03-25-2016
|
|
و ( كَــانَتْ إنْــــسِــكَـابـَـــــة )
،،
و ( كَــانَتْ إنْــــسِــكَـابـَـــــة )
السَّـبت :
شَــــيخٌ / عليلٌ / كئيْـب ..
يسيرُ بخُـطًـى مُتثَـاقِـلة ، يقعَ و يَنهض ، فَــيُطلق مِن شَـفتيـهِ المُـتفَـحِّـمَة زَفـرة ًشَـاحبة ،
كَـ لَـعنَـةٍ مَسمُومَةٍ من جَـوفِ كاهِنة .
يُحاول جاهداً أن ينفضَ غبارُ المَـلل عنهُ , فَيأبَى أن يَنصاعَ له .
الأحَــد :
مَــاردٌ / شَـارِدٌ / مُتــسَــلِّط ..
يَلثمُ فاهَ الصّمت , و يبدأُ بثرثَـرة ٍ طَويـلَة لا تسمنُ ولا تُغني مِن جُوع :
يُنعِشُ الأجوَاء , لكنَّـه يُـؤلِـمُ القُـلوب .
أضعُ لجُامـاً من حديدٍ حولَ فَـمِه , فَـ يرتَـخِـي حَـبل الأُغنيَـات ،
وَ تُـذيبُه حُرقَـةٌ قادمةٌ مِن الوَريد تُدعى بــ الّلوعَه .
الإثـنَــين :
هادئٌ / مُـسَـالِمٌ / رَقِـيق :
خلفَ النَّـافذة يتـأمَّـل أحلامَـهُ فَـ يرسمُ وَردة ، يُـهدِيها بَـسْـمَـة ،
وَ يخلدُ بجانبِها راغِـباً أنْ تضخُّ بالقلبِ سَعادتَه .
تهيمُ هيَ بدفءِ أحضانِه , وَ ينعمُ هُوَ بتأوِّهاتِ الحَنين مِنها _
الـثُّــلاثَـاء :
مُتـعَالٍ / غَارقٌ / في الكبريَـاء ،،
يَسحقُ الأرضَ بِـ كِـلْـتَـا قَـدمَـيْه ، فَـ يُقهْـقِه ساخراً , وَ يجُـرّ ثوبَهُ خُيلاء .
بِـ غَـطرسة ِ الطَّـاؤوس يَـفْــقَـأُ بِـ ذيلِـه ( عَين الـذّكْــرَى )
فَيُصيبُها بـــالعَـوَر .
الأربعَــاء :
مُـحِـبٌّ / شَـغوفٌ / عَـطُـوف ،
يُربّتُ على كَتفِ العُشَّاق ، يَعِدهُم بيَوم ٍ قادم ٍ أجمَل مَـليءٌ بالّلقـاء _
يسْـكنهُ حبيبٌ أعمَى .. يَـتلمَّـسُ الصُّور يَبكي الواحِـدة تِـلْوَ الأُخرَى ..
يَـشكِـي إلَـيها نَـادباً حظَّـهُ ،
وَ يُــقِـيم مِـن طقُـوسِ وِحـدَتـهُ كَرنفَـالاً للسَّمَر .
الخَـمِــيس :
حَـالِـــــمٌ / حَـائرٌ / تَـعِـيْـس ،،
يَـبكِـي أهـازيج الشَّـوق , و مكَـاتِـيب الغَـرام ..
يهمسُ في آذان الرَّاحِـلين بحروفٍ شاهِـقَـة حُـبَّـاً وَ وفَـاء ..
يُقسِـمُونَ أمَـامهُ بِــ وعُـودٍ جوفَـاء ..
يتهَـادى فيها الغيَـاب ؛ فَــ تَـصعَـدُ آهَـاتـهُ مُـزمجِـرةٌ حتَّـى أعنَـان السَّـماء .
الجُمعَـة :
طُــــهرٌ / وَ نُـورٌ / وَ نـــقَـاء ،
تــلتَـقِـي الأرواحُ فِـيه زاهِـدةً / حَـافِـيةً مِنْ زِينَـةِ الدُّنْيا
تَسيرُ بِــ نَبْـضٍ مُخْمَـلِيّ تَـزْدَري الأَرْضَ ، و تَـرْنُـو لِــ طُهْرِ السَّماء .
نحوَ مِـحرَاب الغُـفران تَـتدحْرَجُ الخطَـايا بِـ ( خشُـوعٍ ) رَاجيـةً صَـفْـحٌ وَ سَلام _
وَ ( كـَـانَتْ إنْــسِـكَــــابَـــــــة ) ..
كلّ ما سَبق كانَ خَلجَاتُ رُوحٍ مُنهكَة , تـتخبَّـطُ في داخِلها كُتلةَ مشَـاعـر ٍ.
وَ كأنَّها تـخُوضُ مَعركـةً حَـامِـيَـة الوَطِـيس لا تَــتوقّف ..
بحثتُ عن أشلائـهَـا في الأيام ِ, وَ الشهور ِ, وَ السنين .
فَـوجدتُها تُــلَمْلِــمُ أطرافَها المُـتنَـاثرة رغـبةً في أن تنعُـمَ بِـ رَاحَةٍ عَـميقَـة ..
بعدَ تَـنهِــيدة ٍ طويلة سَكنَ الضَّــجيج ،
نَــامتْ الأوراق بِــثُـقل ٍ على ( مِـحبَرة ِ الزّمَـن ) ،
فَــ سقطَتْ ورقَة فوق نـزفِــها جَاثِـمَـة ، ،
لـِـ تُــوقّعَ على جَـبـين ِ الأرض :
" معَ كُلّ بـذْرةٍ ( قَـطرةُ شقَـاءٍ ) ، وَ فِـي كُلِّ وَرقة ٍ ( زَخَّـةُ أمَــلٍ ) ، وَ مِـن كُلِّ ثــمَـرةٍ ( حَـصادُ خَيــرٍ ) "
إلَـى الفشَـل . ؛
" حينَ يسقُـط فنجَـان قهوتكَ ، وَ { يُـسكَـب } على الأرض ..
ليسَـتْ تلكَ نَـهاية العَـالم و إنَّـما :
النهايَـة إذا بكيتَ ، وَ قلتَ سقطَ الفنجَان وَ انسـكَـب ؛ ولم تُحاول سكبَ فُـنجاناً آخَـر لِـ شُـربِـه "
قُـلْ لِـكُـلِّ حَـجَــرٍ عَــثِــرَةٍ ؛
مَـصِـيرُكِ لِـ ( الــرَّكْــلِ ) عَــاجِـلاً أمْ آجِـــلاً ..
إلـى الـعَـــــــزْم ..؛
اجمَعْ من آلامِـكَ حطَباً لـ صَبرِكَ ،
وَ أوقِـدْهُ بـ الرِّضا ، وَ أدْفِئ بهِ رُوحكَ ؛
فـ لا تأسَ على شيءٍ قد يُكـتَـب فيهِ
الخيرَ الـوَفِـير ..
و اعلَـمْ أنّ ما أصَـابكَ لمْ يكُـن لِـ يُـخطِـئك ، ومَـا أخطَـأَك لمْ يكُن لِـ يُصيبكَ ،
أمَّـا رحمَـةُ الله فَـ لا تَـزال واسِـعَـة .
إليـكُـم أنتُـم :
تَـوَضَّـؤُوا بِمَاء اليَقينْ ,. فإن لَمْ تَـجِدوا فَـ تيمَّـمُوا طَيّبَـاً تَفيِضُ مِنْهُ نُـفوسكُـمْ طُهْراً ، وَإِيماناً بِـ خَالِقكُـم ؛
" رَبَـنـا آتِـنـا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةْ وَ هَيِّـئْ لَـنا مِنْ أَمْرِنَـا رَشَداً ".
أحِـبُّـوا الحيَــاة كَـيفمَـا تكُــون ... فَـإنَّـما الأيَّـامُ دُوَلٌ بينَ النَّـاس
فَـ كُلِّ حُـزنٍ سَـ يَـنقضِـي , وَ كُـلّ غَـمٍّ سَـ يَـنجلِـيْ ، وَ كُـلّ جَــميل ٍ آتٍ ..!!
مِـن أرشِـــيف قَـلمِـي الخَـاص
لا أُحلِّــل قَـطْـفَـها فَــ رِفْـقـاً بأزهَـاري ..
|
|
|
|