سوري الغريق.....

اخلدْ..بنيَّ الى المنام قليلا

فالارض حمراء تضّجُ عويلا

لاتلتفتْ للارض لاتعبأ بها

فالبحر نحوك قد أتاك خليلا

والبحر مهدٌ لايؤّرق مضجعاً

قد صفّق الموج وغنّى هديلا

واسمعْ لأغنية البحار فانها

تشدو بسمعك كي تنام طويلا

ويميد مهدك من تمايل موجه

ارجوحة لتقرّ فيها نزيلا

وانظرْ لوجه البحر ازرق هآدئا

وتراه شيخا في الوقار جليلا

أعطى وقد فاق الكرام نواله

لن تبصر البحر..بنيّ بخيلا

يرمونه شزرا ويصفح زاخرا

قد اكثروا في حقه التضليلا

أنا ماعهدتُ البحر كشّر نابه

او أبدى مخلبه وسلّ صليلا

كلا ولم يرمِ طوال حياته

برميل موتٍ واعتدى تقتيلا

انا ماعرفتُ البحر غيّر جلده

او فجّر الاحرار عاش عميلا

اني عرفتُ البحر طوال شبابه

كرماً يفيض على الزمان جميلا

دعكَ الانام ..ولايغرّك وعدهم

قد ارهبوك وارهقوك وبيلا

لم يرحموا فيك الطفولة غضّة

اذْ صرتَ مطروداً تعيش ذليلا

لوخيّروك البرّ تحيا خآئفا

لآراك تختار البحار بديلا

لذْ بالبحار فلن يخيفك مرّة

ماعاش جلاّداً اتى تنكيلا

وانظرْ لصفحة وجهه متبسّماً

يلقاك بالبشر ضحىً واصيلا

واخاف ان يغرقكَ في احضانه

وانكبَّ يلحسك هوىً تقبيلا

ولدي حسدتك فالبحار اليفة

واراها وطناً لن تحيد رحيلا

والارض خلفك غابة موبوءة

هل لي اليك يابنيَّ سبيلا

فالعُرب ماتوا لم ارَ من يعربٍ

لو انهم وزنوا وجدتَ ضئيلا

ستظل ياولدي مناراً شامخا

قد احيا ربي من منارك جيلا

شعر//ابوسعد النشوندلي