التغذيـة لمرضـى السكتـة الدماغيـة

يزداد خطر الإصابة بسوء التغذية أو نقص الوزن بعد السكتة الدماغية، ويرجع ذلك لما قد ينشأ من صعوبات تعوق الأنشطة اليومية والمقصود في هذه الحالة هو الأكل، وتتضمن بعض الصعوبات التي قد تنشأ بعد السكتة الدماغية الإصابة بمضاعفات البلع المعروفة كذلك بعسر البلع، الإصابة بمضاعفات المضغ، عدم القدرة على تحريك الأطراف أو عضلات الوجه أو صعوبة القيام بذلك، وهو ما قد يؤثر على قدرة الشخص على إطعام نفسه، الاضطرابات الإدراكية كالمعاناة المصاحبة للتفكير واليقظة والانتباه والذاكرة والتعلّم وإصدار الأحكام، وقد ينسى المريض تناول وجباته، وضعف الشهية. ولو تصادفت إصابة مريض السكتة الدماغية بأي صعوبات في البلع أو المضغ فينبغي تعديل قوامات أطعمتهم ليكون وقت تناولهم للطعام أسهل وأكثر تحملًا بالنسبة لهم، وسيقوم أخصائي الكلام واللغة بتقييم قدرة المريض على البلع عند الحاجة لذلك، وسيوصي بالقوامات التي قد يحتاجها ليمكنه تناول الطعام والشراب بصورة آمنة ودون خطر الرشف. تتضمن بعض التعديلات المختلفة للقوام الأطعمة المهروسة والآلية واللينة والعادية، وبالنسبة للسوائل فيمكن تعديلها إلى سوائل خفيفة القوام والعصير والسوائل الثخينة كالعسل، وبعد التوصل لأكثر التعديلات أمانًا، فإن أخصائي التغذية سينظر في نظامه الغذائي وسيحدد احتياجاته الغذائية، وسيقترح طرقًا للتأكد من الوفاء بهذه الاحتياجات، كما سيقترح أنواعًا بعينها من الأطعمة أو نظمًا غذائية خاصة قد يحتاجها المريض، ولو كان تناوله للطعام غير ملائم، فإن أخصائي التغذية قد يقدم له مكملات غذائية ملائمة للتأكد من تناوله الطعام بصورة كافية. وعندما يكون المريض غير قادر على تناول الطعام أو الشراب بالفم أو في حالة عدم استطاعة المريض الوفاء باحتياجاته الغذائية، فقد يوصي أخصائي التغذية بالتغذية المعوية؛ حيث تُحال التغذية الفموية إلى توصيل تركيبة غذائية متكاملة تحتوي على الكربوهيدرات والبروتينات والدهون والمعادن والفيتامينات والسوائل، وذلك من خلال أنبوب وذلك لضمان التناول الأمثل مما يساعد بدوره في التعافي، والوقاية من سكتات دماغية أخرى والحفاظ على الصحة. وليس باستطاعة نوع واحد من الطعام إمداد أجسامنا بكل ما تحتاجه من المواد الغذائية التي نحتاجها للصحة الجيدة لذا يجب الحصول على نظام غذائي متوازن يضم جميع مجموعات الأطعمة، والإكثار من الفواكه والخضروات؛ لأنها تحتوي على مضادات الأكسدة -مما يساعد في تقليل الضرر الواقع على الأوعية الدموية، وكذلك البوتاسيوم وهو ما يمكن أن يساعد في ضبط مستوى السكر في الدم، والألياف- ما قد يساعد في خفض مستوى الكولسترول، عادة تساوي الحصة الواحدة من الفاكهة أو الخضروات نصف كوب من الخضروات المطبوخة، نصف كوب من العصير الطازج، كوب من الفاكهة أو الخضروات النيئة، الخبز وحبوب الإفطار المصنوعة من الحبوب الكاملة. وعلى المريض أن يستبدل أي خبز أو حبوب بيضاء منتقاة بالحبوب الكاملة؛ حيث إنها تحتوي على الألياف التي تساعد في ضبط سكر الدم وإنقاص الوزن وإدارته وتنظيم حركة الأمعاء والصحة العامة للقلب. كما على المريض أن يحاول شرب 8 - 10 أكواب من السوائل يومياً، ويفضل الماء إلا لو أخبره طبيبه بحاجته للتقليل من تناوله. وعليه أن يتناول باعتدال: البروتين الخالي من الدسم، مثل الدواجن منزوعة الجلد، اللحم البقري أو لحم الحمل الخالي من الدسم، السمك، الفول والبازلاء، البيض، واختيار مقاطع تحتوي على كمية محدودة من الدهن أو لا تحتوي على الدهن إطلاقًا وإزالة أي دهون ظاهرة توجد على اللحم الأحمر، وعدم أكل اللحم الأحمر بصورة يومية؛ حيث إنه يحتوي على محتوى دهني أعلى بالمقارنة بالدجاج والأسماك، وأن يقتصر تناوله على مرتين في الأسبوع، ومن المعروف عن هذه المجموعة من الأطعمة أنها تمدنا بالكالسيوم والبوتاسيوم وغير ذلك من المواد المغذية الصحية، لذا على المريض دائمًا اختيار الخيار منزوع الدهن أو منخفض الدهن سواء في حالة اللبن أو الزبادي أو الجبن.