شرب الماء يزيل الألم

قد يبدو لك العنوان غريباً، لكن نتائج دراسة خبراء من نيوزيلاندا أثبتت وجود علاقة وثيقة بين نقص الماء واستفحال بعض الآلام المزمنة.

وقد ضم الفريق الذي قام بالدراسة مجموعة من الباحثين تنوعت اختصاصاتهم بين الطب الرياضي، والتغذية وعلم النفس. وخلصوا إلى أن الجسم السليم يحتاج إلى أن ينال قسطه اللازم من الماء، وأن الأشخاص الذين لا يشربون بصفة كافية تزداد عندهم ضغوط الآلام والأوجاع.
الماء, سبب الحياة:

يعتبر الماء مادة ضرورية لازمة لاستمرار الحياة وتطور الجسم. حيث أن مجموعة من الأعضاء يشكل الماء جزءاً مهماً منها، مثل المخ والعضلات والدم والعظام، فالماء يشكل على سبيل المثال 90 في المئة من المخ.

وتحتاج خلايا الجسم بأكملها للماء حتى تعمل بشكل طبيعي ودون قصور. ويؤدي الشعور بالجفاف إلى اختلال عمل مختلف أجهزة الجسم، كالمخ والجهاز الهضمي والجهاز المناعي، وهو ما يجعل الإنسان يشعر بعدم الراحة ويصاب بالصداع في بعض الأحيان.
شرب الماء يزيل الألم:

أجريت الدراسة السالفة الذكر على مجموعة من الرجال في العشرينيات والثلاثينيات. ودامت التجربة لمدة يومين اثنين، حيث لم يغير الأشخاص من عاداتهم الغذائية في اليوم الأول، في حين أنهم أجبروا على التقليل من شرب المياه في اليوم الثاني.

وتعتمد الدراسة على قياس مدى تحمل بقاء الرجلين في ماء بارد نسبياً، تتراوح درجة حرارته بين 0 و3 درجات مئوية. وبينت النتيجة أن الرجال كانوا أقل تحملاً خلال اليوم الثاني الذي لم يسمح لهم بشرب كميات كافية من الماء.

ولم يقتصر الأمر على القصور في تحمل الألم فحسب، بل إن نقص استهلاك الماء أدى إلى ارتفاع معدل التنفس وانخفاض تدفق الدم إلى الدماغ.
ضرورة شرب الماء طوال اليوم:

وشدد الباحثون على أن الأشخاص الذين يعانون من آلام مزمنة، كما في حالة أمراض السرطان وهشاشة العظام والصداع النصفي، فإن نقصان شرب الماء يزيد حدة الآلام بشكل يصعب معه التحمل.

وأكد الخبراء كذلك على ضرورة شرب الماء طوال اليوم لتلافي المشاكل الناجمة عن الجفاف. حيث أنهم لفتوا الانتباه إلى ظاهرة عدم تناول وجبة الفطور بالشكل الصحيح والاكتفاء بشرب القهوة، بسبب الاستيقاظ المتأخر وزحمة السير، وهو ما يجعل غالبية الناس تقضي فترات طويلة دون أن تمد الجسم ولو بجرعات قليلة من الماء كفيلة بتسهيل عملية أجهزته وإبعاد شبح الصداع والألم عنه.