11-18-2019
|
|
سَطوَة الخوف
حالَ دُونَ وُصُولِ النِّداءات زحام الاحتِفالات ; هي تَشرَق باختِلاجاتِ صَوتِها حِين تُنادِي : " أُمِّي أين أنت؟ " , و الأمّ في الطَّرَف الآخَر مِن الضَّجيج تُنادِي، و حِين لا تَتَلقَّف أذنها صَوت طِفلتِها تُمسِك كُلّ عابرٍ مِن ذِراعِه و تَسأله بِطريقةِ شَخصٍ أَصابَهُ مَسّ : " أَرأيت طِفلةً أنُشوطةُ شَعرِها وَردِيّة و تَرتَدِي فُستَانًا أَبيض ؟ "، و لكِن الرُّؤوسَ تَكتفِي بالإيماءِ نَفيًا . بينما الطفلة تُواصِل تَرديدَ السُّؤال، إِلَى أن استبدلتهُ فَجأةً بِسؤالٍ آخر : " من أنت؟ .. اترك يدي ! " , فيُجيبها همسٌ بارِد مُتآمِر أمكَنها تَمييزُه : " سآخُذك إلى أُمك .. فاتبعيني " .
تأملت وجهه المُظلم مِن خلال عينين مُبَلَّلتين بالدموع، ترَدَّدت قليلاً، ثُمَّ لم تُقاوِم فَرَافقَتْه على أمل أن تَلقَى أُمَّها، إلى أن اختفيا معًا عند أول مُنعطف ..
منقول
|