صرخة صامتة

بالمقاومة و الصمود .. القدس ستعود

تمشي ببطء .. مغمورة بأحزان محْنتها .. في يدها قارورة ماء و كَسيرة جافة، قلبها معلق بابنها، الشارع ضاج صاخب .. الطريق مخيف متعرج .. الأطفال مطاردون كالعصافير خلف المتاريس .. يتهاتفون .. يتراكضون .. يرشقون عصابات صهيون بالحجارة و السكاكين، تسأل عن ابنها نضال تتقدم نحو ساحة الفداء .. مرتعشة .. تُمعن النظر، يا إلهي .. ماذا يحدث..؟؟ هناك جرحى يموتون ببطء تُمنع أن تقترب من المصابين، هو ذاك ابنها مضرَّج بالدماء يتوجع .. ياويلتاه..؟؟

ترتشف دمعها ‘ تدمع عينها .. تحاول لتتجاوز الحواجز، ذئاب مكشرة عن أنيابها .. يمنعونها بقوة السلاح .. لا يدعونها تدنو من ابنها خطوة، يقف نضال على ركبتيه يرتعش، يصدَح العندليب بعَذب الكلمات، فِلسطين أُقصوصة حُبٍّ يعشقها من أجل القدس نزحف .. نمشي دروب الموت حُفاة، و يصرخ : أمي زغردي .. فابنك الشهم شهيد .. حذارِ من الهمج .. ابقيْ حيث أنت رجاءً .. أماه، إن أمت فأنا شهيد يا أماه .. زغردي .. القدس لنا .. الله أكبر ..

تتقدم منه .. تلفه بعباءتها كما تلف الشرنقة الفراشة .. وداعا يا نضال .. القدس لنا .. و للأرض وجع .. و للحجارة أزيز و للحلم خيال يتمدد .. يا رب .. ارحم شعبا أعزلا محاصَرا .. يا جروحا نازفات ارفضي الأوغاد .. انفجري بركانا .. اسمعيهم صرخة أم انطفأت شمعة من شموعها ‘ تقف شامخة، هي الشمعة تضيء الأفق .. القدس لنا .. وداعا يا نضال ..



بالمقاومة و الصمود .. القدس ستعود