الله يحييك معنآ هـنـا


 
العودة   منتديات قصايد ليل > ..✿【 قصــــــايـــد ليـــــــل 】✿.. > …»●[الرويات والقصص المنقوله]●«…
 

…»●[الرويات والقصص المنقوله]●«… { .. حكاية تخطها أناملنا وتشويق مستمر .. }

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 12-26-2018
Saudi Arabia     Female
SMS ~ [ + ]
وتبَقــّـَــيَ~ بيَـنْ ~آضَلُعــِــي ِ آتنفَسُكــَــ في ~كُلَّ ~ حِيـِـــنٍ
لوني المفضل Aliceblue
 عضويتي » 27920
 جيت فيذا » Oct 2014
 آخر حضور » منذ 3 أسابيع (06:13 PM)
آبدآعاتي » 1,384,760
الاعجابات المتلقاة » 11619
الاعجابات المُرسلة » 6425
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الاسلامي
آلعمر  » 17سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبطه
 التقييم » إرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond reputeإرتواء نبض has a reputation beyond repute
مشروبك   7up
قناتك fox
اشجع ithad
مَزآجِي  »  رايقه
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي عارض... مطر ...



- أبي، أبي، أخبرني ما سر هذا المطر؟ كيف يسقط فجأة بغزارة ثم ينقطع فجأة وتظهر الشمس؟
لم أدعه يلتقط أنفاسه، جريت نحوه و هو بالكاد يجتاز عتبة الباب، كان يطرد بأنامله عن كتفيه حبات مطر عنيدة التصقت بسترته الرمادية.
- دعيني أدخل أولا.. هذا يسمّونه عارضا يا فاطمة. سحاب محمّل بالمطر الغزير، يمر بسرعة شديدة .. احضري لي سترتي الأخرى وتعالي حدّثيني عن يومك في المدرسة.
أحضرت لأبي سترته.. لم أجلس لأحادثه كما طلب بل هرولت مسرعة خارج الغرفة.. وقفت في وسط الحوش.. ورحت أدور حول نفسي بحركة بهلوانية، رافعة يداي إلى الأعلى، شاخصة ببصري إلى السماء وأنا أردد "عارض، عارض"..قطرات المطر تبلّل وجهي.. أخواتي يقفن على عتبة الباب، يتضاحكن من جنوني، وأمي من نافذة المطبخ، تضرب كفا بكف وتقول "جنّت الصبيّة".
كان المطر قد هطل بسرعة وغزارة ثم توقف في رفّة جفن، كأنّ خيوطا لا مرئية سحبته إلى السماء. بعد ذلك ظهرت شمس مختلفة جدا، مشرقة الجبين، مشدودة الوجه، مورّدة الخد كأنّما اغتسلت بالذهب.
غسل العارض قرميد منزلنا فبدا أحمر قانٍ، والعصافير التي فاجأها المطر و فرّت إلى حيث لا أدري، عادت من جديد لتبدأ موّال الزقزقة فوق شجرة التين العتيقة..
2
كنا نهرول في كلّ اتّجاه.
باغتنا المطر ونحن في باحة الجامعة الفسيحة..
السماء التي كانت صافية تماما تلبّدت فجأة وهطل مطر قوي غزير.
قلت لأحمد ونحن نجري باتّجاه مكتبة الجامعة:
- هل المكتبة أبعد مما كانت عليه منذ قليل أم أنه يتهيأ لي؟
- هي نفسها، يا فاطمة، لكن المطر يغيّر الأبعاد.. هو الوحيد الذي يملك القدرة على تمديد المسافات. اقتربي..التصقي بي وتذكّري دائما ألاّ تدعي المسافة تتّسع بيننا سواء تحت الشمس أو تحت المطر..
وأردف:
- انتظري، ضعي هذا الكتاب على رأسك، سيحميك حتى نصل المكتبة.
- لا..لا.مستحيل ! أفضّل أن يتبلّل شعري على أن نخسر الكتاب. نحتاجه للمراجعة.
- يا مجنونة، الكتاب يمكن الحصول عليه من أية مكتبة. أين سأجد شعرك لو أفسده المطر؟
تعالت ضحكاتنا وامتزجت مع المطر وسحبتها السماء مع العارض إلى الأعلى.
منذ ذلك اليوم لم نضحك سويّا بذاك الصفاء أبدا.
العارض مطر مفاجئ ترسله السماء.
الحب عارض مفاجئ ترسله السماء.
الفرق أن الحب حين يمرّ لا شمس تشرق بعده بل صقيع قاتل يحاصر القلب.
كذلك تماما مرّ عارض حبّنا ليغرق قلبي في عصر جليدي طويل.
قلت لي "هذا الوطن ليس لنا يا فاطمة..هذا الوطن للسرّاق والخونة والمنافقين والجبناء.. لقد اقتسموه قطعة قطعة كالجبن.. هذا الوطن لا مكان فيه للأذكياء والعباقرة مثلك ومثلي يا فاطمة.. هذا الوطن سيقتل طموحنا، سيسحقنا، سيسرق أعمارنا، سيحيلنا ظلالا تمشي على الجدران. أنت و أنا نستحق وطنا أفضل، يعترف بموهبتنا، يقدّر ذكاءنا، يحترمنا..تعالي معي."
قلت لك "أيها الخائن، الناكر للجميل..كيف تقول هذا عن وطننا الذي مات من أجله والدي ووالدك".
ولأشهر طويلة بقيت تحاول إقناعي بالهجرة، الآن أستطيع أن أعترف بالحقيقة.. الفرصة التي جاءتنا لمواصلة الدراسة في أمريكا كانت ذهبية فعلا، من الغباء المصفّى أنني ضيّعتها..كنت تحلم بأنّ تصبح من أشهر المهندسين المعماريين في العالم.. كنت الأول على الدفعة ولم يكن حلمك صعب المنال.
قلت لي كل الأحلام الجميلة تتبخّر في هذا الوطن..قلت لك يبقى وطننا رغم كل شيء وقد كان هو نفسه الحلم ذات زمن..قلت لي الوطن ليس التراب، ليس الحدود الجغرافية..ليس العلم ولا النشيد الوطني ولا الرئيس ولا الملك..قلت لي الوطن هو حيث نستطيع أن نثبت وجودنا وقدراتنا، حيث نستطيع أن نمارس حياتنا اليومية بكل راحة و حرية، هو حيث نكون سعداء وأحرار وآمنين نحن الاثنان.
وكنت أقول لك الهجرة نوع من الهروب والهروب وسيلة الجبناء..
لن يغفر لك والدك الذي لم يخن وطنه ورفاقه والجنود الفرنسيون يقتلعون أظافره وشعر رأسه في سجن "سركاجي"..
هل حقا كنت أدافع عن الوطن و أنا أدرك بأنّ معظم ما تقوله صحيح؟ كنت في الحقيقة أدافع عن الحب..الوجه الآخر للوطن.. أنثى تدافع عن حبها..قطة تحاول حماية صغيرها من الغرباء.. نعم الغرباء..كنت أتساءل.. حبّنا الذي ولد فوق هذه الأرض وتشبّع برائحة هذا التراب هل سينمو ويزهر فوق أرض أخرى، وتربة أخرى، ومناخ آخر؟ كان هذا هاجسي في الواقع.. أن أسافر معك وراء البحر لكي نبني ذاتنا و مستقبلنا فأخسر حبك و أخسر الوطن.
بقينا لوقت طويل بين أخذ ورد.. لا أنا اقتنعت بحتمية الرحيل ولا أنت اقتنعت بضرورة البقاء.
ثم سافرت.
قلت لي كلاما كثيرا، عن القضاء و القدر، عن المستقبل، عن الحب، عن الوفاء..قلت إنك ستكون تعيسا بدوني. نثرت في قلبي تلك الكلمات التي نوزّعها عند الوداع على عتبات الزمن و تحرقها نار الفراق فتصبح بعد وقت قصير مستحاثة بلا روح.
مرت أعوام كثيرة بعدها، وكنت كلما أتذكرك أشعر بالمسافة بيننا تتوسّع أكثر. وأبكي.
الدمع أيضا يمدّد المسافات يا أحمد.
3
- دعيني أغلق النافذة يا سيدتي..المطر يسقط داخل الغرفة.
- لا تفعلي أرجوك. أريد أن أستمتع برؤية هذا المنظر للمرة الأخيرة..أليس اسمه "عارض"..؟
لم تجبها الممرضة. اكتفت بأن صوّبت نحوها نظرة إشفاق ثم غادرت الغرفة. كان وجهها شاحبا كأن ليس به قطرة دم واحدة.. تبدو في العقد السابع من العمر..جاء بها أحدهم في صبيحة يوم شتوي بارد إلى دار المسنّين.دفع كل مستحقات الدار بسخاء. قال أنه من طرف فاعل خير ورفض إعطاء أية معلومات أخرى. لم تكن تتحدّث إلا نادرا..تقضي وقتها ساهمة محدّقة في اللاشيء ولم يكن على لسانها سوى سؤال واحد.."في أي فصل نحن؟"
بعد قليل، حين عادت الممرضة إلى الغرفة لكي تتفقّد العجوز، كانت عدة رسائل و صور مبعثرة على الأرض قرب السرير.
كانت فاطمة قد أغلقت عينيها إلى الأبد.
و كان العارض قد مرّ.










 توقيع : إرتواء نبض



رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
..., مطر, عارض...


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
احمد مطر a7med …»●[دواويــن الشعــراء والشاعرات المقرؤهـ المسموعهــ]●«… 0 02-08-2009 01:12 PM
دراسة تحليلية لانشوده المطر سراب [ابكتب من قصيدي الوزن وغيرهـ من شعر منثور] 4 01-01-2009 10:45 AM

Loading...


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع حقوق النشر لشعارنا و كتابنا ومسميات الموقع خاصة و محفوظة لدى منتديات قصايد ليل الأدبية