|
…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. } |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||||
رواية وبي شوق إليك أعلّ قلبي/البارت الأول
مقدمة روايتي الأولى [ وبي شوقٌ إليك أعلّ قلبي ]
******* داخل سيارة أنيقة , فاخرة .. بيضاء وتبدوا حديثة. يقودها شاب حسن المنظر , يرتدي اللباس الرسمي للبلاد . ما جعله يبدوا وسيما جدا , لكل من تقع عيناه عليه .. خاصة الفتيات بالطبع . بجانبه فتاة محجبة , بعباءة سوداء واسعة , ضاعت هي بداخلها . تلف حول جسدها من الأعلى , وشاحا واسعا جدا .. النقاب بحجرها , خلعته بسبب الحر الشديد في هذا الوقت من السنة . متكتفة , تسند رأسها على النافذة .. تفرك يديها بقوة . تكاد تموت من التوتر والارتباك . التفت إليها , وتنهد وهو يرى أثر التوتر عليها . مساعد / هدّي حالك شوي يُمنى , على هالحال ما راح تدرسين . التفتت إليه بهدوء ثم عادت تنظر أمامها وهي تتنهد / ماني قادرة يا مساعد , شفت قد إيش في رجال قدام المبنى ؟ يا ويلي حسيتهم كلهم يطالعون فيني . ابتسم , ثم مد يده ليمسك بكفيها المضمومتين , وضغط عليهما / ما عليك يا روح مساعد , أنا بكون معك لين تتخرجين بإذن الله , وما راح يضرك شيء طول ما انتي محافظة على نفسك بالأذكار والحجاب . أومأت برأسها وهي تسحب كفيها ببطء , ورفعت أصابعها تتلمس النافذة . تحيط بها هالة من الغم والخوف . كيف ستنسى ما حصل ؟ كيف يمكنها مواصلة حياتها وكأن شيئا لم يكن ؟ لتقول بهدوء / والله ما ودي أتعبك معي كثير , بس تحملني شوي لين أتعود على الوضع . ضحك مساعد ليريحها / والله يا يُمنى لو قلتي مثل هالكلام مرة ثانية اني لا أزعل منك , أي تعب وأي بطيخ . ابتسمت له بامتنان / الله لا يحرمني منك , ما أدري من دونك إيش بسوي . اكتفى بابتسامة , وهو يركز على الطريق الوعر .. الذي يؤدي إلى منزل جده . مرّ بعض الوقت , لتتأفف يُمنى وتقول / يعني الحين كل يوم يبي لي أروح وأجي من هالطريق الخايس وأقطع كل هالمشوار ؟ هز رأسه نفيا / لا , أنا جهزت كل شيء من أول , وعندك أكثر من خيار وأكثر من بيت . عقدت حاجبيها باستنكار / أي بيت وأي خيار ؟ مساعد / عندك بيت أخوك جمال وزوجته ……… قاطعته بصرخة مستنكرة / الملسونة , لو أموت ما قعدت عندهم .. بس تعال لحظة , يعني تباني أسكن في المدينة وأخلي بيتي ؟ مساعد / أدري ما راح تتحملين هالطريق يوميا , عشان كذا فكرت بهالشيء .. واسمعيني للنهاية , إذا مو اخوك جمال عندك ولد أختك , جابر وزوجته فرح , وأفضل خيار .. بيت أختي حسناء , تعرفين إنها ساكنة لوحدها . تأففت وهي تتكتف مرة أخرى / جابر وفرح توهم متزوجين يعني تتوقع مني بروح أتلقف عندهم ؟ وحسناء ما سكنت لوحدها إلا عشان تكون وحيدة ما بروح أزعجها . تنهد وهو يطرق بأصابعه على المقود / لا تشيلي هم , بكلمها إذا رضت بتسكنون مع بعض , ولا بشوف لك شقة ثانية . ارتجفت من مجرد التخيل / ما بسكن لوحدي . ابتسم لها / بكون معك إن شاء الله . تظاهرت بالعبوس / لا كذا كثير مساعد . قاطعها / أصص وصلنا , يلا روحي نامي زين .. تدرين هذا آخر اسبوع في الاجازة والكل بيجي يسلم عليك , خواتي بيجونك بعد شوي . أومأت بإيجاب , وهي ترتدي نقابها وتنزل بعد أن سلمت عليه . ولم تستغرب عدم ذكره لمنزل عمها راشد , الأقرب إلى المبنى من جميع ما ذكر للتو . ( اعتذر إذا ما اتقنت اللهجة المصرية ) اتجهت إلى المنزل , لتخرج المفتاح من الحقيبة وتفتح الباب . لفحتها رائحة البخور فور دخولها , المختلطة برائحة الطعام الشهية . أنزلت حجابها من على رأسها , وابتسمت وهي ترى ( سمية ) تخرج من المطبخ وترحب بها بلهجتها المحببة / يا أهلا وسهلا يا أهلا وسهلا , نورتي بيتك يا ستي . اقتربت منها وعانقتها ثم قبلت وجنتيها بحب / البيت وحش من غيرك يا يُمنى . ضحكت يُمنى / يعني تنصحيني أكمل باقي حياتي بين هالجدران وما أدرس ؟ شهقت سمية وهي تضع يديها على صدرها بطريقة الأمهات / لا والله يا بنتي مش قصدي واللهِ مش قصدي , بس يعني … ضحكت يُمنى وهي تقبل رأسها : عارفة يا ستي أمزح معك . سألت بحذر / سويتي الغداء ؟ سمية / أكيد يا بنتي عملت لك أحلى غدا , والأكل اللي بتحبيه طبعا . مدّت يُمنى شفتيها بأسف / للأسف مساعد كان مبسوط بزيادة وعزمني في مطعم . فغرت سمية شفتيها بطريقة مضحكة / إيه دا ؟ انتي تغديتي برة من دون ما تقولي لي ؟ لا والواد مساعد كمان أكل معاكِ وأنا محضرا له طبقه الخاص ؟ لا دنا زعلانة , زعلانة خالص . اقتربت منها يُمنى وعانقتها / لا يا سمية إلا زعلك , آسفة والله اني ما علمتك بس تعرفين قد إيش أخاف وأتوتر لما أكون برة , نسيت أتصل , ولا تشيلي هم الأكل أبد , بنات اخوي بيجون بعد شوي عشان الجيش اللي بيجون بكرة , أكيد ما ارح يخلون أي صحن إلا وهو ممسوح . مسحت سمية على ذراعيها بحنان / ماشي يا بنتي , طمنيني بقى , عدى الموضوع على خير ؟ ابتسمت / إيه الحمد لله , الدوام من الأسبوع الجاي بإذن الله . حاوطت وجه يُمنى بكفيها / ربنا يوفقك يا بنتي ويحفظك . تنهدت / آمين يارب من بقك لباب السماء , يلا بروح أنام الحين شوي قبل يجون , وانتِ بعد روحي نامي عشان نلحق على الشغل تمام ؟ صعدت إلى الأعلى بعد أن قبلتها سمية مرارا وتكرارا وهي تدعوا لها الله من كل قلبها , أن يفرج همها وييسر أمرها . تباطأت خطواتها أمام حجرة والديها , لتقترب وتمرر يدها على الباب . زمت شفتيها بقوة تتمالك نفسها حتى لا تبكي . وسرعان ما توسطت حجرتها بعد أن دخلت إليها وأقفلت الباب خلفها بالمفتاح . خلعت عباءتها وعلقتها على المشجب . ثم اتجهت نحو دورة المياه , لتخرج بعد دقائق .. بعد أن استحمت وارتدت قميصا مريحا . جففت شعرها على وجه السرعة , ثم استلقت . لتنام من فرط التعب . بالرغم من أن المشوار كان قصيرا , إلا أنه أتعبها كثيرا . كونها لم تخرج منذ مدة طويلة , طويلة جدا . ************** داخل منزل هاديء , واسع .. مصمم على طريقة حديثة , أنيقة جدا .. انتقل إليها أصحابها منذ أيام قليلة . العائلة المكونة من أب وأم , ابنين من الذكور , وثلاث فتيات . ذلك المنزل , في هذا الوقت من النهار .. هادئ , لا سيما وأنها أيام إجازة . يطيلون السهر في الليل , وينامون طوال النهار . فقط .. الوالدَين , وعائض , كانوا مستيقظين . يتناولون غداءهم . فلا تسمع سوى أصوات الملاعق , وصوت عائض , الذي يتوقف عن الأكل كل لحظة وأختها , ليمدح أمه .. على صنعها هذا الطعام اللذيذ . حين توقف هذه المرة بعد أن تذوق شيئا من اللحم , أوقفه والده / بس يا عايض يكفي كُل وانت ساكت , ما تشوف أمك كيف انحرجت . ضحك عايض وهو يمسك بكف والدته ويقبلها / والله تستاهل الوالدة كل الكلام الزين , وعاد الحين وانا مو ماكل من يدها أسبوع كامل لازم أسمعها معلّقة طويلة مو كم عبارة مدح . ابتسمت له بحنان / بالعافية يا حبيبي , لو انك خبرتني عن رحلتك مع اصحابك بدري كنت سويت لك معجنات على الأقل وفرزنتهم عشان تشيل معاك . أطلق ضحكة صاخبة وهو يقبل كفها / ما انحرم منك يا حبيبتي . وقف والده واستأذن / يلا بروح أنام شوي لين يأذن العصر , ورانا رحلة طويلة للديرة , خلي البنات يجهزون من بدري يا هنادي . أومأت بإيجاب , ليلتفت إلى ابنه / وانت بعد قوم روح نام , بتجي معانا . توقفت الملعقة في الهواء دون أن تكمل طريقها إلى فم عائض , ثم ابتلع ريقه ليعيدها إلى الصحن / ما ابي أروح يبه . بصرامة / بتروح يا عايض , وما أبي اسمع اي اعتراض , مفهوم ؟ تنهد عائض , ثم أومأ بإيجاب دون أن يرفع أنظاره إلى والده . غادر راشد المكان , وترك المكان خاليا إلا من عائض ووالدته . نظرت هنادي إلى عائض تتفحص ملامحه , ثم قالت تطمئنه / ما عليه حبيبي , السالفة مر عليها دهر ولسه تبي تتهرب منهم ؟ انسى . مضغ عائض اللقمة ببطء , ثم قال / لو أنا نسيت , هي بتنسى ؟ تنهدت هنادي بضيق وهي تهز رأسها بأسى / الله يعينها , بس عاد ما يصير تتهرب طول العمر . صمت عائض ولم يجبها , وأصبح صدره مثقل فجأة بعد ان انشرح برؤية والديه . بعد غياب اسبوع كامل عنهما . آخر ما كان ينقصه , أن يسمع ذلك الصوت الكريه , الآت من ناحية الباب الخارجي للمنزل . طرقه أحدهم قبل قليل , يبدوا أن المساعدة فتحت للطارق , وكانت هذه الــ ………… وراءه . تأفف بداخله وهو يكمل طعامه غصبا , في حين قامت أمه من مكانها متجهة إلى من تناديها بالخارج . مرت دقيقتان , قبل أن تدلف هنادي برفقة المدعوة ( نوف ) , التي سلمت عليه بصوت عالِ . ردّ السلام دون أن يرفع عيناه , لتقول / حمد الله على سلامتك . عائض / الله يسلمك . ولا إراديا , رفع عيناه لتسقط على حقيبة كبيرة بجانبها , عقد حاجبيه بتساؤل / وش هالشنطة اللي جايبتها معك ؟ أخفضت رأسها بخجل . لتبتسم هنادي وتضع يدها خلف ظهر الفتاة / بعدين بقول لك عايض , يلا حبيبتي تعالي معاي بوديك غرفة لينا . اعترضت نوف / لا خالتي كملي أكلك , أنا بطلع لوحدي , بالعافية عايض . نظر إليها بطرف عينه , وهو يكمل طعامه يمثل اللامبالاة . حتى غادرت , والتفت إلى أمه حين جلست بفضول / خير , وش فيها ؟ زفرت بصوت مسموع / تعرف بعد ما ماتت سهى الصغيرة من ورى سواقتها واخوها وزوجته كارهينها , حتى اختي تلومها كل شوي كأنها كانت متعمدة , تقول ماهي قادرة تتحمل أكثر المسكينة , ودها تريح عندنا كم يوم . وضع عائض الملعقة على الطاولة وهو يتأفف من هذه المتطفلة / لا عاد , هذا اللي كان ناقص , خليها تموت تحبس نفسها بغرفتها مو تجي تنام عندنا . عضت هنادي شفتها بضيق / ما عليه يمه , بس كم يوم . عائض / ما قلتي لها إننا بنروح الديرة ؟ هنادي : بندخلها عند سعاد في طريقنا , واحنا جايين نرجعها معانا . ضحك عائض بسخرية وهو يقف / كملت يا هنادي كملت . اقترب منها وقبل رأسها بحب / يعطيك العافية وتسلم يدينك على هالأكل الحلو , عسى النار ما تمس هاليدين يارب . ابتسمت له / عوافي يا عايض , روح نام وارتاح . هز رأسه ليصعد إلى حجرته , بعد أن حمل حقيبته . دخل إلى الحجرة , وابتسم بحنين . بالرغم من كونه منزل جديد , ولم يعتاد عليه بعد .. إلا أنه حن إلى حجرته بشدة . التي اعتبرها موطن له منذ اليوم الأول . قطب جبينه مستغربا , حين وجد جهاز التكييف مفتوحا . والحجرة أشبه بثلاجة أموات , من شدة البرودة . فتح الأنوار , ليجد كائنا بشريا ملفوفا بالبطانية . اقترب ليرفع الغطاء , وضحك وهو يرى الفم المفتوح واللعاب المسيل على جانب فمه من اليمين , صرخ بصوت عالِ / عاطف يا حمار . فز الآخر من نومه وجلس مفزوعا / خير خير إيش صاير المطبخ احترق ؟ ضحك عائض , وأشفق عليه في نفس الآن .. بل ندم على صراخه , مد إليه منديلا / لا ياخي كل الأمور تمام , بس انت وش جايبك في غرفتي ؟ وامسح لعابك يا وسخ . مسح عاطف لعابه , ثم وقف وقفز على الأرض . يعانق عائض بقوة , وكأنه غاب عدة سنوات وليس اسبوعا واحدا / ياخي مشتاق لك , طولت الغيبة , من كثر شوقي جيت انام في مكانك , لعلّ طيفا في المنام يكونُ . ضحك عائض وهو يربت على ظهره / تشتاق لك العافية يا حبيبي وانا بعد مشتاق لكم والله , بس عاد ما تنام في غرفتي ! يلا انقلع الحين بموت من التعب . أومأ عاطف برأسه بإيحاب , قبل أن يتجه إلى الباب ويقول / عازمك على كوفي اليوم بالعصر , بمناسبة رجوعك بالسلامة . ابتسم عائض وهز رأسه , وصرخ بعاطف قبل أن يخرج / انتبه يا ولد نوف عندنا . اتسعت عينا عاطف بصدمة / حقا ..! قصدي من جد ؟ ضحك من ردة فعله / إيه من جد , يلا روح . خرج عاطف , واستلقى عائض حتى قبل أن يبدل ملابسه . فهو متعب بشدة , ليس تعبا جسديا بسبب السفر . بل تعب نفسي . بعد أن أخبره والده أنه لا بد وأن يذهب إلى حيث هي , يُمنى .. التي لم يراها ولم يقابلها منذ مدة ( طويلة ) طويلة جدا . كان ذلك اللقاء الغريب , هو الأخير . بعدها تاب أن يطأ بأقدامه أرض ( الديرة ) . كان صادقا في توبته . ولم يذهب إبدا منذ سنوات . وعد نفسه ألاّ يذهب ولا يقترب منها , إلا إن غادرتها ( يُمنى ) برفقة زوجها . لم يحصل ما أراد , يُمنى لم تغادر بعد , ووالده يُجبره على الذهاب ..! لا بأس , ربما .. لن تجمعهما أي صدفة حمقاء . انتهت المقدمة |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
آغلط, الأول, رواية, سوق, إليك, نبى, قلبي/البارت |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|