فرانكفورت..قلب أوروبا النابض بالجمال والحيوية

موظفوها أصحاب البزات الأنيقة وناطحات السحب المنتصبة فوق أفق المدينة ووجبات الإفطار الفاخرة التي يتناولها رجال الأعمال، إضافة إلى كونها مركز القوة الاقتصادية لألمانيا، كل ذلك لم ينزع عن فرانكفورت صفة الوجهة السياحية المثيرة للاهتمام، ورغم تلك العوامل كلها، فإنها غائصة في التاريخ أيضاً ولا ينقصها الثقافة المثيرة للإعجاب أو الهندسة المعمارية الجميلة والمذهلة المخبأة في أوكارها، فالمدينة مقر للبنك المركزي الأوروبي، وخامس أكبر مدينة في ألمانيا؛ حيث استفادت منذ فترة طويلة من مجموعة واسعة من التأثيرات الثقافية التي أثرتها من مختلف أنحاء القارة.
المدينة التي ولد فيها الكاتب يوهان فولفغانغ فون جوته، تتميز اليوم بمبانيها الحديثة فقد أضحت فرانكفورت مركزاً للأعمال التجارية وتعتبر المباني رموزاً لقوتها المالية. وقد خلق نموها جانباً يشبه أمريكا الشمالية إلى حد كبير منه إلى أوروبا ما أكسب المدينة لقب «مينهاتان». أما الرحلات البحرية أسفل نهر «الماين» فإنها تعطي منظوراً رائعاً للتقدم التاريخي لفرانكفورت، يقطع النهر المدينة إلى نصفين، ويتيح مناظر خلابة لناطحات السحب والمباني التقليدية لمتحف فرانكفورت إمبانكمنت.

المعارض الشهيرة
يتميز الطقس في فرانكفورت عموماً بالاعتدال مع بعض التغييرات الموسمية الطفيفة، ومع ذلك يتميز صيفها بالدفء، ويكون رطباً في بعض الأحيان، وتصل درجات الحرارة إلى 30 درجة مئوية، ويمكن أن يكون الشتاء أكثر برودة مع درجات حرارة تتراوح بين 10 درجة مئوية و10 درجة مئوية، يقام أكبر مهرجان بالمدينة خلال شهور الصيف؛ حيث تتحول ضفتا النهر إلى واجهة مائية رائعة في شهر أغسطس/‏ آب؛ وذلك قبل أن يجذب متحف امبانكمينت فستيفال نحو 3 ملايين من عشاق الثقافة لاحقاً بعد أسابيع.
يأتي معظم السياح إلى فرانكفورت لزيارة معارضها التجارية العديدة ومتابعة أو المشاركة في المؤتمرات ومع ذلك لديها جانب جذب سياحي آخر. تبذل فرانكفورت جهوداً حثيثة للفت الانتباه إلى مصدر فخرها الثقافي، بوصفها مسقط رأس الكاتب الأكثر شهرة في ألمانيا «يوهان فولفغانغ فون جوته» الذي عاش في الفترة ما بين 1749 و1832.
ينصح السياح بألا ينظروا إلى أبعد من سينما أورفيوس إربين المستقلة التي تقوم بعرض الأفلام الفنية والأفلام القصيرة، كما أن الحياة الليلية في المدينة رائعة؛ حيث تكون هناك حفلات لموسيقى الجاز على الهواء مباشرة كما أن الكثير من أماكن الترفيه العصرية الجديدة توفر لزوار المدينة فرصة لإمتاع الذات، فضلاً عن أندية للرقص مذهلة لأولئك الذين يحبون قضاء بعض الوقت في الرقص.
تاريخ المدينة
إن الشيء الوحيد الذي ظل ثابتاً بالنسبة لفرانكفورت بعد أن نجت من الحروب والاحتلال والأوبئة والحرائق المدمرة، هو قدرتها على الصمود كمدينة تجارية دولية. فمن افتتاح معرضها في عام 1157، حتى أصبحت موطناً للبنك المركزي الأوروبي في عام 1998، كانت فرانكفورت مركزاً مالياً لعدة قرون في ألمانيا.
كان الرومان قد أنشأوا فيها مخيماً عسكرياً في عام 83 ميلادية، كما أن مرسوم غولدن بول الذي أصدره الإمبراطور تشارلز الرابع من لوكسمبورج جعل المدينة المقر الدائم للملوك الرومانيين من عام 1356 فصاعداً.
لقد شهدت بورصة فرانكفورت سنوات من الاستقرار؛ حيث بدأ فيها التداول في أواخر القرن السادس عشر، ومع ذلك كانت المدينة تحت الاحتلال السويدي بحلول عام 1614 وكان الآلاف من مواطنيها قد توفوا في ثلاثينات القرن العشرين بعد أن تفشى الوباء، وكان قبله قد اندلع حريقان في الحي اليهودي في 1711 و1721.
بدأت فرانكفورت بين عامي 1879 و1914 في تأسيس قيمتها الاقتصادية والثقافية الحديثة؛ حيث تم افتتاح دار الأوبرا المهيبة «ألت أوبر» في عام 1880 وبدأ قبول الطلاب بجامعة يوهان فولفغانغ جوته في عام 1914.
لقد تم إنشاء محطة السكك الحديدية الرئيسية في عام 1888؛ حيث ازداد عدد السكان إلى أكثر من 300 ألف خلال 30 عاماً؛ حيث كرس عمدة المدينة فرانز أديك جهده حتى أصبحت مركزاً تجارياً للصناعة.
للمدينة باع في الرياضة وخاصة كرة القدم، فقد استضافت فرانكفورت خمس مباريات في كأس العالم لكرة القدم في عام 2006.
بطاقة المرور
تتيح «بطاقة فرانكفورت» المتوفرة للمجموعات والأفراد كبطاقة تذكرة ليوم أو يومين، حرية التنقل على متن جميع وسائل النقل داخل المدينة وإلى المطار، إضافة إلى خريطة مجانية للمدينة.
رحلة الدراجات
يستطيع السياح الاستمتاع في هذه الرحلة بقيادة الدراجات في مسار «نيدا» المسطح والمثالي للمبتدئين على طول نهر «الماين»، الذي يضم معالم، مثل: قصر بولونغارو، والضواحي الخلابة لهوشست؛ حيث يمكن للسائح استئجار دراجته من «نكست بايك».
تناول الطعام
رغم أحوال الطقس يمكن لمحبي الطعام من السياح التوجه إلى سوق كلينماركثال المسقوف، الذي يضم عدداً من المطاعم التي تقدم أصنافاً متنوعة من المؤكلات اللذيذة، فضلاً عن الفواكه والخضار والمعجنات والنقانق.
مناطق الجذب السياحي
* حدائق بالمنغارتن
تربض على مساحة 50 هكتاراً، وتضم أكثر من 6 ألف نوع؛ حيث يعتبر التنزه داخلها رحلة ذات ألوان متعددة عبر المبهجات الطبيعية للكوكب، فتحت الحديقة أبوابها لأول مرة عام 1871، تضم الحدائق أيضاً حيوانات ونباتات جلبت من أنحاء العالم.
* حديقة الحيوانات
واحدة من أكثر الحدائق جذباً في أوروبا؛ حيث تحظى بشعبية كبيرة من قبل كل السكان المحليين والسياح على حد سواء. تضم الحديقة مجموعة كبيرة من الحيوانات ولديها برامج لتربية الحيوانات المهددة بالانقراض، مثل: القطط والذئاب والغورليات، مواعيد الزيارة يومياً من الساعة التاسعة صباحا إلى الخامسة مساء.
* متحف الفنون الحديثة
إن المبنى من الخارج في حد ذاته يعد إحدى مناطق الجذب الرئيسية في المدينة. إنه نقطة جذب معمارية حديثة لمباني فرانكفورت التاريخية الرائعة، ويستحق الزيارة للاستمتاع بمشاهدته من الخارج، مواعيد الزيارة من الثلاثاء إلى الأحد من الساعة العاشرة صباحاً إلى السادسة مساء.
* مسقط رأس جوته
زيارة منزل جوته هي باكورة الزيارات في فرانكفورت بالنسبة لعشاق الأدب الكلاسيكي، وقد تم ترميم المنزل ليعكس شكله عندما ولد جوته عام 1749، ويوجد بجواره متحف جوته؛ حيث يضم معرضاً وحيداً للصور يقتصر على الفترة التي عاش فيها.