قصة من سيرة إبن تيمية "

"إبن تيمية وما أدراك ما إبن تيمية "

كلنا نعرف شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله من كتبه في الفتاوى او الفقه او التفسير وغيرها لكن تعالوا معي نعرفكم على ابن تيمية المجاهد . (معركة شقحب )

في سنة 699 هاجم المغول بلاد الشام بقيادة الطاغية غازان وكانوا حينئذ قد تظاهروا بالإسلام فتسموا بأسماء المسلمين والإسلام منهم براء وسقطت مدن الشام على أيديهم الواحدة تلو الأخرى فاشاعوا فيها القتل والدمار والاغتصاب يساعدهم في ذلك طائفة من النصارى الموتورين والشيعة الرافضة الذين تولوا كبر هذه الجرائم ولا عجب في ذلك فملة الكفر واحدة ومهما تشتتوا واختلفوا إلا أنهم في عداء هذا الدين متحدين .

وعلى الرغم من نهوض المماليك لصد هذا العدوان إلا أنهم هزموا هزيمة قاسية في معركة الخزندار .

ومن هنا بدأ دور بطلنا وقائدنا شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله فبدأ يحرك المسلمون وقد وقف وحده حينما تخلف الاخرون فأصبح هو القائد الذي يلتف حوله المسلمون ضد المغول , ضبط الأمن في دمشق ونظم الحراسة على أسوارها وضرب أيدي الفاسدين ومنع المعاصي من ان تنتشر في المجتمع ثم بعد ذلك أنطلق إلى طاغية المغول يجادله ويمنعه من دخول دمشق لكي لا يصيبها ما أصاب المدن الاخرى من الشام .

فذهب شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله إلى غازان يجابه فيما يفعل , ويروي شاهد العيان حديث بن تيمية لغازان ذلك الحديث المفعم بالإيمان الذي جعل بطش الطاغية ينقلب إلى احترام وتبجيلاً لهذا العالم.

ثم عاد رحمه الله إلى دمشق ليستنهض الهمم ويعلن الجهاد ويصدر الفتاوى بان المغول مارقون من الإسلام فهم جنس من جنس الخوارج ويصرح بذلك ويقول : لو رايتموني معهم وعلى رأسي مصحف فاقتلوني .... ليزيل الشبه ويخرج إلى جند دمشق يثبتهم ويقوي عزائمهم ويعدهم بالنصر والظفر ويحلف على ذلك فيقولون قل إن شاء الله فيقول إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً.

وسار إلى القاهرة يدعو السلطان المملوكي للجهاد ويحثه عليه وقال له : ( إن كنتم أعرضتم عن الشام وحمايته اقمنا له سلطاناً يحوطه ويحميه ويستغله في زمن الأمن , ولو قُدر انكم لستم حكام الشام ولا ملوكه وأستنصركم اهله وجب عليكم النصر فكيف وانتم حكامه وهم رعايكم وانتم مسؤلون عنهم )

ثم عاد إلى دمشق يبشرهم بقدوم السلطان ويحثهم على الجهاد ويبين وجوبه وفضائله وفي رمضان سنة 702 هاجم المغول بلاد الشام في جيش كبير ولكن الاوضاع تغيرت فجهود شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله قد أثرت في الناس فثبتوا امامهم ودافعوهم وعندما علم السلطان الناصر بذلك خرج على رأس جيشه ومعه الخليفة العباسي المستكفي بالله ووصل إلى الشام وصمم المسلمون على الجهاد فإما النصر أو الشهادة .

وخرج اهل دمشق يقودهم عالمهم الشجاع شيخ الإسلام بن تيمية لابساً سلاحه مع جماعة من العلماء والتقى جيش المماليك في (شقحب) إحدى نواحي دمشق فاتحد معه , ووصل المغول إلى هذا المكان وأصطف الجيشان وسار السلطان والخليفة بين الصفوف يشجعون المسلمين اما شيخ الإسلام فيبشرهم بالنصر ويحثهم على الشهادة في سبيل الله ومكانتها وحمل كأس ماء ويقول للناس أيها الناس أفطروا فإنكم في جهاد ويشرب أمامهم ( تأسيا بما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر )

وفي يوم السبت الثاني من رمضان سنة 702 هجرية التحم الجيشان وأستمر القتال إلى اليوم الثاني فانهزم المغول وتم النصر للمسلمين وقُتل من المغول عدد كبير وأسر منهم الكثير.
هذا بفضل الله اولآ ثم دعوة شيخ الاسلام للجهاد وثباته وحثه المسلمين على الجهاد و تقدمه الصفوف كجندي محارباً ليبث فيهم الشجاعة والاقدام.
رحم الله شيخ الإسلام العالم العامل أبن تيمية الذي جاهد بسيفه وقلمه .