لسنوات طويلة

رن جرس المدرسة واجتموا في صفـــوف، في مدرســــة كاثولكية... سمحت بتعليــــــم
الديانة الاسلامية... لها مساحة امامية للصفوف المدرسية. كان يوم كباقي الايام اصطفوا وقرأوا اية الفاتحة بصوت عالي جميعا.

ثم ذهبو الى صفوفهم. كانت هي في عاشرة من عمرها وهو في عاشرة ايضا. كان لبســـه
انيـــق دائمـــا. البنطال البنــــي مع زمام الغامق وقميص الابيض وببيونة داكنــــة. ووجه بيضوي
ناصع.
وهي بمريول المدرسة القصير. وبنطال الطويل الجينس الكحلي الفاتح تحته. وحذاء ابيض شفاف
وقميــــص الابيض والشعر قصير اسود ووجه دائري ابيض.

وفي يوم طلبت منهم المعلمة ان يرسموا ببغاء. وجلست تفكر لا اعرف كيف ارسم. وطلبت
من جارتها التي في سابعة عشر من عمرها ان ترسم لها ببغاء جميل. فرسمته لها وقالت
لها لونيه. ولم تكن لديها علبة تلوين في ذلك اليوم وعليها تقدميها غدا. كانت تهتم بدراستها
كثيرا. قدمت الصورة للمعلمـــة...

وفي يوم مشمس ... هوائه نقي... يتلاعب مع نفسهم الجميلة... يشعرهم بالهدوء ... والراحة...تكلم معها وسالها صهيب سؤال من رسم الصورة؟؟؟
قالت صديقتي زينب. وعند نهاية الدوام ركضت من المدرسة إلى حديقة الالعاب وبدأت تلعب بالرمال تحملها وتنثرها في الهواء وهي فرحة لقد تكلم
معي... ثقـــة لرد الشك من ذلك السؤال الذي في ذهنــه انذاك.

ثم تقابلوا في مدرسة الاعدادي... وكانت مدرسة مثل قصور .... مدرسة كاثولكية ايضـــا وهو
وهي ايضا مسلمين...ودائما تركض... وركضت له وقالت هذا برنامج معقد... قال ووضح لها
البرنامج... ولكن لم تراه لسنين وبدأت تفكر فيه اكثر واكثر....

وفي يوم رن جرس هاتفها وقال انا صهيب... وقالت اهلا صهيب...هناك حفل في كلية ... وكان
هو في كلية الهندسة وهي في كلية الاداب... قالت نعم...بدون اي تردد او تفكير... وركضــــت
كعادتها لترتدي افضل فستان.

كان المساء هادئ ... كانه طفل نائم... كله براءه وتطلع وامال. وصلو القاعة مليئة بالاغاني
والاضواء ... الابيض ... والاحمر.... والاصفر... ومكان ناصع بالبياض... تسر له الانظــــــار...
يشعرك بالامتنان لما لديك.

قامو ورقصو رقصة رومانيسة... مع باقي الطلاب والطالبات ... الطاولات دائرية فخمة... حولها
مقاعد ضخمة... قضوا وقتا ممتعــــا ثم ... اتجاهو إلى مقعدين بعيدين قليلا وبدأوا في كلام لساعات
طويلة ... وبدأت تبكي كثيرا لانها مسلمة في مدرسة كاثولكية تختلف عما هي عليـــــه ... ومما
تعانيـــه من صراع داخلـــي.

في اليوم التالي... تفاجأ انها قد سافرت إلى دنمـــارك وتركت له رسالة

"حققت اخر امنياتــــــي."

منقول