان تهدي حلمه الحقيقة
صَمَت يُقَلّب الفِكْرة العَصيبة في جَوْفه..نعم هُو يَعْلَم كم تَمَنَّى طَلال تلك النُّور..أُمْنيات لا تُعَد و لا تُحْصى..فهي الْتَحَمَت باصْطفاقة أَهْدابه..امْتَزَجَت مع شَهَقاته و زَفَراته.. و نَمَت مع عُمْر رُوحه..و كأنَّ حُلْم لقائها خُلِقَ في صُلْبه مُذ كان يَنْطوي بين ظُلُماتٍ ثَلاث..،نَطَقَ باسْتسلام بان في نَبْرته،:بساعدك..بس إذا رفض بنتك أنا مالي دخل
عَلَّقَ بخُفوتٍ ارْتَدى الثّقة،:بيوافق..إن شاء الله بيوافق



ماضٍ

نَفَثَ دُخَّان سيجارته ثُمَّ تَساءَل،:إذاً تمَّ القَبْض عليها ؟
أكَّدَ هُو على الطَّرف الآخر،:نعم..الآن هي تَسْكن سُجون موسكو..فالأوراق التي أَرْسَلْتَها للشرطة كَشَفت العَديد من الحقائق التي كانت مُبْهَمة..السّوق السَّوداء و مُسْتَودع السّموم و المشاريع الوهمية أيْضاً
ابْتَسَم بسُخْرية و هو يَتَذَكَّر ملامحها المُخْتَبِئة خلف أَطْنان من الحُقَن،:تلك العَجوز تظن أنَّها قَوِيَّة و يُسْتحال الفوز عليها..لكنَّها أَضْعَف من الحَشَرة
عَلَّقَ بذات السُّخْرية،:أَضِف إلى ذلك تَشَدُّقها بذكائها الذي أَوْدى بها إلى السّجن
أَرْفَع الإسْتنكار حاجبيه ليَقُول،:لا أعرف كيف تَجَرَّأت أن تُسافر بعد أن سُرِقَت منها الأوراق
وَضَّحَ،:هي ظَنَّت أنها لا تُخْطئ أَبَداً..و هذا هُو حال الغَبي المُتَشَبّع بغُرور ذكائه..لكن شُرْطة المَطار استطاعوا كَسْر غُرورها
تَساءل و هو يُطْفئ السيجارة في المِرْمَدة،:ألم تَبْحَث الشُرطة عن الذي أَرْسل لهم الأوْراق
نَفى،:لا..كالعادة..هُم رُبَّما حاولوا البَحْث..لكن عندما وَجَدوا الأبْواب مُغْلقة تراجعوا..فالأهم وُجود المُتَّهَمة لديهم و هذا يكفي
أَفْصَحَ عن سُؤال آخر لطالما باغت فِكْره،:إلى أي أَحد هُو خَطير تحقيقك في أمر العصابة ؟
أَجاب كاشِفاً عن سوادٍ نافَسَ سواد عَيْني مُحَمَّد،:إلى الحد الذي يُوَجّه فُوَّهة المَوْت نَحْو عائلتي



حاضِر

مساءً
دَلَفَ إلى الشّقَّة برأس أَخْفَضَتهُ الحِيرة المَوْلودة من رَحْم التَّنْهيدة المُغادِرة صَدْرَ صَديقه..غادَرَتهُ لتَسْكُن صَدْره و تَتَشَعَّب حتى تَسْتَوْلي على البُؤْرة الصَّاخِبة في رُوحه..بُؤرة البُؤس..القَلَق..الحُزْن و نَحْر الإبْتسامات..،تَقَدَّم خُطْوَتان مع ارْتفاع رأسه..لَحْظَتان و قَبَضَ التَّصَلُّب على قَدَميه مانِعاً إيّاه من اتّخاذ خُطْوة ثالِثة...جالَت عَيْناه على الوُجوه لمَرَّة..و في المَرَّة الثَّانِية شارَكَ جَوْلَته ارْتفاع مُتَعَجّب لحاجبيه..،وَجْها رائِد و ناصر اللذان اسْتَطاع أن يُمَيّزهما..إلا أنَّ ثَلاثة وُجوه اسْتَعْصى عليه مَعْرفة أَصْحابها..،نَطَقَ و الجَهْل يَنْعَق حَوْل ملامحه،:شصاير !
اسْتفساره المُسْتَنْكِر أَوْقَف رائد،و الذي قال بنصف ابْتسامة أَسْقَمها التَّرَدّد و هُو يُشير للمَطْبَخ،:تعال شوي ابي اكلمك
نَظَرَ لهُ لثوانٍ و أَهْدابه تَتَصافق برتْمٍ يُشْبِه تراقص أَمْواجَ بَحْره فَجْراً..حَرَّكَ عَدَستيه بخِفَّة ناحية نَاصر..تَبادلا النَّظَرات الصَّامِتة بملامح لا تَحْوي شَيئاً..صَوْت رائِد عاد ليُنَبّهه،:طَلال تعال..بس دقايق
اسْتَجاب لهُ مُبْتَعِداً عن المَكان المُشَبَّع بطاقة سَلْبِيَّة جَزَر منها البَحْر الذي في داخله..هُناك في مَطْبَخه،و أَسْفَل ضَوْءٍ خافِت تَوَقَّفَ مُقابل صَدَيقه..غادَر هَمْسه المُتَوَجّس حَنْجَرته،:شصاير ! من ذلين إللي برا ؟!
مَرَّر لِسانه على شَفَتيه مع ارْتفاع يُمْناه لصِدْغه..واتّكاء يُسْراه على خِصْره..يَرْسِم لطَلال لَوْحة ارْتباك تَطُوفها رماديَّة التَّرَدُّد..نَطَقَ ببعْثَرة،:طَــلال..ذليــن..
أَطْبَقَ شَفَتيه حابِساً النَّفَسَ في صَدْره..لا يَعْرف كَيْف يُخْبره..و لا يَدْري من أَي الحُروف يَبْدأ ليَصْدمه..لَحْظَتها شَعَرَ بالنَّدم يُحيط بعُنُقِه ليُوَبّخه..و صَوْتٌ ضَجَّ من قُعْر ضَميره..لَيْتني لم أُوافق ناصِر..أَغْمَضَ عَيْنيه شادَّاً على أَجْفانه كأنَّما يَعُضُّ أَصابعه نَدَماً..مَسَّ أَعْلى أَنْفه بطَرَف سَبَّابته و الإبْهام..و صَدْرُه قَد مَرَقَته زَفْرة بأذْيالها الحارِقة..،صَوْتُ احْتِكاك مُزْعِج تَدَاخل مع زَفير نيران رائِد..كان نَتاج اصْطِدام أَسنان طَلال بغَيْظ..اقْتَرَب أَكْثَر قَابِضاً على ساعِد رَفيقه و الكَلِمات تُسْتَل من بين قُضْبان فَمه،:رائِد يا كَلــ..وَتَّرتني..اتحجَّى
أَخْفَضَ يَده..كَشَفَ عن عَدَسَتيه المُضَّطَرِبَتين..أَبْصَر حال طَلال الرَّث..الأَنْفاسُ تَكادُ أن تُقَوّض أَضْلاع صَدْره من حِدَّة ضَرباتها..و وَجْهُه قَد تَكالبَ عَليه احْمرار القَلَق المُتَعاضِدة مَعَهُ العُروق النَّافِرة بتَرَقُّب..اتّساع حَدَقَتيه يُخيل لهُ أنَّهُما سَتَبْتَلِعانه غَضَباً إن لم يُفْصِح عمَّا أَبْكَمهُ في نَفْسِه..،ازْدَرَد ريقه بتَعَسُّر..فَتَحَ فَمه يَلْتَقِط بِضع أُكْسُجينات ليَقُول بوَجْسٍ كان ريحٌ صَرْصَر جَمَّدت وُجُود طَلال،:قالت لأَبوها إنها تَبيــك
خَبَى كُل ما فيه و اسْتَكان..عَدا هُدْب عَيْنه اليُمْنى ظَلَّ يَتصافق كَمَن مَسَّهُ جان..، "تَبيـك" ..تَبيني..يعني تُريدني..تُريد طَلال..تُريد طَلال زَوْجاً..تُريدني أنا زَوْجاً..يَعْني أن تَكُون زَوْجَتي..اُنْثى رُجولتي..حَلالي..لي أنا فَقَط..،نَبَّشَ عن صَوتٍ في جَوْفِه..الْتَقَطَهُ بأنامِل أَرْعَشَها الخَبَر حتى خالَتهُ حُلْم..سَتَنْهَبهُ الصَّحْوة منه بعد ثواني..،تَسَاءلَ بهَمْسٍ أَهْرَمتهُ البَحَّة و عَيْناه تُناشِدان عَيْنا رَفيق رُوحه،:من..هــ ـي !
أَكَّدَ لهُ صافِعاً رُوحه المُتَجَمّدة ليَدْوي صَوْت تَكَسُّر جَليدها،:نُـــوور طَلال..نُور وافقت عليك..قالت إنها تبيــك قالت لأبــ
قَطَعَ اسْتِرْساله يَد طَلال التي قَبَضَت على قَميصه جِهةُ عُنُقه..هَمَسَ بفَحيح و عَدَسَتيه انْهَزَم إخْضرارهما لتَسْقُطان في وَحْلٍ مُرْمَد..،:لا تلعب معاي رائـد..لا تلعب معاي لا تخليني أَسَيّل دَمّك
لا يَدْري لماذا راوَدَتهُ ضِحْكة و هَو يَسْتَمِع لتَهْديده..رُبما لأنهُ يَعْلم لو كان الأَمر مُجَرَّد لُعْبة فعلاً،فهو لن يَتَرَدد في طَرحه أَرْضاً و إفْراغ جَسَده من كم حَفْنة من الدَّم..،تَحَلَّى بالجِدِيَّة ليُجيب،:بنقول أنا يمكن ألعب..بس ناصر و الرجال اللي وياه..يلعبون بعد ! "أَخْفَضَ صَوْته مع ارْتفاع يَده مُبْعِداً قَبْضة طَلال"هذا هُم برا..ينتظرونك عشان يتم عقدك عليها..تبيها ولّا تتركها لولد الحلال "و بسُخْرية أَرْدَف" فَهد مَثلاً
عادت قَبْضَته لتَسْتَولي على رائد ليُعاقِبه على الذي نَطَقه..أطْلَقَ سِهام تَهديده قائِلاً و عَيْناه تَنْضَحان بالتَّحْذير،:يخسي فهد ياخذها..و الله لو يقرب منها مرة ثانية اذبحــه
أَشارَ لخارج المَطْبخ برأسه و هو يَقول،:زين تفضّل..قبل لا تذبحه و تذبحني وياه
أَعْتَقَه ليُتيح لهُ فُرْصة تَرْتيب قَميصه الذي سُجِن وَسَط راحته المُدَمّرة، تَساءَل رائِد و هُو يَنْظُر لوَجْهه المَشْدوه للخارج بعَيْنان مُغَيَّبَتان بسَماء مُوْحِشة،:شفيك ؟
رَمَشَ بخِفَّة..أَوْمَأ رأسه قَليلاً و هو يُديره ناحية رَفيقه..كَشَفَ عن عَدَسَتيه النَّابِض فيهما عُمْر طِفْل..و بلسانٍ مُتَرَدّد،:هــي...اهني ؟
ازْدَرَد ريقه بغَصَّة و هُو يَسْتَمِع لجوابه المُغادِر فَمٌ باسِم،:ايــه اهني..في غرفتك
فَرَّ منهُ نَفَسٌ مَهْزُوم..هَزَمتهُ هذه اللحَظات الثَّقيلة..نعم هي ثَقيلة..فذاته لم تَعْتَد على أَحْلامٍ تَتَسَرْبَل بالحَقيقة..فكُل أَمانيه تُحيلها الدُّنيا كَوابيس تَظَل تَنْهَش رُوحه طالما نَفَسَه يَجُوب الحَياة..لذا هُو غير قادر على تَصْديق هذا الحُلْم..الحَقيقي..،تَحَرَّكَ مُسْتَجيباً لرائِد المُشير للباب..عاد لغُرْفَة الجُلوس حيثُ هُناك جَلَس بجانب ناصِر،على يَمينه..حَيْثُ أَشارت يَده..رَفَع رأسه للرَّجُل الجالس أَمامهما،:عطني بطاقتك يا ولدي
و كأنَّ الإسْتيعاب قد أَعْلَن انْسِحابه عن أَرْض عَقْله المَهْجور حالياً..نَظَرَ لرائِد باسْتنجاد و الذي أَجابه و هُو يُشير إلى جَيْبه،:بطاقتك الشخصية
هَزَّ رأسه بتَفَهُّم..أَخْرَج مِحْفَظَته و منها أَخْرَجَ البِطاقة المَطْلوبة..ناوَلها ناصر و الذي بَدَوْره ناوَلَها المَأذون و الذي فَتَحَ كِتابه و لسانه نَطَقَ مُسْتَهِلَّاً القَران المُنْتَظَر

،:بسم الله الرَّحْمن الرَّحيم

،

عَقْلَها شَمَّرَ عن ساعِدَيه..كَشَفَ عن أَصابعه النَّافِرة من أَجْل التَّنْبيش..كَشَطَ عنهُ أي فِكْرة طُفَيْلِيَّة و نَصَّبَ لُبَّه نَحْو هذه الغُرْفة..لِمَ هي هُنا ؟ و في غُرْفة نَوْمه تَقْبع ! والدُها..والدُها هُو الذي أَتى بها إلى هُنا..من أَجْلِ ماذا ؟ و لماذا ! الأَسْئِلة تَجُوب ساحَة فِكْرها تَبْحَثُ عن جَوابٍ يُفَسّر لها هذه الغَرابة المُتَوَشّحة بها الدَّقائق..،كانت لا تزال تَقِف وَسَط الغُرْفة..حائِرة في أَمْرها و الإسْتنكار غَزَلَ خُيوطه بملامحها..حَرَّكت حَدَقَتيها ببطء،كَمَن يُشاهِد حُلْماً فوق صَفْحة نَوْمه..الغُرْفة تَغْفو تحت إضاءة خافِتة تَبْعَثُ الكآبة..سَريرٌ واسِع يَبْدو أنَّهُ لم يُمَس لفَتْرة قَدَّرت أن تَكون مُنذ سَفَره حتَّى اليَوم..فلا بُدَّ أنَّ مدافعها التي طالَت ذاته نَهَرت النَّوم عن زيارة رُوحه المَجْروحة..ليَبْقى الجِرْحُ يَنْزف،و مُرور الثَّواني المُقْفَر من وُجودها يَنْكَأه مَرَّة بعد مَرَّة..،سَبَحَ بَصَرُها مع السُّفن المُنْتَشِرة بأَحْجامٍ مُتَفاوتة..مَحْفوفٌ بهم هُو ليَسْتَشْعِر البَحْرَ في كُل أَوْقاته..الْتَقَطت بعَيْنيها لَوْحَات صَغيرة انْتَشَرَت على الجُدْران..مُؤكَّداً أنَّ جَمَالها نَما من بين أَنامل غَيْداء المُبْدِعة..واصَلت جَوْلَتها لتَجْتَذِبها صُورة قُلِبت على وَجْهها فَوْق الدّرج قُرْب سَريره..مَرَّرَت لِسانها على شَفَتيها و هي تَدْعَك خَدَّها بأَطْراف أَصابعها..الفُضول يُوَسْوِس لها بالتَّقَدُّم ناحيتها..خَطَت بهُدوء حَذِر،كَأنها تَخْشى أن يَراها أَحْد..تَوَقَّفَت أمام الدُّرْج و السَّرير على يسارها بمسافة تَكاد لا تبان..الْتَفَت تُراقِب الباب لثوانٍ قَبْل أن تَعُود للصورة المَخْفِيَّة ملامحها..مَدَّت يدها و رَفَعتها..و معها ارْتَفَع الضَّجيجُ وَسَط قَلْبها..قَوافِل الدُّموع تَزاحَمت في عَيْنيها..و أَظْعِنة الغَصَّات أَحاطت بحَنْجَرتها المُتَحَجّرة حَدَّ الأَلَم..أَسْنانها حَطَّت على شَفَتها المَوْسومة عليها عَذابات السَّاعات الماضِية..احْتَضَنت إطارها بكلتا يَديها و هي تُقَرّبها من عَيْنيها المُنْتَبِذَتين بَحْره..لَعَلَّها إن بَكت بماء حَبيبه غَفَر لها..،أَناملها رَفْرَفت بارْتعاش إلى وَجْهه المُلْتَحِف بسَعادة نادِراً ما تَشْرق من سَماء عَيْنيه..ابْتسامته الواسِعة شَدَّت من جِرْح ذَقْنه..الماء يَطُوف وَجْهه و يَنامُ بين خصلاته السَّوْداء المُبَعْثرة بجاذِبية..و بخَدّه الأيْسَر الْتَصَق خَدَّها سامِحة لشُعَيْرات لِحْيته بأن تَوْخز بَشْرتها النَّاعِمة..،تَتَذَكَّر ذلك اليَوم..اليَوم الأَوَّل للسباحة..اتَّخَذَ دَوْر المُدَرّب لها غارِساً بُذور الشَّجاعة وَسَط تُرْبة رُوحها النَّقِيَّة..و أَسَفاً أنَّ النّقاء الآن منها قَد اعْتَذَر..فسهامها المَسْمومة و المارِقة قَلْبه نَسَفَت آخر نَقاء رُبَّما كان مَنْسِياً في إحْدى زَوايا الرُّوح المُظْلِمة..،ذراعاها تُحيطان بعُنُقهِ بقُوَّة تَحْكي خَوْفَها المَسْتُور خَلْف بتلَّات الضِحْكة المُنْتَشِية منها مَلامحها..شُعور الخَوْف..شُعور التَّجْرُبة الأولى..شُعور الإمْتزاج بالماء..و شُعور قُرْبه..هي أَغْصانٌ هَرِمة تَتَفَرَّع من شَجَرة مَحْنِيَّة الحُلُم..أُنْبِتَت في قَلْبها مُنذ أن عُقِدَت طُفولتها به..سَقَتها و احْتَضَنَتها لأَعْوامٍ و لم تَمُل..بل كانت تَتَمَنَّى لو تَهديها رُوحها لتَتَجَسَّد حَقيقة و تُظَلّلها معه تحت أَوْراقها الكَثيفة..لكن أَسَفاً أنَّ الرّياح جَرَت بما لم يَشْتَهِه جَواها المُتَيّم بذاك المَجْنون...طــلال..،الْتَفَتت بذُعْر للباب كَمَن قُبِضَ عَليه بالجُرْم المَشْهود..تَرَكَت الصُّورة بأَطْراف مُرْتَبِكة عندما بان لها والدها..نادها بابْتسامة ارْتَدَت ثَوْب حنان غُزِل بخُيوط تَكَلَّلَت بالغَرابة ذاتها..،:تعالي يُبه
تَوَجَّهَت إليه بطَاعة و صَمْتٍ تام..أَشار لها لِتَقِف خَلْف الباب و هي اسْتَجابت دُون أن تَسْمَح للسانها بأن يَتَلَفَّظ بِكَلِمة..راقَبتهُ بدِقَّة و هُو يَهْمس لأحَدهم قَبْل أن يَأتيها من رواء حِجاب صَوْتٌ جَهُور لَطَمَ وَعْيَها بشَظايا كلماته..شَخَصَ بَصَرها الذي تَعَلَّق بوَجْه أبيها باسْتنجاد..هَزَّ رأسه بالإيجاب و كَأنَّهُ يُلَقّنها الجَواب الذي تَأَجَّلُ وُلوجه للحياة لحِكْمة لا يَعْلَمُها سُوى مُقَدّر الأَقْدار..اضَّطَرَبت أَنْفَاسَها..و نَبَضاتها قَد جُنَّت من أَذْرُع التَّخَبُّط التي طالَتها..أَهْدابها تَتصافق اسْتعداداً لعاصِفة من الدّموع..و الإحْمِرار بدأ بشد رِحاله ليَبيت حَوْلَ مَلامحها المَصْدومة من المَوْقف..،ابْتَلَعَت غَصَّاتها و معها ابْتَلَعت الإجابة المُنْتَظَرة..تَشْعُر بعَجْزٍ يُكَبّلها..غير قادِرة على الإسْتعانة بصَوْت يُنْقذها من هذا الضَّياع..أَغْمَضَت مُسْتَسْلِمة للإعْياء الذي هَزَم قُوَّتها ليَميل جَسَدها بخِفَّة مُصْطَدِماً بالباب..تَمَسَّكَت بالمِقْبَض مع إبْصارها لواقعها المُتَسَرْبِل بعباءَة الحُلْم..يَدُ والدها قَبَضَت على ذراعها مع احْتكار القَلَق لوَجْهه..نَظَرَت له و من عَيْنها سالت دَمْعة كانت بطُول السَّنوات التي كانت فيها مُحَرَّمة عليه..السُّؤال عاد ثانِيةً ليَمْرَق قَلْبها و يُزَعْزِع شَعْبه..هَمَسَت من بَيْن تَنَشُّقاتها،:يُبــ ـه !
ضَغَطَ على ذراعها بمَلَق نَبَع من مُقْلَتي أُبُوَّته..و بوَجْسٍ مُشَجّع قال لها،:يله يُبـه..ريحي روحش
تَشَرَّبَت بظاهر كَفَّها الدَّمْعة التي تَعَلَّقَت بذِقْنَها و هي تَسْتَمِع للسُّؤال للمَرَّة الثَّالِثة..ازْدَرَدَت حَشْرَجَتها قَبْلَ أن يَرْتَفِع صَدْرها هاتِفاً للهواء بأن يُرَشّح دواخله..لتُغادره زَفْرة كَوَتها أَلْسِنة كابُوس كان السَّبَب الأَبَرَز لقَرارها..فَتَحَت فَمَها و بِبَحَّة اللَّوْعات أَجابت بــ،:نَعَـــم




يتبع








 توقيع : إرتواء نبض



رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
معــلومـاتــ شاملهـ عنــ ـالفشلــ ــالكلويــ !! ـرسم ـالخ ـيالـ …»●[لكل داء دواء ولبــدنكـ عليكـ حق]●«… 16 02-18-2009 09:32 AM
فضل يوم عرفة εϊз šαđέέм εϊз …»●[ أرواح أيمـــانيـــه ]●«… 14 02-15-2009 11:47 AM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية