السواك: طريق للجنة

إن التسوك من السنن المهجورة، ومن ينعم بمعرفة السيرة العطرة سيعرف قدر هذه العبادة ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحرص على هذه العبادة أشد الحرص؛ فهي سبب عظيم وميسر للقرب من الله تعالى، عن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «السِّواكُ مَطهرةٌ للفم، مَرضاةٌ للربِّ»؛ النسائي، وصححه الألباني والمسلم الذي يستشعر فضل رضا الرب مالك الملك لمن يستعمل السواك لواظب على التحلي بهذه السنة العظيمة، وبين الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن السواك وسيلة لتطهير الفم فهي وسيلة صحية مأمونة ومضمونة، وكان رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم يلازم التسوك ويحث عليه في أحوال كثيرة؛ فعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قد أكثرت عليكم في السواك»؛ النسائي، وصحَّحه الألباني. السواك تكلفته يسيرة وأجره عظيم، وهذا الأمر للنساء والرجال، والتواصي الشخصي مع المسلمين وسيلة قيمة لإحياء هذه السنة الشريفة، والترغيب فيها عن إهداء السواك للمسلمين وتعليمهم لفضل التسوك وبيانهم لأجره، وأكبر حافز لهذا الأمر هو إدراك المسلم أن كل مرة يستعمل فيها السواك يتقرب إلى الله سبحانه، وينال نصيبا من رضا الله الحليم، ومواضع استعمال السواك كثيرة وتم بيانها في السنة النبوية، منها عند الصلاة والوضوء، فعن أم المؤمنين زينبَ بنتِ جحش رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لولا أن أشقَّ على أمتي لأمرتُهم بالسواك عند كل صلاة، كما يتوضؤون» صححه الألباني في صحيح الترغيب، وعند القيام من الليل؛ فعن حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه قال: «كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل، يشوصُ فاه بالسواك»؛ البخاري، وعند الدخول للبيت فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها: «أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك»؛ مسلم ويتأكد استعمال السواك عند ذكر المسلم للمولى عز وجل؛ وذلك مثل قراءة القرآن الكريم، فالسواك للجنة، فلنحرص عليه. نسأل الله تعالى أن يطهرنا من الذنوب والمعاصي والآثام، وأن يرزقنا مرضاته، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين.